المجموع : 15
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا / مِن ظَهرِه أَن يَكونوا قَبلُ ما خُلِقوا
فَهَل أَحَسَّ وَبالِ جِسمِهِ رِمَمٌ / بِما رَآهُ بَنوهُ مِن أَذىً وَلَقوا
وَما تُريدُ بِدارٍ لَستَ مالِكَها / تُقيمُ فيها قَليلاً ثُمَّ تَنطَلِقُ
فارَقتَها غَيرَ مَحمودٍ عَلى سَخَطٍ / وَفي ضَميرِكَ مِن وَجدٍ بِها عَلقُ
تَبَوَّأَ الشَخصُ مِن غَبراءَ مُظلِمَةٍ / قَرارَةً بَعدَما أَزرى بِهِ القَلَقُ
تَكونُ لِلروحِ ثَوباً ثُمَّ يَخلَعُهُ / وَالثَوبُ يَنهَجُ حَتّى الدَرعُ وَالحَلَقُ
وَأَخلَقَتهُ اللَيالي في تَجَدُّدِها / وَالغَدرُ مِنهُنَّ في أَخلاقِهِ خُلُقُ
وَالناسُ شُتّى فَيُعطى المَقتَ صادِقُهُم / عَنِ الأُمورِ وَيُحّبى الكاذِبُ المَلِقِ
يَغدو إِلى المَينِ مَن قَلَّت دَراهِمُه / فَيَجمَعُ المالَ ما يَفري وَيَختَلِقُ
وَرُبَّما عَذَلَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ / في الصُدقِ حينَ يَرى جَدَّ الَّذي يَلقُ
وَيُخلِفُ الظَنُّ في الأَشياءِ صاحِبَهُ / وَالغَيمُ يَكدي وَداعي البَرقِ يَأتَلِقُ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ / وَإِن تَجُر فَلَها ضَيرٌ وَإِحراقُ
وَقُربَهُ اللُجُّ إِن أَعطاكَ فائِدَةً / فَلَيسَ يُؤمَنُ إِهلاكٌ وَإِغراقُ
وَالمالُ رِزقٌ فَمَن يُدرِكهُ يَحظَ بِهِ / وَلَيسَ يُغنيكَ إِشآمٌ وَإِعراقُ
وَالحَقُّ كَالشَمسِ وارَتها حَنادِسُها / فَما لَها في عُيونِ الناسِ إِشراقُ
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا / أَن يَتَعَدّى بِكَ الفُسوقُ
كَيفَ يُطيقُ النُهوضَ عادٍ / عَليهِ مِن مَأثَمٍ وَسوقُ
كَم غُرِسَت نَخلَةٌ بِأَرضٍ / فَلَم يُقَدَّر لَها بُسوقُ
لا يَفرَحَن بِالحَياةِ غِرٌّ / فَإِنَّها مَهلَكاً تَسوقُ
ما نَفَقَ الصِدقُ في البَرايا / وَلَم تَزَل لِلمُحالِ سوقُ
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ / وَكانَ سِترٌ عَلى الأَديانِ فَاِنخَرَقا
ما أُبرِمَ المُلكُ إِلّا عادَ مُنتَقَضاً / وَلا تَأَلَّفَ إِلّا شَتَّ وَاِفتَرَقا
مَذاهِبٌ جَعَلوها مِن مَعايِشِهِم / مَن يُعمِلِ الفَِكرَ فيها تُعطِهِ الأَرقا
إِحذَر سَليلَكَ فَالنارُ الَّتي خَرَجَت / مِن زِندِها إِن أَصابَت عودَهُ اِحتَرَقا
وَكُلُّنا قَومُ سوءٍ لا أَخِصُّ بِهِ / بَعضَ الأَنامِ وَلَكِن أَجمَعُ الفِرقا
لا تَرجُوَنَّ أَخاً مِنهُم وَلا وَلَداً / وَإِن رَأَيتَ حَياءً أَسبَغَ العَرَقا
