المجموع : 3
أيّامَنا بالحِمى ما كانَ أحْلاكِ
أيّامَنا بالحِمى ما كانَ أحْلاكِ / كم بِتُّ أرعاهُ إجْلالاً وأرْعاكِ
لا تُنْكِري وَقْفَتِي ذُلّاً بِمَغْناكِ / يا دارُ لولا أحِبّائي ولولاكِ
لَما وَقَفْتُ وُقوفَ الهائِمِ الباكِي /
أحبابَ أنْفُسِنا كَمْ ذا النَّوى وكَمِ / ويا مَعاهِدَ نَجْوانا بِذِي سَلَمِ
تاللهِ ماشُبْتُ دَمْعي للأسى بِدَمِ / ولا لَثَمْتُ تُرابَ الأرْضِ مِنْ كَرَمِ
إلا مُراعاةَ خِلٍّ باتَ يَرْعاكِ /
هَلْ مِنْهُمُ ليَ عَطْفٌ بَعْدَ دَلِّهِمُ / آهاً لِقَلْبي عَلى تَبْدِيْدِ شَملِهِمُ
تاللهِ ما تسمحُ الدُّنيا بِمِثْلِهِمُ / ما كانَ أحْلاكِ يا أيَّامَ وَصْلِهِمُ
ويالَيالي الرِّضا ما كانَ أضْواكِ /
يا بدرَ تِمٍّ تَجافَتْ عَنْهُ أرْبُعُنا / وَلم يَزَلْ تَحْتَوِيهِ الدَّهْرَ أضْلُعُنا
ما لِلنَّوى بضُروبِ الوَجْدِ تُوجِعُنا / إذا ذَكَرْتُ زَماناً كانَ يَجْمَعُنا
تَفَطَّرتْ كَبدِي شَوْقاً لِمَرآكِ /
لعلَّ رَوْحَ الرِّضا يَدْنُو بِهِمْ وعَسى / فَيُثْبِتُ القُرْبُ ما بالبُعْدِ قدْ دَرَسا
كَمْ ذا أُنادِي وأشْدوا الأرْبُعَ الدُّرُسا / ياقَلبِيَ الصَّبَّ أيْنَ الصَّبْرُ عادَ أسى
ويا منازلَ سَلْمى أيْنَ سَلْماكِ /
إن تُعْتِبَ الخِلَّ في ذَنبٍ جَزاك قِلىً
إن تُعْتِبَ الخِلَّ في ذَنبٍ جَزاك قِلىً / أو تُعْفِهِ يَبْقَ طُوْلَ الدهرِ يؤذِيكا
فإنْ تُطِقْ تَجمع الضِّدَّيْنِ في نَسَقٍ / فَرُبَّما قَد تَرى خِلّاً يُواتِيكا
أَكُلُّ شاكٍ بداءِ الحُبِّ مُضْناكِ
أَكُلُّ شاكٍ بداءِ الحُبِّ مُضْناكِ / ماذا جَنَتْهُ عَلى العُشَّاقِ عَيْناكِ
قدْ كانَ لِي عن سَبيل الحُبِّ مُنْصرَفٌ / حَتَّى دَعَوْتِ لَهُ قَلْبي فَلَبَّاكِ
أيْقَظْتِه لأساه ثُمّ نِمْتِ وَما / بالَيْتِ إيَّاكِ شكوى الصَّبِّ إيّاكِ
أحْيي ذَماي وما أتْلَفْتِ مِنْ رَمَقٍ / إنْ قلتُ عِطفاكِ قالا بَلْ دَلالاكِ
كأنني لَسْتُ أدري مَنْ أراقَ دَمي / واللهِ ما بفُؤادي غَيْرُ مَرْماكِ
أسْتَغْفِرُ اللهَ لا أبْغِيكِ مَظْلَمَةً / فأنْتِ منِّيَ في حِلٍّ ومِنْ ذاكِ
كُلٌّ عَليَّ له جُنْدٌ مُجَنَّدَةٌ / يَكْفيكِ يا هِنْدُ أنّي بعضُ قَتْلاكِ
كَيْفَ الخَلاصُ لِمثْلي مِنْ هَواكِ وَقَدْ / رمىَ بيَ الوَجْدُ في أشراكِ أسْراكِ
أعْدَتْ جُفونُكِ قَلْبي حَيْرةً وضَنىً / فَهَلْ دليلٌ لقلبٍ حائرٍ شاكِ
قَدْ كُنْتُ أطْمَعُ أنْ تَصْحُو صَبابَتُهُ / لو قَدْ صَحَتْ مِنْ حُمَيّا التِّيْهِ عِطْفاكِ
زَجَرْتُ فيكِ رَسُولَ الطرفِ عن نظَرٍ / فهلْ عَلى القَلْبِ عَتْبٌ إنْ تَمَنَّاكِ
يا طَلْعَةَ الحُسْنِ تَزْهُو في مَلابِسِهِ / رُحْماكِ في أنْفُسِ العُشَّاقِ رُحماكِ
تِيْهي على الشَّمسِ واسْبي البَدْرَ مَطْلعَهُ / فإنَّما رَوْضةُ الدُّنيا مُحيَّاكِ
أقولُ والرَّوْضُ يُجْلَى في زَخارفهِ / مَنْ عَلَّم الرَّوْضَ يَحكي حُسْنَ مَغناكِ
في فِيْكِ راحٌ وفي عِطْفَيْكِ هِزَّتُها / فَهَلْ تَثنِّيْكِ سُكْرٌ مِنْ ثَناياكِ
أليْسَ مِنْ أعظمِ الأشياءِ مَوْجدةً / أنْ تَضحكي بي وطَرْفِي دائِمٌ باكِ
وأقْطَعُ العُمْرَ مالي في سِواكِ هَوىً / ولَيْسَ لي مِنْكِ يَوْماً حَظُّ مِسْواكِ
أُوْمي بفيِّ لِتَقْبيلِ الصَّبا وَلَهاً / أقول شَوْقاً عَساها قَبَّلتْ فاكِ
وأملأُ الصَّدْرَ من أنْفاسِها كَلفاً / بِما أشُمُّ بها من طِيْبِ رَيَّاكِ
هَلْ بالأُثَيْلِ وبانِ الجزعِ تَسْليةٌ / وما الأُثَيْلُ وبانُ الجَزْع لَوْلاكِ
إنّي لأَهْواهُ والثَّاوي بحِلَّتهِ / ولَسْتُ أهوى على التَّحْقيقِ إِلّاكِ
يا مَنْ نأتْ وبأحنْاءِ الضُّلوع ثوَتْ / تُراكِ تَنْسَيْنَ صَبّاً لَيْسَ يَنْساك
أما وسِرُّ جَمالٍ أنْتِ رَوْنَقُهُ / لَو صُوِّرَ الحُسْنُ شَخْصاً ما تَعَدَّاكِ
حَيِّي عَلى البُعْدِ تُحيي نَفْسَ ذي كَمَدٍ / ما إنْ تَهُبُّ صَباً إِلّا وحَيّاكِ