المجموع : 5
يا أرضَ بيروتَ بُشرَانا وبُشراكِ
يا أرضَ بيروتَ بُشرَانا وبُشراكِ / لقد أتى اليومَ مَوْلانا ومَوْلاكِ
من أرضِنا رحمةُ الله الكريمِ أتى / مع فَيْضِ رحمتهِ من عُلْوِ أفلاكِ
قد فتحَ الخِصْبُ عينَ الزَّهرِ حاكِيةً / زُهْرَ النُّجومِ وكانَ الفضلُ للحاكي
فليسَ من نائحٍ غيرَ الحَمامِ ولا / غيرَ السَّحائِبِ في أقطارنا باكِ
زارَ الوزيرُ حِماكِ اليومَ منعطِفاً / وحَلَّ كالرُّوحِ في جسمٍ فأحياكِ
الرَّاشِدُ الماجدُ المرفوعُ مَنصِبُهُ / والصَّائِبُ الحُكمِ عن عِلمٍ وإدراكِ
هذا الذي تَظلِمُ الأموالَ راحتُهُ / وعدلُهُ يُنصِفُ المَظلومَ والشَّاكي
ماضي الحُسامِ بسيفِ اللهِ منتقمٌ / من كلِّ طاغٍ شديدِ البأسِ فتَّاكِ
ذكاؤُهُ مثلَ نورِ الشَّمسِ مُتَّقِدٌ / وذكرُهُ مِثلُ عَرْفِ العَنبَرِ الذَّاكي
رحيبُ صَدْرٍ تضيعُ النَّائباتُ بهِ / كالبحرِ يَسبَحُ فيه بعضُ أسماكِ
إذا التَقتهُ خُطوبُ الدَّهرِ عابِسةً / لاقَى الخُطوبَ بوجهٍ مِنهُ ضَحَّاكِ
يَرعَى الأهالي كأولادٍ مكرَّمَةٍ / لهُ ويحَمي أراضيها كأملاكِ
وللصديقِ التِفاتٌ مِن صَداقَتِهِ / إلاّ لدَى حُكمِ تسريحٍ وإمساكِ
يا أرضَ سُوريَّةَ المسعودَ طالِعُها / حَمْداً وشُكراً فإنَّ اللهَ أعطاكِ
ويا عشائرُ باسمِ الله مَنزِلُكم / ويا قوافِلُ باسمِ اللهِ مَجراكِ
بُشراكَ بالخيرِ يا لُبنانُ بُشراكا
بُشراكَ بالخيرِ يا لُبنانُ بُشراكا / نصرٌ عزيزٌ مِن الباري تَولاَّكا
أَقَمتَ في ظِلّهِ المسعودِ مُغتبِطاً / فلم تكنْ نُوَبُ الأَحداثِ تَغشاكا
هذا الوزيرُ الذي أعتَزَّتْ بمَنصِبهِ / رُباكَ حتَّى غدَت في الأرضِ أَفلاكا
التارِكُ السَّيفَ في أَيدي الطُّغاةِ عصاً / والتَّارِكُ الصَّعْدَةَ السَّمراءَ مِسواكا
والمُحسنُ الصُّنعَ في سِرٍّ وفي عَلَنٍ / للخيرِ مُلتزِماً للشَّرِ ترَّاكا
لهُ التصرُّفُ في لُبنانَ مُحتكماً / في الأَمرِ والنَّهيِ إِطلاقاً وإِمساكا
يقَظانُ هَذَّبَ فيهِ كلَّ ذي أَوَدٍ / حتَّى تَظُنَّ وُعولَ النيقِِ نُسَّاكا
أَضحى بهِ جَنَّةً طابتْ مغَارِسها / فلم تَكَدْ تُنبِتُ الصَّحراءُ أَشواكا
يا سيداً قصرَّتْ فِكري مَعارِجُهُ / فما أَنالُ لهُ بالوصفِ إِدراكا
أَعطاكَ ذو العرشِ حظّاً في الأَنام بهِ / فُزنا بأَسنَى العَطايا حينَ أَعطاكا
فلا تزَلْ في حِمانا غَيثَ مَعدِلةٍ / تُحيي البِلادَ بما أَجرَتهُ كفاَّكا
حتَّى تقولَ جِبالُ الأرضِ حاسدةً / لُبنانَ يا ليتَنا إِيَّاكَ طُوباكا
في دارِ مولايَ عبدِ القادرِ انتظَمتْ
في دارِ مولايَ عبدِ القادرِ انتظَمتْ / زُهرُ النُّجومِ فقلنا هَهُنا فَلَكُ
كواكبٌ حولَ شمسٍ تستفيدُ بها / أشعَّةً مِن سَنَى الأنوارِ تحتَبِكُ
أشبالُ ليثٍ عظيمِ الشَّأن مُقتدرٍ / فاقَ الكِرامَ فلمْ يَلْحقْ بهِ دَرَكُ
يُدعَى أميراً لجهلٍ بالصَّوابِ فمَن / أصابَ قال لَعَمْري إنَّهُ مَلِكُ
فارَقتَ ربعَ بني الحدَّادِ مُنتقِلاً
فارَقتَ ربعَ بني الحدَّادِ مُنتقِلاً / عَنهُمْ إلى جنَّةٍ أبقَتْ لهم جَسَدكْ
فقيلَ قِفْ وَسْطَ دارٍ أرَّخوكَ بها / وانظُرْ بعينكَ يا توما ومُدَّ يَدَكْ
أوصَى بها مِن بَنِي العَبْسيِّ منتقلٌ
أوصَى بها مِن بَنِي العَبْسيِّ منتقلٌ / مِن عهدِ عامٍ إلى أبراجِ أفلاكِ
مِن مالهِ بُنيَتْ فاعتاضَ مَنزِلةً / في الأوجِ فائقةً عن طَوْرِ إدراكِ
كقُبَّةِ العهدِ ذاتِ القُدسِ قد رُفعتْ / نحوَ الأعالي على أعضادِ أملاكِ
دَعَتْ إلى نظمِ تأريخٍ فقُلتُ بهِ / يا قبَّةَ العهدِ إبراهيمُ أنشاكِ