أَيَّ المَنازِلِ بَعدَ الحَيِّ تَعتَرِفُ
أَيَّ المَنازِلِ بَعدَ الحَيِّ تَعتَرِفُ / أَم ما صِباكَ وَقَد حُكِّمتَ مُطَّرَفُ
أَم ما بُكاؤُكَ في دارٍ عَهِدتَ بِها / عَهداً فَأَخلَفَ أَم في آيِها تَقِفُ
كَأَنَّها بَعدَ عَهدِ العاهِدينَ بِها / بَينَ الذَنوبِ وَحَزمَي واحِفٍ صُحُفُ
أَضحَت خَلاءً قِفاراً لا أَنيسَ بِها / إِلّا الجَوازِئَ وَالظِلمانَ تَختَلِفُ
وَقَفتُ فيها قَلوصي كَي تُجاوِبَني / أَو يُخبِرَ الرَسمُ عَنهُم أَيَّةً صَرَفوا
وَسَل نُمَيراً غَداةَ النَعفِ مِن شَطَبٍ / إِذ فُضَّتِ الخَيلُ مِن ثَهلانَ ما اِزدَهَفوا
لَمّا رَأَيتُم رِماحَ القَومِ حَطَّ بِكُم / إِلى مَرابِطِها المُقوَرَّةُ الخُنُفُ
إِذ يَتَّقي بِبَني بَدرٍ وَأَردَفَهُم / خَلفَ المَناطِقِ مِنّا عانِدٌ يَكِفُ
فَأَصبَحوا بَعدَ نُعماهُم بِمَبأَسَةٍ / وَالدَهرُ يَخدَعُ أَحياناً وَيَنصَرِفُ
تَبكي لَهُم أَعيُنٌ مِن شَجوِ غَيرِهِمُ / فَإِن بَكى مِنهُمُ باكٍ فَقَد لُهِفوا
أَمّا طُفَيلٌ فَنَجّاهُ أُخو ثِقَةٍ / مِن آلِ أَعوَجَ يَعدو وَهوَ مُشتَرِفُ
مُزَلَّمٌ كَصَليفِ القِدِّ أَخلَصَهُ / إِلى نَحيزَتِهِ المِضمارُ وَالعَلَفُ
وَاِسأَل تَميماً بِنا يَومَ الجِفارِ وَسَل / عَنّا بَني لَأمٍ إِذ وَلَّوا وَلَم يَقِفوا
لَمّا رَأَوا قَسطَلاً بِالقاع أَفزَعُهُم / وَأَبصَروا الخَيلَ شُعثاً كُلُّها يَجِفُ
شَوازِباً كَالقَنا قوداً أَضَرَّ بِها / شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ هُمُ خَلَفوا
أَباهُمُ ثُمَّ ما زالوا عَلى مُثُلٍ / لا يَنكُلونَ وَلا هُم في الوَغى كُشُفُ