القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 460
ما يُنسِني الدَهرُ لا يَبرَح لَنا شَجَناً
ما يُنسِني الدَهرُ لا يَبرَح لَنا شَجَناً / يَومٌ تَدارَكَهُ الأَجمالُ وَالنوقُ
ما زالَ في القَلبِ وَجدٌ يَرتَقي صُعُداً / حَتّى أَصابَ سَوادَ العَينِ تَغريقُ
أَينَ الأولى أَنزَلوا النُعمانَ ضاحِيَةً / أَم أَينَ أَبناءُ شَيبانَ الغَرانيقُ
صاهَرتَ قَوماً لِئاماً في صُدورِهِمُ / ضِغنٌ قَديمٌ وَفي أَخلاقِهِم ضيقُ
قُل لِلأُخَيطِلِ إِذ جَدَّ الجِراءُ بِنا / أَقصِر فَإِنَّكَ بِالتَقصيرِ مَحقوقُ
لا تَطلُعُ الشَمسُ إِلّا وَهوَ في تَعَبٍ / وَلا تَغَيَّبُ إِلّا وَهوَ مَسبوقُ
نَفسي الفِداءُ لِقَيسٍ يَومَ تَعصِبكُم / إِذ لا يَبُلُّ لِسانَ الأَخطَلِ الريقُ
بيضٌ بِأَيديهِمُ شُهبٌ مُجَرَّبَةٌ / لِلهامِ جَذٌ وَلِلأَعناقِ تَطبيقُ
وَالتَغلِبِيّونَ بِئسَ الفَحلُ فَحلُهُمُ / فَحلاً وَأُمُّهُمُ زَلّاءُ مِنطيقُ
تَحتَ المَناطِقِ أَستاهٌ مُصَلَّبَةٌ / مِثلَ الدَوا مَسَّها الأَنقاسُ وَالليقُ
وَلا أُغيرُ عَلى الأَشعارِ أَسرِقُها
وَلا أُغيرُ عَلى الأَشعارِ أَسرِقُها / عَنها غَنيتُ وَشَرُّ الناسِ مَن سَرقا
وَإِنَّ أَحسَنَ بَيتٍ أَنتَ قائِلُهُ / بَيتٌ يُقالُ إِذا أَنشَدتَهُ صَدَقا
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِنفَرَقا / وَعُلِّقَ القَلبُ مِن أَسماءَ ما عَلِقا
وَفارَقَتكَ بِرَهنٍ لا فِكاكَ لَهُ / يَومَ الوِداعِ فَأَمسى الرَهنُ قَد غَلِقا
وَأَخلَفَتكَ اِبنَةُ البَكرِيِّ ما وَعَدَت / فَأَصبَحَ الحَبلُ مِنها واهِناً خَلَقا
قامَت تَراءى بِذي ضالٍ لِتَحزُنَني / وَلا مَحالَةَ أَن يَشتاقَ مَن عَشِقا
بِجيدِ مُغزِلَةٍ أَدماءَ خاذِلَةٍ / مِنَ الظِباءِ تُراعي شادِناً خَرِقا
كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتُبِقَت / مِن طَيِّبِ الراحِ لَمّا يَعدُ أَن عَتُقا
شَجَّ السُقاةُ عَلى ناجودِها شَبِماً / مِن ماءِ لينَةَ لا طَرقاً وَلا رَنِقا
ما زِلتُ أَرمُقُهُم حَتّى إِذا هَبَطَت / أَيدي الرِكابِ بِهِم مِن راكِسٍ فَلَقا
دانِيَةٍ لِشَروَرى أَو قَفا أَدمٍ / تَسعى الحُداةُ عَلى آثارِهِم حِزَقا
كَأَنَّ عَينَيَّ في غَربَي مُقَتَّلَةٍ / مِنَ النَواضِحِ تَسقي جَنَّةً سُحُقا
تَمطو الرِشاءَ فَتَجري في ثِنايَتِها / مِنَ المَحالَةِ ثَقباً رائِداً قَلِقا
لَها مَتاعٌ وَأَعوانٌ غَدَونَ بِهِ / قِتبٌ وَغَربٌ إِذا ما أُفرِغَ اِنسَحَقا
