المجموع : 7
حبي الخليفةَ مولانا ومولاكِ
حبي الخليفةَ مولانا ومولاكِ / إن سارَ في الجيشِ محفوفاً بأملاكِ
فأنشدت أممُ الإسلامِ قائلةً / يا بنتَ مكةَ إنّا من رعاياكِ
الحمد لِلَّهِ بالإسلامِ شرَّفنا / وما عَرفنا الهُدى حتَّى عرفناكِ
فللرسولِ وأهليهِ وأُمتهِ / فضلُ الهدايةِ مقروناً بنعماكِ
ومرجعُ الدينِ والدنيا إلى عربٍ / في بيتِهم أشرقت أنوارُ أفلاكِ
فالأفضليةُ في الدارينِ فزتِ بها / طوباكِ يا بنتَ إسماعيلَ طوباكِ
منكِ الجمالُ تحلّى بالجميلِ لنا / وإنّ حسنَكِ مشفوعٌ بحسناكِ
ما نَسلُ جَدِّكِ من عربٍ ومن عجمٍ / إِلا خلاصةُ وردٍ طيِّبٍ زاكِ
فهو القويُّ على ضعفٍ وأنتِ بهِ / قويةٌ فأسودُ الغابِ تخشاكِ
أنتِ التي طلعت عذراءَ طاهرةً / زهراءَ سافرةً ما بين أحلاك
صانت بمُرهَفِها آياتِ مصحفِها / حتى أذلّت ذوي كفرٍ وإشراك
أنتِ العظيمةُ فوقَ الرملِ نائمةً / أنتِ الكريمةُ في أيام بؤساك
أنتِ الرحيمةُ والأسيافُ مُصلتةٌ / أَنتِ الحليمةُ والأبطالُ أسراك
أنتِ العفيفةُ واللذاتُ سائحَةٌ / أنتِ الظريفةُ والزهراءُ مغناك
أنتِ الخفيفة والأعناقُ مثقلةٌ / أنتِ اللطيفةُ والأعلاجُ أعداك
من مثل جَدِّكِ أو مَن مثل قومِك من / شروى نَبيّكِ يا ليلى وشرواك
ألم تقل كلُّ أرضٍ قد حَللَتِ بها / أهلاً وسهلاً فبُشرى اللهِ بُشراك
السندُ والهندُ ثم الصينُ قد شهدت / راياتِ قومِكِ فافترّت لمرآك
حيي هنالِكَ أرواحاً تحن إلى / روحِ النبوَّة حيثُ الروحُ حيّاك
هي الحمائمُ فوقَ البيتِ حائمةٌ / ولم تحُم حولَ بيتِ اللهِ لولاك
فمهبطُ الوحي والتنزيلِ في بلدٍ / جبريلُ فيهِ بآي اللهِ ناجاك
عندَ الصلاةِ وعندَ الموتِ أعيننا / ترنو إليهِ وقد لاحت ثناياك
في حجّ كعبتهِ أو نحو قبلتِهِ / رضى الذي بجميع الناس أوصاك
المسلمونَ إِلى البطحاءِ مرجعُهم / وليسَ يجمعهم إِلا محيّاك
فجمِّعيهم وإلا جمّعي عرباً / تفرقوا بعدَ ما ناخَت مطاياك
لهم مُمالكُ شتى لا ملوكَ لها / والرومُ قد أضعفوا فيهم مزاياك
تلك الممالكُ بالإسلامِ قد زهرت / وكلٌّ خيرٍ نأى عَنها بمنآك
تمسَّكي بعرى الإيمانِ واثقةً / فإنَّ دِينَك موصولٌ بدنياك
وإنه عربيٌّ أنتِ مصدرُهُ / بهِ العليُّ أمورَ الخَلقِ ولاك
أثبتِ دينَ الهدى والحقَّ غالبةً / فما أعزّك في الدنيا وأعلاك
ظَللتِ عَرباءَ صانتها بداوتُها / فأحسنَ اللهُ عُقبانا وعُقباك
لا أعجميَّ سطا يوماً عليكِ ولا / دَخيلَ فاللهُ من تَقواكِ أعطاك
يا بنتَ يَعربَ في عينيكِ لائحةٌ / أسيافُ من فتحوا الدنيا لعُلياك
