القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 4
مَضَت أَسابيع للوَعد الَّذي سَبَقا
مَضَت أَسابيع للوَعد الَّذي سَبَقا / وَأَصبَحَ القَلبُ مِن إِنجازِهِ فَرِقا
فَهَل كِتاب أَبي بشرٍ يُبشِّرُنا / فَنَقضي القَصدَ مِنهُ كَيفَ ما اِتَفَقا
يا أحسنَ الناسِ في خَلقٍ وفي خُلُقٍ / خصصتَ بِالأحسَنَينِ الخَلقَ والخُلقا
طلعت بدراً بِآفاقِ السعودِ على / هذا الأنام فجلّى نورك الغسقا
وقمتَ بالعَدلِ في وَقتٍ لقد قعدَت / فيهِ الرجالُ فَأوضَحت الهُدى طُرقا
إنَّ المناصبَ قَد ألقَت مقالِدَها / إِلى عُلاكَ فَلاقَت سَيداً نَطِقا
وكلُّ ما صِرتَ فيهِ فَهو دونكم / ونحن نرجو مزيد الخيرِ مُتَّسِقا
لأنتَ أكرم مَن يُرجى لِمُعضِلَةٍ / ما البَحرُ ملتَطِماً ما الغيثُ مندفِقا
وَلَيسَ جودك مقصوداً على أحدٍ / بل أنتَ كالغَيثِ عَمَّ الترب والزَّلَقا
إِنَّ الجَميلَ إِذا يُسدى لِشاكرِهِ / يَنمو ثَناءً وَعَرفاً عاطِراً عَبِقا
يا مَن يُوالي عَلَينا دائِماً وَرَقا
يا مَن يُوالي عَلَينا دائِماً وَرَقا / هَلا بَعَثتَ لَنا في طَيِّها وَرِقا
إِن كانَ أَعجَزَكُم مِن فَقرِكم وَرِقٌ / فَلَيسَ تعجزُ أَن تُهدي لَنا وَرَقا
مَن كانَ في خدمَةِ المَلك الهُمامِ يَكُن / ذا هِمَّةٍ وَيَجد نَحوَ النَدى طرُقا
هَذي مَمازَحةٌ لَيسَت مُطالَبَةً / تُقضى بِصَفوِ ودادٍ لَم يَكُن رَنِقا
يا راقِداً وَتَباشيرُ الصَباحِ بَدَت
يا راقِداً وَتَباشيرُ الصَباحِ بَدَت / عَهدي بِطَرفِكَ لا يَعدوهُ تَأريقُ
مَحا ظَلامَ الدُجى نورُ الصَباحِ وَقَد / جَرى بِثَغرِ الأَقاحي للنَدى رِيقُ
فالمُزنُ تَبكي وَزَهرُ الرَوضِ مُبتسِمٌ / وَالراحُ في نَشّها للروحِ تطريق
وَالغُصنُ نَشوان تَثنيهِ وَتَعطِفُهُ / هباتُ مِسكٍ لَها في الجَوِّ تَخريقُ
فَاحلُل بِدَيرٍ بِهِ دار السُرور عَلى / خُمصانَةٍ صانَها في الحِفظِ بِطرِيقُ
قَد كانَ بالجانِبِ الغَربيّ نَشأتها / وَالآنَ قَد هاجَهُ للشَرقِ تَشريقُ
مَفارِقاً مِنهُ ظَبياً في كَنيسَتِهِ / مُعرّضا أَن يَصيدَ الظَبيَ سِرِّيقُ
عَجماءُ يُفصِحُ بِالرومِيِّ مَنطِقُها / شَمّاءُ عزٍّ نَماها الملكُ إِفريقُ
خَطَّت يَدُ الأَمرِ في تَكوين صورتِها / شَكلاً بَديعاً تَناهى فيهِ تَوريقُ
ماءُ الشَبيبةِ يَندى مِن غضارَتِها / لَولا التَماسُكُ نالَ الجسمُ تَغريقُ
كَأَنَّ مَبسِمَها ميمٌ وَناظِرَها / صادٌ عَلَيها لِنونِ الحُسنِ تَعريقُ
وَالبَدرُ مِن حَسَدٍ وَالظَبيُ مِن كَمَد / ذابا فَكلٌّ إِلَيها مِنهُ تَزريقُ
فاشرب وَهُنِّيتَ مِن راح وَريقَتِها / خمرَين دَنّاهما فوها وَإِبريقُ
تنالُ سُكرينِ مِن بَردِ الرُضابِ وَمِن / حَرِّ المُدامِ فَتبريدٌ وَتَحريقُ
وَاجمَع لَذيذَ مَسرّاتٍ بِراهِبَةٍ / جاءَتكَ طَوعا فَحُكمُ الدَهرِ تَفريقُ
قَد فاحَ مِنها أَريجُ المِسكِ لِلناشِق
قَد فاحَ مِنها أَريجُ المِسكِ لِلناشِق / وَفوَّقَت عَينُها سَهماً لَنا راشِق
يا وَيحَ صَبٍّ بعيدِ المُلتَقى عاشِق / كَأَنّما قَلبُه في مِخلَبِ الباشِق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025