وَخَلفَها سائِقٌ يَحدو إِذا خَشِيَت / مِنهُ اللِحاقَ تَمُدُّ الصُلبَ وَالعُنُقا
وَقابِلٌ يَتَغَنّى كُلَّما قَدَرَت / عَلى العَراقي يَداهُ قائِماً دَفَقا
يُحيلُ في جَدوَلٍ تَحبو ضَفادِعُهُ / حَبوَ الجَواري تَرى في مائِهِ نُطُقا
يَخرُجنَ مِن شَرَباتٍ ماؤُها طَحِلٌ / عَلى الجُذوعِ يَخَفنَ الغَمَّ وَالغَرَقا
بَلِ اِذكُرَن خَيرَ قَيسٍ كُلِّها حَسَباً / وَخَيرَها نائِلاً وَخَيرَها خُلُقا
القائِدَ الخَيلَ مَنكوباً دَوابِرُها / قَد أُحكِمَت حَكَماتِ القِدِّ وَالأَبَقا
غَزَت سِماناً فَآبَت ضُمَّراً خُدُجاً / مِن بَعدِ ما جَنَبوها بُدَّناً عُقُقا
حَتّى يَأُوبَ بِها عوجاً مُعَطَّلَةً / تَشكو الدَوابِرَ وَالأَنساءَ وَالصُفُقا
يَطلُبُ شَأوَ اِمرِأَينِ قَدَّما حَسَناً / نالا المُلوكَ وَبَذّا هَذِهِ السُوَقا
هُوَ الجَوادُ فَإِن يَلحَق بِشَأوِهِما / عَلى تَكاليفِهِ فَمِثلُهُ لَحِقا
أَو يَسبِقاهُ عَلى ما كانَ مِن مَهَلٍ / فَمِثلُ ما قَدَّما مِن صالِحٍ سَبَقا
أَغَرُّ أَبيَضُ فَيّاضٌ يُفَكِّكُ عَن / أَيدي العُناةِ وَعَن أَعناقِها الرِبَقا
وَذاكَ أَحزَمُهُم رَأياً إِذا نَبَأٌ / مِنَ الحَوادِثِ غادى الناسَ أَو طَرَقا
فَضلَ الجِيادِ عَلى الخَيلِ البِطاءِ فَلا / يُعطي بِذَلِكَ مَمنوناً وَلا نَزِقا
قَد جَعَلَ المُبتَغونَ الخَيرَ في هَرِمٍ / وَالسائِلونَ إِلى أَبوابِهِ طُرُقا
إِن تَلقَ يَوماً عَلى عِلّاتِهِ هَرِماً / تَلقَ السَماحَةَ مِنهُ وَالنَدى خُلُقا
وَلَيسَ مانِعَ ذي قُربى وَذي نَسَبٍ / يَوماً وَلا مُعدِماً مِن خابِطٍ وَرَقا
لَيثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرِجالَ إِذا / ما كَذَّبَ اللَيثُ عَن أَقرانِهِ صَدَقا
يَطعَنُهُم ما اِرتَمَوا حَتّى إِذا اِطَّعَنوا / ضارَبَ حَتّى إِذا ما ضارَبوا اِعتَنَقا
هَذا وَلَيسَ كَمَن يَعيا بِخُطَّتِهِ / وَسطَ النَدِيِّ إِذا ما ناطِقٌ نَطَقا
لَو نالَ حَيٌّ مِنَ الدُنيا بِمَنزِلَةٍ / أُفقَ السَماءِ لَنالَت كَفُّهُ الأُفُقا
يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ
يا عَينِ جودي بِدَمعٍ مِنكِ مُهراقِ / إِذا هَدى الناسُ أَو هَمّوا بِإِطراقِ
إِنّي تُذَكِّرُني صَخراً إِذا سَجَعَت / عَلى الغُصونِ هَتوفٌ ذاتُ أَطواقِ
وَكُلُّ عَبرى تَبيتُ اللَيلَ ساهِرَةً / تَبكي بُكاءَ حَزينِ القَلبِ مُشتاقِ
لا تَكذِبَنَّ فَإِنَّ المَوتَ مُختَرِمٌ / كُلَّ البَرِيَّةِ غَيرَ الواحِدِ الباقي
