المجموع : 3
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق / أأنت أم أنا أم عزمي أم النوق
آثرتُكن ولولا المجد آثرني / كاس وكن وندمان ومعشوق
وفارسي كوجه الفيل مضطرب / ينحى عليه رشيق القد ممشوق
وفتية كنجوم الليل مسعدة
وفتية كنجوم الليل مسعدة / كل إذا لاح سامي الطرف مرموق
في فاغم النور مَوشيّ جوانبه / كأنه من خصال الشيخ مسروق
واهاً لشُوس القوافي كيف أبذلها / وكل واحدة منهن عيوق
لا لا أزفك إلا كفؤ مكرمة / ولا أبيعك حتى ينفق السوق
شمي يمين وزير المشرقين غدا / فإنه بنسيم النجم مخفوق
شمي يداً للمعالي فوق كل يد / وتحت كل فم أنيابه روق
قالت أما دون بلخ للمنى غرض / أدنى ودون وزير الشرق مخلوق
بلى بلاد وأقوام وأهل غنى / بي عنهمُ وبهم عن همتي ضيق
كم رائع الجسم إلا أنه طلل / وهائل الصوت إلا أنه بوق
إني امرؤ في مقام الفخر يحرمني / عطاء غيرك إني منك مرزوق
بما جمعت تفاريق الكمال غداً / بين الملوك وبيني منك فاروق
فإن مددت يدي يوماً فلا رجعت / حتى يعود على ستسه النوق
مجد أروض على مكروهه خلقي / إن الرياضة للأخلاق راووق
أقر السلام وزير الشرق في سحر / نسيمه بذكي المسك مفتوق
وأنت يا نومة الفجر ابتغي نفقاً / إن القرار ولما ألقه موق
وانعم صباحاً وزير المشرقين ولا / يفُتْك في أمل عزم وتوفيق
فضل المزية أن المكرمات به / مجموعة وهي في الدنيا تفاريق
ومطفل من بنات الزنج يخدُمها / من آلة طبعتها الهند إبريق
تمجّ حيّاتا ريق الحياة وإن / ينشط فلا قوت إلا ذلك الريق
طاعت ليمناك واسطاعت رياضتها / فشأنها الدهر ترقيع وتمزيق
إذا دجا ليل خطب أطلعت شمعاً / يجلو الدجى بدمى فيها تزاويق
شمع يداك له شمع حِجاك له / دمع سجيته جمع وتفريق
كأن يمناك بحر وهي زورقه / أليس من آلة البحر الزواريق
ووابل صعدته الريح لحت له / والبحر فرغ له والدلو انبيق
فارتد منك على أعقابه خجلاً / ولم تفض دمعَه تلك الحماليق
وأينق كقسي النبع ليس لها / إلا الحقائب حملاً والصناديق
أخذن منك مواثيقاً مغلظة / إن الكرام سجاياهم مواثيق
وعزمةٍ لا ينال النجم مصعدها / لا يستقل بها هضب ولا نيق
نامت عيون الورى عنها فطرت لها / كفِلقة الصخر مجَّتها المجانيق
وحاسد كذبته النفس قلت له / هذي الحقيقة لا تلك المخاريق
حديقة الجو غضي هذه الحدقا
حديقة الجو غضي هذه الحدقا / يا ويح طرفك ما أغرى به الأرقا
غوري لطيبة الأردان تمطلني / مطل الغني حياء منك أو فرقا
يا قرة العين ما هذا الشماس فقد / حسنت خلقاً فهلا مثله خلقا
تصرّم الليل إلا معتلى نفس / هلا قضيناه تقبيلاً ومعتنقا
والليل منسدل الأعراف منتظم الأ / طراف محتمل الأعطاف ما وسقا
بحر ولكنه طاف جواهره / طام علينا ولكن نأمن الغرقا
كأنما البدر معشوق وقد نثرت / يد الثريا عليه العين والورقا
نفسي فداؤك من ليل على قمر / على قضيب مُنثالِ حقف نقما
فرب آهة وجد لو لفحت بها / إلى الحديد غداة البين لانفلقا
وزفرة يوم ساروا لو دلفت بها / إلى المودّع قيد الرمح لاحترقا
أتبعتها زفرات بعد ما ظعنوا / فهن يغمرن في أجفاني الطرقا
أللحبيبة أمشي وهي ظاعنة / أم للشبيبة أنْضو بُردها خلَقا
جاء الشباب بليل لم يكن ظلماً / وأطلع الشيب صبحاً لم يكن فلقا
هو الزمان أتى إلا على رمقي / وقد تطاول يبغي ذلك الرمقا
وهمة في المعالي قد سحبت لها / على المكاره من أذيالها سرقا
أمطت عنها لثام الشك معترفاً / ونطتها بسواد الليل منفلقا
فمل أقل لهموم النفس قد كذبت / ولم أقل للسان الفجر قد صدقا
ولم يرُعني طرف البيد مطّرفاً / ولا ثناني طرف الليل منطبقا
وما شربت بكاس العز مصطبحاً / حتى تجشمت ورد الليل مغتبقا
ولم أبت بيد الحسناء معتصما / حتى ظللت بعرف الليل معتنقا
ولا أبيت الحشايا ما حييت فقد / هجعت في صهوات الخيل مرتفقا
فليهنني المجد مرفوعاً دعائمه / فقد تصبب فيه سالفي عرقا
ولتهنني الحضرة الشماء أخدُمها / فقد سريت إليها الوخد والعنقا
ولتهن شمس المعالي أنك ابنُ أب / ورثته خَرَزاتِ الملك والخِرقا
يا ملء عِطف الليالي أنت من مِلك / وملء عين المعالي منظراً أنقا
صغ المجرة طوقاً والسها شنفاً / لما ركضت فقد أعيا وقد سبقا
واجعل له فلك الجوزاء مرتبَطاً / وأجره فوق قرن المشتري طلقا
واحلل عن الملك شداً أنت عاقده / على مطامح نفس تملأ الأفقا
بهمة تطأ الجوزاء مفتَرَعا / وعزمة تسَعَ الدَّهْناء مخترقا
ثم ابنِ فوق الطباق الخضر من شرف / يفرخ الدهر في أظلالها طبقا
يا من روى لِيَ من أخباره سِيَراً / وناط بالشمس من آثاره أفقا
لو أنها شجر لادّاركت زهراً / وأسّاقطت ثمراً واثّاقلت ورقا
فانهض إلى الملك طلاّباً إليه يداً / واتلع إلى المجد طلاعاً له عنقا
يا عائف الورد لم تعذب موارده / فإن وردت فلا طرقاً ولا رنقا
وتارك الأمر غير الحلم رائده / فإن ترده فلا طَيْشاً ولا نَزَقا
للّه أنت وأمر أنت بالغه / وبالْحَرَى في المنى باللّه أن تثقا
للّه مكنون سر أنت بالغه / يوماً أغر يناجي صبحه فلقا
ليدنِيَ اللّه أمراً ظل مبتعداً / ويفتح اللّه باباً بات منغلقا
كأنني بين أيام وقد كشفت / غطاءه ولسان الدهر قد نطقا