القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَديع الزَّمان الهَمَذاني الكل
المجموع : 3
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق / أأنت أم أنا أم عزمي أم النوق
آثرتُكن ولولا المجد آثرني / كاس وكن وندمان ومعشوق
وفارسي كوجه الفيل مضطرب / ينحى عليه رشيق القد ممشوق
وفتية كنجوم الليل مسعدة
وفتية كنجوم الليل مسعدة / كل إذا لاح سامي الطرف مرموق
في فاغم النور مَوشيّ جوانبه / كأنه من خصال الشيخ مسروق
واهاً لشُوس القوافي كيف أبذلها / وكل واحدة منهن عيوق
لا لا أزفك إلا كفؤ مكرمة / ولا أبيعك حتى ينفق السوق
شمي يمين وزير المشرقين غدا / فإنه بنسيم النجم مخفوق
شمي يداً للمعالي فوق كل يد / وتحت كل فم أنيابه روق
قالت أما دون بلخ للمنى غرض / أدنى ودون وزير الشرق مخلوق
بلى بلاد وأقوام وأهل غنى / بي عنهمُ وبهم عن همتي ضيق
كم رائع الجسم إلا أنه طلل / وهائل الصوت إلا أنه بوق
إني امرؤ في مقام الفخر يحرمني / عطاء غيرك إني منك مرزوق
بما جمعت تفاريق الكمال غداً / بين الملوك وبيني منك فاروق
فإن مددت يدي يوماً فلا رجعت / حتى يعود على ستسه النوق
مجد أروض على مكروهه خلقي / إن الرياضة للأخلاق راووق
أقر السلام وزير الشرق في سحر / نسيمه بذكي المسك مفتوق
وأنت يا نومة الفجر ابتغي نفقاً / إن القرار ولما ألقه موق
وانعم صباحاً وزير المشرقين ولا / يفُتْك في أمل عزم وتوفيق
فضل المزية أن المكرمات به / مجموعة وهي في الدنيا تفاريق
ومطفل من بنات الزنج يخدُمها / من آلة طبعتها الهند إبريق
تمجّ حيّاتا ريق الحياة وإن / ينشط فلا قوت إلا ذلك الريق
طاعت ليمناك واسطاعت رياضتها / فشأنها الدهر ترقيع وتمزيق
إذا دجا ليل خطب أطلعت شمعاً / يجلو الدجى بدمى فيها تزاويق
شمع يداك له شمع حِجاك له / دمع سجيته جمع وتفريق
كأن يمناك بحر وهي زورقه / أليس من آلة البحر الزواريق
ووابل صعدته الريح لحت له / والبحر فرغ له والدلو انبيق
فارتد منك على أعقابه خجلاً / ولم تفض دمعَه تلك الحماليق
وأينق كقسي النبع ليس لها / إلا الحقائب حملاً والصناديق
أخذن منك مواثيقاً مغلظة / إن الكرام سجاياهم مواثيق
وعزمةٍ لا ينال النجم مصعدها / لا يستقل بها هضب ولا نيق
نامت عيون الورى عنها فطرت لها / كفِلقة الصخر مجَّتها المجانيق
وحاسد كذبته النفس قلت له / هذي الحقيقة لا تلك المخاريق
حديقة الجو غضي هذه الحدقا
حديقة الجو غضي هذه الحدقا / يا ويح طرفك ما أغرى به الأرقا
غوري لطيبة الأردان تمطلني / مطل الغني حياء منك أو فرقا
يا قرة العين ما هذا الشماس فقد / حسنت خلقاً فهلا مثله خلقا
تصرّم الليل إلا معتلى نفس / هلا قضيناه تقبيلاً ومعتنقا
والليل منسدل الأعراف منتظم الأ / طراف محتمل الأعطاف ما وسقا
بحر ولكنه طاف جواهره / طام علينا ولكن نأمن الغرقا
كأنما البدر معشوق وقد نثرت / يد الثريا عليه العين والورقا
نفسي فداؤك من ليل على قمر / على قضيب مُنثالِ حقف نقما
فرب آهة وجد لو لفحت بها / إلى الحديد غداة البين لانفلقا
وزفرة يوم ساروا لو دلفت بها / إلى المودّع قيد الرمح لاحترقا
أتبعتها زفرات بعد ما ظعنوا / فهن يغمرن في أجفاني الطرقا
أللحبيبة أمشي وهي ظاعنة / أم للشبيبة أنْضو بُردها خلَقا
جاء الشباب بليل لم يكن ظلماً / وأطلع الشيب صبحاً لم يكن فلقا
هو الزمان أتى إلا على رمقي / وقد تطاول يبغي ذلك الرمقا
وهمة في المعالي قد سحبت لها / على المكاره من أذيالها سرقا
أمطت عنها لثام الشك معترفاً / ونطتها بسواد الليل منفلقا
فمل أقل لهموم النفس قد كذبت / ولم أقل للسان الفجر قد صدقا
ولم يرُعني طرف البيد مطّرفاً / ولا ثناني طرف الليل منطبقا
وما شربت بكاس العز مصطبحاً / حتى تجشمت ورد الليل مغتبقا
ولم أبت بيد الحسناء معتصما / حتى ظللت بعرف الليل معتنقا
ولا أبيت الحشايا ما حييت فقد / هجعت في صهوات الخيل مرتفقا
فليهنني المجد مرفوعاً دعائمه / فقد تصبب فيه سالفي عرقا
ولتهنني الحضرة الشماء أخدُمها / فقد سريت إليها الوخد والعنقا
ولتهن شمس المعالي أنك ابنُ أب / ورثته خَرَزاتِ الملك والخِرقا
يا ملء عِطف الليالي أنت من مِلك / وملء عين المعالي منظراً أنقا
صغ المجرة طوقاً والسها شنفاً / لما ركضت فقد أعيا وقد سبقا
واجعل له فلك الجوزاء مرتبَطاً / وأجره فوق قرن المشتري طلقا
واحلل عن الملك شداً أنت عاقده / على مطامح نفس تملأ الأفقا
بهمة تطأ الجوزاء مفتَرَعا / وعزمة تسَعَ الدَّهْناء مخترقا
ثم ابنِ فوق الطباق الخضر من شرف / يفرخ الدهر في أظلالها طبقا
يا من روى لِيَ من أخباره سِيَراً / وناط بالشمس من آثاره أفقا
لو أنها شجر لادّاركت زهراً / وأسّاقطت ثمراً واثّاقلت ورقا
فانهض إلى الملك طلاّباً إليه يداً / واتلع إلى المجد طلاعاً له عنقا
يا عائف الورد لم تعذب موارده / فإن وردت فلا طرقاً ولا رنقا
وتارك الأمر غير الحلم رائده / فإن ترده فلا طَيْشاً ولا نَزَقا
للّه أنت وأمر أنت بالغه / وبالْحَرَى في المنى باللّه أن تثقا
للّه مكنون سر أنت بالغه / يوماً أغر يناجي صبحه فلقا
ليدنِيَ اللّه أمراً ظل مبتعداً / ويفتح اللّه باباً بات منغلقا
كأنني بين أيام وقد كشفت / غطاءه ولسان الدهر قد نطقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025