القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الباقي العُمَري الكل
المجموع : 7
من جانب الشاب ذر شارق
من جانب الشاب ذر شارق / طبق في ضوئه المشارق
يبرق في لمعه فخلنا / من أبرق الفرد لاح بارق
وقد بدا كالشهاب ثاقب / ومن سماء الفخار طارق
يدس في مهجة الاعادي / للدين من شعلة مخارق
كأنه البدر فيه حفت / كواكب تملأ الطرائق
في سلك آرائه تبدَّى / نظامها في العيون رائق
عطارد من ثنا علي / ما فيه يستوعب المهارق
من الثريا بكل آن / اليه يمتد كف سارق
تحسد تنسيقه الدراري / ويحسد الدر منه ناسق
يرمق طرف السهى علاه / إذا تجلى بلحظ وامق
غضنفر في دم الاعادي / يغسل أيديه للمرافق
وكم له في الوغى زئير / أبطل من أهلها الشقاشق
غدا لأم العلا عشيقا / وهو لها لا يزال عاشق
يثير في الحرب نار بأس / تشيب من هولها المفارق
زواجر للعدا عليهم / رعودها تنزل الصواعق
رقاقه البيض قد أباحت / أبكار أم العلا رقائق
مزمجر في الوغى حرود / زئيره يبطل الشقاشق
كم راش يوم الوغى سهاما / غدا بصدر الجيوش راشق
منها سحاب الدخان يهمي / على رؤس العدا بنادق
أشكال تأسيسه المباني / تبنى على أسها المناطق
آراؤه أظهرت عيانا / من جيب غيب لنا الحقائق
في حلبة المجد والمعالي / تعرفه سابقا ولاحق
يراعه صامت ولكن / بحكمة لا يزال ناطق
العفو والصفح كل حين / يجري على صفحة المهارق
قد جاءنا للعراق هادي / بالله مستنصر وواثق
رشيد رأي أمين سرب / كاظم غيظ بالوعد صادق
عن نيل ما تقتضي علاه / ما عاقه في الأنام عائق
خيام اجلاله عليها / مسدولة للعلا سرادق
مبثوثة حولها زرابي / مصفوفة فوقها نمارق
للفتق والرتق قد تصدى / فاعجب له فاتقا وراتق
نظام دين النبي فيه / منه زهت في الطلى مخانق
لم يبق في الناس إلا المكر والملق
لم يبق في الناس إلا المكر والملق / الغدر والحقد والشحناء والحنق
فهم بكفَّ وطرف من ممارسهم / شوك إذا لمسوا ورد إذا رمقوا
وإن دعاك الهوى يوما لصحبتهم / ورحت من نكرهم للعرف تنتشق
وهيجت نار غيظ منك شوكتهم / فكن حريقا لعل الشوك يحترق
وشادن ثعلي اللحظ ناظره
وشادن ثعلي اللحظ ناظره / لم يبق من رمق للصب إن رمقا
من نبل ألحاظه عن قوس حاجبه / إذا رمى مهجتي أو للحشى رمقا
لم أخش من وقعها ضيرا ولا ضررا / إذا تصورت من أصداغه حلقا
بي أغيد تفضح الديجور طلعته
بي أغيد تفضح الديجور طلعته / ويعطس الصبح من رياه ان نشقا
كافور غرَّته مع مسك طرِّته / صبح وليل على فرق قد اتفقا
كم ليلة بات يسقيني وأشربها / حمراء حتى أرتني ضوءها الشفقا
كأنما الليل زق والصبح طلى / عنه قد انحل خيط الفجر فاندلقا
مدحي لحضرة حمدي في صحيفته
مدحي لحضرة حمدي في صحيفته / مع ما حوى طيها من نشرة العبق
كالدر في حقق والزهر في ورق / والزهر في أفق والسحر في حدق
أوصاف حضرة فوري في لطافتها
أوصاف حضرة فوري في لطافتها / ولفظه مع بديع الخلق والخلق
كالعطر في عبق والقطر في غدق / والبدر في غسق والفجر في فلق
سعى إلى المجدِ والعليا فلم يفق
سعى إلى المجدِ والعليا فلم يفق / سميدع لسوى الاجلالِ لم يشقِ
