المجموع : 7
من جانب الشاب ذر شارق
من جانب الشاب ذر شارق / طبق في ضوئه المشارق
يبرق في لمعه فخلنا / من أبرق الفرد لاح بارق
وقد بدا كالشهاب ثاقب / ومن سماء الفخار طارق
يدس في مهجة الاعادي / للدين من شعلة مخارق
كأنه البدر فيه حفت / كواكب تملأ الطرائق
في سلك آرائه تبدَّى / نظامها في العيون رائق
عطارد من ثنا علي / ما فيه يستوعب المهارق
من الثريا بكل آن / اليه يمتد كف سارق
تحسد تنسيقه الدراري / ويحسد الدر منه ناسق
يرمق طرف السهى علاه / إذا تجلى بلحظ وامق
غضنفر في دم الاعادي / يغسل أيديه للمرافق
وكم له في الوغى زئير / أبطل من أهلها الشقاشق
غدا لأم العلا عشيقا / وهو لها لا يزال عاشق
يثير في الحرب نار بأس / تشيب من هولها المفارق
زواجر للعدا عليهم / رعودها تنزل الصواعق
رقاقه البيض قد أباحت / أبكار أم العلا رقائق
مزمجر في الوغى حرود / زئيره يبطل الشقاشق
كم راش يوم الوغى سهاما / غدا بصدر الجيوش راشق
منها سحاب الدخان يهمي / على رؤس العدا بنادق
أشكال تأسيسه المباني / تبنى على أسها المناطق
آراؤه أظهرت عيانا / من جيب غيب لنا الحقائق
في حلبة المجد والمعالي / تعرفه سابقا ولاحق
يراعه صامت ولكن / بحكمة لا يزال ناطق
العفو والصفح كل حين / يجري على صفحة المهارق
قد جاءنا للعراق هادي / بالله مستنصر وواثق
رشيد رأي أمين سرب / كاظم غيظ بالوعد صادق
عن نيل ما تقتضي علاه / ما عاقه في الأنام عائق
خيام اجلاله عليها / مسدولة للعلا سرادق
مبثوثة حولها زرابي / مصفوفة فوقها نمارق
للفتق والرتق قد تصدى / فاعجب له فاتقا وراتق
نظام دين النبي فيه / منه زهت في الطلى مخانق
لم يبق في الناس إلا المكر والملق
لم يبق في الناس إلا المكر والملق / الغدر والحقد والشحناء والحنق
فهم بكفَّ وطرف من ممارسهم / شوك إذا لمسوا ورد إذا رمقوا
وإن دعاك الهوى يوما لصحبتهم / ورحت من نكرهم للعرف تنتشق
وهيجت نار غيظ منك شوكتهم / فكن حريقا لعل الشوك يحترق
وشادن ثعلي اللحظ ناظره
وشادن ثعلي اللحظ ناظره / لم يبق من رمق للصب إن رمقا
من نبل ألحاظه عن قوس حاجبه / إذا رمى مهجتي أو للحشى رمقا
لم أخش من وقعها ضيرا ولا ضررا / إذا تصورت من أصداغه حلقا
بي أغيد تفضح الديجور طلعته
بي أغيد تفضح الديجور طلعته / ويعطس الصبح من رياه ان نشقا
كافور غرَّته مع مسك طرِّته / صبح وليل على فرق قد اتفقا
كم ليلة بات يسقيني وأشربها / حمراء حتى أرتني ضوءها الشفقا
كأنما الليل زق والصبح طلى / عنه قد انحل خيط الفجر فاندلقا
مدحي لحضرة حمدي في صحيفته
مدحي لحضرة حمدي في صحيفته / مع ما حوى طيها من نشرة العبق
كالدر في حقق والزهر في ورق / والزهر في أفق والسحر في حدق
أوصاف حضرة فوري في لطافتها
أوصاف حضرة فوري في لطافتها / ولفظه مع بديع الخلق والخلق
كالعطر في عبق والقطر في غدق / والبدر في غسق والفجر في فلق
سعى إلى المجدِ والعليا فلم يفق
سعى إلى المجدِ والعليا فلم يفق / سميدع لسوى الاجلالِ لم يشقِ
