المجموع : 3
سَما الخَطيبانِ في المَعالي
سَما الخَطيبانِ في المَعالي / وَجازَ شَأواهُما السِماكا
جالا فَلَم يَترُكا مَجالاً / وَاِعتَرَكا بِالنُهى عِراكا
فَلَستُ أَدري عَلى اِختِباري / مَن مِنهُما جَلَّ أَن يُحاكى
فَوَحيُ عَقلي يَقولُ هَذا / وَوَحيُ قَلبي يَقولُ ذاكا
وَدِدتُ لَو كُلُّ ذي غُرورٍ / أَمسى لِنَعلَيهِما شِراكا
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا
عَجِبتُ أَن جَعَلوا يَوماً لِذِكراكا / كَأَنَّنا قَد نَسينا يَومَ مَنعاكا
إِذا سَلَت يا أَبا شادي مُطَوَّقَةٌ / ذِكرَ الهَديلِ فَثِق أَنّا سَلَوناكا
في مُهجَةِ النيلِ وَالوادي وَساكِنِهِ / رَجعٌ لِصَوتِكَ مَوصولٌ بِذِكراكا
قَد عِشتَ فينا نَميراً طابَ مَورِدُهُ / أَسمى سَجايا الفَتى أَدنى سَجاياكا
فَما كَأولاكَ في بِرٍّ وَفي كَرَمٍ / أولى كَريمٍ وَلا عُقبى كَعُقباكا
قَضِيَّةُ الوَطَنِ المَغبونِ قَد مَلَأَت / أَنحاءَ نَفسِكَ شُغلاً عَن قَضاياكا
أَبلَيتَ فيها بَلاءَ المُخلِصينَ لَها / وَكانَ سَهمُكَ أَنّى رِشتَ فَتّاكا
أَجمَلتَ ما فَصَّلوهُ في قَصائِدِهِم / حَتّى لَقَد نَضَّروا بِالحَمدِ مَثواكا
لَم يُبقِ لي قَيدَ شِبرٍ صاحِبايَ وَلَم / يَفسَح لِيَ القَولَ لا هَذا وَلا ذاكا
يا مُدمِنَ الذِكرِ وَالتَسبيحِ مُحتَسِباً / ها أَنتَ في الخُلدِ قَد جاوَرتَ مَولاكا
لَو لَم يَكُن لَكَ في دُنياكَ مَفخَرَةٌ / سِوى زَكِيٍّ لَقَد جَمَّلتَ دُنياكا
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ
وَلَّت بَشاشَةُ دُنيانا وَدُنياكِ / وَفارَقَ الأُنسُ مَغنانا وَمَغناكِ
حَماكِ دوني أُسودٌ لا يُطاوِلُها / شاكي السِلاحَ فَكَيفَ الأَعزَلُ الشاكي
وَجَشَّموني عَلى ضَعفي وَقُوَّتِهِم / أَن أُمسِكَ القَولَ حَتّى عَن تَحاياكِ
وَأَرصَدوا لي رَقيباً لَيسَ يُخطِئُهُ / هَجسُ الفُؤادِ إِذا حاوَلتُ ذِكراكِ
يُحصي تَرَدُّدَ أَنفاسي وَيَمنَعُني / نَفحَ الشَمائِلِ إِن جازَت بِرَيّاكِ
مُنِعتُ حَتّى مِنَ النَجوى وَسَلوَتِها / وَكَم تَعَلَّلتُ في البَلوى بِنَجواكِ
ما كادَ يَأتي عَلى نَفسي وَيورِدُني / مَوارِدَ الحَتفِ إِلّا حُبُّكِ الزاكي
تَناوَلَت ما وَراءَ النَفسِ غايَتُهُ / وَقَرَّ في خَلَجاتِ القَلبِ مَثواكِ
وَظَنَّ أَهلُكِ بي سوءاً وَأَرمَضَني / قَولُ الوُشاةِ وَدَعوى كُلِّ أَفّاكِ
قالوا سَلا عَنكِ غَدراً وَاِبتَغى بَدَلاً / وَكانَ بِالأَمسِ مِن أَوفى رَعاياكِ
كَم لي أَحاديثُ شَوقٍ لا تُنافِحُها / زَهرُ الرِياضِ وَلا يَسمو بِها الحاكي
إِن تُنكِريها فَكَم طارَ الرُواةُ بِها / إِلى حِماكِ وَكَم قَد عَطَّرَت فاكِ
سَتَعلَمينَ إِذا ما الغَمرَةُ اِنحَسَرَت / مَن صَدَّ عَنكِ وَمَن بِالنَفسِ فَدّاكِ
رَمَيتُ عَنكِ إِلى أَن خانَني وَتَري / وَلَم أَخُن في إِساري عَهدَ نُعماكِ