المجموع : 8
مَاذَا يروعُكَ من وَجدي ومن قَلَقِي
مَاذَا يروعُكَ من وَجدي ومن قَلَقِي / أمْ مَا يَرِيبُكَ من أجفَانِيَ الدّفُقِ
هَنَاكَ بُرؤُك من دَائِي ومن سَقَمِي / ونَومُ جَفْنَيكَ عن هَمّي وعن أرَقِي
إن كنتَ قَدّرْتَ أنَ الحبّ مَوردُه / سهلٌ فإنّك مَغرورٌ به فَذُقِ
لِتَستَبيح مَلامي أو ليَفْسَحَ لِي / سَدادُ رأيِكَ في جَهْلي وفي خُرُقي
لا تَحسَبَنَّ الهَوى ما كنتَ تَسمَعُه / من مُدّعٍ لمن يُعالِجْه ومُخْتَلِقِ
هذَا الهوى لا هوَى القَيْسَينِ إنّهما / عاشَا مَلِيّاً وذَا مُوفٍ على رَمَقي
فإنْ بقيتُ وبي مَا بي فَقُل رَجلٌ / في الميّتِينَ ولكِن للشَقَاءِ بَقي
وإنْ أتَاني حِمامٌ أستريحُ بهِ / فَيَا لَها مِنّةً للموتِ في عُنُقِي
ولستُ أشكُو اصْطِباري عند نَائبةٍ / ولا فُؤادِي بخَفّاقٍ ولا قَلِقِ
وإنّما أشْتكِي دهرَا يُكلّفُنِي / مالا أطيقُ فِعالَ القَادِرِ الحَنِقِ
يَروعُني كلَّ يوم بالفِراق وما / بقاءُ صبري مع الرّوعَاتِ والفَرَقِ
فَما غَدَوتُ بشَملٍ غَيرِ مَجتمِعٍ / إلا ورُحتُ بهَمٍّ غَيرِ مُفتَرِقِ
ولا تَبسَمْتُ أُبدِي للعِدَا جَلَداً / إلاّ تميَّزْتُ من غيظٍ ومن حَنَقِ
وقد غَرضْتُ بِعيشي من مُفَارَقتي / أغَرَّ أروعَ طَلقَ الرّاحتينِ تَقي
أقولُ للعين في يومِ الفرَاقِ وقَد
أقولُ للعين في يومِ الفرَاقِ وقَد / فَاضَتْ بدمعٍ على الخدّينِ مُسْتَبِقِ
تَزوَّدِي اليومَ من تَوديعهم نظراً / فَفي غَدٍ تَفرُغي للدّمعِ والأرقِ
طالَتْ يَدُ البَينِ في تَفريقِ أُلفَتِنَا
طالَتْ يَدُ البَينِ في تَفريقِ أُلفَتِنَا / فَما لَها قَصُرَتْ عن جَمعِ ما افْتَرقَا
كأنّنا الماءُ سهلٌ حِينَ تُهرِقُه / وجَمعُه مُعْجِزٌ من بَعد ما انْهَرَقَا
لكنّ قُدرةَ من يَطوي الظّلامَ عن الدْ / دنيا وينشُرُ في آفاقِها الفَلقَا
يَردّ شَمِليَ مَجموعاً وقَلبيَ مَس / روراً ويَابِسَ عُودي كَاسياً وَرَقَا
إِيهاً بحقِّكَ مجدَ الدّينِ تعلّمُ أَنْ
إِيهاً بحقِّكَ مجدَ الدّينِ تعلّمُ أَنْ / نَ الصبرَ عنكَ أو السُّلوانَ من خُلُقِي
أَو أَنّنِي بَعد بُعدِي عنْكَ مُغْتَبِطٌ / بالعيشِ إِنّي به لاَ تُكذَبَنَّ شَقِي
يا ويحَ قلبيَ من شوقٍ يُقَلْقِلُهُ / إلى لِقَائِكَ ماذا من نَواك لَقِي
ونَاظِرٍ قُرِّحَتْ أجفَانُه أسَفاً / عليكَ في لُجَّةٍ من دمعه غَرقِ
وبعدَ ما بِي فإشفاقِي يُهدّدُني / بشَوبِ رأيِك بالتكديرِ والرَّنَقِ
وأنَّ قلبَكَ قد رَانت عليه من ال / واشين بي جفوةٌ يهماءُ كالغَسَقِِ
ونافَسُونِيَ في حُسنى ظُنونِك بي / حتّى غدوتُ وسوءَ الشّكِّ في نَسَقِِ
