يا عيدُ ما لَكَ مِن شَوقٍ وَإيراقِ
يا عيدُ ما لَكَ مِن شَوقٍ وَإيراقِ / وَمَرِّ طَيفٍ عَلى الأَهوالِ طَرّاقِ
يَسري عَلى الأَينِ وَالحَيّاتِ مُحتَفِياً / نَفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ عَلى ساقِ
طَيفِ اِبنَةِ الحُرِّ إِذ كُنّا نُواصِلُها / ثُمَّ اِجتُنِنتَ بُها بَعدَ التِفِرّاقِ
تَاللَهِ آمَنُ أُنثى بَعدَما حَلَفَت / أَسماءُ بِاللَهِ مِن عَهدٍ وَميثاقِ
مَمزوجَةُ الوُدِّ بَينا واصَلَت صَرَمَت / الأَوَّلُ اللَذ مَضى وَالآخَرُ الباقِ
فَالأَوَّلُ اللَذ مَضى قالي مَوَدَّتُها / وَاللَذُّ مِنها هُذاءٌ غَيرُ إِحقاقِ
تُعطيكَ وَعدَ أَمانيٍّ تُغِرُّ بِهِ / كَالقَطرِ مَرَّ عَلى ضَجنانَ بَرّاقِ
إِنّي إِذا خُلَّةٌ ضَنَّت بِنائِلِها / وَأَمسَكَت بِضَعيفِ الوَصلِ أَحذاقِ
نَجَوتُ مِنها نَجائي مِن بَجيلَةَ إِذ / أَلقَيتُ لَيلَةَ خَبتِ الرَهطِ أَرواقِ
لَيلَةَ صاحوا وَأَغرَوا بي سِراعَهُمُ / بِالعَيكَتَينِ لَدى مَعدى اِبنِ بَرّاقِ
كَأَنَّما حَثحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ / أَو أُمَّ خِشفٍ بِذي شَثٍّ وَطُبّاقِ
لا شَيءَ أَسرَعُ مِنّي لَيسَ ذا عُذَرٍ / وَذا جَناحٍ بِجَنبِ الرَيدِ خَفّاقِ
حَتّى نَجَوتُ وَلَمّا يَنزِعوا سَلَبي / بِوالِهٍ مِن قَبيضِ الشَدِّ غَيداقِ
وَلا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَت / يا وَيحَ نَفسِيَ مِن شَوقٍ وَإِشفاقِ
لَكِنَّما عِوَلي إِن كُنتُ ذا عِوَلٍ / عَلى بَصيرٍ بِكَسبِ الحَمدِ سَبّاقِ
سَبّاقِ غاياتٍ مَجدٍ في عَشيرَتِهِ / مُرَجِّعِ الصَوتِ هَدّاً بَينَ أَرفاقِ
عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ / مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ
حَمّالِ أَلوِيَةٍ شَهّادِ أَندِيَةٍ / قَوّالِ مُحكَمَةٍ جَوّابِ آفاقِ
فَذاكَ هَمّي وَغَزوي أَستَغيثُ بِهِ / إِذا اِستَغَثتُ بِضافي الرَأسِ نَغّاقِ
كَالحِقفِ حَدَّءُهُ النامونَ قُلتُ لَهُ / ذو ثَلَّتَينِ وَذو بَهمٍ وَأَرباقِ
وَقُلَّةٍ كَسِنانِ الرِمحِ بارِزَةٍ / ضَحيانَةٍ في شُهورِ الصَيفِ مِحراقِ
بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وَما كَسِلوا / حَتّى نَمَيتُ إِلَيها بَعدَ إِشراقِ
لا شَيأَفي ريدِها إِلّا نَعامَتُها / مِنها هَزيمٌ وَمِنها قائِمٌ باقِ
بِشَرثَةٍ خَلَقٍ يوقى البَنانُ بِها / شَدَدتُ فيها سَريحاً بَعدَ إِطراقِ
يامَن لِعَظّالَةٍ خَذّالَةٍ أَشِبٍ / حَرَّقَ بِاللَومِ جِلدي أَيَّ تِحراقِ
يَقولُ أَهلَكتَ مالاً لَو قَنِعتَ بِهِ / مِن ثَوبِ صِدقٍ وَمِن بَزٍّ وَأَعلاقِ
عاذِلَتي إِنَّ بَعضَ اللَومِ مَعنَفَةٌ / وَهَل مَتاعٌ وَإٍ أَبقَيتُهُ باقِ
إِنّي زَعيمٌ لَئِن لَم تَترُكي عِذَلي / أَن يَسأَلَ الحَيَّ عَنّي أَهلَ آفاقِ
أَن يَسأَلَ القَومُ عَنّي أَهلَ مَعرِفَةٍ / فَلا يُخَبِّرُهُم عَن ثابِتٍ لاقِ
سَدِّد خِلالَكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ / حَتّى تُلاقي الَّذي كُلُّ اِمرِئٍ لاقي
لَتَقرَعَنَّ عَلَيَّ السِنَّ مِن نَدَمٍ / إِذا تَذَكَّرتَ يَوماً بَعضَ أَخلاقِ