وَالنَفسُ شَرٌّ مِنَ الأَعداءِ كُلِّهُمُ / وَإِن خَلَت بِكَ يَوماً فَاِحتَرِز فَرَقا
كَم سَيِّدٍ بارِقُ الجَدوى بِمَيسِمِهِ / ساوَوا بِهِ الجَدِيَ عِندَ الحَتفِ وَالبَرَقا
إِن رُمتَ مِن شَيخٍ رَهطٍ في دِيانَتِهِ / دَليلَ عَقلٍ عَلى ما قالَهُ خَرَقا
وَكَيفَ أَجني وَلَم يُرِق لَهُم غُصني / وَالغُصنُ لَم يُجنَ حَتّى أُلبِسَ الوَرَقا
عَزَّ المُهَيمِنُ كَم مِن راحَةٍ بُتِكَت / ظُلماً وَكانَ سِواها يَأخُذُ السَرَقا
وَالدُرُّ لاقى المَنايا في أَكُفِّهِمُ / وَكم ثَوى البَحرَ لا يَخشى بِهِ غَرَقا
مَينٌ يُرَدَّدُ لَم يَرضوا بِباطِلِهِ / حَتّى أَبانوا إِلى تَصديقِهِ طُرُقا
لا رُشدَ فَاِصمُت وَلا تَسأَلهُم رِشداً / فَاللُبُّ في الأُنسِ طَيفٌ زائِرٌ طَرَقا
وَآكِلُ القَوتِ لَم يُعدَم لَهُ عَنَتاً / وَشارِبُ الماءِ لَم يَأمَن بِهِ شَرَقا
وَناظِرُ العَينِ وَالدُنِّيا رُئِيَت / ما إِن دَرى أَسواداً حَلَّ أَم زَرَقا
إِذا كَشَفتَ عَنِ الرِهبانِ حالَهُمُ / فَكُلُّهُم يَتَوَخّى التِبرَ وَالوَرِقا
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً / أَنوارُهُ عادَ لِلنُقصانِ فَاِمتَحَقا
وَالناسُ كَالزَرعِ باقٍ في مَنابَتِهِ / حَتّى يَهيجَ وَمَرعيٌّ وَما لَحِقا
عَلى البِلى سَيُفيدُ الشَخصَ فائِدَةً / فَالمِسكُ يَزدادُ مِن طيبٍ إِذا سُحِقا
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ / إِنَّ الغَريبَ إِذ أَلحَقتَهُ لَحِقا
أَمّا الجَمادُ فَإِنّي بِتُّ أَغبِطُهُ / إِذ لَيسَ يَعلَمُ إِمّا آدَ أَو مُحِقا
لا يَشعُرُ العودُ بِالنارِ الَّتي أَخَذَت / فيهِ وَلا الأَصهَبُ الداريُّ إِذ سُحِقا
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً / فَهِجتِ لِلذاكِرِ المَحزونِ تَشويقا
كَساكِ رَبُّكِ ريشاً تَدفَعينَ بِهِ / قُرَّ الشِتاءِ وَحَلّى الجيدَ تَطويقا
فَهَل تُراعينَ مِن بازٍ عَلى شَرَفٍ / يُهدي إِلَيكِ عَنِ الفِرخَينِ تَعويقا
أَما تَرَينَ قِسَيَّ الدَهرِ وَتَّرَها / رامٍ مُصيبٌ أَعارَ النَبلَ تَفويقا
يُغنيكِ وَكرُكِ عَن بَيتٍ يُزَيِّنُهُ / غاوٍ مِنَ القَومِ إِذهاباً وَتَزويقا
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً / وَيا وَميضَي هَوانا وَالصَبا شوقا
لا يَغرَضِ المَرءُ مِمّا يَغتَدي غَرِضاً / يُمسي وَيُضحي بِنَبلِ الدَهرِ مَرشوقا
