المجموع : 8
يا شمسَ حُسنٍ سباني حسنُ مرآكِ
يا شمسَ حُسنٍ سباني حسنُ مرآكِ / فَالعَين جاريةٌ وَالقَلب مَأواكِ
تُرى تُقرّبُنا بَعدَ البعادِ يدٌ / للدهر أَو لا فيهدي الطَيف لُقياكِ
أَسهرتِ طَرفي ليال بت أَغنمها / بِالوَصل مشرقةً بَدري محيّاكِ
أَهكذا تَرتَضي صَبَّ الدُموعِ عَلى / رَسمِ الرُبوع بَعيدٌ ذاك لَولاكِ
أَما كَفى ما ثوى في القَلب من شجنٍ / وَما الَّذي للهوى من حالة الشاكي
وَإِنّ لي شافعاً تُرجَى شَفاعتُه / مِن لَوعة الشاكي أَو من دَمعة الباكي
أَنتَ المُفدّى فكلُّ الناس تهواكا
أَنتَ المُفدّى فكلُّ الناس تهواكا / يا يوسفاً تكرم العشاق مثواكا
حلَّلتَ قتلَ أُسارى الحبِّ مُسلمةً / فَيا مليك الهَوى ارفق بأسراكا
ما عن رضاً في الهَوى ذلّوا لعزته / لَولاك ما أَلفوا الإذلالَ لَولاكا
دامي المَدامع مَلهوبُ الجَوانح مت / عوبُ الجَوارح لا ينفكُّ يَرعاكا
رَددتَ آمالَه بِاليأس آسفةً / وَزاد ما يجرحُ الهجرانُ عيناكا
فهل ترقّ لصبٍّ أَنتَ قاتلُه / وَحبذا قتلُه لَو كان أَرضاكا
عَزِّ الفؤادَ عن الدنيا فليس ترى / عَيني سواك فمن هذا وَمَن ذاكا
أَفديه من أَهيفٍ حيّا بزورته
أَفديه من أَهيفٍ حيّا بزورته / وَالدَهرُ مضطربٌ وَالأَمر مرتبكُ
حيّا فَأَحيى فُؤاداً بِالنَوى دنفاً / فَبت لَيلي وَعِندي الرُوحُ وَالملكُ
وافى عَلى حين تَحقيق الوَفا خَطرٌ / وَمسلكُ الودّ نَحوي لَيسَ ينسلك
كَأَنّ ذاكَ المُحيّا حينَ شرّفني / شَمسُ الضُحى وَلَها من مهجتي فَلك
ريح الصَبا حبذا من أَين مسراكي
ريح الصَبا حبذا من أَين مسراكي / قَد أَذكرتنا بطيب الحَيّ ريّاكِ
هَل جزتِ أَرضَ حَبيب عَني ابتعدت / أَوطانُه فبهذا الطيب ذكّاكِ
أَو لا فزرتِ رُسوماً لي هُناك عَفت / كانت لغيّ الصِّبا جوّاً لأَملاك
إِن كانَ هذا وَكانَ العود مِن قسم / فحيّهم ردّك المَولى وَحيّاكِ
صبٌّ لَكُم عُذريّ القَلب مُغرَمُهُ
صبٌّ لَكُم عُذريّ القَلب مُغرَمُهُ / جاري العُيون غَزيرُ الدَمع مُركَمُهُ
يَبيتُ لَيلتَه مما يكابدُه / يَسترحمُ اللَهَ علّ اللَهَ يَرحمه
في قَلبه شغفٌ يودي إِلى تلفٍ / الحالُ تظهره وَالحَزمُ يَكتمه
وَكانَ فيما مَضى لَم يَدرِ فيم بَكَت / عَينُ المُحب وَسلْهُ اليَومَ تَفهمه
للوجدِ فيهِ عَلاماتٌ إِذا ذكروا / آلَ الهَوى في الهَوى يَوماً تقدّمه
وَما بِهِ غَيرُ خافٍ وَهوَ متّضحٌ / الناسُ تجهله وَاللَهُ يَعلمه
من نَظرةٍ عَرضَت بل تلك قَد نفثت / سحراً بَلى وَرمَت سَهماً تُقوّمه
دَعجاءُ إِنسانها يُغري القُلوب فَما / قَلبٌ يقابله إِلا يُكلّمه
أَوّاهُ مِن لَوعةٍ لا أَستطيعُ لَها / صَبراً جَميلاً تَكاد اللبَّ تعدمه
وَأَدمعٍ تفضحُ الكتمانَ شاهدةً / وَالدَمعُ يَفضح ذا الكتمان عَندَمُهُ
وَلو شَكَوتُ الهَوى يَوماً إِلى أَحدٍ / ما ضاق صَدرُ بِنارِ الوَجدِ أُضرِمه
لَقد حفظتُ الهَوى ممن يضيّعه / وَما اجتذمت وَداداً باتَ يَجذمه
أَدِر مُدامي فَدَائي غَيرُ مندركِ