أَنتَ الفَتى الماجِدُ الحامي حَقيقَتَهُ / تُعطي الجَزيلَ بِوَجهٍ مِنكَ مِشراقِ
وَالعَودَ تُعطي مَعاً وَالنابَ مُكتَنِفاً / وَكُلَّ طِرفٍ إِلى الغاياتِ سَبّاقِ
إِنّي سَأَبكي أَبا حَسّانَ نادِبَةً / ما زِلتُ في كُلِّ إِمساءٍ وَإِشراقِ
ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ
ما بالُ عَينِكِ مِنها الدَمعُ مُهراقِ / سَحّاً فَلا عازِبٌ عَنها وَلا راقِ
أَبكي عَلى هالِكٍ أَودى فَأَورَثَني / عِندَ التَفَرُّقِ حُزناً حَرُّهُ باقِ
لَو كانَ يَشفي سَقيماً وَجدُ ذي رَحِمٍ / أَبقى أَخي سالِماً وَجدي وَإِشفاقي
لَو كانَ يُفدى لَكانَ الأَهلُ كُلَّهُمُ / وَما أُثَمِّرُ مِن مالٍ وَأَوراقِ
لَكِن سِهامُ المَنايا مَن تُصِبهُ بِها / لا يَشفِهِ رِفقُ ذي طِبٍّ وَلا راقِ
لَأَبكِيَنَّكَ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ / وَما سَرَيتُ مَعَ الساري عَلى الساقِ
تَبكي عَلَيكَ بُكا ثَكلى مُفَجَّعَةٍ / ما إِن يَجِفَّ لَها مِن ذِكرِهِ ماقي
إِذهَب فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ مِن رَجُلٍ / لاقى الَّذي كُلُّ حَيٍّ بَعدَهُ لاقي
يا قَلبُ وَيحَكَ لا تَذهَب بِكَ الحُرَقُ
يا قَلبُ وَيحَكَ لا تَذهَب بِكَ الحُرَقُ / إِنَّ الأُلى كُنتَ تَهواهُم قَدِ اِنطَلَقوا
الرِفقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ
الرِفقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ / وَقَلَّ في الناسِ مَن يَصفو لَهُ خُلُقُ
لَم يَقلَقِ المَرءُ عَن رُشدٍ فَيَترُكُهُ / إِلّا دَعاهُ إِلى ما يَكرَهُ القَلَقُ
الباطِلُ الدَهرَ يُلفى لا ضِياءَ لَهُ / وَالحَقُّ أَبلَجُ فيهِ النورُ يَأتَلِقُ
مَتى يَفيقُ حَريصٌ دائِبٌ أَبَداً / وَالحِرصُ داءٌ لَهُ تَحتَ الحَشا قَلَقُ
يَستَغنِمُ الناسُ مِن قَومٍ فَوائِدَهُم / وَإِنَّما هِيَ في أَعناقِهِم رَبَقُ
وَيَجهَدُ الناسُ في الدُنيا مُنافَسَةً / وَلَيسَ لِلناسِ شَيءٌ غَيرَ ما رُزِقوا
يا مَن بَنى القَصرَ في الدُنيا وَشَيَّدَهُ / أَسَّستَ قَصرَكَ حَيثُ السَيلُ وَالغَرَقُ
لا تَغفُلَنَّ فَإِنَّ الدارَ فانِيَةٌ / وَشُربُها غُصَصٌ وَصَفوُها رَنَقُ
وَالمَوتُ حَوضٌ كَريهٌ أَنتَ وارِدُهُ / فَاِنظُر لِنَفسِكَ قَبلَ المَوتِ يا مَئِقُ
اِسمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِندَ ميتَتِهِ / وَاِسمُ الجَديدِ بُعَيدَ الجِدَّةِ الخَلَقُ