حَناهُ دَهرٌ فَضاهى القَوسَ مِن كِبَرٍ / وَقَد تَراهُ كَصَدرِ الرَمحِ مَمشوقا
وَلّى الشَبابُ وَمِن شَوقٍ لِرُؤيَتِهِ / يَظَلُّ مَشبِهُهُ في الرَوضِ مَنشوقا
مَن كانَ عَن آلِ هِندٍ وَالرَبابِ سَلا / فَما يَزالُ بَقاءُ الدَهرِ مَعشوقا
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها / إِلّا الأَباريقُ يَحمِلنَ الأَباريقا
وَمومِساتٌ تُوافيها حَنادِسُها / بِطارِقينَ يُخالونَ البَطاريقا
لَم يَكفِهِم ريقُ كَرمٍ مِن شَرابِهِمُ / حَتّى أَضافوا إِلَيهِ مِن فَمٍ ريقا
لَو عُجِّلَت لِغَويٍّ فاجِرٍ سَقرٌ / لَأُشعِروا جَمَراتِ النارِ تَحريقا
لَقَد تَفَكَّرتُ في الدُنِّيا وَساكِنِها / فَأَحدَثَ الفِكرُ أَشجاناً وَتَأريقا
قَد أَغرَقوا في مَعاصيهِمُ فَما لَهُمُ / لا يُؤنِسونَ مِنَ الطوفانِ تَغريقا
وَصَيَّروا لِأُناسٍ في الأَذى طُرُقاً / وَذَلَّلوا الإِثمَ إِعمالاً وَتَطريقا
أَعِرقُ آدَمَ هَذا لا يُمازِجُهُ / سِواهُ أَم مَسَّ مِن إِبليسَ تَعريقا
يَخشى ذَوِيَّ رَطيبٍ حامِلٍ ثَمَراً / مُؤَمِّلٌ مِن غُصونِ اليُبسِ تَوريقا
كَم تَطلُبُ المالَ في سَهلٍ وَفي جَبَلٍ / وَتَقطَعُ الأَرضَ تَغريباً وَتَشريقا
وَقَد شَهِدتَ مَخاريقَ الوَغى لَعِبَت / مُجيدَةً لِدُروعِ القَومِ تَخريقا
فَراقِبِ اللَهَ إِنَّ السَعدَ يَتبَعُهُ / نَحسٌ وَإِنَّ لِجَمعِ الدَهرِ تَفريقا
وَمَرَّ موسى وَلَم يَترُك لِأُمَّتِهِ / إِلّا أَحاديثاً يُوَدَعنَ المَهاريقا
قَد آنَ مِنِّيَ تِرحالٌ وَلَم أَفِقِ
قَد آنَ مِنِّيَ تِرحالٌ وَلَم أَفِقِ / وَالسِكرُ يَفضَحُ في الرُكبانِ وَالرُفَقِ
قُل ماتَشاءُ وَلا تُرهِبكَ عاذِلَةٌ / إِنَّ النِفاقَ لَمَردودٌ إِلى النَفَقِ
أَخبَرَتني بِأَحاديثٍ مُناقَضَةٍ / فَرابَني مِنكَ قَولٌ غَيرُ مُتَّفَقِ
ما خَضبُ رَأسٍ كَخَضبٍ في بَنانِ يَدٍ / وَحُمرَةُ الفَجرِ لَيسَت حُمرَةَ الشَفَقِ
تَمضي الحَوادِثُ بِالحَوراءِ رائِعَةً / بَينَ الحَمائِلِ وَالجَوزَاءُ في الأُفُقِ
تَسَتَّروا بِأُمورٍ في دِيانَتِهِم
تَسَتَّروا بِأُمورٍ في دِيانَتِهِم / وَإِنَّما دينُهُم دينُ الزَناديقِ
نُكَذِّبُ العَقلَ في تَصديقِ كاذِبِهِم / وَالعَقلُ أَولى بِإِكرامٍ وَتَصديقِ
يا تاجِرَ المِصرِ ما أَنصَفتَ سائِمَةً
يا تاجِرَ المِصرِ ما أَنصَفتَ سائِمَةً / كَذَبتَها في حَديثٍ مِنكَ مَنسوقِ
إِن تَشكُ قَطعَ طَريقٍ بِالفَلاةِ فَكَم / قَطَعتَ مِن قَبلُ طُرُقَ الناسِ في السوقِ
