المجموع : 6
نادَى حِمى المُلكِ حَسْبي عَزَّةً وكَفَى
نادَى حِمى المُلكِ حَسْبي عَزَّةً وكَفَى / إلى مَتَى وبماذا أطلُبُ الشَرَفا
عبدُ العزيزِ تَولاّني فكنُتُ بهِ / كصاعِدٍ دَرَجاً لمَّا انتَهَى وقَفا
قُلْ للذي يشتكي غَدْرَ الزَّمانِ بنا / مَهلاً ألسْتَ تَرَى كيفَ الزَّمانُ وَفَى
أفادَنا فوقَ ما ترجوهُ أنفُسُنا / حتى أقامَ علينا أفضلَ الخُلفَا
هل مِثلُ عبدِ العزيزِ اليومَ من مَلِكٍ / كلاّ ولا كانَ في الدَّهرِ الذي سَلفَا
شخصُ الكَمالِ كأنَّ اللهَ صَوَّرَهُ / من مَعدِنِ اللُّطفِ لا طِيناً ولا خَزَفا
أحيا الصَحابةَ عَدْلاً عَصرُ دَولتِهِ / كأنَّما فيهِ صُورُ البَعثِ قد هَتَفا
لو أمكَنَ البحرَ أنْ يُهدِيهِ جَوهَرهُ / لم يُبقِ في جَوفِهِ دُرّاً ولا صَدَفا
هذا الخليفةُ ظِلُّ اللهِ مُنبَسِطاً / في أرضِهِ لِعبادِ اللهِ مُكتَنِفا
عِنايةُ اللهِ ترعى مَجْدَ دولتِهِ / والسَّعدُ في بابِهِ المرفوعِ قد عَكَفا
الواسعُ المُلكِ قد عَمَّتْهُ رَحمتُهُ / فلم تَفُتْ وَسَطاً منهُ ولا طَرَفا
والثاقِبُ الفِكرِ لو كانت إنارتُهُ / في البدرِ ما مَسَّهُ نَقصٌ ولا خُسِفَا
في كَفِّهِ سيفُ عَدلٍ طالَ قائِمُهُ / في غِمْدِ حلمٍ بخَلْقِ اللهِ قد لَطفَا
فحيثما وَجَبَ الفَتْكُ الرَّهيبُ سَطا / وحيثما احتُمِلَ الصَّفحُ الجميلُ عَفا
يا من بهِ تُضرَبُ الأمثالُ في زَمَنٍ / قد طابَ فيهِ لنا كأسُ الهَنا وصَفا
لقد تَقدَّمتَ ما بينَ المُلوكِ كما / تُقَدِّمُ النَّاسُ بينَ الأحرُفِ الأَلِفَا
نَرُومُ وَصفَكَ في ما أنتَ حائزُهُ / فتغلِبُ الوَصفَ منّا والذي وَصَفا
فلا تَزَلْ غالباً باللهِ مُنتَصِراً / تُولِي الجميلَ وتَستولي الثَّنا خَلَفا
أَهدى الكريمُ إلى بيروتَ جَوهَرَةً
أَهدى الكريمُ إلى بيروتَ جَوهَرَةً / تَمَّ الجَمالُ بها والفخرُ والشَّرَفُ
قد أصبَحَتْ جَنَّةً قامتْ بها غُرَفٌ / مِن فوقِها قامَ في تأْريخها غُرَفُ
خيرُ الرِّثاءِ الذي بالقلبِ قد لَطَفا
خيرُ الرِّثاءِ الذي بالقلبِ قد لَطَفا / ما أخمَدَ الحُزنَ لا ما هيَّجَ الأسَفا
والمُبكياتُ تَضُرُّ الحيَّ مُزعجةً / لهُ ولا تنفعُ الميْتَ الذي انصَرَفا
يَحِقُّ أن تُندُبَ الأحياءَ نائحةٌ / فالموتُ للكلِ بالمرصادِ قد وقفا
ما بينَ حيٍّ ومَيْتٍ شُقَّةٌ قَصُرَت / وربَّما صارَ منها يبلغُ الطَّرَفا
أمَرُّ ما ذاقَ حيٌّ من مَصائبِهِ / فَقْدُ الحبيبِ الذي مَن ذاقَهُ عَرَفا
وأنفعُ العملِ المطلوبِ حينئذٍ / صبرٌ جميلٌ لجُرْحِ القلبِ فيهِ شَفا
اليومَ رَدَّت علينا مِصرُ ما أخذَت / بالأمسِ منَّا ولكنْ بعدَما تَلِفا
وديعةٌ عندَها كانت فما سَمحَت / بالدُّرِ منها ولكنْ ردَّت الصَّدَفا
يا قبرَ كاتبةٍ أحسِنْ كرامتَها / فإنَّها تستحِقُّ المجدَ والشَّرَفا
كانت لَدى أعينِ النُقَّادِ جوهرةً / نفيسةً فأتاها البينُ مُختطِفا
كانت وكانت فبانت غيرَ عائدةٍ / كأنَّها لم تكن في عابرٍ سَلَفا
أبلَى الثَّرى ذلكَ الوجهَ الصبيحَ وما / أبلَى ثَناها الذي يبقى لها خَلَفا