ثلّوا العروشَ وقد فلّوا الجيوشَ بها / أعظِم بما صَنعت للخير جَدواك
بَنَت ممالكَ أو سنّت شرائعَ أو / أبقت صنائعَ فاقَت كلَّ إدراك
لكِ الفضيلةُ والفضلُ العميمُ على / كلِّ الشعوبِ فتقوى اللهِ تقواك
أعطيتهم من كتابٍ آيُهُ عَجَبٌ / ديناً وشرعاً ولسناً عطَّرت فاك
فلا شرائعَ إلا عنكِ مأخذُها / وفي اللغاتِ كثيرٌ من عطاياك
واللهِ لم ننسَ عهداً أنتِ بهجتُهُ / ولا سَلَوناكِ حيناً أو نسيناك
لكنَّ للدهرِ أطواراً تقلِّبنا / وكلٌّ قلبٍ شريفٍ ظلّ مأواك
فَكم أرَقنا على العرشِ الرفيعِ دماً / وكم ذَرَفنا دموعاً مُذ فقدناك
وإن ذكرناكِ هزّتنا حمَيّتُنا / فمثلُ ماويةِ الأغصانِ ذكراك
هلا بعثتِ على البلوى بنافحةٍ / فالأرضُ طّيبةٌ من نفحِ ريّاك
عودي إلينا لتحيينا فقد فعلت / كالماءِ والنارِ في الأرواحِ عيناك
سمعاً وطوعاً وإجلالاً وتكرمة / هذي المنازلُ نهواها وتهواك
ما العيشُ بعدَكِ فيها طيّبٌ ولنا / عهدٌ قديمٌ عليه قد عهدناك
لئن تَعودي تُعيدي مانهيمُ بهِ / إياكِ نعبدُ بَعدَ اللهِ إياك
فعاهدينا نعاهد رَبَّنا أبداً / أن نستميت لزلفاهُ وزلفاك
حَتّامَ نصبرُ في ذلٍّ وفي جزعٍ / وكيفَ نحملُ بَلوانا وبلواك
فالأرضُ كادت بزلزالٍ تُزَحزِحُنا / عن ظهرِها يومَ جيشُ الرومِ وافاك
يا حسرتاه ويا ويلاه من زَمنٍ / أضرى الثعالبَ فانتاشت بقاياك
هل روحُ أحمدَ تُلظي قلبَ أمتهِ / لكي نؤجِّجَ ناراً دونَ ملجاك
هبّي إلى سيفهِ في كلِّ نائبةٍ / فطالما في اشتداد الخطبِ نجّاك
ذراعُ أرضكِ ميلٌ في نواظرهم / مذ شرّفَتها بحقِّ الفتحِ رجلاك
من الفرنجِ أرى الإسلامَ في خطرٍ / ولليهود انتهاكٌ بعد إنهاك
فلا تنامي على ضيمٍ ولا تقفي / حيرى فروحُ صلاحِ الدين ترعاك
ضَمّت دمشقُ عظاماً منه طاهرةً / وقد تباركَ مثواهُ ومَثواك
فكيفَ يدخُلها الروميُّ مغتصباً / ولا يخافُ الذي في الروعِ فدَّاك
ما لليهودِ وللإفرنجِ قد وثبوا / على فلسطينَ حيثُ القدسُ تلقاك
وحُرمةِ المسجدِ الأقصى لقد بطلت / دعوى الخليطِ وصحّت فيهِ دعواك
ما أختُ مكة إِلا القدسُ فاحترمي / شرعَ النبيِّ وصونيها لقرباك
كم زحفةٍ لعلوجِ الرومِ أوقفَها / سلاحُ جيشِكِ أو أشلاء قَتلاك
وكم عليها دماءُ المسلمين جَرَت / وكم تساقطَ فيها من سراياك
لأجلِها أهرقوا أزكى دمٍ فلهم / تبقى على رغمِ طمّاعٍ وأفّاك
يا قدسُ مكةُ قد آستكِ باكيةً / لما أتاها بنعي الدينِ مَنعاك
وافاكِ في ليلةِ المعراجِ سيِّدُنا / محمدٌ وكتابُ اللهِ سمّاك
فبالعروبةِ والإسلامِ أنتِ لنا / واللهُ يسمعُ شكوانا وشكواك
