القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 15
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا
خَيرٌ لِآدَمَ وَالخَلقِ الَّذي خَرَجوا / مِن ظَهرِه أَن يَكونوا قَبلُ ما خُلِقوا
فَهَل أَحَسَّ وَبالِ جِسمِهِ رِمَمٌ / بِما رَآهُ بَنوهُ مِن أَذىً وَلَقوا
وَما تُريدُ بِدارٍ لَستَ مالِكَها / تُقيمُ فيها قَليلاً ثُمَّ تَنطَلِقُ
فارَقتَها غَيرَ مَحمودٍ عَلى سَخَطٍ / وَفي ضَميرِكَ مِن وَجدٍ بِها عَلقُ
تَبَوَّأَ الشَخصُ مِن غَبراءَ مُظلِمَةٍ / قَرارَةً بَعدَما أَزرى بِهِ القَلَقُ
تَكونُ لِلروحِ ثَوباً ثُمَّ يَخلَعُهُ / وَالثَوبُ يَنهَجُ حَتّى الدَرعُ وَالحَلَقُ
وَأَخلَقَتهُ اللَيالي في تَجَدُّدِها / وَالغَدرُ مِنهُنَّ في أَخلاقِهِ خُلُقُ
وَالناسُ شُتّى فَيُعطى المَقتَ صادِقُهُم / عَنِ الأُمورِ وَيُحّبى الكاذِبُ المَلِقِ
يَغدو إِلى المَينِ مَن قَلَّت دَراهِمُه / فَيَجمَعُ المالَ ما يَفري وَيَختَلِقُ
وَرُبَّما عَذَلَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ / في الصُدقِ حينَ يَرى جَدَّ الَّذي يَلقُ
وَيُخلِفُ الظَنُّ في الأَشياءِ صاحِبَهُ / وَالغَيمُ يَكدي وَداعي البَرقِ يَأتَلِقُ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ
سُلطانُكَ النارُ إِن تَعدِل فَنافِعَةٌ / وَإِن تَجُر فَلَها ضَيرٌ وَإِحراقُ
وَقُربَهُ اللُجُّ إِن أَعطاكَ فائِدَةً / فَلَيسَ يُؤمَنُ إِهلاكٌ وَإِغراقُ
وَالمالُ رِزقٌ فَمَن يُدرِكهُ يَحظَ بِهِ / وَلَيسَ يُغنيكَ إِشآمٌ وَإِعراقُ
وَالحَقُّ كَالشَمسِ وارَتها حَنادِسُها / فَما لَها في عُيونِ الناسِ إِشراقُ
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا
يُغنيكَ ماحَلَّ في السَجايا / أَن يَتَعَدّى بِكَ الفُسوقُ
كَيفَ يُطيقُ النُهوضَ عادٍ / عَليهِ مِن مَأثَمٍ وَسوقُ
كَم غُرِسَت نَخلَةٌ بِأَرضٍ / فَلَم يُقَدَّر لَها بُسوقُ
لا يَفرَحَن بِالحَياةِ غِرٌّ / فَإِنَّها مَهلَكاً تَسوقُ
ما نَفَقَ الصِدقُ في البَرايا / وَلَم تَزَل لِلمُحالِ سوقُ
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ
جاءَ القِرانُ وَأَمُ اللَهِ أَرسَلَهُ / وَكانَ سِترٌ عَلى الأَديانِ فَاِنخَرَقا
ما أُبرِمَ المُلكُ إِلّا عادَ مُنتَقَضاً / وَلا تَأَلَّفَ إِلّا شَتَّ وَاِفتَرَقا
مَذاهِبٌ جَعَلوها مِن مَعايِشِهِم / مَن يُعمِلِ الفَِكرَ فيها تُعطِهِ الأَرقا
إِحذَر سَليلَكَ فَالنارُ الَّتي خَرَجَت / مِن زِندِها إِن أَصابَت عودَهُ اِحتَرَقا
