القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : طَلائِع بن رُزِّيْك الكل
المجموع : 4
يا صاحبَّي بجرعاء الغوير قفا
يا صاحبَّي بجرعاء الغوير قفا / نجد لمن بان بالدمع الذي وكفا
ليست دموعاً من الأجفان سائلة / لكنها أنفس ذابت بهم أسفا
لعل ليل الأحاظي أن يبيح لنا / بدر الدجى قد تجلى هذه السدفا
حتى يعود بروض الأنس مرتعنا / ونستعيض من العيش الذي سلفا
كم ليلة بت والقلب العميد بها / مردد في سنا البرق الذي خطفا
بمهجتي بدر تمَّ لو بطلعته / ليلاً أشافه بدر التم لانكسفا
ما ضره إذ رأى مذعنه قد عطفا / لو انه رقَّ لي بالوصل ما انعطفا
في لحظة دنف أودى به جسدي / فصرت من فرط حبي أعشق الدنفا
إذا حكى الريم من أجفانه وطفا / حكى قضيب النقا من خصره هيفا
إذ فاتني من زمان الورد رونقه / ظللت من خده للورد مقتطفا
ظبى لقلبي وجيف عند رؤيته / وفي صراع ليوث الحرب ما رجفا
قالوا أتوا في لجاف غدره خلقٌ / لو أنصفوا عد ذاك الغدر منه وفا
يا جامد الدمع أقصر عن ملامة من / لو دمع عينيه جاد الأرض ما نزفا
ورب ورقاء في ليل تؤرقني / وهاتف في ذرى الأغصان قد هتفا
وقد علوت عليه بالملام له / إذ كيف تبكي على وجدان ما ألفا
وبان عذري أني لم أزل لعكو / ف البين فينا على الأشجان معتكفا
كما تبين حبي للوصي وصالها / بالشمس إن سامتت قطب السماء خفا
الانني كل يوم من محاسنه / أهدي إلى من توالى دينه تحفا
إن الولاء إذا حققته نِعمٌ / تمت لدي واحسان عليَّ صفا
لا يقصد الباطل المدحوض رتبته / بين البرية من للحق قد عرفا
فآل أحمد فاقوا الناس أجمعهم / كما يفوق ثمين الجوهر الصدفا
بذكرهم تتحلى كل سامعة / حياً حسبنا على أسماعنا شنفا
ماذا أقول أنا والواصفون لهم / وقد تعالوا على أوصاف من وصفا
لو استطعت ركبت الريح عاصفة / حتى أزور سريعاً سيد الخلفا
أناشد الغيث أن لا يستقل إلى / أن ترتوي أعظم قد حلت النجفا
هو الذخيرة لي عند الصراط إذا / أمسكت في الحشر من أسبابه طرفا
ولو إلى غيره أدعى وتجعل لي / ما في البسيطة لم أعلق به أنفا
ولو ذنوبي ملء الأرض قاطبة / تجاوز اللّه عنها لي به وعفا
يا آل طه سمعنا من محاسنكم / ما يسلك السمع منه روضة أنفا
أنتم يميني يوم البعث لا تذروا / سوى يميني أن أوتى بها الصحفا
أنتم طراز على الدنيا تجملها / يا أشرف الناس قد شرفتم الشرفا
لولاكم لم تكن دنيا ولا خلق الل / ه الجحيم ولا الجنات والغرفا
اني ابن رزيك لو أن الورى صدفوا / عنكم وخصص بالدنيا لما صدفا
لقد ضفا لكم ثوب الولاء على / طلائع فلربي الشكر حين ضفا
وقد صفا لي وردي في محبتكم / لكنه عن سواكم رغبة صدفا
دهري أشدد نبلي للطغاة فما / تخطى سهامي من أغراضهم هدفا
وأنتحي لمديحي فسل فاطمة / وأنتفي عن غبي للوصي نفا
أذكرهم الود إن صدوا وإن صدفوا
أذكرهم الود إن صدوا وإن صدفوا / إن الكرام إذا استعطفتهم عطفوا
آدابك الغر بحر ماله طرفُ
آدابك الغر بحر ماله طرفُ / في كل سمع بدا من حسنه طُرفُ
نقول لما أتانا ما بعثت به / هذا كتاب أتى أم روضة أنف
خط تنزهت الأزهار حين بدا / كأنه الدر عنه فتح الصدف
إن نظنه طرق الأسماع كان لها / وإن حوت عطلا من حلية شنف
رقت حواشي كلام أنت فاطمه / فيه فجاء كزهر الروض يقتطف
وردت بحر القوافي فاغترفت كما / قد حل يوماً بمد النيل مغترف
زهت على البدر نوراً إذ أتت بسواد / النقس يشبهه من خده كلف
قرطست رمياً وكالرامٍ بأسهمه / إذا تحقق منه يسلم الهدف
بناظر فاق غزو العد لا وشل / ولا ببرض إذا ما حل ينتزف
إذا تطلع فوق الأرض ذو أدب / فأنت منه على العيوق تشترف
وإن تعرى دعي من فضائله / فأنت مدرع منها وملتحف
إذا تخفى لفتح وجه قافية / فعن قوافيك شيلت دوننا السُجف
لأعين الناس نهب من محاسنها / كما القلوب تلاقيها فتختطف
إذا ذكرناك مجد الدين عاودنا / شوق تجدد منه الوجد والأسف
ورمن ما قد وجدناه لفرقتكم / يحيط بالقلب من أرجائه التلف
ولو عرفت الذي في القلب منك لما / ان كنت عنا على الأحوال تختلف
ولا عجيب إذا حاف الزمان على / حر وكل قضاياه بها جنف
فلا تكن جازعاً إن التجاوز عن / انفاقك الصبر في شرع الهوى سرف
