المجموع : 3
هُوَ الظَلامُ فَلا صُبحٌ وَلا شَفَقُ
هُوَ الظَلامُ فَلا صُبحٌ وَلا شَفَقُ / هَل يُطلِقُ اللَيلُ مِن طَرفي فَأَنطَلِقُ
راحَ بنُ رَوحٍ بِسوءِ اللَفظِ يَحشِمُني / وَالغَيظُ يَبرُقُ في عَينَيهِ وَالحَنَقُ
يَستَنشِدُ الضَيفَ وَالظَلماءَ حالِكَةٌ / وَقَد تَعَلَّمَ مِن أَخلاقِهِ الأُفُقُ
البائِتونَ قَريباً مِن دِيارِهِمِ / وَلَو يَشاؤونَ آبوا الحَيَّ أَو طَرَقوا
مَهلاً فَداري أَبا عَمروٍ إِذا طُلِبَت / أَرضُ الشَآمِ وَهَذي دارُكَ السَلَقُ
أَبَعدَ مَسرايَ إِن رُمتُ النُزولَ عَلى / حَيٍّ بِحَيثُ جِبالُ الثَلجِ تَأتَلِقُ
أَغرى بِكَ اللَومَ مَجموعاً وَمُفتَرِقاً / لُؤمَ جَديدٍ وَعِرضٌ دارِسٌ خَلَقُ
إِنَّ الحُلاقَ الَّذي أَنفَقتَهُ سَرَفاً / داءُ لَكُم مِن بَني عِمرانَ مُستَرَقُ
لا تَأخُذوا حَظَّ أَقوامٍ تَليقُ بِهِم / إِذا بَدَت مِنهُمُ الأَخلاقُ وَالخِلَقُ
القَومُ أَخبَثُ أَلفاظاً إِذا اِجتَمَعوا / مِنكُم وَأَمرَضُ أَلحاظاً إِذا اِفتَرَقوا
بُلهُ الأَكُفِّ وَفي أَفخاذِهِم كَرَمٌ / مَرضى الأُيورِ وَفي اِستِهِم شَبَقُ
يُشَبِّهونَ ظُهورَ الخَيلِ إِن رَكِبوا / فَيشاً فَسَيرُهُمُ التَقريبُ وَالعَنَقُ
جَفّوا مِنَ البُخلِ حَتّى لَو بَدا لَهُمُ / ضَوءُ السُها في سَوادِ اللَيلِ لَاِحتَرَقوا
لَو صافَحوا المُزنَ ما اِبتَلَّت أَكُفُّهُمُ / وَلَو يَخوضونَ بَحرَ الصينِ ما غَرِقوا
الباخِلونَ إِذا ما مازِنٌ بَذَلوا / وَالمُفحَمونَ إِذا ما راسِبٌ نَطَقوا
لَو قيلَ لِلأَزدِ ما قالوا وَما اِنتَحَلوا / مِن اِدِّعاءٍ إِلَيهِ قالَ ما صَدَقوا
كَأَنَّكَ السَيفُ حَدّاهُ وَرَونَقُهُ
كَأَنَّكَ السَيفُ حَدّاهُ وَرَونَقُهُ / وَالغَيثُ وابِلُهُ الداني وَرَيِّقُهُ
هَلِ المَكارِمُ إِلّا ما تُجَمِّعُهُ / أَوِ المَواهِبُ إِلّا ما تُفَرِّقُهُ
مَجداً أَبا مُسلِمٍ أَصبَحتَ مِن كَرَمٍ / تُجِدُّهُ وَتِلاداً ظَلتَ تُخلِقُهُ
يَفديكَ مِن كُلِّ سوءٍ وامِقٌ لَكَ قَد / باتَت إِلَيكَ دَواعي الشَوقِ تُقلِقُهُ
حَرّانَ يَخلِطُ مِن وَجدٍ يُتَيِّمُهُ / حَتّى يَصَبَّ وَمِن بَثٍّ يُؤَرِّقُهُ
إِذا تَيَمَّمَ قَصدَ الغَربِ مالَ بِهِ / تِلقاءَ قَصدِكَ في شَرقٍ تَشَوُّقُهُ
لا تَنسَ لِلأَبلَقِ المَحبوكِ رَوحَتُهُ / بِمَن أَظُنُّكَ تَهواهُ وَتَعشَقُهُ