يَبلى الشَبابُ وَيُفني الشَيبُ نَضرَتَهُ / كَما تَساقَطُ عَن عيدانِها الوَرَقُ
ما لي أَراكَ وَما تَنفَكُّ مِن طَمَعٍ / يَمتَدُّ مِنكَ إِلَيهِ الطَرفُ وَالعُنُقُ
تَذُمُّ دُنياكَ ذَمّا ما تَبوحُ بِهِ / إِلّا وَأَنتَ لَها في ذاكَ مُعتَنِقُ
فَلَو عَقَلتُ لَأَعدَدتُ الجِهازَ لِما / بَعدَ الرَحيلِ بِها ما دامَ بي رَمَقُ
إِذا نَظَرتَ مِنَ الدُنيا إِلى صُوَرٍ / تَخَيَّلَت لَكَ مِنها فَوقَها الخِرَقُ
فَاِذكُر ثَموداً وَعاداً أَينَ أَينَ هُمُ / لَو أَنَّ قَوماً بَقوا مِن قَبلِهِم لَبَقوا
ما نَحنُ إِلّا كَرَكبٍ ضَمَّهُ سَفَرٌ / يَوماً إِلى ظِلِّ فَيءٍ ثُمَّتَ اِفتَرَقوا
وَلا يُقيمُ عَلى الأَسلافِ غابِرُهُم / كَأَنَّهُم بِهِمُ مَن بَعدَهُم لَحِقوا
ما هَبَّ أَو دَبَّ يَفنى لا بَقاءَ لَهُ / وَالبَرُّ وَالبَحرُ وَالأَقطارُ وَالأُفُقُ
نَستَوطِنُ الأَرضَ داراً لِلغُرورِ بِها / وَكُلُّنا راحِلٌ عَنها فَمُنطَلِقُ
لَقَد رَأَيتُ وَما عَيني بِراقِدَةٍ / نَبلَ الحَوادِثِ بَينَ الخَلقِ تَختَرِقُ
كَم مِن عَزيزٍ أَذَلَّ المَوتُ مَصرَعَهُ / كانَت عَلى رَأسِهِ الراياتُ تَختَفِقُ
كُلُّ اِمرِئٍ فَلَهُ رِزقٌ سَيَبلُغُهُ / وَاللَهُ يَرزُقُ لا كَيسٌ وَلا حُمُقُ
إِذا نَظَرتَ إِلى دُنياكَ مُقبِلَةً / فَلا يَغُرُّكَ تَعظيمٌ وَلا مَلَقُ
أُخَيَّ إِنّا لَنَحنُ الفائِزونَ غَداً / إِن سَلَّمَ اللَهُ مِن دارٍ لَها عَلَقُ
فَالحَمدُ لِلَّهِ حَمداً لا اِنقِطاعَ لَهُ / ما إِن يُعَظَّمُ إِلّا مَن لَهُ وَرِقُ
وَالحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَداً / فازَ الَّذينَ إِلى ما عِندَهُ سَبَقوا
وَالحَمدُ لِلَّهِ شُكراً لا نَفادَ لَهُ / الناسُ في غَفلَةٍ عَمّا لَهُ خُلِقوا
ما أَغفَلَ الناسَ عَن يَومِ اِبتِغائِهِمُ / وَيَومِ يُلجِمُهُم في المَوقِفِ العَرَقُ
وَالمَرءُ مِثلُ هِلالٍ حينَ تُبصِرُهُ
وَالمَرءُ مِثلُ هِلالٍ حينَ تُبصِرُهُ / يَبدو ضَعيفاً ضَئيلاً ثُمَّ يَتَّسِقُ
يَزدادُ حَتّى إِذا ما تَمَّ أَعقَبَهُ / كَرُّ الجَديدَينِ نَقصاً ثُمَّ يَنمَحِقُ
ما مِن صَديقٍ وَإِن تَمَّت مَوَدَّتُهُ
ما مِن صَديقٍ وَإِن تَمَّت مَوَدَّتُهُ / يَوماً بِأَبلَغَ في الحاجاتِ مِن طَبَقِ
إِذا تَعَمَّمَ بِالمِنديلِ مُنطَلِقاً / لَم يَخشَ نَبوَةَ بَوّابٍ وَلا غَلَقِ
لا تُكذَبَنَّ فَإِنَّ الناسَ مُذ خُلِقوا / عَن رَغبَةٍ يُعظِمونَ الناسَ أَو فَرقِ
أَمّا الفَعالَ فَفَوقَ النَجمِ مَطلَعُهُ / وَالقَولُ يوجَدُ مَطروحاً عَلى الطُرُقِ
