المجموع : 3
ومُستَطيلٍ عَلى الصَّهباءِ باكرَها
ومُستَطيلٍ عَلى الصَّهباءِ باكرَها / مع فِتيَةٍ باصطِباحِ الرَّاحِ حذَّاقِ
فَكلُّ شَيءٍ رآهُ ظنَّه قَدَحاً / وكُلُّ شَخصٍ رآهُ ظنَّه الساقي
لم تُمحَ بالدَّمعِ بعدَ البَينِ آماقي
لم تُمحَ بالدَّمعِ بعدَ البَينِ آماقي / وها فُؤادي مَعي بَعد النَّوى باقِ
ردَدتُ كأسَ غَرامي وهيَ مترعةٌ / كَما سقيتُ بِها صِرفاً عَلى الساقي
وصارَ قَلبيَ لا يَشتاقُ مُذ حكمَت / يدُ الملامَةِ فيهِ غيرَ مُشتاقِ
لا تَفزَعنَّ إلى غَير النَّوى أَبداً / فَما لِداءِ الهَوى غَيرُ النوى راقِ
قَتيلُ همَّتِه في الناسِ أعذرُ من / قَتيلِ تَكسيرِ أجفانٍ وأَحداقِ
وفاترِ الطَّرفِ مَفتونٍ بِه سَقمٌ / كأنَّ جِسمي لَه مِن ضرِّه واقِ
أقمتُ في أَسرِه ما شاءَ ناظرُه / حتَّى أَتى شَعرُ خَدَّيهِ بإطلاقي
إن كنتُ أشفَقتُ من خَطبِ النَّوى جَزَعاً / فقَد أراكَ اعتِرافي فَرطَ إشفاقي
لا يَحسبُ الصرفُ أنِّي عَن طَوارِقِه / أَعمى إِذا ما رَأى عَنهنَّ إِطراقي
فَللتَّصاريفِ أوقاتٌ أواخِرُها / تَنَجُّزي صَرفَها مِن كفِّ إِسحاقِ
يَدٌ تُفيدُ النَّدى والمَجد مَن لَقِيَت / حتَّى تَكاد تُساويها يدُ اللاقي
يَغدو وقائِمُ سَيفِ المَجدِ يَملؤُها / فَيَنثَني عَن دَمٍ للبُخلِ مُهراقِ
وشادِنٍ غَصَّني بريقي
وشادِنٍ غَصَّني بريقي / قَهقَهَ لمَّا رَأى شَهِيقي
أرادَ في ضِحكِهِ يُريني / مَنابِتَ الدُّرِّ في العَقِيقِ