كَيفَ السُّلوُّ وَقَلبي لَيسَ يَنساكِ
كَيفَ السُّلوُّ وَقَلبي لَيسَ يَنساكِ / وَلا يَلَذُّ لِساني غَيرَ ذِكراكِ
أَشكو الهَوى لِتَرِقِّي يا أُمَيمَةُ لي / فَطالَما رَفِقَ المَشكُوُّ بِالشَّاكي
وَلَستُ أَحسَبُ مِن عُمري وَإِن حَسُنَتْ / أَيَّامُهُ بِكِ إِلّا يَومَ أَلقاكِ
وَما الحِمى لَكِ مَغنىً تَنزِلينَ بِهِ / وَلَيسَ غَيرَ فُؤادِ الصَبِّ مَغناكِ
يَشقى بِبَعضيَ بَعضِي في هَواكِ فَما / لِلعَينِ باكيَةً وَالقَلبُ يَهواكِ
إِن يَحكِ ثَغرَكِ دَمعي حِينَ أَسفَحُهُ / فَإِنَّني جُدتُ لِلمَحكيِّ بِالحاكي
وَمِن عُقودِكَ ما أَبكي عَلَيكِ بِهِ / وَهَل عُقودُكِ إِلّا مِن ثَناياكِ
ما كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الدُرَّ مَسكَنُهُ / يَكونُ جيدَكِ أَو عَينَيَّ أَوفاكِ
وَرُبَّ لَيلٍ أَراني الفَجرُ أَوَّلَهُ / بِحَيثُ أَشرَقَ لي فيهِ مُحَيّاكِ
فَكادَ الرُّعبُ يَطوينا وَيَنشُرُنا / يُحَدِّثُ الحَيَّ عَن مَسراكِ رَيّاكِ
ثُمَّ اِنصَرَفتِ فَما ناجَى خُطاكِ ثَرىً / إِلّا تَضَوَّعَ مِسكاً طابَ مَمشاكِ
وَأَنتَ يا سَعدُ تَلحاني عَلى جَزَعي / إِذ فاتَني رَشأٌ ضَمَّتهُ أَشراكي
وَالصُبحُ يَعلَمُ ما أَبكى العيونَ بِهِ / فَسَلْ مَباسِمَهُ عَن مَدمَعِ الباكي