وَكُلُّنا قَومُ سوءٍ لا أَخِصُّ بِهِ / بَعضَ الأَنامِ وَلَكِن أَجمَعُ الفِرقا
لا تَرجُوَنَّ أَخاً مِنهُم وَلا وَلَداً / وَإِن رَأَيتَ حَياءً أَسبَغَ العَرَقا
وَالنَفسُ شَرٌّ مِنَ الأَعداءِ كُلِّهُمُ / وَإِن خَلَت بِكَ يَوماً فَاِحتَرِز فَرَقا
كَم سَيِّدٍ بارِقُ الجَدوى بِمَيسِمِهِ / ساوَوا بِهِ الجَدِيَ عِندَ الحَتفِ وَالبَرَقا
إِن رُمتَ مِن شَيخٍ رَهطٍ في دِيانَتِهِ / دَليلَ عَقلٍ عَلى ما قالَهُ خَرَقا
وَكَيفَ أَجني وَلَم يُرِق لَهُم غُصني / وَالغُصنُ لَم يُجنَ حَتّى أُلبِسَ الوَرَقا
عَزَّ المُهَيمِنُ كَم مِن راحَةٍ بُتِكَت / ظُلماً وَكانَ سِواها يَأخُذُ السَرَقا
وَالدُرُّ لاقى المَنايا في أَكُفِّهِمُ / وَكم ثَوى البَحرَ لا يَخشى بِهِ غَرَقا
مَينٌ يُرَدَّدُ لَم يَرضوا بِباطِلِهِ / حَتّى أَبانوا إِلى تَصديقِهِ طُرُقا
لا رُشدَ فَاِصمُت وَلا تَسأَلهُم رِشداً / فَاللُبُّ في الأُنسِ طَيفٌ زائِرٌ طَرَقا
وَآكِلُ القَوتِ لَم يُعدَم لَهُ عَنَتاً / وَشارِبُ الماءِ لَم يَأمَن بِهِ شَرَقا
وَناظِرُ العَينِ وَالدُنِّيا رُئِيَت / ما إِن دَرى أَسواداً حَلَّ أَم زَرَقا
إِذا كَشَفتَ عَنِ الرِهبانِ حالَهُمُ / فَكُلُّهُم يَتَوَخّى التِبرَ وَالوَرِقا
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً
المَرءُ كَالبَدرِ بيِّناً لاحَ كامِلَةً / أَنوارُهُ عادَ لِلنُقصانِ فَاِمتَحَقا
وَالناسُ كَالزَرعِ باقٍ في مَنابَتِهِ / حَتّى يَهيجَ وَمَرعيٌّ وَما لَحِقا
عَلى البِلى سَيُفيدُ الشَخصَ فائِدَةً / فَالمِسكُ يَزدادُ مِن طيبٍ إِذا سُحِقا
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ
لا تُلحِقَنِّيَ مَيناً إِن نَطَقتُ بِهِ / إِنَّ الغَريبَ إِذ أَلحَقتَهُ لَحِقا
أَمّا الجَمادُ فَإِنّي بِتُّ أَغبِطُهُ / إِذ لَيسَ يَعلَمُ إِمّا آدَ أَو مُحِقا
لا يَشعُرُ العودُ بِالنارِ الَّتي أَخَذَت / فيهِ وَلا الأَصهَبُ الداريُّ إِذ سُحِقا
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً
قُل لِلحَمامَةِ قَد أَصبَحَتِ شادِيَةً / فَهِجتِ لِلذاكِرِ المَحزونِ تَشويقا
كَساكِ رَبُّكِ ريشاً تَدفَعينَ بِهِ / قُرَّ الشِتاءِ وَحَلّى الجيدَ تَطويقا
فَهَل تُراعينَ مِن بازٍ عَلى شَرَفٍ / يُهدي إِلَيكِ عَنِ الفِرخَينِ تَعويقا
أَما تَرَينَ قِسَيَّ الدَهرِ وَتَّرَها / رامٍ مُصيبٌ أَعارَ النَبلَ تَفويقا
يُغنيكِ وَكرُكِ عَن بَيتٍ يُزَيِّنُهُ / غاوٍ مِنَ القَومِ إِذهاباً وَتَزويقا
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً
