غَداً يُريني سناكَ أنّي
غَداً يُريني سناكَ أنّي / لَم أَرَهُ رَبِّيَ اللَطيفُ
فَجائِعي في الزَمانِ تَترى / وَهكَذا الماجِدُ الشَريفُ
فِراقُ أَهلٍ وَكَفّ طَرفٍ / وَغُربَةٌ وَردُها
فَقدُ الأَحِبّاءِ عيل فيهِ / مُصطَبِري إِنَّني أَلوفُ
فاظَ الَّذي كُنتُ أَرتَجي أَن / يَقوى بِهِ رُكني الضَعيفُ
فاضَت دُموعي عَلَيهِ وَجداً / وَما لها مُذ جَرَت وُقوفُ
فَقرٌ أَصابَ الغَنِيَّ فيهِ / فَلا تَليدٌ وَلا طَريفُ
فَرعٌ زَكا في سَماءِ مَجدٍ / فَلَم يَنَل طولهُ مُنيفُ
فَذٌّ وَلَو عاشَ لِاِنتِصاري / كانَ هُوَ الجَحفَلُ الكَثيفُ
فِهرُ المَعالي مَعي بَكتهُ / وَأسعدَت بِالبُكا ثَقيفُ
فَدَتهُ مِن مُخوِلٍ مُعِمٍّ / غَطارِفٌ كُلُّها حَنيفُ
فقالَ ريبُ المَنونِ كلّا / هَيهاتَ أَن يُؤمن المَخوفُ
فَيا قَتيلاً وَلَم تُصِبهُ / سُمرُ العَوالي وَلا السُيوفُ
فَلقاً بِلا ضربَةٍ وَلكِن / تَأتي بِما قُدِّرَ الحُتوفُ