وَقَهوَةٍ كَجَنِيِّ الوَردِ خالِصَةٍ
وَقَهوَةٍ كَجَنِيِّ الوَردِ خالِصَةٍ / قَد أَذهَبَ العِتقُ فيها الذامَ وَالرَنَقا
كَأَنَّ إِبريقَنا ظَبيٌ عَلى شَرَفٍ / قَد مَدَّ مِنهُ لِخَوفِ القانِصِ العُنُقا
يَسقيكَها أَحوَرُ العَينَينِ ذي صُدُعٍ / مُشَمَّرٌ بِمِزاجِ الراحِ قَد حَذِقا
ما البَدرُ أَحسَنُ مِنهُ حينَ تَنظُرُهُ / سُبحانَ رَبّي لَقَد سَوّاهُ إِذ خَلَقا
لا شَيءَ أَحسَنُ مِنهُ حينَ تُبصِرُهُ / كَأَنَّهُ مِن جِنانِ الخُلدِ قَد سُرِقا
ما زالَ يَمزُجُها طَوراً وَيَشرَبُها / طَوراً إِلى أَن رَأَيتُ السُكرَ قَد سَبَقا
ثُمَّ تَغَنّى وَقَد دارَت بِهامَتِهِ / فَما يَكادُ يُبينُ القَولَ إِذ نَطَقا
إِنَّ الخَليطَ أَجَدَّ البَينَ فَاِفتَرَقا / وَعُلِّقَ القَلبُ مِن أَسماءَ ما عَلَقا
لا الصَولَجانُ وَلا المَيدانُ يُعجِبُني
لا الصَولَجانُ وَلا المَيدانُ يُعجِبُني / وَلا أَحِنُّ إِلى صَوتِ البَواشيقِ
لَكِنَّما العَيشُ في اللَذّاتِ مُتَّكِئً / وَفي السَماعِ وَفي مَجِّ الأَباريقِ
وَمُستَطيلٍ عَلى الصَهباءِ باكِرَها
وَمُستَطيلٍ عَلى الصَهباءِ باكِرَها / بِفِتيَةٍ بِاصطِباحِ الراحِ حُذّاقِ
فَكُلُّ كَفٍّ رَآها ظَنَّها قَدَحاً / وَكُلُّ شَخصٍ رَآهُ ظَنَّهُ الساقي
حَتّى حَساها فَلَم يَلبَث وَما لَبَثَت / أَن خَرَّ مَيتاً صَريعاً ما لَهُ راقِ
لَمّا رَأَيتُ مَحَلَّ الشَمسِ في الأُفُقِ
لَمّا رَأَيتُ مَحَلَّ الشَمسِ في الأُفُقِ / وَضَوؤُها شامِلٌ لِلدورِ وَالطُرُقِ
صَيَّرتُها لِلَّتي أَحبَبتُها مَثَلاً / إِذ لا يَنالَهُما شَيءٌ مِنَ الحَدَقِ
فَلَو رَآها أَنوشُروانُ صَوَّرَها / فيما يَحوكُ مِنَ الديباجِ وَالسَرَقِ
وَقالَ لِابنَيهِ ضِنّا عِندَ بَيعَكُما / بِها قَليلاً لِتَزدادا مِنَ الوَرِقِ
نابَذتُ مَن بِاِصطِباري عَنكِ يَأمُرُني
نابَذتُ مَن بِاِصطِباري عَنكِ يَأمُرُني / لِأَنَّ مِثلَكِ روحي عَنهُ قَد ضاقا
ما يَرجِعُ الطَرفُ عَنها حينَ أُبصِرُها / حَتّى يَعودَ إِلَيها الطَرفُ مُشتاقا
رَكبٌ تَساقَوا عَلى الأَكوارِ بَينَهُمُ
رَكبٌ تَساقَوا عَلى الأَكوارِ بَينَهُمُ / كَأسَ الكَرى فَاِنتَشى المَسقِيُّ وَالساقي
كَأَنَّ أَرؤُسَهُم وَالنَومُ واضِعُها / عَلى المَناكِبِ لَم توصَل بِأَعناقِ
خاضوا إِلَيكُم بِحارَ اللَيلِ آوِنَةً / حَتّى أَناخوا إِلَيكُم فَلَّ أَشواقِ
مِن كُلِّ جائِلَةِ النِسعَينِ ضامِرَةٍ / مُشتاقَةٍ حَمَلَت عِبءً لِمُشتاقِ
