المجموع : 6
انظر إلى النيلِ قد عبّا عساكِره
انظر إلى النيلِ قد عبّا عساكِره / من المِياهِ فجاءت وهْيَ تَسْتَبِقُ
كأنّ خلجانه والماءُ يأخذُها / مدائنٌ فتحت فاحتازها الغرق
كأن تياره مَلْك رأى ظفَرا / فكّر إِثْرَ الأعادي محنق نزِق
كأن ماء سواقيه لناظِرِها / شهب الخيولِ إذا ما حثَّها العَنَق
فاشرب مُغَنَّى فإن اللهو مُنْبَسِطٌ / واطرب مُهَنَّا فهذا منظر أنِق
يوم الفراقِ لَقَدْ فَرَّقْت من جَلَدِي
يوم الفراقِ لَقَدْ فَرَّقْت من جَلَدِي / ما لم يكن قبل وَشْكِ البينِ مفترِقا
شَتَّتَّ صَبْرِي وظاهرت الشجونَ على / قلبِي وَسُقْتَ إلى أَجْفانِي الأَرَقا
إذا تَذَكَّرْتُ فاضت مُقْلَتي بدَمٍ / وإن تَأوَّهْت ذابت مهجتي حُرَقا
وإن رَجَعْتُ إلى قلبي لأعذِله / وجدته باختياري ذاب واحترقا
فَمَن مُجِيريَ ممّا قد جَنَيتُ على / قلبي وخِذلان رأيي زادَني قلقا
قلبي لحبِّك دون الخلقِ مخلوق
قلبي لحبِّك دون الخلقِ مخلوق / وشكره لندى كفّيك مرقوقُ
لأنك الحقّ والأملاك باطلَةٌ / وأنك البدر والدنيا أغاسيق
فِداك يا بن معد من غدا وبِه / عن اتّساعك في أرض العلا ضِيق
كَفَّاكَ لِلرزقِ مِفتاحانِ قد خُلِقا / وهُمْ له عن بَني الدّنيا مَغاليقُ
لولاك لم تجِدِ العلياءُ مُنْتَصِراً / ولم تَقُمْ للنَّدى بينَ الورى سوق
لا تزدهِيك ثيابُ الكِبرِياءِ ولا / يعتاد حلمَك تشتيتٌ وتفريق
تُبَلّ رِيقاً ونارُ الحرب مُسْعَرَةٌ / فيها إذا جفّتِ الأفواه والرِيق
في البَأْسِ أنت من المنصورِ مخترَع / وفي العلا من معز الدين مشقوق
فالفخر عندك موروث ومُكْتَسَب / وعند غيرك مكذوب ومسروق
ومدحُك الصِدقُ لازورٌ ولا خُدَعٌ / وعند غيرِك تلفيق وتمليق
لم يعطِك الله إذ أعطاك حِكمته / إلا وأنت بما أعطاك محقوق
فانظر قصائد من أعلاه مجدُك هل / في مدحِهِ لك عيب أو تفاريق
ما ذمّ يومَ الفِراقِ إلا
ما ذمّ يومَ الفِراقِ إلا / مَن غاب عن موقِفِ الفِراقِ
أَوّلُه أَنّنا وقوفٌ / لِلّثم والضمّ والعِناقِ
لا نَتَّقي فيه عينَ واشٍ / ولا ندارِي ذوِي النفاقِ
إن هاجَ حَرُّ الوَداعِ شَوقي / فبالوداعِ اشْتَفي اشتياقي
لولا الفِراقُ الذي دهانا / والبينُ ما أَمكنَ التّلاقي
شكوتُ يومَ الفِراق جُهْدِي
شكوتُ يومَ الفِراق جُهْدِي / لما قضى الدهرُ بالفِراق
تَعَلَّقَتْ فيه بي وقالتْ / لولا النَّوَى لم يكن عناقي
أشكو إلى الله ما أُلاقي
أشكو إلى الله ما أُلاقي / من رشأ اصفرِ التراقي
أَحْورَ ذِي غُنّةٍ غَرِيرٍ / يَضنّ بالوصل والتّلاقي
كأنما ثغرهُ المفَدَّى / يَنْظِمُ ما تَنْثرُ المآقي