المجموع : 4
يا طالب الكيمياء علمي
يا طالب الكيمياء علمي / إكسيرك الخالص المصفَّى
ذب والْقِ منه عليك جزءاً / يصبغ في الحال منك ألفا
يحيلُ قزديرَكَ انقلاباً / بذهب عنك ليس يخفى
والعين فالغين تلك لكن / تركت وصفاً ونلت وصفا
إن القناعة في الدنيا هي الشرفُ
إن القناعة في الدنيا هي الشرفُ / وغيرها عندنا التبذير والسرفُ
وهي التدبر في القرآن تقرؤه / وفي حديث رسول الله تعترف
واجعل معاشك من خبز الشعير ومن / ماء وإن لم يكن عذباً فتغترف
وخرقة الصوف طول العمر تلبسها / مع صاحبٍ أو صحاب أنت تأتلف
دنيا الورى عندهم نصف الشعيرة لم / تعدل علت همم منهم فلا تقف
وهذه هذه تلك السعادة في / دنياك فاقنع بها بالعز تتصف
وبالفخار على كل الملوك أولي ال / تيجان ممن مضى في معشر سلفوا
كمثل كسرى أنوشروان من ملكت / يمينه الفرس يرعاها فتنتصف
وقيصر الروم والقوم الذين حووا / شرقاً وغرباً من الأرض التي عرفوا
وبعد ذلك فاشكر من حباك بها / رباً كريماً فتكفى عنده الكلف
ولا تعرِّج على مالٍ يكون ولا / جاه وكن رجلاً ما عنده أسف
فالكل فانٍ وكل الناس عن كثبٍ / هم التراب وأقوام هم الجيف
العين واحدة والحكم مختلفُ
العين واحدة والحكم مختلفُ / فمنه مفترق بل منه مؤتلفُ
هي الحوادث لا عين لها أبداً / قديمها درُّها والحادث الصدف
إياك تفهم من قولي الحلول بها / لأن قولي رموز صاغها السلف
وأنت تجهل علماً نحن نورده / من بحر حق عليه الناس ما وقفوا
فقف علينا وسلم بالأمور لنا / فإن عارفنا بالغيب معترف
الله أكبر لا شيء يشابهه / وكل حرف عن الإدراك منحرف
ظهورنا عنه بالتقدير من عدم / هو الظهور له في كل ما نصف
لأنه الغيب غيب الغيب من يره / ير الحوادث تبدو عنه لا تقف
كأنها البرق وهي الأمر لاح بها / يريده الله وهو الخلق منقذف
وأمره القدر المقدور آخره / ياء الحروف بدت والأول الألف
فانظره أنت ودع ما أنت ناظره / فإنه فعله والفعل منحذف
وكن له مظهراً لا عنه محتجباً / فإن شمس الضحى بالبدر تنكسف
بكل شيءٍ محيطٌ قال خالقنا / فافهم فبالفهم سر الغيب ينكشف
جل الإله وقد عزت مظاهره / يراه قلب عن الأغيار مختلف
فتضمحل رسوم الكائنات ولا / عقل هناك ولا حس فيغترف
ولا يراه سواه دائماً أبداً / والكل فان كما قد قال يا نطف
من كان من نطف الأقذار أولهم / ماذا يرون هنا والآخر الجيف
الله الله رب العالمين فمن / به رأه رأى الأكوان تنعطف
وزال عنه ضلال في بصيرته / وما بقى عنده حزن ولا أسف
هذا هو الرجل المرفوع جانبه / عند الإلَه وفي الدنيا له الشرف
الروح كالريح إن جازت شذا النطفِ
الروح كالريح إن جازت شذا النطفِ / تزكو وتخبث إن مرت على الجيفِ
وليس تحكم في جسم تكون له / إلا على مقتضى ما فيه فاعترف
وإنما هي من أمر الإله أتت / في خسة هي من جسم وفي شرف
فتارةً في شقاء منه قدَّره / ربي وطوراً بسعد غير منصرف
فالجأ إلى الله إن رمت النجاة بها / واسلك سبيل أولي التقوى ولا تقف