يا حادِيَينا أَلا سوقا بِنا سَحَراً / وَيا وَميضَي هَوانا وَالصَبا شوقا
لا يَغرَضِ المَرءُ مِمّا يَغتَدي غَرِضاً / يُمسي وَيُضحي بِنَبلِ الدَهرِ مَرشوقا
حَناهُ دَهرٌ فَضاهى القَوسَ مِن كِبَرٍ / وَقَد تَراهُ كَصَدرِ الرَمحِ مَمشوقا
وَلّى الشَبابُ وَمِن شَوقٍ لِرُؤيَتِهِ / يَظَلُّ مَشبِهُهُ في الرَوضِ مَنشوقا
مَن كانَ عَن آلِ هِندٍ وَالرَبابِ سَلا / فَما يَزالُ بَقاءُ الدَهرِ مَعشوقا
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها
ما راعَها مِن قُرى عُمٍّ وَجارِمِها / إِلّا الأَباريقُ يَحمِلنَ الأَباريقا
وَمومِساتٌ تُوافيها حَنادِسُها / بِطارِقينَ يُخالونَ البَطاريقا
لَم يَكفِهِم ريقُ كَرمٍ مِن شَرابِهِمُ / حَتّى أَضافوا إِلَيهِ مِن فَمٍ ريقا
لَو عُجِّلَت لِغَويٍّ فاجِرٍ سَقرٌ / لَأُشعِروا جَمَراتِ النارِ تَحريقا
لَقَد تَفَكَّرتُ في الدُنِّيا وَساكِنِها / فَأَحدَثَ الفِكرُ أَشجاناً وَتَأريقا
قَد أَغرَقوا في مَعاصيهِمُ فَما لَهُمُ / لا يُؤنِسونَ مِنَ الطوفانِ تَغريقا
وَصَيَّروا لِأُناسٍ في الأَذى طُرُقاً / وَذَلَّلوا الإِثمَ إِعمالاً وَتَطريقا
أَعِرقُ آدَمَ هَذا لا يُمازِجُهُ / سِواهُ أَم مَسَّ مِن إِبليسَ تَعريقا
يَخشى ذَوِيَّ رَطيبٍ حامِلٍ ثَمَراً / مُؤَمِّلٌ مِن غُصونِ اليُبسِ تَوريقا
كَم تَطلُبُ المالَ في سَهلٍ وَفي جَبَلٍ / وَتَقطَعُ الأَرضَ تَغريباً وَتَشريقا
وَقَد شَهِدتَ مَخاريقَ الوَغى لَعِبَت / مُجيدَةً لِدُروعِ القَومِ تَخريقا
فَراقِبِ اللَهَ إِنَّ السَعدَ يَتبَعُهُ / نَحسٌ وَإِنَّ لِجَمعِ الدَهرِ تَفريقا
وَمَرَّ موسى وَلَم يَترُك لِأُمَّتِهِ / إِلّا أَحاديثاً يُوَدَعنَ المَهاريقا
قَد آنَ مِنِّيَ تِرحالٌ وَلَم أَفِقِ
قَد آنَ مِنِّيَ تِرحالٌ وَلَم أَفِقِ / وَالسِكرُ يَفضَحُ في الرُكبانِ وَالرُفَقِ
قُل ماتَشاءُ وَلا تُرهِبكَ عاذِلَةٌ / إِنَّ النِفاقَ لَمَردودٌ إِلى النَفَقِ
أَخبَرَتني بِأَحاديثٍ مُناقَضَةٍ / فَرابَني مِنكَ قَولٌ غَيرُ مُتَّفَقِ
ما خَضبُ رَأسٍ كَخَضبٍ في بَنانِ يَدٍ / وَحُمرَةُ الفَجرِ لَيسَت حُمرَةَ الشَفَقِ
تَمضي الحَوادِثُ بِالحَوراءِ رائِعَةً / بَينَ الحَمائِلِ وَالجَوزَاءُ في الأُفُقِ
تَسَتَّروا بِأُمورٍ في دِيانَتِهِم
تَسَتَّروا بِأُمورٍ في دِيانَتِهِم / وَإِنَّما دينُهُم دينُ الزَناديقِ
نُكَذِّبُ العَقلَ في تَصديقِ كاذِبِهِم / وَالعَقلُ أَولى بِإِكرامٍ وَتَصديقِ
يا تاجِرَ المِصرِ ما أَنصَفتَ سائِمَةً