اِعمَل لِأَخراكَ شَروى مَن يَموتُ غَداً
اِعمَل لِأَخراكَ شَروى مَن يَموتُ غَداً / وَاِدأَب لِدُنياكَ فِعلَ الغابِرِ الباقي
إِنَّ البَهائِمَ مِثلَ الإِنسِ غافِلَةٌ / وَإِنَّما نَحنُ بُهمٌ ذاتُ أَرباقِ
وَأَمُّ شِبلَينِ في غَيلٍ وَمَأسَدَةٍ / كَأُمِّ خِشفَينِ في شَتٍّ وَطُبّاقِ
وَالمَرءُ يَسبُقُ فيما لَيسَ يُكسِبُهُ / نَفَعاً وَلَيسَ إِلى خَيرٍ بِسبّاقِ
لَقَد فَنَيتَ وَّهَل تَبقى إِذا عَمَرَت
لَقَد فَنَيتَ وَّهَل تَبقى إِذا عَمَرَت / جَوّالَةٌ بَينَ تَغريبٍ وَاِشراقِ
وَكَم سَحابَةِ قَومٍ غَرَّ لامِعُها / وَإِن دَعَتكَ بِإِرعادٍ وَإِبراقِ
إِنَّ السُيوفَ مَخاريقٌ إِذا عُصِيَت / بِها الفَوارِسُ أَودى كُلُّ مِخراقِ
أَورَقتُ عَصراً فَإِن أَورَقتُ في طَلَبٍ / فَإِنَّ إيراقَ كَفّي هاجَ إيراقي
وَالجَدُّ يَأتيكَ بِالأَشياءِ مُمكِنَةً / وَلا تُنالُ بِإِشآمٍ وَإِعراقِ
أَغرَقتُ في حُبِّيَ الدُنِّيا عَلى سَفَهٍ / فَقَد تَكَسَّبتُ إِحراقاً بِإِغراقِ
أَطرِق كَرى لَيسَ لي عِلمٌ بِشَأنِ غَدٍ / وَلا لِغَيري وَلا يَزِنكَ إِطراقي
فَالحَمدُ لِلَّهِ ما فارَقتُ سَيِّئَةً / وَكَيفَ لي مِن ضَنى دَينٍ بِإِفراقِ
وَالنُسكُ لانُسكَ مَوجودٌ فَنَبغِيَهُ / فَعَدِّ عَن فُقَهاءِ اللَفظِ مُرّاقِ
وَما اِحتِيالِيَ في الأَقدارِ إِن جَعَلَت / عَصبَ التِجارِ لِشُعثِ الهامِ سُرّاقِ
هَذِّب سَجاياكَ لا يَكثُرُ بِها دَنَسٌ / مِنَ الدَنايا لِيَرقى في العُلا راقِ
فَكُلُّ مِرآةِ قَومٍ زُبرَةٌ صُقِلَت / حَتّى أَرَتهُم بِصافي اللَونِ رَقراقِ
يَرقى المُعَزِّمُ وِلداناً لِيورِثَهُم / نَفَعاً وَلا نَفَعَ إِلّا بُسلَةُ الراقي
يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه
يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه / وقد خلَعْتُ لِباسَ المَنْظَرِ الأنِقِ
وما ازْدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جُدُدٌ / فكيفَ أُزهَى بثوْبٍ من صِباً خَلَقِ
للهِ دَرُّكَ مِن مُهْرٍ جَرى وجَرَتْ / عُتْقُ المَذاكي فخابتْ صَفْقةُ العُتُقِ
إنّا بعَثْناكَ تَبْغي القَولَ من كَثَبٍ / فجِئْتَ بالنّجْمِ مَصْفوداً من الأفُقِ
وقد تفرّسْتُ فيكَ الفَهْمَ مُلْتَهِباً / من كل وجهٍ كنارِ الفُرْسِ في السَّذَقِ
أيْقنْتُ أنّ حِبالَ الشمسِ تُدرِكُني / لمّا بَصُرْتُ بخَيْطِ المَشرِقِ اليَقَقِ
