القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 3
يَهون عندكُمُ أنّي بكم أَرِقُ
يَهون عندكُمُ أنّي بكم أَرِقُ / وأنّ دمعاً على الخدّين يستبقُ
وأنّ دَيْناً عليكمْ لا قضاءَ له / وأنّ رَهْناً عليكمْ تائِهٌ غَلِقُ
وكيف ينفعنا صدقُ الحديثِ وقد / قبلتُمُ قول أقوامٍ وما صدقوا
وهلْ دنُوُّكُمُ مُسلٍ ونحن إذا / كنّا جميعاً بطولِ الصَّدِّ نفترقُ
كلُّ المودّةِ زورٌ غيرَ وُدِّكُمُ / وكلُّ حبٍّ سوى حبّي لكمْ مَلَقُ
يا صاحِبَيَّ اِمتِحاني من عيونكما / فأنّ لِي مُقْلَةً إنسانُها غَرِقُ
واِستَوضحا هل حمولُ الحيِّ زائلةٌ / والرَّكْبُ عن جَنَباتِ الحيِّ منطلقُ
وفي الحدوج الّتي حفّ القَطينُ بها / ظبْيٌ بما شاء من أَلبابنا عَلِقُ
ودِدْتُ منه وَقد حَفّ الوشاةُ بنا / أنّا بعِلّةِ قرْبِ البينِ نعتنِقُ
قُل للّذي بات محروماً يُثبّطُهُ / عن مطمحِ العزِّ منه الرُّعْبُ والشَّفَقُ
يرعى الهشيمَ مُلِظّاً قعرَ أوديةٍ / غرثَى المسالكِ لا ماءٌ ولا ورقُ
إنّي علقتُ بفخر الملكِ في زمنٍ / ما كان لِي منه في الأقوامِ مُعتَلِقُ
مردّدٌ كلَّ يومٍ في مواهبِهِ / متوَّجٌ منه بالنعماءِ مُنْتَطِقُ
يا صَفْونا في زمانٍ كلُّهُ كَدَرٌ / وفجرَنا في زمانٍ كلُّه غَسَقُ
وحامِلَ العِبْء كلّتْ دونه مُنَنٌ / وقائدَ الجيشِ ضاقتْ دونه الطُّرُقُ
ورابطَ الجأْشِ والأبطالُ هائبةٌ / والهامُ بين أنابيب القنا فَلِقُ
في موقفٍ حَرِجٍ يُلقَى السّلاحُ به / والقِرْنُ من ضيقه بالقرن معتنقُ
قد كان قبلك قومٌ لا جميل لهمْ / كأنّهمْ من خمول الذّكرِ ما خُلِقوا
فوتُ الأمانِيَ ما شادوا ولا كرموا / نُكْدُ السّحائبِ ما اِنهلّوا ولا بَرِقوا
فَما نَفَقنا عَليهم من غَباوَتهمْ / وما علينا بشيءٍ منهُمُ نفقوا
وأين قبلك يا فخرَ الملوك فتىً / مُستَجْمَعٌ فيه هذا الخَلْقُ والخُلُقُ
ومَنْ إذا دخل الجبّارُ حضرتَهُ / يزداد عزّاً إذا ذَلّتْ له العُنُقُ
وأيُّ مُخْتَرِقٍ يُضحِي وَلَيس بهِ / إلى الفضيلةِ منك النَّصُّ والعَنَقُ
وأيُّ مُقصىً عن المعروف ليس له / مُصْطَبحٌ بين ما تُولِي ومُغْتَبَقُ
شِعْبٌ به لذوي الأنضاء مُرتَبَعُ / وجانبٌ فيه للمحروم مُرتَزَقُ
مُستَمْطَرُ الجود لا فقرٌ ولا جَهَدٌ / ومُستجارٌ فلا خوفٌ ولا فَرَقُ
ومشهدٌ ليس فيه من هوىً جَنَفٌ / ولا يُطاشُ به طيشٌ ولا خُرُقُ
لا يألف الحِقْدُ مَغْنىً من مساكنِهِ / ولا يُلَبِّثُ في أبياتِهِ الحَنَقُ
قد قلتُ للقومِ لم يخشوا صَريمَتَهُ / وربّما خاب بغياً بعضُ مَنْ يَثِقُ
حذارِ من غَفَلاتِ اللّيث يَخْدَرُ في / رأي العيونِ وفي تاموره النَّزَقُ
يُغضِي كأنَّ عليه من كرىً سِنَةً / وإنّما حشُوه التّسهيدُ والأَرَقُ
