المجموع : 4
أحرَقْتُ فضلَةَ مِسْوَاكٍ لها حَسَداً
أحرَقْتُ فضلَةَ مِسْوَاكٍ لها حَسَداً / له على لثم دُرٍّ في اللمى يَقَقِ
وما علمتُ بجهلٍ أنَّ ريقتها / تُعْطي السلامةَ ريَّ المندل العبقِ
لا عدتُ أُحرِقُ عوداً من سواكِ فمٍ / يزيدُ إحراقُه في شِدّةِ الحُرَقِ
وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً
وسابحٍ لاعبٍ في بحره مَرَحاً / تُشيرُ كفّاهُ تعويذاً من الغَرَقِ
يدعو ولم يكُ مضطرّاً خُذوا بيدي / وعنده الفرق بين الأمْنِ والفَرَقِ
فَإن بَكَيتُ فإنّي قد ذَكَرْتُ به / مَن جُرِّعَتْ مِنهُ كأسُ الموتِ بالشرَقِ
رُدّتْ على البحرِ مِن كفَّيَّ جوهرَةٌ / ثُمَّ انْقلَبْتُ بِقَلبٍ دائِمِ الحُرَقِ
يا ليلُ هل لِصباحي فيكَ إِشراقُ
يا ليلُ هل لِصباحي فيكَ إِشراقُ / فَقَد نَفى النومَ عن عَينَيَّ إِيراقُ
عَساكِرُ البقِّ نَحوي فيكَ زاحِفَة / كأنّما بُثّ وَسْطَ البيت سمّاقُ
مِن كُلِّ طاعِنَةِ الخُرطومِ ساريةٍ / كَأَنَّ لَسعَتَها بالنارِ إِحراقُ
ما للوشاةِ عليها أذكَتِ الحَدَقَا
ما للوشاةِ عليها أذكَتِ الحَدَقَا / أما عَلا النورُ من إِسرائِها الغَسَقا
أَما تَضَوّعَ من أرْدانِها أرَجٌ / كأنّما مسكُ دارينٍ به فُتِقا
أما تألّقَ من سِمْطَيْ تَبَسُّمها / برقٌ إذا ما رآهُ ناظرٌ برقا
هَيفاءُ يَقْلَقُ في الخصرِ الوِشاحُ لها / كَأَنَّ قَلبِيَ مِنه عُلِّمَ القَلقا
كأنّما مالَ خُوطٌ في مُلاءتها / بالشَّمسِ واهتزَّ مِنها في كَثيبِ نَقا
باتت على عُقَبِ الشكوى تَمَلّقُني / وكُلُّ دُميَةِ حُسنٍ تُحسِنُ المَلَقا
واستَوثَقَت من نقابٍ فَوقَ وَجنَتِها / وَإِنَّما أَشْفَقَتْ أَنْ أَلثُمَ الشَّفَقا
يا هَذهِ تَدَّعينَ الوجدَ عاريَةً / مِنَ الضنى فَدَعي الشكوى لِمَن عَشِقا
وأَجمِلي قَتْلَ نَفسٍ لا يُتارِكُها / بَرْحُ الغرامِ وإلّا رَمِّقي الرَّمَقا
ما أَحْسَنَ العطف من تَأنيسِ نافِرَةٍ / كَأَنَّما رُضْتَ مِنها شادِناً خَرِقا
فبتّ أُحمي بأنفاسي حصى دررٍ / بِبَردِها في التراقي تَعرِفُ الفَلقا
وأَجتَني مُستَطيباً ما حَواهُ فمٌ / مِن ماءِ ظَلْمٍ بَرُودٍ يُطفِئُ الحَرَقا
وللوشاةِ عيونٌ غير واقعةٍ / عَلى ضَجيعَينِ مِنَّا في الكرى اعتَنَقا
مَن زارَ في سنةِ الأَجفانِ في خَفَرٍ / لم يخش غيرانَ مرهوبَ الشذا حَنِقا
قَنَعتُ بِالطيفِ لَمَّا صَدَّ صاحبُهُ / وَالطيبُ إِن غابَ أَبقى عِندَكَ العبقا
لولا هلالٌ أعير الطرف زورقُهُ / في خَوضِهِ لجةُ الظلماءِ ما طَرَقا
مِن أَينَ لي في الهَوى نَومٌ فَيَطرُقني / خيالُ مَنْ نَومُها يُغري بيَ الأَرَقا
وَإنَّما الفكرُ في الأجفانِ مَثَّلَها / فَما كَذَبتُ على جَفني ولا صَدَقا
