تَزْدادُ مَنْعَاً إذا ما رُمْتُ إسعَافا
تَزْدادُ مَنْعَاً إذا ما رُمْتُ إسعَافا / وتُعلِنُ الظُّلمَ إنْ حاولتُ إنصافَا
غُصْنٌ يُحمِّلُني عِبءَ الهَوى فمَتى / ضَعُفْتُ عنه حَبتْني منه أَضعافا
ماذا عليها وقد خَفَّتْ رَكائِبُها / لو كان يأمَنُ منها الصَّبُّ ما خَافا
بل ما على السَّرْبِ إذ فاجاكَ لو عَطَفَتْ / ظِباؤُه لك أجياداً وأعطافا
أَقبَلْنَ يَكْسِرْنَ أَجفاناً مُفَتَّرَةً / إلى الصَّبابَةِ أو يَمدُدْنَ أَطرافا
تثنى مثقلة منها مخففة / كأنما قسمت قضباً وأخفافا
وربما عَنَّ ديباجُ الخُدودِ لنا / وقد كَساه وَشيكُ البَيْنِ أفْوافا
وأَومَضَتْ من خِلالِ السِّجْفِ بارِقَةٌ / أطاعَها مَطَرُ الأجفانِ تَذرافا
أيَّامَ يَحسُدُ عِطْفَيْهِ الحُسامُ إذا / ما هَزَّهُ وثَنَى عِطْفَيْه إرهافَا
حيَّا الكثيبَ ونادى الشَّوقَ من كَثَبٍ / فلم يُطِقْ لغُروبِ الدَّمْعِ إيقافا
وما خَفا البَرقُ إلا عادَ يُذكِرهُ / من الثَّنِيَّةِ أَجزاعاً وأخيافا
ألِيَّةٌ بالكَرى المَجفُوِّ تُبعِدُه / عنَّا الرَّكائِبُ إرقالاً وإيجافا
لقَد أبحتُ شريفَ القَولِ ذا حَسَبٍ / في الأزدِ مُوفٍ على العَلياء إشرافا
إلى ابنِ فَهْدٍ زَفَفْنا كلَّ آنسَةٍ / عذراءَ تُتحِفُهُ بالحَمْدِ إتحافا
جاءَتْه لا تتقاضى عندَه عِدَةً / أنَّى وقد أخذَتْ جَدواه أسلافا
أَلِفْنَ منه فِناءً ما حَلَلْنَ به / إلاّ وَجَدْنَ جِنانَ العَيْشِ ألفافا
أَغَرُّ يَكشِفُ عنَّا كلَّ نائبَةٍ / كالصُّبحِ ما زالَ للظَّلماءِ كَشَّافا
يَجري إلى الجُودِ يومَ الجُودِ مُبْتَسِماً / إذا البَخيلُ غدا للبُخلِ وَقَّافا
سامٍ إذا القومُ راموا نَيْلَ سُؤدُدِه / عَلا سُمُواً فحَطَّ القومَ إسفافا
إنْ خالفُوا المجدَ لم يَعْدِلْ مُخالفَةً / أو أخَلفُوا الوَعْدَ لم يُتْبِعْهُ إخلافا
دعا السَّماحَ شَقيقاً منه حينَ دعا / من المُلوكِ أَخلاَّءً وأحلافا
نَزورُ منه وِساعَ الجُودِ نُوسِعُه / حَمْداً ويُوسِعُنا بِرّاً وألطافا
يَفُلُّ عنَّا سِهامَ الخَطْبِ مُقتَدِراً / حتى يُعيدَ سِهامَ الخَطْبِ أهدافا
مَنْ ذا يُفاخِرُهُ إن عَدَّ مُفْتَخِراً / من سِرَّ يَعْرُبَ أمجاداً وأشرافا
عُلاً تَطيبُ بريَّاها مدائِحُنا / كالمِسْكِ تأخُذُ منه الرِّيحُ أعرافا
وشيمَةٌ إن رأَيْنا الجودَ مُقتصِداً / فيمَنْ سواه أرَتْنا الجُودَ إسرافا
وعَزمَةٌ لا تَزالُ الدَّهرَ نَجدَتَه / تَهُزُّ منها على الأَعداءِ أسيافا
إن وَفَّرَ السَّيفَ يومَ الرَّوْعِ تالِدُه / أعادَ تَوفيرَه بالبَذْلِ إتلافا
بَيْنا تراهُ عَطوفاً في مَكارِمِه / حتى تَراه على الأقرانِ عَطَّافا
يَمشي بِضَوْءِ الظُّبا في كلِّ مُعتَرَكٍ / مُدَّتْ عليه سُجوفُ النَّقْعِ أسدافا
أبا الفوارسِ لا زَالتْ مدائِحُنا / تَعتَدُّنا لكَ زوَّاراً وأضيافا
ما فَوَّقَ الدَّهرُ لي سَهْماً جَزِعْتُ له / إلاّ وَجَدتُكَ لي دِرْعاً وتِجفافا
جَاءَتْكَ معنىً وألفاظاً مُدَبَّجَةً / كأنَّها دُرَرٌ شَقَّقْنَ أصدافا
وافَتْ تُهنِّيكَ بالأجرِ الجزيلِ على / شَهْرِ الصِّيامِ وبالعيدِ الذي وافى