هل تستقرُّ جماهيرُ اليهودِ إذا / دعوتِ يوماً أبا حفصٍ فلبّاك
وذو الوشاح لهُ في الغمدِ صَلصَلةٌ / وفي الرقِّابِ صليلٌ منه سلواك
إذا بدا ظلُّهُ أو ظلُّ ناقتهِ / ولو برؤيا تهولُ الخصمَ رؤياك
إن السيوفَ على الأغمادِ حاقدةٌ / لأنها لم تجرَّد في رزاياك
ما كانَ أجمل إبسالاً وتفديةً / والشهمُ يقصد إنجاء بإهلاك
بالله أيتُها الأمُّ العروبُ خذي / بالثارِ شعباً لنصرِ البطل عاداك
وطهَّري القدسَ من رجسٍ ومن دَنسٍ / وأصلتي سيفَ سفّاكٍ لسفّاك
ماذا تُرجّينَ مِن قومٍ بلا شرفٍ / ولا عهودٍ ومنهم كلُّ فتّاك
إن الرزيئة كبرى لا عزاءَ لها / حتى اليهوديُّ أخزانا وأخزاك
على بنيكِ غدا في أرضِهم أسداً / ولم يكن في حماهم غيرَ هتّاك
فحرّضيهم على تقطيعِ سلسلةٍ / هم راسفون بها ما بين أشراك
وجمّعيهم كما جمّعتِهم قدماً / في دولةٍ نظمَ حبّاتٍ بأسلاك
النطقُ والدينُ والآدابُ تجمعهم / ولا تزالُ سجاياهم سجاياك
الأرضُ أرضُكِ لا مطلٌ ولا جدلٌ / ولا خداعٌ فصكي وَجهَ بشاك
قد أثبتَتها من الأجيالِ أربعةٌ / وعشرةٌ وهي منذُ الخلقِ مجراك
بالإرثِ والحرثِ والسكنى لنا حججٌ / واللهُ بالدمِ زكّاها وزكاك
وكلُّ شعبٍ له أرضٌ يُدبِّرها / فيمَ التصدي لمسعانا ومَسعاك
أحيثما عمرٌ صلّى وحيثُ بنى / بنو أميةَ للتقوى مُصلَّاك
يمشي الأجانبُ في غوغائهم مرحاً / ولا سكونٌ لمن شاقَتهُ سكناك
من إرثه يُحرَمُ الفادي له بدمٍ / ولليهودِ احتكامٌ بعدَ إملاك
من ذا يرقُّ لمفجوعٍ بموطنهِ / بين الأراذلِ أو من يسمعُ الشاكي
الإنكيزُ استبدوا واليهودُ بَغَوا / مستضحكينَ لدمعِ المسلمِ الباكي
صبراً جميلاً فما الشكوى بنافعةٍ / حيثُ المظالمُ زادت من شكاياك
في حالِ ضعفِكِ داريهم وإن تثقي / من قوةٍ ألصقي بالسيفِ يُمناك
بالرومِ ضحّي وضحّي باليهود معاً / فاللهُ تُرضيه في الأضحى ضحاياك
وذكّري العلجَ عهداً فيهِ عسكرُهُ / بعدَ الأمانيِّ لاقَتهُ مناياك
لما تعدَّى الصليبيون وائتمروا / وما مَكرتِ ولا أسرَرتِ نجواك
جرّدتِ سيفاً قد اعتادت مضارِبُهُ / هامَ العلوجِ فخرّوا منهُ صرعاك
الكونُ بالطّيبِ والأنوارِ حيّاكِ
الكونُ بالطّيبِ والأنوارِ حيّاكِ / لمّا تَبَلَّجَ من سجفٍ مُحيّاكِ
أيأخُذُ النورَ والأطيابَ منكِ لنا / أم مِنهُ نورُكِ يا ليلى وريّاك
يا طَلعةَ البدرِ يا طيفَ الملاكِ ويا / زهرَ الربيعِ ويا زهراءَ أفلاك
قلبي سماءٌ وجنَّاتٌ مُزَخرَفةٌ / إن تطلعي فوقَهُ من علو مَغناك
