يا مَيُّ مَلَّ الهَوى إِلّا مَعناكِ
يا مَيُّ مَلَّ الهَوى إِلّا مَعناكِ / وَحالَ صَبٌّ صَبا إِلَا لِمَعناكِ
وَغَيَّر اللَومُ مَن يَهوى سِواكِ وَلَم / تُحَل صُروفَ الرَدى مَن كانَ يَهواكِ
وَأَصبَحَ الناسُ مَسروراً بِسِرِّكِ عَن / عِلمٍ وَآخِرِ مَغروراً بِأَسماكِ
يَغتالُهُ مِن سَرابِ الآلِ خَلَّبَهُ / فَيَنثَني عَن بَروقٍ مِن ثِناياكِ
وَيوهِم الناسَ جَهلاً مِنهُ مَعرِفَةً / بِكَنَهِ مَعنى الهَوى عَن ضَعفِ إِدراكِ
وَكَنهُ مَعنى غَرامي لَيسَ يَشهَدُهُ / بِكَنَهِ حُسنِكَ إِلّا مَن تَمَعناكِ
وَلَستُ مَن يَدَّعي وَصلاً بِلا سَفَرٍ / إِلى حِماكِ وَقُرباً دونَ لُقياكِ
فَكَم عَقَرتُ عَلى البَيداءِ مِن بَدَنٍ / أَكَلَهُ السَعيُ في قَصدي لِمَغناكِ
وَكَم سَلَكتُ رُبى الوَعساءِ مُجتَهِداً / عَلَيَّ أُرَوّي صَدى قَلبي بِرَيّاكِ
وَالعِزُّ مِنكِ وَذُلّي فيكِ قَد ضَمِنّا / بِاليَأسِ مِن طَمَعي بِالوَصلِ إِهلاكي
وَكَيفَ يَطمَعُ مِثلي في وِصالِكِ أَو / بِأَن تَرى عَينُهُ مَرعى مَطاياكِ
لَكِن ظُهورِكَ بِالتَأنيسِ جَسِّرَني / حَتّى تَفَوَّهتُ في سِرّي بِذِكراكِ
يا رَبَّةِ السَترِ هَل لِلكَشفِ مِن أَمَدٍ / يُقضى فَيُجلى قَذى عَيني بِرُؤياكِ
وَهَل لِلَيلِ الجَفا صُبحٌ فَيَرقُبُهُ / مَن لا يُرى الصُبحَ إِلّا مِن مُحَيّاكِ
وَما اِختَفى الصُبحُ عَنّي يا مُنى أَمَلي / لَكِنَّما السَقمُ عَن عَينَيَّ أَخفاكِ
سِفِرتِ فَاِحتَجَبَت عَنكِ العُيونُ فَفي / حَجبِ العُيونِ كَمالُ اللُطفِ أَبداكِ
حَكيتِ بِالعَينِ أَعياناً شَهِدنَكِ كَال / مَحكِيِّ وَاِحتَجَبوا عَن رُؤيَةِ الحاكي
حَتّى رَأى كُلُّ شَخصٍ مِنكَ طاقَتَهُ / في حَدِّهِ فَاِنتَفى تَحديدُ مَعناكِ
وَلَم يَنَل أَحَدٌ عِلمَ الإِحاطَةِ بِالغَي / بِ المَشاهِدَ في الأَكوانِ إِلّاكِ
فَإِن أَقُل غَيرَ هَذا فيكِ وَاِخجَلي / مِن الغَرامِ وَواكُفري وَإِشراكي