المجموع : 3
جَلَّيْتَ فِي حَلْبَةِ السِّبَاقِ
جَلَّيْتَ فِي حَلْبَةِ السِّبَاقِ / وَجَدِّ مَنْ جَدّ فِي اللَّحَاقِ
مَوْعِدُنَا صَاقِبٌ وَلَكَنْ / وَاحَرَّ قَلْبَاً مِنَ الْفِرَاقِ
لاَ تَعْجَبُوا مِنْ بُكَاءِ كَهْلٍ / إِنَّ النَّوَى مُرَّةُ المَذَاقِ
يَبْكِي عَلَى عَلْمِهِ بِأَلاَّ / يَطُولُ عَهْدٌ دُونَ التَّلاَقِي
أَلْفَرْغَلِيُّ الأَرِيبُ وَلَّى / وَكَانَ مِنْ خِيرَةِ الرِّفَاقِ
رَاعَتْ حُلِيُّ الْبَدِيعِ فِيهِ / بَيْنَ المُنَابَاةِ وَالطِّبَاقِ
أَلْقَلْبُ عَفٌّ وَالقَوْلُ عَفٌّ / وَالفِكْرُ رَاقٍ وَالحِسُّ رَاقِ
جَلاَئِلُ الرَّأْيِ كَامِناتٌ / بَيْنَ أَسَالِيبِهِ الدَّقَاقِ
وَكُلُّ حُسْنِ الْبَيَانِ بَادٍ / فِي صَوْغِ أَلْفَاظِهِ الرَّقَاقِ
مِنْ عِظَمِ الْخُلْقِ لَمْ يَفُتْهُ / فِي كُلِّ حَالٍ أَوْفَى خَلاَقِ
قَدْ أَطْعَمَ السُّهْدَ مُقْلَتَيْهِ / وَأَقْلَقَ المَهْدَ بِالصِّفَاقِ
وَعِبْئُهُ فِي هَوَى حِمَاهُ / لَمْ يَلْقَهُ فِي الْحُمَاةِ لاَقِ
عَلاَمَ ضَاقَتْ بِهِ حَيَاةٌ / مَجَالُهَا وَاسِعُ النِّطَاقِ
جِدُّ المَسَاكِينِ هَؤُلاَء / الَّذِينَ عَاشُوا بِلاَ نِفَاقِ
إِذْ جَوْهَرُ الصَّدْقِ فِي كَسَادٍ / وَسِلْعَةُ الإِفْكِ فِي نَفَاقِ
يَا شَارِباً كَأْسَهُ دِهَاقاً / وَالْهَمُّ فِي كَأْسِهِ الدِّهَاقِ
أَلموْتُ فِيمَا عَلِمْتَ حَقاً / أَهْنَأُ رَاحٍ يَسْقِيهِ سَاقِ
يَا وَيْحَ لِلشَّرْقِ كَيْفَ يُفْنِي / قُوَاهُ فِي بُؤْرَةِ الشِّقَاقِ
إِنْ لَمْ يَرِدْ وِرْدَهُ مَرِيراً / مَاتَ مِنَ الغَمِّ فِي احْتِرَاقِ
وَلَمْ يُرَفَّهْ عَنْهُ عَنَاءٌ / بَيْنَ اصْطِبَاحٍ أَوِ اغْتِبَاقِ
دَعُوا الشُّعَاعَ المُضِيءَ يُزْهِرْ / بِلاَ حِجَابٍ وَلاَ اعْتِيَاقِ
هَلْ تَسْتَنِيرُ الْعُقُولُ وَالْبَدْ / رُ لَيْلَةَ التِّمِّ فِي مِحَاقِ
يَا مَنْ قَضَى عَنْ عَظِيمِ شَأْنٍ / فُزْ بِجَزَاءٍ لَهُ وِفَاقِ
إِنْ أَخْلَدَ المَرْءَ حُسْنُ فِعْلٍ / فَأَنْتَ بِالْخَالِدَات بَاقِ
هَذَا رَثَاءٌ أَطْلَقْتُ فِيهِ / وَهْيَ شُجُونِي بِلاَ سِيَاقِ
جَرَى بِهِ الحُزْنُ مِنْ فُؤَادِي / جَرْيَ دُمُوعِي مِنَ المَآقي
نَسِيمُ لُبْنَانَ حَيَّانِي ضُحى فَشَفَى
نَسِيمُ لُبْنَانَ حَيَّانِي ضُحى فَشَفَى / مَا فِي فُؤَادِي مِنَ العلاَّتِ وَالحُرَقِ