اللَّه أَعطى لِقَومٍ في تَعَشُّقِهم / سَعادةً وَلِقَومٍ آخَرينَ شَقا
واللَّه أَحيا بِيَحيى كُلَّ مَكرُمَةٍ / لِلمُعتَفينَ وَأَجرى نائِلاً غَدقا
مَلْكٌ تَناوَلَ أَسبابَ العلا بيدٍ / قَد أَودَع اللَّه فيها رِزقَ مَن خَلقَا
سُميذِعٌ تبسطُ الآمالَ هِمَّتُه / ويقبضُ الحلمُ منه الغيظَ والحنقا
أعلى الملوكِ مناراً في ذرى شَرَفٍ / لا يَرتقي كَوكَبٌ في الجوِّ حَيثُ رقا
وأَثبَتُ الأُسدِ في جَوفِ العدى قَدَماً / إِذا جَناحُ لِواءٍ فَوقَهُ خفَقَا
إِن ضَنَّ بِالجودِ مَقبوضُ اليَدَينِ سَخا / وَإِن عَتا ظالِمٌ في مُلكِهِ رَفَقا
كَم من عَدوين في دينٍ قَدِ اختَلَفا / حَتّى إِذا أَخَذا في فَضلِهِ اتَّفَقا
وَكَم نَديمَينِ لَولا لذّةٌ لَهُما / في ذِكرِ سيرَتِهِ الحسناءِ لافتَرَقا
كَأَنَّما النّاسُ مِن أطواقِ أَنعُمِهِ / حَمائِمُ تَتَغنَّى مَدْحَهُ حَزِقَا
كَأَنَّما يَعتَري أَموالَهُ وَلَهٌ / فَما لَهُما غَيرُ أَصواتِ العُفاةِ رُقى
تُجاوِدُ الكفَّ مِنهُ الكفَّ مُغنِيَةً / فَقَلَّما تُبقِيانِ العَيْنَ والوَرِقا
مَن أوْهَنَ اللَّه كيدَ الناكِثينَ بِه / إِذا قَذَفتَ بِحَقٍّ باطِلاً زَهقا
مَن لا يَصولُ الهدى حَتَّى يَطولَ بِهِ / لا يَضرِبُ السيفُ لَولا الضّاربُ العَنقا
تَكبو السوابِقُ عَن أَدني مَداهُ فَلو / يُسابقُ الريحَ في أُفقِ العُلا سَبقا
ذِمْرٌ إذا عَلِقَتْ بالحرب عَزْمتُهُ / روّى القواضِبَ فيهِ وَالقنا عَلقا
كَأَنَّما العَضْبُ في يُمْناهُ صَاعِقَةٌ / إِذا عَلا رأسَ جَبَّارٍ بِهِ صَعَقا
يكادُ لولا تلظّي الروع ذابلُهُ / في كَفِّه مِن نَداهُ يَكتسي ورقا
كأنّما يُودِعُ اليمنى له قلماً / يَخُطُّ خَطَّ المَنايا كُلَّما مَشقا
وَما رَأى ناظِرٌ مِن قَبلِهِ أَسَداً / قَد أَكملَ اللّهُ فيه الخَلْقَ والخُلُقا
ويومِ حربٍ ترى الأبطال مُورِدةً / فيها حياضَ المنايا شُزَّباً عُتُقا
تَروقُ ذا الجهلَ زَيناً ثم تَذْعَرُهُ / خَوفاً إذا شامَ مِن أَنيابِها رَوَقا
تَرى السوابِغَ عَن أَذمارِ مَأزِقِها / تُوَاقِعُ الأَرضَ من وَقعِ الظبا فَرَقا
إِذا انتَحَتكَ مُدمّاةٌ لَها حَلَقٌ / خِلتَ اليعاقيبَ فيها فتّحَتْ حدقا
شَكَّ القلوبَ بِصِدقِ الطعنِ لَهذَمُهُ / وغادرَ الهامَ فيها سيفُه فِلَقا
إِلَيك يا ابن تَميمٍ أُعْمِلتْ قُلُصٌ / تَحتَ الرحائِلِ تَبْري الوخدَ والعَنَقا
كَأَنَّ مَثواكَ لِلبيتِ العتيقِ أَخٌ / وَاليَعمُلاتُ إليهِ تَملأ الطّرُقا
وَكَيفَ تُعْقَلُ أَيدي العيسِ عَن ملكٍ / بكفّ نعماهُ معقولُ النّدى انطَلَقا
تُقَبّلُ السحبُ مِنهُ لِلسَّماحِ يداً / لوْ أُلْقيَ البحرُ في مَعروفِها غَرِقا