بهم تباريحُ أشواقي إليكَ وما / أُجَنُّ من زفَراتٍ بالجَوى نُطُقِِ
أمَا كَفاهُم نَوَى دارِي وبعدُكَ عن / عَينِي وفُرقَةُ إخوانِ الصِّبا الصُّدُقِ
وأَنَّني كلَّ يومٍ قطبُ معرَكةٍ / دريئَةُ السُّمرِ والهنديّةِ الذّلُقِِ
أغشَى الوغى مفرداً من أُسرتي وهمُ / هُمُ إذا الخيلُ خاضت لُجّةَ العَلَقِِ
هم المحامُون والأشبالُ مُسلَمَةٌ / والملتقُون الرّدَى بالأوجهِ الطّلُقِِ
وموضِعي منكَ لا تسمُو الوُشاةُ له / ولا يُغيّرُه كَيْسي ولا حُمُقِي
وإنّما قالةٌ جاءَت فضاقَ لها / صدرِي ولو غيرُكَ المعنيُّ لم يَضِقِِ
كذّبتُها ثُمَ ناجتني الظّنونُ بأَنْ / نَ اُلدَّهْرَ ليس بمأمونٍ فلا تَثِقِِ
كم قد أغَصَّ بما تَمرِي مذاقَتُه / ونَغَّصَ الباردَ السلسالَ بالشَّرَقِ
توقَّع الخوفَ ممَّن أنت آمِنُهُ / قد تنكأُ الكَلْمَ كفُّ الآسِيِ الرّفِقِ
فقلتُ مالي وكَتمِي ما تُخالِجُني / فيه الظّنونُ كفعلِ المُغضَبِ المَلِقِ
أدعو لما بي صَدَى صوتي وموضعَ شَكْ / وايَ وحاملَ ثِقْلي حيث لم أُطِقِ
فإن يكن ما نَمى زُوراً وأحسَبُهُ / فعندَه العفوُ عن ذي الهَفوةِ العُقُقِ
وإن يكن وأحاشي مجده ثَلَجت / عُتباه حرَّ حشاً بالهمِّ مُحترِقِ
هو الأبيُّ الذي تُخشى بوادِرُهُ / ويُرتَجَى عَفوُهُ في سَوْرةِ الحَنَقِِ
عُتباهُ تلقَى ذُنوبي قبل معذرتي / وماءُ وجهِي مَصُونٌ فيه لم يُرَقِ
لا غيَّرتْ رأيَهُ الأيّامُ فيَّ ولا / نالت مكانيَ منه لَقعَةُ الحدَقِ
أعجبْ لمحتجِبٍ عن كلِّ ذِي نَظَرٍ
أعجبْ لمحتجِبٍ عن كلِّ ذِي نَظَرٍ / صحِبْتُهُ الدَّهرَ لم أسبُرْ خَلائِقَهُ
حتى إذا رابَنِي قَابلتُه فَقَضَى / حَياؤهُ وإِبائِي أن أفَارِقَهُ
تَهمِي مواهبهُ والسّحْبُ جَامِدةٌ
تَهمِي مواهبهُ والسّحْبُ جَامِدةٌ / فمِن يَديه مَصَابُ الوَابِلِ الغَدِقِ
نُعماهُ تُطلِقُ أسرَى ثُمَّ تأسِرُهُم / له وكم مِنَّة أغْنتَ عن الرَّبَقِ
لنا صديقٌ يغُرُّ الأصدقاءَ وما
لنا صديقٌ يغُرُّ الأصدقاءَ وما / رأيتَهُ قَطُّ في وُدِّ امرئٍ صَدَقا
صديقُه أبداً منه على وَجَلٍ / كَراكِبِ البحرِ يخشى دهرَهُ الغَرَقا
لا تقرَبَنْ بابَ سُلطانٍ وإن مَلأتْ / هِباتُهُ غَيرَ مَمنونٍ بها الطُّرُقا
فإنّ أبوابَهُم كالبَحرِ راكبُهُ / مُرَوَّعُ القَلبِ يَخشى دهرَه الغَرَقا
أُستُرْ بصبركَ ما تُخفيهِ من كَمَدٍ
أُستُرْ بصبركَ ما تُخفيهِ من كَمَدٍ / وإن أذابَ حَشاكَ الهَمَّ والحُرَقُ
كالشَّمعِ يُظهِرُ أنوارَ التَّجَمُّلِ والدْ / دُموعُ منْهَلَّةٌ والجسمُ مُحتَرِقُ