المجموع : 12
ما للبضائع بين الناس كلهم
ما للبضائع بين الناس كلهم / غير الفياشل قد بارت بها السوقُ
والله لو أن قسطنطينة افتتحت / برمحِ أشجعِ من خبَّت به النوق
ما نال منها ولا من فضل نجدته / ما نال من ثفر قسطنطينة الحوق
تُكدي الرماح ويكدي الذائدون بها / لكن أير أبي العباس مرزوق
تراه يغدو فيغدو موكبٌ زجل / ترْدى الهماليج فيه والتعانيق
إذ لا يرى لأبي العباس حينئذ / حق السلام لقد أزرى به الموق
يَزوَرُّ كبراً وما أضعاف قيمته / من الخساسة عند الله ثفروق
هذا وليس عليه من غباوته / بين السفين وبين الخيل تفريق
أرى دم العلج يغلي في ترائبه / على الحميم ولكن ليس مهريق
يا من غدا بين تأميل وإشفاقِ
يا من غدا بين تأميل وإشفاقِ / منّي ومن حسب نفسي أنه باقي
أما دبسيَّة الكبرى بحضرتكم / تحدو الكؤوس بماخوري إسحاق
فلا أراد بلى إن كادَكم قدرٌ / بجلنارٍ وقاني زهدَكم واقي
الحمد لله لا أُدعى لصيدِكُمُ / إلا إذا كان صيداً مثل إخفاق
لا زلت مَدْعىً لمبلُوٍّ أساعده / على الكريهة لا مَلهىً لمشتاق
هل من سبيل إلى تجديد ودكمُ / وهل يجدد شيء بعد إخلاق
لا نكر قد تصبح العيدان مورقة / كما تَبدَّلُ عرياً بعد إيراق
يا وجه ذي كرم حالت بشاشته / لن تحسن الشمس إلا ذات إشراق
أشكو إلى الله ظلماً لا انكشاف له / ما زلت أرزقُ منه شرَّ أرزاق
غامت عليَّ بلا ظل ولا ورق / سماء مولى مظل مشمسٍ ساقي
كل الخلال التي فيكم محاسنكم
كل الخلال التي فيكم محاسنكم / تشابهت منكم الأخلاق والخلقُ
كأنكم شجر الأترج طاب معاً / حملاً ونوراً وطاب العود والورقُ
أطبقت للنوم جفناً ليس ينطبقُ
أطبقت للنوم جفناً ليس ينطبقُ / وبتُّ والدمع في خديَّ يستبقُ
لم يسترح من له عين مؤرقة / وكيف يعرف طعم الراحة الأرِقُ
محمدٌ وعليٌّ فتتا كبدي / إذا ذكرتهما والعيس تنطلق
خلان حل بقلبي من فراقهما / ما كنت أخشى عليه قبل نفترق
قلبٌ رقيق تلظّت في جوانبه / نار الصبابة حتى كاد يحترق
وددت لو تمَّ لي حجِّي بقربهما / ما كل ما تشتهيه النفس يتفق
لا يعجب الناس من وجدي ومن قلقي / إن المشوق إلى أحبابه قلق
لا يكشف الله عن وهب بن إسحاقِ
لا يكشف الله عن وهب بن إسحاقِ / من البلاء سماء ذات إطباقِ
قالوا الخبيث قد استسقى فقلت لهم / لا يشفه طبُّ ذي طبٍّ ولا راق
قد كان يكثر من هاضوم غلمته / بجهده لو وقاه حتفه واقي
لا يُرجَ بعدك للهاضوم منفعةٌ / إن متَّ في الماء يا وهب بن إسحاق
إذا دعا لك داع قلت حينئذ / لا زال من وصب الشكوى على ساق
أإن رأيت حيائي خلته خنَثاً / قد غُرَّ من غر من أفعى بإطراق
بمثل ظنك هذا يا أبا حسن / أمِنتَ كل مُمَرِّ المتن غرناق
حتى عثوا في نساء كالدمى عُرُبٍ / إذ لم يكن بينهم باب بمغلاق
أحسنت ظنك جداً بالرجال فكن / على محاذرة منهم وإشفاق
لا تعدم الماء من سقيا ويعقبه / سقياك في النار من مهل وغساق
ما لي يزاحمني الخُلصانُ في طرقي
ما لي يزاحمني الخُلصانُ في طرقي / ولا أزاحمه بالشعر في طُرُقِهْ
لا يجهلن على حلمي أخو ثقة / فالجهل من خلقي إن كان من خلقه
قل للمسمَّى بما تكنى الكلاب به
قل للمسمَّى بما تكنى الكلاب به / قولاً سيلحقه عاراً فيلحقُهُ
يا مبتلىً ببلاءٍ لا ثواب له / يوم الحساب ولكن سوف يوبقه
ما قلت فيك هجاء خلته كذباً / إلا بدت منك سوءات تحققه
أنَّى اجتبيت أبا حفص وصحبته / حتى غدوت تؤاخيه فتصدقه
بالله ربك هل شبَّهت صلعته / برأس أير عظيم كنت تعشقه
الدمع في العين لا نوم ولا نظرٌ
الدمع في العين لا نوم ولا نظرٌ / ولا محالة من معنىً له خُلِقا
ولم أجد ذلك المعنى وعيشكما / إلا البكاء إذا ما فاجع طرقا
فخليا أدمعي تقرو مساربها / فإنها عبرٌ إن لم يفض خنقا
رزئي أجلُّ فلا تكذب ظنونكما / من أن يُصدَّق مجلودي ولو صدقا
عزت مطالب دنيا كلِّ ذي أدبٍ
عزت مطالب دنيا كلِّ ذي أدبٍ / وهان مطلب دنيا الأنوَكِ الخَرِقِ
وقدر الله فيها أن يذللها / فهان مطلبها للجاهل الحمق
فليس ينفك ذو علم وتجربة / من مأكل جشب أو مشرب رنق
وذو الجهالة منها في بلهنية / من مسمع حسن أو منظر أنق
تبارك العدل فيها حين يقسمها / بين البرية قسماً غير متفق
لما استكن الكرى في كل ناظرة
لما استكن الكرى في كل ناظرة / وبات جفن من الواشي به شرِقا
سرى إليَّ على خوفٍ يحاذره / زور أتى تحت جنح الليل منسرقا
أخفى من الطيف إلا أن بهجته / حسناً جلت بسنا أنواره الأفقا
مضمَّخٌ بغوال علَّ مفرقه / أيدي حواضنه مسكابها عبقا
تشكو إلى قلق حيران مكتئب / صبٍّ إلى قربه الأحزان والقلقا
صوتاً تراني مجنوناً أخا كلفٍ / إذا سليمان يوماً قد به نطقا
قد سحَّب الناس أذيال الظنون بنا / وفرّق القوم فينا ظنهم فرقا
إني لأحكم في عود تحرِّقُه
إني لأحكم في عود تحرِّقُه / يا معرقاً في شقاقي أي إعراقِ
تسيء بي حين لا أجزيك سيئة / والعود يجزيك تدخيناً بإحراق
شكوى لوَ اَنِّيَ أشكوها إلى حجرٍ
شكوى لوَ اَنِّيَ أشكوها إلى حجرٍ / أصم ممتنع الأركان لانفلقا