القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 2
زارتكَ من رِقْبةِ الواشي على فَرَقِ
زارتكَ من رِقْبةِ الواشي على فَرَقِ / حتى تبدَّى وميضُ المرْهَفِ الذَّلِقِ
فخفَّض الجأش منها أن ملكتُ يدَيْ / نهرٍ يَغصُّ به الواشون منْ شَرَق
سكَّنتها بعد ما جالتْ مدامِعُها / بمقلتيها فِرِنْداً في ظُبا الحدق
فأقبلتْ بين صمتٍ من خلاخلها / وبين نُطْقِ وشاحٍ جائلٍ قلق
وأرسلتْ منْ مثنّى فرعها غَسقاً / في ليلةٍ أرسلتْ فرعاً مِنَ الغسق
تبدو هلالاً ويبدو حَليُها شُهُباً / فما يُفرَّقُ بين الأرضِ والأفُق
غازلْتها والدجى الغربيبُ قد خُلعتْ / منه على وجنتيها حلةُ الشَّفق
حتى تقلَّصَ ظلُّ الليلِ وانفجرتْ / للفجرِ فيه ينابيعٌ من الفلق
فدرّعت ساريات المزنِ تُسعِدُني / عندَ الفراقِ بدمعٍ واكفٍ غَرِق
إني بلوتُ زماني في تقلُّبهِ / فإنْ تَثِقْ بصروفِ الدهرِ لا أَثِقِ
سَلني أُخَبِّرْك عنها إنَّ مَوْردَها / لم يصفُ للحرِّ إلا عادَ ذا رَنَقِ
أنا الذي ظلَّ بالأحداثِ مشتملاً / بينَ الأنام اشتمالَ السيف بالعلَقِ
وعارياً من حظوظٍ في شبيبتِهِ / وكم قضيبٍ ندٍ عارٍ من الورقِ
أَنَّى ينوءُ زماني بالذي اقترَحَتْ / نفسي وما خُلُقُ الأيامِ من خلقي
لن يستقرَّ بمن يهوى الهوى قلَقٌ / حتى تبيتَ مطاياه على قلق
أدري وكلُّ أمورٍ لا يروِّحها / من الذميلِ السُّرى إلا إلى العَنَق
حتى أرى نقصَ حظي إذ غدا سبباً / إلى النوى من أيادي الدهر في عنقي
حدائقُ الحسنِ تُغْري السُّهْدَ بالحدَقِ
حدائقُ الحسنِ تُغْري السُّهْدَ بالحدَقِ / فالعينُ متْرَعَةُ الأجفانِ منْ أَرَقِ
أشيمُ للبرقِ منْ مسراهمُ قَبَساً / والليلُ يَسْحَبُ أذيالاً من الغَسَق
حتى استهلَّ الغمامُ الجَوْد مُنْسَكِباً / بوادقٍ من مُلِثِّ القَطْرِ مُنْدَفَقِ
في روضةٍ قد ثَنَتْ أَعطافها سَحَراً / يُفَضُّ منها ختامُ الزَّهْرِ عن عَبَق
ترنو الحمائمُ منها في ذُرى قُضُبٍ / تَخْتالُ مائسةً في سُنْدُسِ الورق
كمْ قد عَهِدْنا بها من ليلةٍ قَصُرَتْ / وإن نأى كلكلُ الظلما عن الفلق
إذا ابتغيتُ كؤوسَ الراحِ مُتْرَعةً / أَوْمَتْ إليَّ يدُ الأصباحِ بالشفق
يديرُها البدرُ صِرْفاً فوقَ راحتِهِ / والشمسُ تطلعُ منْ يُمناه في أفق
ثم انبرى مائلاً للوصلِ ذو ضمرٍ / في لؤلؤ من نفيس الدرِّ متَّسقِ
يا مَن غدا لحسامِ البغي منتضياً / يستثبتُ الصَّرم حتى عادَ ذا رنق
والبغي ما زال في الحساد مكتملاً / يبدو لمختبرٍ في الخَلْقِ والخُلق
لا تنكرنَّ بديعَ النظمِ منْ أدبي / فالدرُّ ليس بمكنونٍ على الفلق
ولتحذرِ الرشقَ من سهمٍ عرضتَ له / منْ يزحمِ البحرَ لا يأمنْ مِنَ الغرق
ما أنت مدركُ شأوي إنْ سعيت له / ليس التبخترُ كالإرقال في الطرق
ولا المؤمّل في مضمارِ حَلْبَتِهِ / مؤملاً للمجليِّ السبق في طَلق
وقد تُشَبَّهُ أحياناً بذي أدبٍ / ما لم يحاددكَ عذب اللفظ في نسق
والأوسُ في فَلَوَاتِ البيدِ مفترسٌ / فإنْ يَصُلْ ليثُ غابٍ مات من فرق
فلا تمدّنَّ باعَ العُجْبِ إنَّ لها / عُقبى تؤجِّجُ نارَ الضَّغْنِ والحنق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025