يا تاجِرَ المِصرِ ما أَنصَفتَ سائِمَةً / كَذَبتَها في حَديثٍ مِنكَ مَنسوقِ
إِن تَشكُ قَطعَ طَريقٍ بِالفَلاةِ فَكَم / قَطَعتَ مِن قَبلُ طُرُقَ الناسِ في السوقِ
اِعمَل لِأَخراكَ شَروى مَن يَموتُ غَداً
اِعمَل لِأَخراكَ شَروى مَن يَموتُ غَداً / وَاِدأَب لِدُنياكَ فِعلَ الغابِرِ الباقي
إِنَّ البَهائِمَ مِثلَ الإِنسِ غافِلَةٌ / وَإِنَّما نَحنُ بُهمٌ ذاتُ أَرباقِ
وَأَمُّ شِبلَينِ في غَيلٍ وَمَأسَدَةٍ / كَأُمِّ خِشفَينِ في شَتٍّ وَطُبّاقِ
وَالمَرءُ يَسبُقُ فيما لَيسَ يُكسِبُهُ / نَفَعاً وَلَيسَ إِلى خَيرٍ بِسبّاقِ
لَقَد فَنَيتَ وَّهَل تَبقى إِذا عَمَرَت
لَقَد فَنَيتَ وَّهَل تَبقى إِذا عَمَرَت / جَوّالَةٌ بَينَ تَغريبٍ وَاِشراقِ
وَكَم سَحابَةِ قَومٍ غَرَّ لامِعُها / وَإِن دَعَتكَ بِإِرعادٍ وَإِبراقِ
إِنَّ السُيوفَ مَخاريقٌ إِذا عُصِيَت / بِها الفَوارِسُ أَودى كُلُّ مِخراقِ
أَورَقتُ عَصراً فَإِن أَورَقتُ في طَلَبٍ / فَإِنَّ إيراقَ كَفّي هاجَ إيراقي
وَالجَدُّ يَأتيكَ بِالأَشياءِ مُمكِنَةً / وَلا تُنالُ بِإِشآمٍ وَإِعراقِ
أَغرَقتُ في حُبِّيَ الدُنِّيا عَلى سَفَهٍ / فَقَد تَكَسَّبتُ إِحراقاً بِإِغراقِ
أَطرِق كَرى لَيسَ لي عِلمٌ بِشَأنِ غَدٍ / وَلا لِغَيري وَلا يَزِنكَ إِطراقي
فَالحَمدُ لِلَّهِ ما فارَقتُ سَيِّئَةً / وَكَيفَ لي مِن ضَنى دَينٍ بِإِفراقِ
وَالنُسكُ لانُسكَ مَوجودٌ فَنَبغِيَهُ / فَعَدِّ عَن فُقَهاءِ اللَفظِ مُرّاقِ
وَما اِحتِيالِيَ في الأَقدارِ إِن جَعَلَت / عَصبَ التِجارِ لِشُعثِ الهامِ سُرّاقِ
هَذِّب سَجاياكَ لا يَكثُرُ بِها دَنَسٌ / مِنَ الدَنايا لِيَرقى في العُلا راقِ
فَكُلُّ مِرآةِ قَومٍ زُبرَةٌ صُقِلَت / حَتّى أَرَتهُم بِصافي اللَونِ رَقراقِ
يَرقى المُعَزِّمُ وِلداناً لِيورِثَهُم / نَفَعاً وَلا نَفَعَ إِلّا بُسلَةُ الراقي
يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه
يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه / وقد خلَعْتُ لِباسَ المَنْظَرِ الأنِقِ
وما ازْدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جُدُدٌ / فكيفَ أُزهَى بثوْبٍ من صِباً خَلَقِ
للهِ دَرُّكَ مِن مُهْرٍ جَرى وجَرَتْ / عُتْقُ المَذاكي فخابتْ صَفْقةُ العُتُقِ
إنّا بعَثْناكَ تَبْغي القَولَ من كَثَبٍ / فجِئْتَ بالنّجْمِ مَصْفوداً من الأفُقِ
وقد تفرّسْتُ فيكَ الفَهْمَ مُلْتَهِباً / من كل وجهٍ كنارِ الفُرْسِ في السَّذَقِ
أيْقنْتُ أنّ حِبالَ الشمسِ تُدرِكُني / لمّا بَصُرْتُ بخَيْطِ المَشرِقِ اليَقَقِ
