لَقَد وَجَدنا زَبيداً غَيرَ صابِرَةٍ
لَقَد وَجَدنا زَبيداً غَيرَ صابِرَةٍ / يَومَ اِلتَقَينا وَخَيلُ المَوتِ تَستَبِقُ
إِذ أَدبَروا فَعَمِلنا في ظُهورِهِمُ / ما تَعمَلُ النارُ في الحَلفا فَتَحتَرِقُ
وَخالِدٌ قَد تَرَكتُ الطَيرَ عاكِفَةً / عَلى دِماهُ وَما في جِسمِهِ رَمَقُ
خُلِقتُ لِلحَربِ أُحميها إِذا بَرَدَت / وَأَصطَلي بِلَظاها حَيثُ أَحتَرِقُ
وَأَلتَقي الطَعنَ تَحتَ النَقعِ مُبتَسِماً / وَالخَيلُ عابِسَةٌ قَد بَلَّها العَرَقُ
لَو سابَقَتني المَنايا وَهيَ طالِبَةٌ / قَبضَ النُفوسِ أَتاني قَبلَها السَبَقُ
وَلي جَوادٌ لَدى الهَيجاءِ ذو شَغَبٍ / يُسابِقُ الطَيرَ حَتّى لَيسَ يُلتَحَقُ
وَلي حُسامٌ إِذا ما سُلَّ في رَهَجٍ / يَشُقُّ هامَ الأَعادي حينَ يُمتَشَقُ
أَنا الهِزَبرُ إِذا خَيلُ العِدا طَلَعَت / يَومَ الوَغى وَدِماءُ الشوسِ تَندَفِقُ
ما عَبَّسَت حَومَةُ الهَيجاءِ وَجهَ فَتىً / إِلّا وَوَجهي إِلَيها باسِمٌ طَلِقُ
ما سابَقَ الناسُ يَومَ الفَضلِ مَكرُمَةً / إِلّا بَدَرتُ إِلَيها حَيثُ تُستَبِقُ