أوِ الوساد الذي بلقيسُ قد جَلسَت / عليهِ ما بينَ أجنادٍ وأملاك
لما طلعتِ على عرشِ الهوى سَحَراً / وخرَّ قلبي صَريعاً عندَ مرآك
وقبّلَ الأرضَ كي تحني عليَّ فمِي / وبلَّ ذيلك جفنٌ خاشعٌ باك
عبدتُ من دَهشتي في هَيكلٍ وثناً / وقد دَعتني إلى الإشراكِ عيناك
هل تذكرينَ من الأسمارِ أطيَبها / حيثُ الأزاهرُ شوقاً فاغمت فاكِ
وكنتُ أُنشِدُ شِعراً فيكِ أنظمُهُ / باللهِ قولي أذاكَ الشّعرُ أرضاك
إنشادُهُ كادَ يُبكيني على جَلدي / فهل تذكُّرُهُ في الخِدرِ أبكاك
تِلكَ العواطفُ والأزهارُ قد ذبلت / والقلبُ يحفظُ ريّاها وذكراك
قد كان مرآكِ لي أنساً وتَعزيةً / واليومَ تُؤنِسُني في النَّومِ رؤياك
يا جنَّةَ الحسن حرُّ الصيفِ أمحلَكِ
يا جنَّةَ الحسن حرُّ الصيفِ أمحلَكِ / وقامةَ الغصنِ ضمُّ الطيفِ أنحلكِ
الدهرُ قبلَ اشتِفاءِ النفسِ رَحَّلني / حتى إذا عدتُ أرجو الوصلَ رحَّلك
أكحّلتكِ التي ربّتكِ ناعمةً / أَم الغزالُ الذي رَبَّيتِ كحّلك
أرخي النقابَ فنعمايَ الحنينُ إلى / ذَيَّالِكَ الفلكِ البادي من الحَلك
الحبُّ ما كان إيثاراً وتفديةً / يهنئكِ إن شحَّ لي دَمعي وسَحَّ لك
ما زلتِ يا كاسُ تُعلينا ونُعليكِ
ما زلتِ يا كاسُ تُعلينا ونُعليكِ / حتى رأينا تباشيرَ الهُدَى فيكِ
لما اصطبَحنا ودمعُ الليلِ يُضحِكُنا / قُلنا سلامٌ على مَثوى محبِّيك
تفتَّحَ الزهرُ ممطوراً وأطيَب من / ريّاهُ ريّاك أو أنفاسُ حاسيك
فالوردُ والحَبَبُ الطَّافي قد اجتَمَعا / كالثَّغرِ والريقِ من ذاتِ المساويك
تِلكَ التي لذَّ لي في حبِّها أرقي / ورقَّ شِعري بحبّيها وحبَّيك
نهواكِ أيَّتُها الخمرُ التي رَفعَت / عروشَ عزٍّ ومَجدٍ للصعاليك
إنّا مُحَيُّوكِ في دنٍّ وفي قدَحٍ / ولا حياة لعيٍّ لا يُحيِّيك
وإن عبدناكِ لا إثمٌ ولا حرجٌ / فرُبَّ وَحيٍ أتانا من معاليك
رأيتُ فيكِ النجومَ الزهرَ غائرةً / عند الصباحِ وقد خَرَّت تُلاقيك
فأطلِعيها على نفسٍ غَدَت فلكاً / وقد غدا ملكاً في الحيِّ ساقيك
الهمُّ ليلٌ بهيمٌ أنتِ كوكَبُهُ / وجنَّةُ الخلدِ مَغنى من مغانيك
فتَّحتِ قلبي لآمالٍ كما انفَتَحَت / لطلعةِ الشمسِ أستارُ الشبابيك
فأنتِ صبحٌ جميلٌ في أشِعَّتِهِ / تبدو زخارفُ أحلامٍ لهاويك
هذي أحاديثُ عشَّاقٍ مُسَلسَلةٌ / فلا يُكذَّبُ راويها ورائيك
إنّا بَعَثناكِ من سوداءَ ضَيِّقةٍ / صفراءَ في الكأسِ تُحيينا ونُحييك
كذاك يُطلقُ مأسورٌ على أملٍ / ويُعتَقُ العبدُ من بين المماليك
فالفضلُ منكِ يُساوي فضلنا أبداً / ولا يُعَدُّ ظلوماً مَن يُساويك