كالبدر يسري ولكن في سما شرف / والبحرُ لكن بأمواج من الورقِ
عدَّد وردَّد بأوصافٍ له ابتسمت / كالروضِ من غدقٍ يفتر عن غدقِ
محاسنٌ هنَّ في قلب التقى شفا / لكنهنّ شقا في قلب كل شقي
ورق بها رق قلبي بالحديث لها / فكم بها قلب ملسوعِ الغرام رقي
ولا تلُم عاشقاً يصبي لبهجتِها / فالحسنُ يعشق بالافكارِ والحدقِ
كيف السلوُّ ولي قلب أخيّلهُ / وشاح حسنٍ ولا ينفكُّ ذا قلبِ
وناظر كلما كفكفت دمعتهُ / أحالَ يُنثر دمعاً غيرَ متسِقِ
وان سرى بارق أتبعتهُ نظري / إتباع ناظرِ شيءٍ خفقَ مسترقِ
أما وعزَّ ليلٍ بالوصالِ زهت / وخمر ودٍّ بها وقلبي الكئيبِ سقي
لم تُبقِ لي جلدا أيدي البعاد ولا / صبراً سوى خلُقٍ لغّت به رمقي
يا عاذلي لا رعاك اللَهُ كفَّ فما / يفيدُ عذلكَ عذلي عن سوى طرقِ
محبةٌ لا تزال الدهر معرقة / ومقلةٌ بسوى الخضراء لم ترقِ
ومهجةٌ بلهيبِ الوجدِ موقدة / ودمعةٌ ان تَشُم برقاً سرى نزِقِ
ولستُ للموصلِ الحدباءِ ذا شغف / لكن على يوسفِ الصديق واحرقي
فهل يريني زماني حسنَ طلعتهِ / فيصبحُ القلبُ من مرآهُ ذا أنقِ
وتنطفي من حشا صب لواعجها / والطرفُ يطرد عنه سائما ارقي
والفكرُ يصفو من الأكدار رونقهُ / والدهر يغدو بأنسي حالي العنقِ
وتنجلي غمراتٌ من حشا وصبا / متى يرم صبر وجدي عنه لم يطقِ
سكران من رشف خمر الحبِّ ذو وله / متى جرى ذكرهُ في سمعهِ يمقِ
يودُّ من شغفٍ ارسالَ مهجتهِ / لكنهُ بجناحِ الريح لم يَثقِ
فاستخبروا عنه بعض البرق هل هجعت / عيونه أو ونت عن دمعها الغدقِ
ان كان يشكو لظىً منه الفؤاد فذا / انسانُ مقلتهِ يشكو من الغرقِ
تراه يعلم ما قاساه من وصب / وزودت قلبَه الاسقامُ من فَرَقِ
قد كان يقضى هوىً لولا رياحُ صبا / تسري فتحملُ ريا نشره العبقِ
يا بردةَ الفخرِ فارو عن شمائله / طيبا ويا معطرَ الأيام فانتشق
ويا صفا ناله راق الزمان بها / لكل مدحٍ بديع النسجِ فاعتنق
وسابق الفضلَ في عليا منازله / فأنت بدرٌ ولكن لامع الغسقِ
لكنك الشمسُ للأيام إن طلَعَت / لم تُبق من كوكب يبدو ولا فلق
وكلُّ ناظرةٍ ترعاكَ ناظرةً / إلى مجاريكَ في مرقىً ومخترق
ويا فضائلَهُ لا زلتِ هامية / كما نراك ويا أوقاتَه إئتلقي
فقد كساكَ سنا من فضلهِ وثنا / لولا تألقه في النظم لم يلق
مكارمٌ هي في جيد الزمانِ حلى / لو لم تزنه لأمسى عاطلُ العسقِ
يزينها نسبٌ لكنه ذهب / يسمو بها أدبٌ من مقولٍ طلقِ
وفكرةٍ كق شأت في العلم من أفق / وفطرةٍ لم تدع للفضلِ من أفقِ
وشهرةٍ هي في برجِ الكمال ذكا / لكنها للهدى تمشي على أفق
أو عزمةٍ هي للتدبير دائرة / وان تكن لرواقِ المجدِ كالأفق
استودُع اللَه فردا في شمائلهِ / وراكباً للمعالي صهوَة الأفق
فيا ملاذي رعاكَ اللَهُ من ندب / شربتُ من حبّه حبّا فلم أفق
وعالَمٍ هو للتحقيقِ مقلتهُ / لكنه نجلُ أعيان الكمالِ رقي
عطفاً علي فقد أمسيتُ مكتئبا / من البعاد كحيلِ الطرف بالأرق
حيّا دياركَ سكابُ الحيا وسقى / ربي علاك سحابُ الأنسِ والأفق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025