المجموع : 10
قالوا سقى الماءُ بطنَ وهبٍ
قالوا سقى الماءُ بطنَ وهبٍ / فقلت أنَّى وكيف ذاكا
أين هواضيمُهُ اللواتي / كان يُداوي بها بِراكا
لم نرَ يا وهبُ ذا بغاءٍ / مُستسقياً بطنُهُ سِواكا
إن يكُ لم يُغنِ عنك شيئاً / وَقْعَ الهواضيم في حشاكا
لقد سُقي الماءَ بطنُ سوءٍ / شفاه ربي ولا شفاكا
بُنَيَّ إنَّ فضولَ الحظِّ مَبْشَمةٌ
بُنَيَّ إنَّ فضولَ الحظِّ مَبْشَمةٌ / فخذ لقوتِك بعض الحظ واتَّركِ
وكن قلنْسُوَةَ المملوك تحظَ بها / ولا تكوننَّ نعليْ بِذْلة الملكِ
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا / وزادَ جدَّك إسعاداً وأبقاكا
يسقي السحابُ فتحكيه فتشبهُه / ولا يشبَّه سقياه بسقياكا
نضحتَ بالماء في يومٍ وقد نفحت / في عامهِ كلِّه بالماء كفّاكا
وما أردتَ بإغباب الندى قسماً / إجمامَ مالكَ بل إجمام حَسْراكا
أجممت حسرى أياديك التي ثَقُلتْ / على الكواهل حتى آدها ذاكا
كي يستريحوا فيزدادوا براحتِهم / فضلَ اضطلاعِ بما تُسدي يميناكا
وما مللتَ العطايا فاسترحْتَ إلى / إغبابها بل همُ ملّوا عطاياكا
وما نهتْهم عن المرعَى وخامتُه / لكنه أسنقَ الراعين مرعاكا
تدبَّرَ الناسُ ما دبرْتَهم فإذا / عليهمُ لا على الأموالِ بُقياكا
أمسكتَ سيْبَكَ إضراءً لرغبتهم / وما بخلتَ وما أمسكتَ ممْساكا
هذا على أنّ ظني فيك يخبرني / أن قد أتيتَ من الإفضال مأتاكا
وإن لهوتَ بنضحِ الماء آونةً / فما أراه عن المعروفِ ألهاكا
بل قد أقمتَ لعيد اللهو سُنَّتهُ / وما عدوتَ من الإحسان مجراكا
لا شأنَ يُلهيك عن شأنِ النَّدَى أبداً / إلا نظيرٌ له من شأنِ تقواكا
قد كنتُ أخطئُ في أيامِ تهنئتي / بالمهرجانِ وبالنَّيروز إياكا
وكان أصوبَ من هذاك تهنئتي / إياهما بك لو لُقِّيتُ هذاكا
إنَّ الزمانَ الذي تحيا فتبلغُهُ / يا ابنَ الكرام لمغبوطٌ بمحْياكا
فالآن أُهدي إلى النيروز تهنئتي / والمهرجانِ إذا آنا فزاراكا
ليشكرا لك أنْ فخمْتَ شأنهما / عن غير مَيْلٍ إلى الإلحادِ حاشاكا
لم تأتِ مأتاك في تعظيم قدرهما / من بابِ دينك بل من بابِ دنياكا
كادا يقاسان بالعيدين إذْ وُسِما / بوسمِ يَوْمَيْنِ من أيامِ مَلهاكا
ليسا بعيديْ صلاةٍ غيرَ أنهما / عيدا نوالٍ لمن يعترُّ جدواكا
لراحتيك إذا وافى صباحَهما / جِدٌّ وأنت تراه من هُوَيناكا
تعطي رغابَ العطايا لاعباً فكِهاً / وأنت تُحيي خلال الهزل هُلّاكا
فمهرجانُك والنيروز قد غدوا / سيان عند ذوي التقوى وعيداكا
إذ فيهما كل بر أنت فاعله / في يومِ فطرِك أو في يوم أضحاكا
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على / نفسٍ تمرُّ بها لوعاتُ هجرانِكْ
لشاهدٌ حالفٌ للحالفينَ لها / بأنَّ سرَّك فيه مثلُ إعلانِكْ
قد أوبقتني ذنوبٌ لستُ أعرِفُها / فاجعلْ تغمُّدَها من بعض إحسانكْ
وارفُق بنفسٍ فلم تعْمَهْ وإنْ جهلَت / مقدارُ زلَّتها مقدارُ غفرانك
فإنْ أبيتَ لأيمانٍ مؤكدةٍ / فبَذْلُك العفوَ كفاراتُ أيمانك
عاقبتني بعقابٍ لا أقومُ له / وأنت تَحرَجُ من تقويمِ غلمانِك
لا تجعلنّي قذاةَ الكأسِ مقليةً / بعد اعتداديَ من منفوسِ ريحانك