فإن حصلت على الصبر احتويت على / الأجر الجزيل وفي احرازه شرف
يا من جفانا ولو قد شاء كان إلى / جنابنا دون أهل الأرض ينعطف
وحق من أمه وفد الحجيج ومن / ظلت إلى بيته الركبان تختلف
إنا لنوفي على حال العباد كسا / نوفي لمن ضمه في قربنا كنف
ونغفر الذنب ان رام المسيء بنا / عفواً ونستره في حين ينكشف
وإن جنى من رأى أنا نعاقبه / يردنا الصفح أو يعتاقنا الأنف
نعم ونحفظ عند الغيب صاحبنا / وليس يدركنا كبر ولا صلف
فما لإبعادنا يوم الوغى ميل / ولا لموعدنا يوم الندى خلف
فعندنا جنة تدنو الثمار بها / إذا دنا مجتن منها ومقتطف
هدى مصاحبنا ضوء النهار وكم / قد ضل من في ظلام الليل يعتسف
فمل الينا بآمال محققة / وكف غرب دموع لم تزل تكف
كفى اغتراباً فعجل بالاياب لنا / فمنك لا عوض يلقى ولا خلف
وقد أجبنا إلى ما أنت طالبه / فالآن كيف تروى فيه أو تقف
فرّينا فيك قد ضحى علانية / والجند قد عرفوا منه الذي عرفوا
وقدمت لك تمهيداتنا وبها / وحس الفلاة إذا ما روعت أنف
كأننا حين تجري ذكرة لكم / على اضطرام لهيب النار نعتكف
فإن يبالغ أُناس في الثناء على / أوصافكم قصروا في كل ما وصفوا
فخذ نظاماً على قدر الذي كتبت / يداك إذ عدد النظمين مؤتلف
عاومك البحر غمراً ليس تنتزف
عاومك البحر غمراً ليس تنتزف / أسماعنا لمعاني درها صدفُ
فإن يجد فلتة في الدهر ذو ادب / تجده من بحرك الزخار يغترف
تجيل فكرك في روض العقول فلا / نزال تختار ما تجني وتقتطف
بعثت منها هدياً في الورى جليت / فالحسن وقف عليها ليس ينصرف
عذراء تثبت فضل الواصفين لها / فقد تفادت جمالاً كل من يصف
بعثتها ديماً تروي بها عطش الصا / دي ومسكنها في سيرها الصحف
تروى القلوب بها بعد العيون فلا / قلب ولا عين الا وهو يرتشف
ألهت عن الحسن والاحسان أجمعه / إذا استبان بها عن غيرها أنف
حسناء تبرز في عرنينها شمم / من الجمال وفي أجفانها وطف
كأن أسماعنا لما أصخن لها / عجباً أتيح لها من حليها شنف
قد برهنت بالمعاني عن فؤاد شج / قد هاضه الأثقلان الهم والأسف
إن يبتسم غلطة في الدهر عاتبه / قلب مدامعه في صدره تكف
ورب صعب بدا من بعد شدته / لأضعف الناس حولاً وهو منعطف
وكم مصابٍ جنته فرقة فغدا / سحابه بنسيم القرب ينكشف
وكربة نزعت عنها ملابسها / والقلب منها بثوب الهم ملتحف
وحين تشرق أنوار الشموس فما / يضر ماضي ليال عمها السدف
أحوال ضرك مجد الدين واضحة / قد كان للدهر في توكيدها سرف
برق اليقين بدا منا اليك فما / يغر خلبه بل سحبه تكف
لا تخلف الوعد منا بالنجاح لمن / لنا بآماله في القصد يختلف
يقول حاسدنا والحق أنطقه / إذ شمسه لا كمثل الشمس تنكسف
أولاد رزيك لا فخر كفخرهم / حازوا المفاخر في الدنيا وهم نطف
وكم أراد الورى احصاء فضلهم / في المكرمات فما اسطاعوا ولا عرفوا
لكنهم أخذوا ما نستقل به / افهامهم وإلى حيث انتهوا وقفوا
تدنى الغنى من يدي رب المنى فلنا / به المطي إلى أوطانهم تجفُ
في غيرنا تخجل الامال إن قصدت / وما يخيب رجاء عندنا يقف
وقد قضى الله بي تأليف شملكم / وكان ظنكم أن ليس يأتلف
وقد أساء لكم دهر مضنى فإذا / شئتم من الدهر فاقنصوا أو انتصفوا
واقضوا ديون الهوى عن مدة سلفت / تشاكياً وعلى المستأنف استلفوا
وقد بدأنا وتممنا فهل أمل / يدعو وهل مدمع قد عاد ينذرف
نحن الزلال دفعنا غصة عرضت / لكم فلما عرضنا لم تكن تقف
وعندنا أهلكم كانوا لعيشهم / كأنهم عنك ما غابوا ولا انصرفوا
كم جهد ذي الهم أن يبقى تجلده / عليه والهم في استمراره التلف
لا نأسفن على فقدان غيرهم / ففي الملاوم قد جرت له عطف
قوم إذا ارتفعوا قدراً هووا همماً / فالمكرمات لعمري بينهم طرف
ولا نقل إن تذكرت البلاد أسىً / بأن قلبك بالأشواق يختطف
وإن دولتنا كنت الوحيد بها / فضلاً فكيف يرى منكم بها خلف
عليكم بدع الآداب قد وقفت / فما لها عنكم في الدهر منحرف
من ننشد عهد ذاك الاجتماع لنا / فقد أضاعته منكم نية قذف
هنيت أهلك مجد الدين فانتجع الا / تراح وانظر فإن الخير مؤتنف

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025