بِفاتِرِ اللَحظِ وَالأَلفاظِ جاءَ عَلى / تَخَوُّفٍ وَعُيونُ الناسِ تَرمُقُهُ
كَأَنَّما راحَ في أَثناءِ يُمنَتِها / قَضيبُ إِسحِلَةٍ يَهتَزُّ مورِقُهُ
زُرَيقَةٌ أُمُّها وَالفالُ يُخبِرُني / عَن نائِلٍ مِن هَواها سَوفَ تُرزَقَهُ
قولوا لِسَرجَسَ يا اِبنَ القَحبَةِ الشَبِقَه
قولوا لِسَرجَسَ يا اِبنَ القَحبَةِ الشَبِقَه / وَمَن لَها في حَشاها شَهوَةٌ حَرِقَه
وَاِبنَ الَّتي جَعَلَت لِلداءِ فَقحَتَها / وَقفاً عَلى كُلِّ فَحلٍ ناكَها صَدَقَه
وَمَن تَذَلُّ لِوَقعِ الصَفعِ هامَتُهُ / ذُلَّ الحُلوقِ الَّتي بِالحَبلِ مُختَنِقَه
وَمَن إِذا عَدَّتِ الأَنباطُ كانَ إِذا / ما نَصَّ عَن أَصلِهِ مِن أَرذَلِ الطَبَقَه
وَمَن بِهِ أُبنَةٌ في الدِبرِ مُقلِقَةٌ / قَد أَحرَقَت جَفنُهُ بَل طَوَّلَت أَرَقَه
وَمَن بِهِ بَخرَةٌ تُردي مُخاطِبَةُ / نَعَم وَتَترُكُ مِنهُ روحَهُ قَلِقَه
وَمَن لَهُ عَمَّةٌ تَزني وَوالِدَةٌ / قَوّادَةٌ نَذلَةٌ مَهتوكَةٌ خَلَقَه
وَأُختُ سوءٍ عَلى الأَعرادِ ضارِطَةٌ / ضُراطَ عَيرٍ لَدى البيطارِ قَد شَنَقَه
أَبدى الزَمانُ لَنا مِن صَرفِهِ عَجَباً / إِذ صارَ مِثلُكَ فيهِ لاوِياً عُنُقَه
أَقسَمتُ لَولا بَداهاتي وَمَعرِفَتي / بِسُخفِ قَدرِكَ يا اِبنَ الجيفَةِ الوَدِقَه
شَقَقتُ مِنكَ قَفاً لِلصَفعِ دامِيَةً / صَفعاً تَظَلُّ عَلَيهِ نادِرَ الحَدَقَه
كَلِن تَرَفَّعتُ قَدراً عَنكَ أَنَّ أَبي / نَجدٌ كَريمٌ وَجَدّي سادَ مَن سَبَقَه
بَل كَيفَ تَسلَمَ نَفسٌ مِنكَ قَد صَلِيَت / بِسَطوَتي وَمَخاليبي بِها عَلِقَه
يا اِبنَ الَّتي إِن دَجا لَيلٌ عَلى رَجُلٍ / وَباتَ يَطعَنُهُا بِالعَردِ في الحَلَقَه
أَبدَت نَخيراً يُحاكي صَوتَ مِضرَتِها / إِذا الغَوِيُّ مَجوناً بِالخُصى صَفَقَه
إِن كُنتَ مِن عَدَمٍ أَظهَرتَ جَهلَكَ لي / لَما أَنِفتُ لِحُرٍّ ظاهِرِ الشَفَقَه
وَذاكَ نَجدٌ لَوَ أَنَّ الخَلقَ سابِقَهُ / إِلى العُلا وَسَماحِ الكَفِّ ما سَبَقَه
لَولا نُحوسٌ تَوَلَّت عَنكَ مُعرِضَةٌ / تُريدُ غَيرَكَ بِالآفاتِ مُختَرِقَه
لَكانَ بَدرٌ وَنَجمٌ أَسلَماكَ إِلى / ذُلٍّ يَخافُ الرَدى مِن هَولِهِ فَرَقَه
وَماعَداكَ فَشَيءٌ لَستَ تَعدَمُهُ / وَسَوفَ تَقبِضُهُ مِن عاجِلٍ نَفَقَه