القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 2
شممت تربك لا زلفى ولا ملقا
شممت تربك لا زلفى ولا ملقا / وسرت قصدك لا خبّاً و لا مَذَقا
وما وجدت إلى لقياك منعطفا / إلا إليك ولا ألفيت مفتَرَقاً
كنت الطريق إلى هاوٍ تنازعه / نفس تسدّ عليه دونَها الطُّرُقا
و كان قلبي إلى رؤياك باصرتي / حتى اتهمت عليك العينَ والحدقا
شممت تربك أستاف الصبا مرحا / والشمل مؤتلفاً والعقد مؤتلقا
وسرت قصدك لا كالمشتهي بلدا / لكن كمن يتشهّى وجه من عَشِقا
قالوا دمشق وبغداد فقلت هما / فجر على الغد من أمسيهما انبثقا
ما تعجبون أمِن مهدين قد جمعا / أم توأمين على عهديهما اتفقا
أم صامدين يرُبّان المصير معا / حبّاً ويقتسمان الأمن والفَرَقا
يهدهدان لساناً واحداً ودماً / صنواً ومعتقداً حراً ومنطلقا
أقسمت بالأمة استوصى بها قدر / خيراً ولاءم منها الخَلْقَ والخُلُقا
من قال أن ليس من معنى للفظتها / بلا دمشق وبغداد فقد صدقا
فلا رَعى الله يوماً دسّ بينهما / وقيعةً ورعى يوميهما ووقى
يا جِلَّقَ الشام والأعوامُ تجمع لي / سبعاً وسبعين ما التاما ولا افترقا
ما كان لي منهما يومان عشتهما / إلا وبالسؤر من كأسيهما شَرَقا
يعاودان نفاراً كلما اصطحبا / وينسيان هوى كانا قد اغتبقا
ورحت أطفو على موجيهما قلقاً / أكاد أحسد مرءاً فيهما غرقا
يا للشباب يغار الحلم من شِرَةٍ / به وتحسد فيه الحِنكَةُ النَّزَقا
وللبساطة ما أغلى كنائزَها / قارونُ يُرخِصُ فيها التبرَ والورِقا
تلم كأسي ومن أهوى وخاطرتي / وما تجيش وبيتَ الشعر والوَرَقا
أيام نعكف بالحسنى على سمر / نساقط اللغو فيه كيفما اتفقا
إذ مسكة الربوات الخضر توسعنا / بما تفتق من أنسامها عَبَقا
إذ تسقط الهامةُ الإصباح يرقصنا / وقاسِيونُ علينا ينشر الشفقا
نرعى الأصيل لداجي الليل يسلمنا / ومن كوى خَفِراتٍ نرقُبُ الغسقا
ومن كوى خفرات تستجد رؤى / نشوانة عن رؤى مملولة نسقا
آهٍ على الحُلْوِ في مرٍّ نغَصُّ به / تفطَّرا عَسلًا في السم واصطفقا
يا جلق الشام إنا خلقة عجب / لم يدر ما سرها إلا الذي خلقا
معذبون وجنات النعيم بنا / وعاطشون ونَمْري الجَوْنةَ الغَدَقا
وزاحفون بأجسام نوابضها / تستام ذَروةَ عِلِّيينَ مرتَفَقا
إنا لنخنق في الأعناق غربتنا / حتى تمورَ على أحداقِنا حُرُقا
نغني الحياة ونستغني كأن لنا / رأد الضحى غلة والصبح والفلقا
يا جلق الشام كم من مطمح خلس / للمرء في غفلة من دهره سرقا
وآخر سلّ من أنياب ذي لبد / وآخرٍ تحت أقدام له سحقا
دامٍ صراع أخي شجوٍ وما خلقا / من الهموم تعنّيه وما اختلقا
يسعى إلى مطمح حانت ولادته / في حين يحمل شلواً مطمحاً شنقا
حران حيران أقوى في مصامدة / على السكوت وخير منه إن نطقا
كذاك كل الذين استودعوا مثُلاً / كذاك كل الذين استرهنوا غلقا
كذاك كان وما ينفك ذو كلف / بمن تعبد في الدنيا أو انعتقا
دمشق عشتك ريعاناً وخافقة / ولمّة والعيون السود والأرقا