واذكر وُقيتَ من النسيان أسوَأَه / كوني سُرورَك في أيام أحزانك
أيام آتيك ندماناً فتقبلُني / ولا ترى أنَّ ندمانا كندمانك
عفواً فإنّا عبيدٌ إن صمدْتَ لنا / بالجدّ قاتلتَ منا غيرَ أقرانك
بحقّ منْ أنت راجيه وخائفُهُ / جُدْ باغتفارٍ وأخْمِدْ بعض نيْرانك
وزِنْ ذنوبي بما أسلفتُ من حسنٍ / فإنني لستُ أخشى ظُلمَ ميزانك
أصبحتَ يا بن حريث اللؤم مُرتبكاً
أصبحتَ يا بن حريث اللؤم مُرتبكاً / مثل الغطاطةِ في أنشوطة الشَّرَكِ
فإن نزتْ نَشَقَتْ فيها أو اختنقتْ / وإن ونتْ وتراخَتْ فهي للدَّركِ
فلا السكونُ ينجّيها متى سكنتْ / ولا يُنفّسُ عنها شدةُ الحركِ
كذاك أنت إذا استحميتني ابتركت / فيك القوافي ابتراكاً غير متَّركِ
وإنْ سكتَّ ذليلاً غير منتصرٍ / ورتْك وارِيَةُ الأحقاد والحسكِ
شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته
شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته / شهرٌ طويلٌ ثقيلُ الظلّ والحركَهْ
يمشي الهُوَيْنا وأمَّا حين يَطْلِبُنا / فلا السُّلَيْكُ يدانيه ولا السُّلَكَهْ
كأنه طالبٌ ثأراً على فرسٍ / أجدَّ في إثر مطلوبٍ على رَمَكَهْ
أذمُّهُ غيرَ وقتٍ فيه أحمدُهُ / منذُ العِشاءِ إليهِ أن تسقَعَ الدِّيَكَهْ
وكيف أحمدُ أوقاتاَ مذممّةً / بين الدُّؤوب وبين الجوع مشتركَهْ
يا صدقَ من قال أيامٌ مباركةٌ / إن كان يكنى عن اسم الطول بالبركَهْ
لو كان عمري طريقاً ما لقيتُ به / إلا الصيامَ وإلا شهرهُ نبكَهْ
شهرٌ كأنّ وقوعي فيه مِنْ قلقي / وسوءِ حالي وقوعُ الحوتِ في الشَّبكَهْ
لو كان مولىً وكنا كالعبيد له / لكان مولىً بخيلاً سَيِّئَ الملَكَهْ
قد كاد لولا دفاعُ اللَّهُ يُسلِمُنا / إلى الرَّدى ويُؤدينا إلى الهَلَكَهْ
لم يظلم الدهْرُ أنْ توالتْ
لم يظلم الدهْرُ أنْ توالتْ / فيكم مُصيباتُه دِراكا
كُنْتُمْ تجيرُون مَنْ يُعادَى / منْه فعاداكُمُ لِذاكا
رأيتُ منكسر السكَّانِ ظاهرُهُ
رأيتُ منكسر السكَّانِ ظاهرُهُ / هَوْلٌ وتأويلُه فألٌ لمنجاكا
كسرٌ لناكِس دارٍ كنْتَ تحذَرُهُ / وصحّةٌ لك تُحيينا بمحياكا
لأن لفظة سُكَّان إذا قُلبَتْ / حروفها ناكس لا شك في ذاكا
فازجره ناكسَ داءٍ هَدَّ قوَّتَه / لك المليكُ الذي ما زال مولاكا
ولا يرُعْكَ رجوعٌ بعد مُعتزَم / ففي رُجوعك تبشيرٌ برُجْعاكا
رجعتَ حين نهاك اللَّهُ مُزْدَجراً / وكيف تَمضي ورب الناس يَنهاكا
نهاكَ بالريح حتى حلّ مَنْحسة / من المناحس ما كانت لتلقاكا
فإن أقمتَ ففي خفضٍ وفي دعةٍ / وإن ظعنتَ فربُّ الناس يرعاكا
لا زلْتَ في كلّ أمرٍ أنت فاعلُه / مبارك البدءِ مغبوطاً بعقباكا
تخذتُ عرضَك منديلاً أَمَشُّ به
تخذتُ عرضَك منديلاً أَمَشُّ به / كفّي إذا غُمِرت من عرضِك الزّهِكِ
فكفّيَ الدهرَ لا تنقى أناملها / من لحمك الغثِّ أو من عرضك الودِكِ
ما ضرَّهُ جُدَرِيٌّ حلّ وَجنتَه
ما ضرَّهُ جُدَرِيٌّ حلّ وَجنتَه / لولا النجومُ إذاً لم يحسن الفلكُ
إن العيون لتشتاقُ الرياضَ إذا / ما الزهرُ أشرقَ فيها وهوْ مُشتبكُ
ولن يزيدَ بَهاءً تاجُ مملكةٍ / حتى يرصِّعَهُ بالجوهرِ الملكُ