قد ألبسُ الليلَ حتَّى ينثني خَلَقاً
قد ألبسُ الليلَ حتَّى ينثني خَلَقاً / وأركبُ الهولَ بالغرِّ الغرانيقِ
وأنتحي لنَعامِ الدَّوِّ سلهَبَةً / كأنَّها بعضُ أحجارِ المجانيقِ
تُسدي الرِّياحُ لها ثوباً وتُلحِمُه / كما تَلَبَّسُ من نَسجِ الخداريقِ
كأنَّما ريشُها والرِّيحُ تَفرِقُهُ / أسمالُ راهِبةٍ شيبت بتشقيقِ
كأنَّها حين هزَّت رُؤسَها فَرَقاً / سُودُ الرِّجالِ تَعادى بالمزاريقِ
كأنَّ أعناقها وهناً إِذا خَفَقت / بها البلاقعُ أدقالُ الزَّواريقِ
فما استلذَّ بلحظِ العينِ ناظرُها / حتَّى تَغَصَّصَ أعلاهُنَّ بالرِّيقِ