المجموع : 3
وَرَوْضَةٍ أُنُفٍ جاد الغمام لها
وَرَوْضَةٍ أُنُفٍ جاد الغمام لها / بدمعِه فكساها حُلَّةَ التَّرَفِ
يَحُفُّها باِقلاءٌ نَبْتُها خَضِلٌ / شهِيَّةُ المُجْتَنى مَعْشُوقة الهيفِ
تحكي قدودَ العذارَى البيض جاذَبها / أردافُها فانثنت من شِدة الصلفِ
باكَرْتُها بِنَدَامَى كلّهمْ فَهِمٌ / تراضَعوا دِرَّةَ الآدابِ والطُّرف
كأنّ ألفاظَهم ما بينهم تحفٌ / غريبةُ الحسن أو أحلى من التحف
أَدْنَفْتَني مذْ شَكَت ألحاظُك الدّنفا
أَدْنَفْتَني مذْ شَكَت ألحاظُك الدّنفا / وانقدّ خصرُك لِينا وانْثنى هَيَفَا
يا من حكَى الشمسَ وجْهاً والدّجى طُرَراً / وأشبَه الماء لِينا والهوا تَرَفا
ومن حكت مقلتاه الظَّبْيَ مُلْتَفتاً / وأشبهَ الغصنَ تليينا ومُنعَطَفا
كيف اقتضيتَ فؤاداً لم يبت قَنَصاً / وكيف كلَّفت قلباً لم يذب كَلَفا
دمِي دمٌ عَلَوِيّ لا يُطَلُّ فلا / تحاربِ المجد والآدابَ والشرفا
قُطْبُ الورى هاشمٌ فضلاً ومَعْلُوةً / نحن قطبُ أعالي هاشمٍ وكَفَى
آل النبيّ وأبناء الوصِيّ وإخ / وان النجِيّ وسادات الكرام وفا
خوّفتُه سلوتي فخافا
خوّفتُه سلوتي فخافا / وأنجز الوعد ثم وافَى
يقود مِن حسنِه جيوشاً / ساكنةً خيلُها الشغافا
يا حبّذا عَتْبُه مُدِلاّ / يَنْثر ألفاظَه الظِرافا
وقد لوى صُدْغَهُ دلالا / وهزّ ألحاظَه الضِعافا
كأنّما الكأسُ في يديه / من خدّه اسْتنبطت نطافا
حتى إذا مالت الثّريّا / تروم في المغرِبِ انصرافا
وخِلت أنّ الصباح بازا / وخِلت أن الدجى غُدافا
ألثمني خدّه شقِيقا / وعلّنِي ريقه سُلافا
ثم انثنى للجبِين سُكْرا / والسكر لا يُحْسِن الخلافا
فلَمْ أزل ألثم التّراقي / والخصرَ والأَنْمل اللطافا
اكتب في جِسمِهِ بخطِّي / نوناً وياءً لها وكافا
هذا على أنني قدِيماً / ما زِلت أستصحِب العفافا
فافتِك وتُب طاعة وغيَّاً / سافاً كذا مرة وسافَا
فلا تكن ناسكاً ثقيلاً / فكَمْ عَفا ربُّنا وعافى