القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 4
يا فاضلاً فضلُه يسمو على الفُضَلا
يا فاضلاً فضلُه يسمو على الفُضَلا /
ومن على كل مجد في الأنام علا /
أصبحت أهواك لا أبغي السوى بدلا /
بالله أقسم لا بالعاديات ولا / بالذاريات ولا بالنجم والفلقِ
صبٌّ عليك ولو بالروح ما بخلا /
وقلبه لم يزل بالشوق مشتعلا /
وقد أجبت الذي عن حالتي سألا /
إني أحبك لا أرجو نداك ولا / أخشى أذاك ولا ألقاك بالملقِ
عيشي برؤياك عيش لم يزل رغدا /
وصدق حاليَ لا يخفى وفيك بدا /
وهل أحبك عمري ساعتي وغدا /
إلا محبة عبد يرتجي أبداً / أن لا يفارق معنى وجهك الطلقِ
أسقي نداماي من كاسي وأشرب ما
أسقي نداماي من كاسي وأشرب ما / أبقوه في الكاس لي من خمري الباقي
فكنت آخرهم شرباً وأولهم / سكراً بما تركوا من بهجة الساقي
بقية الله خير قال خالقنا / فحققوا القول يا قومي وأرفاقي
وهذه يد من أهواه وهي يدي / بلمسها نال كلي عهد خلاقي
قولوا لمن قد أبى عن مجلسي ونبا / من ذا يوقّيك في العقبى من الواقي
هذا المدام وهذا الكاس ممتلئٌ / من المدام إلى أطراف أطواقي
ترقى وتسقط من أعلى مقامك في / حضيض جهلك بي يا خيبة الراقي
عطشان يحمل ماء في أداوته / وليس يدري به من سوء أخلاق
إن الكرام بحسن الظن قد شربوا / وسوء ظنك حرمانٌ لرقراق
لا بد أن تغلق الباب الذي فتحت / يد الإله فتبقى خارج الطاق
في الكون للحق أمثالٌ بها نطقا
في الكون للحق أمثالٌ بها نطقا / مضروبة منه للعبد الذي صدقا
فقال تلك هي الأمثال نضربها / للناس يعقلها من في الكمال رقى
وأغفل الله عنها من يشاهدهم / أهل السعادة في الدنيا وأهل شقا
فمؤمن هو ناج دون معرفة / إيمانه النور كالبرق الذي برقا
وجاهل ليس يدري ما يقال له / تكذيبه رزقه ذاك الذي رزقا
كن مسلماً مؤمناً بالحق تعرفه / أو لست تعرفه واتبع لأهل تقى
وإن ترد تعرف الله الذي ظهرت / آياته فاتبع الأصحاب والرُفقا
وهم أولوا العلم علم الله سادتنا / وكن بهم مؤمناً تلحق بمن سبقا
وانظر إلى الوقت وقت الفجر ليس له / علامة غير نور يملأ الأفقا
ونوره غيره والوقت يحضر إن / أبدى له الله ذاك النور والشفقا
والوقت طلق بلا قيد يقيده / في نفسه فاعتبره واشهد الفلقا
واشهد علامته تشهده حيث بدا / والله غيب ومشهود بمن خلقا
والوقت في كل أرض حاضر فخذوا / منه اعتبار الوجود الحق منطلقا
ونزهوه وقولوا عنه خالقنا / ما إن له غيبة فاليوم يوم لقا
والله عنه جميع الكون منتشر / كالضوء يبدو عن الضوء الذي انفتقا
تبارك الله لا شيء يشابهه / فالحس والعقل في تنزيهه اتفقا
والله قد ضرب الأكوان أمثلة / بالفعل لا نحن فاترك عنك ذا السلقا
ونحن نعقلها لا نحن نضربها / فنودع الطرس ما ندريه والورقا
وإن ترد أوضح الأمثال أجمعها / فانظر إلى صفحة المرآة مستبقا
من الزجاج أو الفولاذ ليس بها / شيء وفيها يلوح الشيء متسقا
ولا ترى جرم مرآة بك استترت / وبالجميع فلا تتعب به الحدقا
كما تلوح لك الأكوان تظهر في / مرآة عين الوجود المنتمي لبقا
وليس فيه سواه دائماً أبداً / والكل فانٍ به فيه قد انسحقا
وهو القريب ولكن لست تدركه / لأنه بك مستور وأنت وِقا
بحر الوجود الحقيقيْ لا تزال به / ترى الظهور هنا الأكوان والفرقا
والكل فانٍ وهذا واحد أحد / لا غيره معه للغير قد محقا
فاسلك على أثري وانظر إلى نظري / وثق بما قلته يا فوز من وثقا
واشتم رائحتي من مسك نافجتي / فإنني لك عطر في الورى عبقا
بستانَنا في أراضي النيربينِ سقى
بستانَنا في أراضي النيربينِ سقى / رياضَك الغيثُ منهلّاً ومندفقا
يا سعد أيامنا فيه وقد عبقت / روائح الزهر تحكي العنبر العبقا
والوقت صاف وما في صفوه كدرٌ / ونال قلبي مقام القرب مستبقا
هي الشخوص تقادير الوجود بدت / في نوره باطل بالحق قد زهقا
ونحن فيه بأنس القرب ليس لنا / من وحشة مثل معشوق ومن عشقا
قامت معارجنا فيه على درج / من التجلي الإلهي جل من رزقا
والوجه يشرق من خلف الحوادث لي / بفيض علم مبين فيه سرُّ بقا
الله أكبر هذا كله أثر / مقدرٌ عدمٌ فيه الوجود رقا
وجود حق إذا أكوانه رمقت / في وجهه الحق لم يترك لها رمقا
وإن بدا خفيت في نوره وإذا / بدت ففيها اختفى لا تدرك الشفقا
لا تستطيع له الأكوان تحضر مع / حضوره إذ هما ضدان ما اتفقا
لولا تجليه بالأفعال ما عقلت / عقولنا أنه الحق الذي خلقا
لكننا نتراآه بأعيننا / من خلف تقديره المعدوم وقت لقا
كم أمة قبلنا كانت تشاهده / من غير علم به عن قيدها انطلقا
لو أنهم بفنا أكوانهم علموا / لعاينوا وجهها المكشوف قد برقا
لكنها أغفلتهم عن محاسنها / فابصروا سترها الفاني الذي انمحقا
ولم يزالوا على ما هم عليه إلى / أن تم تقديره ذاك الذي سبقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025