مَن صاحبَ الدَّهرَ لا يأمَنْ غوائِلَهُ / فالشَّمسُ كم كَسَفتْ والبدرُ كم خَسَفا
ومَن يَعِشْ ليسَ تَخلو عينُهُ أبداً / من مَنظَرٍ شَقَّ أو من مدَمعٍ ذَرَفا
يا أيُّها النَّاسُ هُبُّوا من رُقادِكُمُ / لِسَفرةٍ بوقُها بالكلِّ قد هَتَفا
يا ويلَ من سار في هذا الطَّريقِ بلا / زادٍ ويا ويلَ من وَسْطَ الطريقِ غَفَا
هامَ الجَهولُ بدُنياهُ الغَرورِ وقد / شابت وشابَ فزادتْ نفسُهُ شَغفَا
صَبابةٌ كلَّما أيامُهُ قَصُرتْ / طالتْ عليهِ وتَقوَى كلَّما ضَعُفا
ويلاهُ من جَوْرِ هذا البينِ كيفَ بَغَى / فما نرى أحَداً في حكمِهِ انتَصفا
يَرَى الفتى في دُجَى ليلٍ فيطلُبُهُ / ولا يَرَى في الضُّحى الشَّيخَ الذي دَلَفا
يختارُ أفضلَ شخصٍ أن يكونَ لهُ / صَيداً فيطوي إليهِ الأرضَ مُعتَسِفا
كأنَّهُ وَسْطَ بُستانٍ يدورُ بهِ / على الثِّمارِ فما يحلو لهُ قَطَفا
يا رحمةَ اللهِ جودي وامطُري كَرَماً / على ضَريحٍ بهِ غُصنٌ قد انقصَفا
وجاوري مَن بهِ حلَّت مُعانِقةً / ذاكَ القَوامَ كلامٍ عانَقتْ ألِفا
لَئِنْ تَكُن كَدَّرَتْ عيشَ الحزينِ فقد / نالت مَقاماً بهِ عيشُ النَّزيلِ صَفا
هذِهْ هي الغايةُ القُصَوى التِّي خُلِقَت / لها وذلك منها حَسبْهُا وكَفَى
جاءَ الصِّيامُ قريرَ العين مُبتَهجاً
جاءَ الصِّيامُ قريرَ العين مُبتَهجاً / بمَن تنالُ بهِ زَوَّارُهُ شَرَفا
ويشتَهي العيدُ من شوقٍ لرؤيتِهِ / لو يُجعَلَ الصَّومُ يوماً واحداً وكَفَى
هذا الوزيرُ الذي جلَّت مَهابَتُهُ / فَقِفْ لديهِ كمَنْ في الكعبْةِ اعتَكَفا
وقُلْ لهُ عِشتَ أعواماً على عَدَدِ السْ / سَاعات مِن شَهرِهِ بالعزِّ مُكْتَنَفا
وحيِّ بيروتَ بالبُشرَى فقد حَصَلتْ / على الذي مِنهُ كانت تشتَهي سَلَفا
يا طالما صَبَرتْ حتَّى أتى فَرَجٌ / إذ كلُّ أمرٍ على ميقاتهِ وَقَفا
أعطَى دِمَشْقَ نصيباً من إقامتِهِ / ومثلَ ذلكَ في بيروتَ فانتصَفا
كالشَّمسِ تَقسِمُ للأرضِ الزَّمانَ متَى / ما فارقَت طَرَفاً مِنها تَزُرْ طَرَفا
قد سابقَ العيدَ عِيدٌ عِندنا طَرِبتْ / بهِ نفوسٌ لها وِرْدُ الهناءِ صَفا
هذا تدومُ على الأيامِ بَهجتُهُ / لنا وهذا بيومٍ مرَّ وانصرَفا
هذا نِقولا الذي أجرَى الدُّموعَ دَماً
هذا نِقولا الذي أجرَى الدُّموعَ دَماً / بفَقْدِهِ وأطالَ النَّوحَ والأسَفَا
بالأمسِ كانتْ إلى أميونَ نِسبتُهُ / واليومَ صارت إلى أوج العُلَى شَرَفا
لمَّا قَضَى في سبيلِ اللهِ مُبتهِجاً / بنورِهِ وبثوبِ المجدِ مُلتحِفا
صاحتْ بهِ مُهجةُ الباكي مؤرِّخةً / افديكَ يا غصنَ بانٍ في الصِّبا انقصفا
يا نِعمةَ اللهِ زَخُّورُ احتَضنْتَ هنا
يا نِعمةَ اللهِ زَخُّورُ احتَضنْتَ هنا / مِتري الذي كُنتَ منهُ ترتجي خَلَفا
دعاكَ شوقٌ إليهِ فالتَحقتَ بهِ / مُستعجِلاً وعليهِ بِتَّ مُنعكِفا
غُصنٌ نضيرٌ نشا من أصل مَكرُمةٍ / قبلَ البلوغِ أتاهُ البينُ مُختَطِفا
في تُربةٍ قُلتُ لمَّا أرَّخوه بِها / يا ويحَ قلبي على غُصنٍ قد انقَصفَا