ولا تراه وإنْ طال المِطالُ به / إلّا مُكِبّاً على الأوصال يعترِقُ
أوْ مِن ضئيلٍ كجُثمانِ الفظيعِ له / في كلّ ما ذَرَّ نجمٌ أوْ هوى صَعِقُ
أُرَيْقِطٌ غيرَ أرفاغٍ نَجَوْنَ كما / مسّ الفتى من نواحي جلده البَهَقُ
تراه في القيظِ مُلتفّاً بسَخْبَرَةٍ / كأنّما هو في تدويره طبَقُ
فاِفخَرْ فما الفخرُ إِلّا ما خُصصتَ به / وفخرُ غَيرك مكذوبٌ ومُختَلَقُ
فالمجدُ وَقْفٌ على دارٍ حللتَ بها / وما عداك فشيءٌ منك مُستَرَقُ
وَاِسعَدْ بِذا العيد والتّحويلِ إنّهما / توافقا والسّعودُ الغُرُّ تتَّفقُ
عيدانِ هذا به فِطْرُ الصّيامِ وذا / زار البسيطةَ فيه الوابلُ الغَدَقُ
وقتٌ به السّعدُ مقرونٌ ومُلتبسٌ / وطالعٌ وَسْطَه التوفيقُ مُرتِفقُ
وليلةٌ صقل التحويلُ صبغتَها / فإنّما هي للسَّاري بها فَلَقُ
ومن رأى قبل أنْ ضوّأتَ ظُلمَتَهُ / ليلاً له في الدّآدي منظرٌ يَقَقُ
ضاقَ القَريضُ عن اِستيفاء فضلك يا / ربَّ القريض وعَيَّتْ ألسُنٌ ذُلُقُ
وإنّما نشكر النُّعمى وإِنْ عظمتْ / فكم أُناسٍ بما أُولُوهُ ما نطقوا
فَاِسلَمْ ودُمْ فزِنادُ الملك وارِيةٌ / وكلُّ مختلفٍ في الخلقِ مُتّسِقُ
وعشْ كما شئتَ عمراً ما لنائبةٍ / به محالٌ ولا فيه لها طُرُقُ
لأَنتُمُ آلُ خير النَّاسِ كلِّهِمُ
لأَنتُمُ آلُ خير النَّاسِ كلِّهِمُ / المنهلُ العَذْبُ والمستوردُ الغَدَقُ
وليس للّهِ دينٌ غير حبّكُمُ / ولا إليه سواكمْ وحدَكمْ طُرُقُ
وَإِنْ يَكُن من رسول اللَّه غيركُمُ / سوى الوجود فأنتمْ عنده الحدَقُ
رُزِقتُمُ الشّرفَ الأعلى وقومُكُمُ / فيهمْ غضابٌ عليكمْ كيف ما رُزقوا
وأنتمُ في شديداتِ الورى عُصُرٌ / وفي سواد الدّياجي أنتمُ الفَلَقُ
ما للرّسول سوى أولادكمْ وَلَدٌ / ولا لنَشْرٍ له إلّا بكمْ عَبَقُ
فَأَنتمُ في قُلوب النَّاس كلّهمُ / السَّمْتُ نقصده والحبلُ نَعْتَلِقُ
هل يَستوي عند ذي عينٍ رُبىً ورُبىً / أو الصّباح على الأوتادِ والغَسَقُ
وُدّي عليه مقيمٌ لا بَراحَ له / من الزَّمان ورَهْني عندكم عَلِقُ
وثقتُ منكمُ بأن تستوهبوا زَلَلِي / عند الحساب وحسبي مَنْ به أثقُ
لو كنت أملك للأقدار واقيةً
لو كنت أملك للأقدار واقيةً / دفعتُ عنك أبا الخطّاب ما طرقا
إنّ الزّمانَ ولا عَدْوَى على زمنٍ / سقانِيَ المُرَّ مِن فقدِيك حين سقى
كم ذا كسيتَ غصوناً وهي ذاويةٌ / الماءَ من جاهك المبسوط والورقا
وكم أجَرْتَ بلا مَنٍّ ولا كدرٍ / مستمسكاً بك في خوفٍ ومُعْتَلِقا
قد نال قومٌ وحلّوا كلَّ عاليةٍ / ومثلَ ما نلته في النّاسِ ما اِتّفقا
وما ذخرتَ سوى حَمْدٍ ومَكرُمةٍ / وإنّما يذخرون العين والوَرَقا