هذا قَريضٌ عن الأملاكِ محْتَجِبٌ / فلا تُذِلْهُ بإكْثارٍ على السّوقِ
كأنّه الرّوْضُ يُبْدي مَنْظراً عَجَباً / وإنْ غَدا وهْوَ مَبذُولٌ على الطُّرُقِ
وكم رِياضٍ بحَزْنٍ لا يَرودُ بها / ليْثُ الشَرى وهيَ مَرْعَى الشادنِ الخَرِقِ
فاطْلبْ مَفاتيحَ بابِ الرّزقِ من مَلِكٍ / أعْطاكَ مِفْتاحَ بابِ السؤدَدِ الغَلِقِ
لَفْظٌ كأنّ مَعاني السكْرِ يَسْكُنُه / فمَن تحفَّظَ بَيْتاً منْه لم يُفِقِ
صَبّحْتَني منه كاساتٍ غَنِيتُ بها / حتى المَنيّة عن قَيْلٍ ومُغْتَبَقِ
جَزْلٌ يُشَجِّعُ مَن وافَى له أُذُناً / فهْو الدّواء لِداءِ الجبْنِ والقَلَقِ
إذا تَرَنّمَ شادٍ لليَرَاعِ به / لاقى المَنايا بلا خوْفٍ ولا فَرَقِ
وإن تَمَثّلَ صادٍ للصّخورِ بهِ / جادَتْ عليه بعَذْبٍ غيرِ ذي رَنَقِ
فرَتِّبِ النّظْمَ تَرْتِيبَ الحُلِيّ على / شَخْصِ الجَلِيّ بلا طَيشٍ ولا خَرَقِ
الحِجْلُ للرِّجْلِ والتاجُ المُنيفُ لِما / فوقَ الحِجاجِ وعِقْدُ الدُّرّ للعُنُقِ
وانْهَض إلى أرضِ قوْمٍ صَوْبُ جَوّهمِ / ذَوْبُ اللُّجَينِ مكانَ الوابلِ الغَدِقِ
يَغْدو إلى الشوْل راعيهِمْ ومِحْلَبُه / قعْبٌ من التّبرِ أو عُسٌّ من الوَرِقِ
وَدَعْ أُناساً إذا أجْدَوْا على رجُلٍ / رَنَوْا إليه بعَينِ المُغْضَبِ الحَنِقِ
كأنما القُرّ منهمْ فهْو مُسْتلِبٌ / ما الصَّيْفُ كاسيهِ أشجاراً من الوَرَقِ
لا تَرْضَ حتى تَرى يُسراك واطِئةً / على رِكابٍ من الإذهابِ كالشّفَقِ
أمامَكَ الخيْلُ مسْحوباً أجِلّتُها / من فاخرِ الوَشْي أو من ناعمِ السَّرَقِ
كأنما الآلُ يَجْري في مَراكِبِها / وَسطَ النهارِ وإن أُسْرِجنَ في الغَسَقِ
كأنها في نُضارٍ ذائبٍ سبَحتْ / واسْتُنقِذَتْ بعد أن أشْفَتْ على الغَرَقِ
ثَقِيلةُ النهْضِ ممّا حُلّيتْ ذَهَباً / فليس تَمْلِكُ غيرَ المَشْيِ والعَنَقِ
تَسْمو بما قُلّدَتْهُ من أعِنّتِها / مُنِيفَةً كصَوادي يَثرِبَ السُّحُقِ
وخُلّةُ الضّرْبِ لا تُبْقي له خِلَلاً / وحُلّةُ الحَرْبِ ذاتُ السَّرْدِ والحَلَقِ
لا تَنْسَ لي نَفَحاتي وانْسَ لي زَلَلي / ولا يَضُرُّكَ خَلْقي واتّبِعْ خُلُقي
فرُبّما ضَرّ خِلٌّ نافِعٌ أبداً / كالرّيقِ يحْدُثُ منه عارِضُ الشَّرَقِ
وعَطْفَةٍ من صَديقٍ لا يَدومُ بها / كعَطْفَةِ اللّيلِ بينَ الصّبْحِ والفَلَقِ
فإنْ تَوافَقَ في معْنىً بَنو زَمَنٍ / فإنّ جُلّ المَعاني غيرُ مُتّفِقِ
قد يَبْعُدُ الشيءُ من شيءٍ يُشابِههُ / إنّ السماءَ نَظِيرُ الماءِ في الزَّرَقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025