هذا قَريضٌ عن الأملاكِ محْتَجِبٌ / فلا تُذِلْهُ بإكْثارٍ على السّوقِ
كأنّه الرّوْضُ يُبْدي مَنْظراً عَجَباً / وإنْ غَدا وهْوَ مَبذُولٌ على الطُّرُقِ
وكم رِياضٍ بحَزْنٍ لا يَرودُ بها / ليْثُ الشَرى وهيَ مَرْعَى الشادنِ الخَرِقِ
فاطْلبْ مَفاتيحَ بابِ الرّزقِ من مَلِكٍ / أعْطاكَ مِفْتاحَ بابِ السؤدَدِ الغَلِقِ
لَفْظٌ كأنّ مَعاني السكْرِ يَسْكُنُه / فمَن تحفَّظَ بَيْتاً منْه لم يُفِقِ
صَبّحْتَني منه كاساتٍ غَنِيتُ بها / حتى المَنيّة عن قَيْلٍ ومُغْتَبَقِ
جَزْلٌ يُشَجِّعُ مَن وافَى له أُذُناً / فهْو الدّواء لِداءِ الجبْنِ والقَلَقِ
إذا تَرَنّمَ شادٍ لليَرَاعِ به / لاقى المَنايا بلا خوْفٍ ولا فَرَقِ
وإن تَمَثّلَ صادٍ للصّخورِ بهِ / جادَتْ عليه بعَذْبٍ غيرِ ذي رَنَقِ
فرَتِّبِ النّظْمَ تَرْتِيبَ الحُلِيّ على / شَخْصِ الجَلِيّ بلا طَيشٍ ولا خَرَقِ
الحِجْلُ للرِّجْلِ والتاجُ المُنيفُ لِما / فوقَ الحِجاجِ وعِقْدُ الدُّرّ للعُنُقِ
وانْهَض إلى أرضِ قوْمٍ صَوْبُ جَوّهمِ / ذَوْبُ اللُّجَينِ مكانَ الوابلِ الغَدِقِ
يَغْدو إلى الشوْل راعيهِمْ ومِحْلَبُه / قعْبٌ من التّبرِ أو عُسٌّ من الوَرِقِ
وَدَعْ أُناساً إذا أجْدَوْا على رجُلٍ / رَنَوْا إليه بعَينِ المُغْضَبِ الحَنِقِ
كأنما القُرّ منهمْ فهْو مُسْتلِبٌ / ما الصَّيْفُ كاسيهِ أشجاراً من الوَرَقِ
لا تَرْضَ حتى تَرى يُسراك واطِئةً / على رِكابٍ من الإذهابِ كالشّفَقِ
أمامَكَ الخيْلُ مسْحوباً أجِلّتُها / من فاخرِ الوَشْي أو من ناعمِ السَّرَقِ
كأنما الآلُ يَجْري في مَراكِبِها / وَسطَ النهارِ وإن أُسْرِجنَ في الغَسَقِ
كأنها في نُضارٍ ذائبٍ سبَحتْ / واسْتُنقِذَتْ بعد أن أشْفَتْ على الغَرَقِ
ثَقِيلةُ النهْضِ ممّا حُلّيتْ ذَهَباً / فليس تَمْلِكُ غيرَ المَشْيِ والعَنَقِ
تَسْمو بما قُلّدَتْهُ من أعِنّتِها / مُنِيفَةً كصَوادي يَثرِبَ السُّحُقِ
وخُلّةُ الضّرْبِ لا تُبْقي له خِلَلاً / وحُلّةُ الحَرْبِ ذاتُ السَّرْدِ والحَلَقِ
لا تَنْسَ لي نَفَحاتي وانْسَ لي زَلَلي / ولا يَضُرُّكَ خَلْقي واتّبِعْ خُلُقي
فرُبّما ضَرّ خِلٌّ نافِعٌ أبداً / كالرّيقِ يحْدُثُ منه عارِضُ الشَّرَقِ
وعَطْفَةٍ من صَديقٍ لا يَدومُ بها / كعَطْفَةِ اللّيلِ بينَ الصّبْحِ والفَلَقِ
فإنْ تَوافَقَ في معْنىً بَنو زَمَنٍ / فإنّ جُلّ المَعاني غيرُ مُتّفِقِ
قد يَبْعُدُ الشيءُ من شيءٍ يُشابِههُ / إنّ السماءَ نَظِيرُ الماءِ في الزَّرَقِ