من حمرةِ الفَلقِ الورديِّ توشيةٌ / إذ رقَّ ثوبُ الدَّياجي بعد تفريك
فبالكؤوسِ نُحَيِّي الصبحَ مُنبلِجاً / ونحتَسيكِ على أنشودةِ الديك
طِف بالكؤوسِ وأطلِع أنجمَ الحلكِ
طِف بالكؤوسِ وأطلِع أنجمَ الحلكِ / فمَجلِسُ الأُنسِ منها قبَّةُ الفَلك
إنّ الظَّرافةَ مِن كاسٍ ثُمالتُها / لم تُبقِ شكّاً ولا همّاً لمُرتبك
إياكَ أن تحتَسيها غيرَ مُترعةٍ / في ظلِّ روضٍ على الأمواهِ مُشتَبك
إنَّ الرَّحيقَ لِمَن رقَّت شمائلُهُم / هُم أهلُ لطفٍ فما يخشون من دَرَك
ولا تُنادِم سوى حرٍّ أخي طَرَبٍ / في قالبِ الظّرفِ والتَّهذيبِ مُنسَبك
إني أغارُ على الصَّهباءِ من سُفَلٍ / كأنَّهُم حَولَ نِقلٍ وَسطَ مُعترَك
يُقاتِلونَ بلا ثأرٍ ولا سَبَبٍ / ويهتكونَ فساداً حُرمَةَ الملك
لا حقَّ لِلوَغدِ في أن يجتَلي قدَحاً / مِن كفّ حسناءَ تُغري الطَّيرَ بالشَّرك
واللهِ لو كانَ لي حِكمٌ لقُلتُ لهُ / لا تشرَبَنَّ فشِربُ الخمرِ لِلمَلِك
العيدُ بالنورِ والأزهارِ حياكِ
العيدُ بالنورِ والأزهارِ حياكِ / فالكونُ يأخذُ حسناً من محياكِ
صار الخريفُ ربيعاً إذ بسمتِ له / وزيّنت أعذبَ الأوطارِ ذكراك
تذكارُ مولدكِ الميمونِ يُطلِعهُ / قلبي هِلالاً لأفلاكٍ وأملاك
والطيِّباتُ به جاءت مبشّرةً / فالبشرُ قد ملأ الدنيا لبشراك
لك السعادةُ تمَّت في صبيحتهِ / فقلتُ يا أيها الحسناءُ طوباك
يُهدي إليكِ فؤادي من عواطفهِ / ما يمنحُ الروضُ من صافٍ ومن زاك
وباقة الحبّ والإخلاص أفضلُ من / باقاتِ زهرٍ لها نضرٌ بيمناك
إني أتيتُ أفي حقاً بتهنئتي / فمن يهنئني يوماً بنعماك
روحي تحيّيكِ في شعري اللطيفِ كما / حيَّا النسيمُ خزامىً فيه ريّاك
تبسَّمي لِفتى يلقاكِ مُبتسماً / والله يحميكِ والأملاكُ ترعاك
يا بادعَ الكونِ أجراسُ القرى طنَّت
يا بادعَ الكونِ أجراسُ القرى طنَّت / عند الغروبِ فشاقَ الناسَ تمجيدُك
ومَعبدُ الدِّيرِ هزَّتهُ أناشيدُك / ونفسُ عبدكَ أنَّت فيهِ أو حنَّت
والريحُ تسري ونشرُ الحقلِ فوّاحُ / والنهرُ يهدُرُ والصَفصافُ نوّاحُ
والزَّهر يرمقُ في الأغصانِ كالحدقِ / إذا رَنت من سجوفٍ طيبُها ذاكِ
والليلُ ولهانُ في غاباتنا شاكِ / يزورُ أهلَ الهوى بالشوق والأرق
والنجمُ يؤنسُ رعياناً ويهديها / ونجمَتي الغيمةُ السوداءُ تخفيها
والأمُّ باكيةٌ ترنو إلى الكوكبْ / والبحرُ ينثرُ من أمواجهِ زَبَدا
يا ربّ أرجع إليها في النَّوى وَلدا / صباهُ كالوَردِ يَذوي والشَّذا يذهبْ
لهُ إلى الدار والأحبابِ حنّاتُ / وفي الليالي علىالأمواجِ أنَّاتُ