وَالحُسنُ مِنكِ يَطوفُ العاشِقونَ بِهِ / فَأَنتِ مَوسِمُ رُوّادٍ وَعُشّاقِ
يا مَن يُوَجِّهُ أَلفاظي لِأَقبَحِها
يا مَن يُوَجِّهُ أَلفاظي لِأَقبَحِها / لِأَنَّهُ ساحِرُ العَينَينِ مَعشوقُ
لَو كانَ مَن قالَ ناراً أَحرَقَت فَمَهُ / لَما تَفَوَّهَ بِاِسمِ النارِ مَخلوقُ
هَل مُخطِئٌ حَتفَهُ عُفرٌ بِشاهِقَةٍ
هَل مُخطِئٌ حَتفَهُ عُفرٌ بِشاهِقَةٍ / رَعى بِأَخيافِها شَثّاً وَطُبّاقا
مُسَوَّرٌ مِن حَباءِ اللَهِ أَسوِرَةً / يَركَبنَ مِنها وَظيفَ القَينِ وَالساقا
أَو لَقوَةٍ أُمِّ اِنهيمَينِ في لُجُفٍ / شَبيهَتَيها شَفا خَطمٍ وَآماقا
مُهَبَّلٌ دينُها يَوماً إِذا قَلَبَت / إِلَيهِ مِن مُستَكَفِّ الجَوِّ حِملاقا
أَو ذو شِياهٍ أَغَنِّ الصَوتِ أَرَّقَهُ / وَبلٌ سَرى ماخِضَ الوَدقَينِ غَيداقا
حَتّى إِذا جَعَلَ الإِظلامُ يَعرِضُهُ / شَمائِلاً وَرَأى لِلصُبحِ إيلاقا
غَدا كَأَنَّ عَلَيهِ مِن قَواطِرِهِ / بِحَيثُ يَستَودِعُ الأَسرارَ أَخلاقا
أَو ذو نَحائِصَ أَشباهٍ إِذا نَسَقَت / مَناسِجاً وَثَنَت مَلطاً وَأَطباقا
شَتَونَ حَتّى إِذا ما صِفنَ ذَكَّرَها / مِن مَنهَلٍ مَورِداً فَاِشتَقنَ وَاِختاقا
يَؤُمُّ عَيناً بِها زَرقاءَ طامِيَةً / يَرى عَلَيها لُجَينَ الماءِ أَطراقا
زارَ الحَمامُ أَبا البَيداءِ مُختَرِماً / وَلَم يُغادِر لَهُ في الناسِ مِطراقا
وَيلُمِّهِ صِلُّ أَصلالٍ إِذا جَفَلوا / يَرَونَ كُلَّ مُعَيِّ القَولِ مِغلاقا
يا رُبَّ عَوراءَ ذي قُربى كَتَمتُ وَلَو / فَشَت لَأَلقَت عَلى الأَعناقِ أَطواقا
وَمِن قَوارِعَ قَد أَخرَستَ ناطِقَها / يَحمِلنَ مِن مُخطَفاتِ القَومِ أَوساقا
وَمِن قَلائِدَ قَد قَلَّدتَ باقِيَها / مِن أَهلِ فَنِّكَ أَجياداً وَأَعلاقا
فَقُلتُ لا حَصِراً بِما وَعَت أُذُنا / داعٍ وَلا نَدُساً لِلإِفكِ خَلّاقا
صِلٌّ إِذا ما رَآهُ القَومُ عامِدَهُم / أَزاحَ ناطِقَهُم صَمتاً وَإِطراقا
فَلَيسَ لِلعِلمِ في الأَقوامِ باقِيَةٌ / عاقَ العَواقي أَبا البَيداءِ فَاِنعاقا
إِلفانِ كانا لِهَذا الوَصلِ قَد خُلِقا
إِلفانِ كانا لِهَذا الوَصلِ قَد خُلِقا / داما عَلَيهِ وَدامَ الحُبُّ فَاِتَّفَقا
كانا كَغُصنَينِ في ساقٍ فَشانَهُما / رَيبُ الزَمانِ وَصَرفُ الدَهرِ فَاِنفَلَقا
وَاِصفَرَّ عودٌ لَها مِن بَعدِ خُضرَتِهِ / وَأَسقَطَ البَينُ عَن أَغصانِهِ الوَرَقا
باتَت عُيونُهُما لِلبَينِ ساهِرَةً / وَلِلفِراقِ وَلَولا البَينُ ما اِفتَرَقا