وَالطِّيْبُ حِينَ تَذكَّى فِي خَمَائِلِه / دُجىً أَدَالَ هَنِيءَ النَّوْمِ مِنْ أَرَقِي
أَفْدِي مَعَارِجَ فِي عُلْيَا ذَوَائِبِهِ / تَرُوعُ مُهْجَةَ رَاقِيَهَا إِلى الفَرقِ
تَسْتَوْحِشُ العَيْنُ مِنْهَا ثُمَّ يُؤْنِسُهَا / مَا افْتَرَّ فِي القَاعٍ مِنْ زَهْرٍ وَمِنْ وَرَقِ
حِمىً تَحَلَّى بِزِينَاتٍ مُنَوَّعَةٍ / مَا بَيْنَ مُتَّصِلٍ لُطْفاً وَمُفْتَرِقِ
هَوَى النُّفُوسَ جَمِيعٌ فِيهِ مُتَّفِقٌ / وَالحُسْنُ فِيهِ بَدِيعٌ غَيْرُ مُتَّفِقِ
فِي حَفْلَةٍ بِذَوِي الأَحْسَابِ حَافِلَةٍ / سَرتْ قُلُوباً وَكَانَتْ قُرَّةَ الحَدَقِ
شَهِدْتُها وَأَمِينُ الرُّوحِ يُسْمِعُنا / قَوْلُ الحَكِيمِ بِظَرْفِ المُبْدِعِ اللَّبِقِ
فَلَمْ أَخَلْ نَثْرَهُ إِلاَّ حُلىً نُظِمَتْ / فِي سَمْطِ دُرِّ بَدِيعِ الصَّوْغِ مُنْتَسِقِ
يَا دَارَ عِلْمٍ نُحيِّيهَا بِعَالِيَةٍ / خِتَامُ عَامِكِ مِسْكٌ فَائِحُ العَبَقِ
أَيَتِنَا أَنْجُماً فِي الرَّوْضِ طَالِعَةً / أَبْهَى بِأَعْيُنِنَا مِنْ أَنْجُمِ الأُفقِ
فِتْيَانُ سَبْقٍ بِآدَابٍ وَمَعْرِفَةٍ / إِذَا النُّهَى اسْتَبَقَتْ فِي خَيْرِ مُسْتَبَقِ
أُتِمَّ بِالخُلْقِ الرَّاقِي تَأَدُّبُهُمْ / وَلاَ نَجَاحَ بِلاَ عَوْنٍ مِنَ الخُلُقِ
دَارٌ عَلَى أَثْبَتِ الأَرْكَانِ شَيَّدَهَا / أَخُو حِجىً لَيْسَ بِالوَانِي وَلاَ النَّزِقِ
شِبْلٌ يقِلُّ مُجَارِيهِ إِذَا انْطَلَقَتْ / لِلْخَيْرِ هِمَّتُهُ فِي كُلِّ مُنْطَلَقِ
بِالعَزْمِ ما بَعُدَ الفَتْحُ العزِيزُ مَضَى / وَالرَّأْيِ مَا رَقِيَ القَصْدُ المَرُومُ رَقِي
يا شِرْعَةَ العِلْمِ لا زَالَتْ مَرَابِعُنَا / تُسْقَى فُيُوضَ نَمِيرٍ مِنْكِ مُنْدَفقِ
وَيَا مَنَارَةَ فَضْلٍ بَاهِرٍ وَهُدىً / لاَ ينْتَهِي فَجرُهَا الزَّاهِي إِلَى شَفَقِ
تَبْدُو مِنَ الغَسَقِ الدَّاجِي أَشِعَّتُها / كَشَّافَةً غُمَماً مِنْ ذلِكَ الغَسَقِ
دُومي علَى الدَّهْرِ مُذْكَاةً وَمُهَدِيَةً / إِلَى النُّهَى كُلَّ نُورٍ مِنْكِ مُؤْتَلِقِ
يَا شَاطِيءَ البَحْرِ إِنَّ قَلْبِي
يَا شَاطِيءَ البَحْرِ إِنَّ قَلْبِي / يُحِبُّ فِيكَ الهَواءَ طَليقا
وَكُلُّ قَلْبٍ يُحِبُّ شَيْئاً / مِنْ صُنْعِ رَبِّي أُحِب حَقا