حكمتَ في الدّهرِ لا رزقاً أصبتَ به / والأمرُ بعدك في الدنيا لمن رُزقا
فلم تعرِّجْ على لهوٍ ولا لَعِبٍ / ولا بعثتَ إلى حاجاتك المَلَقا
سُستَ الملوكَ وودّ القومُ أنّهُمُ / ساسوا وما بلغوا تلك المُنى السُّوَقا
وإنّما كنتَ باباً للملوك ومذْ / ذُقتَ الرّدى سُدّ ذاك الباب واِنغلقا
وما تركتَ من الدّنيا وزينتها / مِن بعدِ فقدك إلّا رَثَّها الخَلَقا
وحالكٍ شَحِبِ القُطرين مُلتبسٍ / أَطلعتَ فيه برأيٍ واضحٍ فَلَقا
وموقفٍ حَرِجِ الأرجاءِ قمتَ به / والبَيْضُ تنثرها ما بينهما فِلَقا
طَعنتَ بالرّأي فيه والقنا قَصِدٌ / والطَّعنُ يفتقُ بالأجساد ما اِرتَتقا
فقد رأوا منك ماذا كنتَ تعملهُ / في ضالعٍ شذّ أو في مارقٍ مَرَقا
ناموا عن الملك إِهمالاً لنصرتِهِ / وأنت تكرع فيه وحدَك الأَرَقا
صدقتَ في نصره حتَّى أقمتَ له / دِعامَه والفتى في الأمر مَن صدقا
يا حِلْفَ قصرٍ مشيدٍ فوق نُمْرُقةٍ / على الأريكة قد أصبحتَ حِلْفَ نَقا
ويا مبيناً على الأطواد من عِظَمٍ / كَيفَ اِرتَضيت بوَهدٍ هَبْطَةٍ نَفَقا
راموا لِحاقك في علياءَ شاهقةٍ / وهل ترى لمحلّ النَّجمِ مَن لحقا
وثِقتُ فيك بما لم أخشَ نَبْوَتَه / وطالما عاد بالإخفاقِ مَن وثقا
وطالما كنتَ لي في كلّ مُعضلةٍ / حصناً حصيناً وماءً بارداً غَدَقا
فأىُّ عينٍ عليك الدّمعَ ما قَطرتْ / وأيُّ قلبٍ بنار الهمِّ ما اِحترقا
ولو نظرتَ إلينا بعد فُرقتنا / رَأيتَ منّا الّذي رتّقتَ مُنفتِقا
أَعزِزْ عليَّ بِأن تُضحِي على شَحَطٍ / منّا ورهنُك في كفِّ الرّدى غُلِقا
وأنْ يراك فريداً وسْطَ مُقفرةٍ / مَن لو خطرتَ له لاقى الرَّدى فرَقا
إنْ تُمسِ مرتفقاً بالتّربِ جَنْدَلَةً / فطالما كنت بالعَيّوقِ مرتفقا
وإنْ لمستَ الثَّرى مَيْتاً فما رضيت / منك التَّرائبُ ديباجاً ولا سَرَقا
وإنْ سكنتَ مُصيخاً للرّدى فبِما / أصبحتَ من قبل أعلا ناطقٍ نطقا
وإنْ أقمتَ مقاماً واحداً فبما / شَنَنْتَ نحو المعالي النَّصَّ والعَنقا
وإنْ مضيتَ فماضٍ خلَّفَتْ يدُه / فينا الجميلَ الّذي لَم يمضِ واِنطلقا
فَما لَنا صِحّةٌ من بعد مصرعهِ / ولا دواءٌ لشاكٍ يمسِكُ الرَّمَقا
ولم يكن غيرَ نجمٍ غاب من أفقٍ / وغيرَ سَجْلٍ جلالٍ للورى دَفَقا
وقد مضى مالكُ الرِّبْقاتِ قاطبةً / فاِنسوا بمصرعه مَن يملك الرِّبَقا
فلا لقيتَ من الضَّرّاءِ لاقيةً / ولا سقاك البِلى طَرْقاً ولا رَنِقا
اِذهبْ فزادك إنعامٌ ملكتَ به / رِقَّ الرّجال وقد زوّدتني حُرَقا
ولا يزلْ جَدَثٌ أُسكِنْتَ ساحتَه / ملآنَ ريّانَ مِن وَكْفِ الحَيَا عَبِقا
وإنْ مررتُ على قبرٍ حللتَ به / لَوَيتُ بعد اِجتِيازي نحوك العُنُقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025