كالبدر يسري ولكن في سما شرف / والبحرُ لكن بأمواج من الورقِ
عدَّد وردَّد بأوصافٍ له ابتسمت / كالروضِ من غدقٍ يفتر عن غدقِ
محاسنٌ هنَّ في قلب التقى شفا / لكنهنّ شقا في قلب كل شقي
ورق بها رق قلبي بالحديث لها / فكم بها قلب ملسوعِ الغرام رقي
ولا تلُم عاشقاً يصبي لبهجتِها / فالحسنُ يعشق بالافكارِ والحدقِ
كيف السلوُّ ولي قلب أخيّلهُ / وشاح حسنٍ ولا ينفكُّ ذا قلبِ
وناظر كلما كفكفت دمعتهُ / أحالَ يُنثر دمعاً غيرَ متسِقِ
وان سرى بارق أتبعتهُ نظري / إتباع ناظرِ شيءٍ خفقَ مسترقِ
أما وعزَّ ليلٍ بالوصالِ زهت / وخمر ودٍّ بها وقلبي الكئيبِ سقي
لم تُبقِ لي جلدا أيدي البعاد ولا / صبراً سوى خلُقٍ لغّت به رمقي
يا عاذلي لا رعاك اللَهُ كفَّ فما / يفيدُ عذلكَ عذلي عن سوى طرقِ
محبةٌ لا تزال الدهر معرقة / ومقلةٌ بسوى الخضراء لم ترقِ
ومهجةٌ بلهيبِ الوجدِ موقدة / ودمعةٌ ان تَشُم برقاً سرى نزِقِ
ولستُ للموصلِ الحدباءِ ذا شغف / لكن على يوسفِ الصديق واحرقي
فهل يريني زماني حسنَ طلعتهِ / فيصبحُ القلبُ من مرآهُ ذا أنقِ
وتنطفي من حشا صب لواعجها / والطرفُ يطرد عنه سائما ارقي
والفكرُ يصفو من الأكدار رونقهُ / والدهر يغدو بأنسي حالي العنقِ
وتنجلي غمراتٌ من حشا وصبا / متى يرم صبر وجدي عنه لم يطقِ
سكران من رشف خمر الحبِّ ذو وله / متى جرى ذكرهُ في سمعهِ يمقِ
يودُّ من شغفٍ ارسالَ مهجتهِ / لكنهُ بجناحِ الريح لم يَثقِ
فاستخبروا عنه بعض البرق هل هجعت / عيونه أو ونت عن دمعها الغدقِ
ان كان يشكو لظىً منه الفؤاد فذا / انسانُ مقلتهِ يشكو من الغرقِ
تراه يعلم ما قاساه من وصب / وزودت قلبَه الاسقامُ من فَرَقِ
قد كان يقضى هوىً لولا رياحُ صبا / تسري فتحملُ ريا نشره العبقِ
يا بردةَ الفخرِ فارو عن شمائله / طيبا ويا معطرَ الأيام فانتشق
ويا صفا ناله راق الزمان بها / لكل مدحٍ بديع النسجِ فاعتنق
وسابق الفضلَ في عليا منازله / فأنت بدرٌ ولكن لامع الغسقِ
لكنك الشمسُ للأيام إن طلَعَت / لم تُبق من كوكب يبدو ولا فلق
وكلُّ ناظرةٍ ترعاكَ ناظرةً / إلى مجاريكَ في مرقىً ومخترق
ويا فضائلَهُ لا زلتِ هامية / كما نراك ويا أوقاتَه إئتلقي
فقد كساكَ سنا من فضلهِ وثنا / لولا تألقه في النظم لم يلق
مكارمٌ هي في جيد الزمانِ حلى / لو لم تزنه لأمسى عاطلُ العسقِ
يزينها نسبٌ لكنه ذهب / يسمو بها أدبٌ من مقولٍ طلقِ
وفكرةٍ كق شأت في العلم من أفق / وفطرةٍ لم تدع للفضلِ من أفقِ
وشهرةٍ هي في برجِ الكمال ذكا / لكنها للهدى تمشي على أفق
أو عزمةٍ هي للتدبير دائرة / وان تكن لرواقِ المجدِ كالأفق
استودُع اللَه فردا في شمائلهِ / وراكباً للمعالي صهوَة الأفق
فيا ملاذي رعاكَ اللَهُ من ندب / شربتُ من حبّه حبّا فلم أفق
وعالَمٍ هو للتحقيقِ مقلتهُ / لكنه نجلُ أعيان الكمالِ رقي
عطفاً علي فقد أمسيتُ مكتئبا / من البعاد كحيلِ الطرف بالأرق
حيّا دياركَ سكابُ الحيا وسقى / ربي علاك سحابُ الأنسِ والأفق