وها أنا ويدي جلدٌ وسالفتي / ثلج ووجهي عظم كاد أو عرقا
وأنت لم تبرحي في النفس عالقة / دمي ولحمي والأنفاس والرمقا
تموّجين ظلال الذكريات هوى / وتسعدين الأسى والهمّ والقلقا
فخراً دمشق تقاسمنا مراهقة / واليوم نقتسم الآلام والرهقا
دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت / سبائك الذهب الغالي فما احترقا
على المدى والعروق الطهر يرفدنا / نسغ الحياة بديلاً عن دم هرقا
وعند أعوادك الخضراءِ بهجتُها / كالسِّنديانة مهما اسَّاقطتْ ورقا
يا حافظ العهد يا طلاع ألوية / تناهبت حلبات العز مستبقا
تزلزلت تحته أرض فما صعقا / وازخرفت حوله دنيا فما انزلقا
ألقى بزقومها الموبي لمرتخصٍ / وعاف للمتهاوي وردها الطَّرَقا
ياحاضن الفكر خلاقاً كأن به / من نسج زهر الربا موشيَّةً أَنَقا
لك القوافي وما وشَّت مطارِفُها / تُهدى وما استن مهديها وما اعتلقا
ما سَمِع السامعونَ آسى
ما سَمِع السامعونَ آسى / من شاعرٍ ضِيمَ في العراقِ
ألوى على عوده شَجيّاً / يبُثُه فَرْطَ ما يُلاقي
إذا بكى ارتدَّ يبكي / شَجْواً لألحانه الرِقاق
في ذمةِ الله ما تُلاقي / يا عودُ منّي وما أُلاقي
روحانِ مني ومنكَ باتا / من وَطأة الهمِّ في الترَاقي
ما ضاق منك الخِناقُ يوماً / لو نفَّسَ الدهرُ عن خِناقي
يا دهرُ خُذني واحلُلْ وَثاقاً / أرهَقَ عُودي واحلُلْ وَثاقي
أو لا فحِّولْ أنّةَ أسري / عنه إلى نغمةِ انطلاق
فَغَمْغَمَ العودُ واستجاشَت / أشجانُهُ خطرةً الفِراق
اِسْلَمْ رفيقَ الصِّبا ألوفٌ / تفدِّيك مثلي وأنتَ باق
قبلكَ واسيتَ ألفَ شاكٍ / والفَ حاسٍ وألفَ ساق
من فضلِ ما أوحت الرزايا / إليَّ مُيِّزت عن رفاقي
أقول لما انبرتْ غُصونٌ / أعوادَها تبتَغي لَحاقي
أحْملْنَ مثل الذي أُلاقي / من اصطباحي أو اغتباقي
طارِحنَ مثلي أخا شجونٍ / شاركنَ مثلي اخا اشتياق
ربَّ نهارٍ كنتُنَّ فيه / جنباً إلى جنب في اعتناق
قضيته جنبَ ذي شجونٍ / أخافُ من بثِّه احتراقي
وربَّ ليلٍ سهِرتُ فيه / أشدو حزيناً مع السواقي
اصبْر قليلاً يا عودُ إنّا / عما قريبٍ إلى افتراق
حملتَ عني ماضي همُومي / فاحمل قليلاً من البواقي
وَلَّى شبابي إّلا بقايا / ضحيةَ القلب والمآقي
والنفسُ تأبى إّلا انطلاقاً / والدهرُ يأبى إّلا ارتهاقي
والحزنُ لم يدخر صُباباً / يُبقه في كأسِه الدِهاق
اَلانِطفائي كان اشتعالي / اَلاحِتراقي كانَ ائتلاقي
وحين جاء الظلامُ يُرخي / سِتراً على الأوجه الصِّفاق
ورفَّ روحُ السلامِ يُخفي / غريزةَ الحِقْدِ والنِفاق
باتَ بطيّاته فؤادٌ / يشكُرُ لُطفَ الموت الذعاق
وجنبَه عودُهُ يُناغي / حَشرجةَ الصدرِ في السياق
الى التلاقي " عودي" وداعاً / وكيف بعدَ الموتِ التلاقي
اقرأْ سلامي على الرزايا / أعني سلامي على الرفاق
ذاك أديبٌ مات اضطهاداً / ذاك هو الشاعرُ العراقي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025