أحسنُ من رحلةِ الفراق
أحسنُ من رحلةِ الفراق / تحدو بها البينُ بانطلاقِ
ومن بكاءٍ على رسومٍ / جاهلةٍ بالتي تُلاقي
لِفُرقةِ البدرِ يوم ولى / فوق جُماليّةٍ عتاق
ليس لها بالمهبّ عهدٌ / ولا سبيل إلى التلاقِ
حماسيَ اللهوُ رُبَّ لهوٍ / يحلفُ بالسيفِ والنطاقِ
في حللٍ كالبهارِ صفر / مُددنَ طوعاً بكفّ ساق
فإنّ لي ماجِناً غويّاً / أغبرُ من حلّ بالعراقِ
مموّه الدين عسكرياً / يُعرفُ بالفُسقِ والنفاقِ
يُكتبُ في ميمهِ بلامٍ / يشفيهِ من لوعة الحِلاق
حتى إذا استنَّ من خلاقٍ / وآل في قبضة السياق
فزقّهُ لا بقرعِ سوط / ونوّخَ الرأسَ بالبصاقِ
فجادَ من طرفهِ بدمع / من غير شُفر ولا مآقي
فذاكَ بين الغواةِ أدرى / من دَلَجِ الليلِ بالرفاقِ
هُوَ الظَلامُ فَلا صُبحٌ وَلا شَفَقُ
هُوَ الظَلامُ فَلا صُبحٌ وَلا شَفَقُ / هَل يُطلِقُ اللَيلُ مِن طَرفي فَأَنطَلِقُ
راحَ بنُ رَوحٍ بِسوءِ اللَفظِ يَحشِمُني / وَالغَيظُ يَبرُقُ في عَينَيهِ وَالحَنَقُ
يَستَنشِدُ الضَيفَ وَالظَلماءَ حالِكَةٌ / وَقَد تَعَلَّمَ مِن أَخلاقِهِ الأُفُقُ
البائِتونَ قَريباً مِن دِيارِهِمِ / وَلَو يَشاؤونَ آبوا الحَيَّ أَو طَرَقوا
مَهلاً فَداري أَبا عَمروٍ إِذا طُلِبَت / أَرضُ الشَآمِ وَهَذي دارُكَ السَلَقُ
أَبَعدَ مَسرايَ إِن رُمتُ النُزولَ عَلى / حَيٍّ بِحَيثُ جِبالُ الثَلجِ تَأتَلِقُ
أَغرى بِكَ اللَومَ مَجموعاً وَمُفتَرِقاً / لُؤمَ جَديدٍ وَعِرضٌ دارِسٌ خَلَقُ
إِنَّ الحُلاقَ الَّذي أَنفَقتَهُ سَرَفاً / داءُ لَكُم مِن بَني عِمرانَ مُستَرَقُ
لا تَأخُذوا حَظَّ أَقوامٍ تَليقُ بِهِم / إِذا بَدَت مِنهُمُ الأَخلاقُ وَالخِلَقُ
القَومُ أَخبَثُ أَلفاظاً إِذا اِجتَمَعوا / مِنكُم وَأَمرَضُ أَلحاظاً إِذا اِفتَرَقوا
بُلهُ الأَكُفِّ وَفي أَفخاذِهِم كَرَمٌ / مَرضى الأُيورِ وَفي اِستِهِم شَبَقُ
يُشَبِّهونَ ظُهورَ الخَيلِ إِن رَكِبوا / فَيشاً فَسَيرُهُمُ التَقريبُ وَالعَنَقُ
جَفّوا مِنَ البُخلِ حَتّى لَو بَدا لَهُمُ / ضَوءُ السُها في سَوادِ اللَيلِ لَاِحتَرَقوا
لَو صافَحوا المُزنَ ما اِبتَلَّت أَكُفُّهُمُ / وَلَو يَخوضونَ بَحرَ الصينِ ما غَرِقوا
الباخِلونَ إِذا ما مازِنٌ بَذَلوا / وَالمُفحَمونَ إِذا ما راسِبٌ نَطَقوا
لَو قيلَ لِلأَزدِ ما قالوا وَما اِنتَحَلوا / مِن اِدِّعاءٍ إِلَيهِ قالَ ما صَدَقوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025