أَدِر مُدامي فَدَائي غَيرُ مندركِ / إلا بصافيةٍ كَالتبرِ مُنسبكِ
صَفراء إِن جليت تمحو الهُمومَ كَما / تبدّدُ الشَمسُ لَونَ الغاسقِ الحلك
يَحيى الرَميمُ بِها حَتّى إِذا تُليَت / آياتُها قام ذو البَلوى مِنَ النَّهَك
أَقولُ وَالكَأسُ قَد طافَ المديرُ بِها / يا مَن يقول ثبوتُ الشَمسِ في الفلك
أَما نهتك أُمورٌ أَنتَ تبصرُها / الشَمسُ دائرةٌ في راحَتَي ملك
هَيهات ما ملكٌ في الدَهرِ أَو مَلِكَهْ
هَيهات ما ملكٌ في الدَهرِ أَو مَلِكَهْ / أَبقى الزَمان تَولّى بِالَّذي ملكهْ
أَمضى عَلى أُمم بَلواه من قدمٍ / وَكَم تقدّمَ مملوكٌ بِهِ ملكه
وَكَم فَتىً عَفَّرَت بِالترب جبهتَه / يَدُ المَنون وَضمَّته إِلى هلكه
وَكانَ فيما مَضى تمضي عزيمته / حَتّى أَصاب نجوم الجَوّ بَل حبكه
يا صاحبيَّ قفا وَاستوقفا عَجَباً / وَاستخبرا سر حالٍ ذو النهى سبكه
إِن الزَمان وَما تَفنى عَجائبُه / أَبدى وَلَكنَّ ستر الغيّ لَم يُرِكَهْ
فَقد خَلا أَهلُه عن كُل مكرمةٍ / كما خلت أَرضُه من آية البركه
وَلم يَدع ماجداً في الناس تَأملُه / إِلا غَدا سالِكاً غَيرَ الَّذي سلكه
وَلم يَقُم برجالٍ ماجدين لَهُم / عزمٌ يبدّدُ من جونِ العَنا حلكه
فَلو دَعا الشرّ خيرَ القَوم طار له / فَلا السليكُ يجاريه وَلا السُّلَكَهْ
وَخَير عالمهم في الجَمع منتصبٌ / يقيم زورَ القَضا أَو يَقسم التركه
فَما لعالمهم فضلُ السكينة لا / وَلا لجاهلهم رَأيٌ عَلى حركه
وَالموسرون وَمالُ الناس بينهم / كَالبَحر يُرسل فيهِ الصائدُ الشبكه
وَالمعسرون كما عاينتَ سعيهم / بعضٌ يصيد وَبَعضٌ يَأكل السمكه
فَكم تقرّ عيونٌ من لقاء فتىً / حتى تكذّبَها الأَخبارُ وَالمَلَكَه
لَولا اختبارك ساد الناس كلهمُ / لَكن مقاديرهم بالبحث مندركه
وَالناس صنفان هذا صانه شممٌ / يَزهى وَذلك مبذول اللُّهى هتكه
وَبعضهم دون ماء الوَجه يبذلُه / تَرى دماءهم حَمراءَ منسفكه
اللَه أَكبر كَم في الدَهر من حِكَمٍ / وَكَم نُفوسٍ عَلى الأَهواء مرتبكه
فَلا تَرى باذلاً إلا سفاهته / وَلا تَرى باخلاً إلا بما امتلكه
وَالكُل في غفلة وَاللَه ساترُهم / فَلَيت شعري متى تمتاز مؤتفكه
يا خيبة الناس ضاع الحَقُّ بَينهمُ / وَضل هاديهمُ في غيه سككه
وَكدّر الصَفوَ ظلمُ القَومِ أَنفسَهم / فَكُلُّ قَلب بِهِ داءٌ قد انتهكه
أَكل ذي نَشبٍ يذري بذي نسب / وَكُلُّ جاهلِ أَمرٍ كذَّب الدركه
وَذاك يخجل إن أَسلافُه ذُكرت / وَذا إِذا فكّروه دينَه تركه
يا رحمةَ اللَه يا ستراه قَد فضحت / عيوبها أَمّةٌ في الغيّ مشتركه
لا النصح يجدي وَلا الإنذارُ ينفعُهم / رَدعاً وَليس يردّ المجرمَ النسكه
فحسبك اللَه أن ترجو عنايته / وَاترك رجالاً عَلى الأَغراض معتركه
ليس الجمال الَّذي يلهيك ظاهرُه
ليس الجمال الَّذي يلهيك ظاهرُه / يغنيك عنه الَّذي صَوَّرْتَهُ بيدكْ
وإنما الحُسنُ حسنُ الخلق فارضَ بِهِ / واجعل لَهُ منزلاً يعلو ليقنع بك