القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 6
نادَى حِمى المُلكِ حَسْبي عَزَّةً وكَفَى
نادَى حِمى المُلكِ حَسْبي عَزَّةً وكَفَى / إلى مَتَى وبماذا أطلُبُ الشَرَفا
عبدُ العزيزِ تَولاّني فكنُتُ بهِ / كصاعِدٍ دَرَجاً لمَّا انتَهَى وقَفا
قُلْ للذي يشتكي غَدْرَ الزَّمانِ بنا / مَهلاً ألسْتَ تَرَى كيفَ الزَّمانُ وَفَى
أفادَنا فوقَ ما ترجوهُ أنفُسُنا / حتى أقامَ علينا أفضلَ الخُلفَا
هل مِثلُ عبدِ العزيزِ اليومَ من مَلِكٍ / كلاّ ولا كانَ في الدَّهرِ الذي سَلفَا
شخصُ الكَمالِ كأنَّ اللهَ صَوَّرَهُ / من مَعدِنِ اللُّطفِ لا طِيناً ولا خَزَفا
أحيا الصَحابةَ عَدْلاً عَصرُ دَولتِهِ / كأنَّما فيهِ صُورُ البَعثِ قد هَتَفا
لو أمكَنَ البحرَ أنْ يُهدِيهِ جَوهَرهُ / لم يُبقِ في جَوفِهِ دُرّاً ولا صَدَفا
هذا الخليفةُ ظِلُّ اللهِ مُنبَسِطاً / في أرضِهِ لِعبادِ اللهِ مُكتَنِفا
عِنايةُ اللهِ ترعى مَجْدَ دولتِهِ / والسَّعدُ في بابِهِ المرفوعِ قد عَكَفا
الواسعُ المُلكِ قد عَمَّتْهُ رَحمتُهُ / فلم تَفُتْ وَسَطاً منهُ ولا طَرَفا
والثاقِبُ الفِكرِ لو كانت إنارتُهُ / في البدرِ ما مَسَّهُ نَقصٌ ولا خُسِفَا
في كَفِّهِ سيفُ عَدلٍ طالَ قائِمُهُ / في غِمْدِ حلمٍ بخَلْقِ اللهِ قد لَطفَا
فحيثما وَجَبَ الفَتْكُ الرَّهيبُ سَطا / وحيثما احتُمِلَ الصَّفحُ الجميلُ عَفا
يا من بهِ تُضرَبُ الأمثالُ في زَمَنٍ / قد طابَ فيهِ لنا كأسُ الهَنا وصَفا
لقد تَقدَّمتَ ما بينَ المُلوكِ كما / تُقَدِّمُ النَّاسُ بينَ الأحرُفِ الأَلِفَا
نَرُومُ وَصفَكَ في ما أنتَ حائزُهُ / فتغلِبُ الوَصفَ منّا والذي وَصَفا
فلا تَزَلْ غالباً باللهِ مُنتَصِراً / تُولِي الجميلَ وتَستولي الثَّنا خَلَفا
أَهدى الكريمُ إلى بيروتَ جَوهَرَةً
أَهدى الكريمُ إلى بيروتَ جَوهَرَةً / تَمَّ الجَمالُ بها والفخرُ والشَّرَفُ
قد أصبَحَتْ جَنَّةً قامتْ بها غُرَفٌ / مِن فوقِها قامَ في تأْريخها غُرَفُ
خيرُ الرِّثاءِ الذي بالقلبِ قد لَطَفا
خيرُ الرِّثاءِ الذي بالقلبِ قد لَطَفا / ما أخمَدَ الحُزنَ لا ما هيَّجَ الأسَفا
والمُبكياتُ تَضُرُّ الحيَّ مُزعجةً / لهُ ولا تنفعُ الميْتَ الذي انصَرَفا
يَحِقُّ أن تُندُبَ الأحياءَ نائحةٌ / فالموتُ للكلِ بالمرصادِ قد وقفا
ما بينَ حيٍّ ومَيْتٍ شُقَّةٌ قَصُرَت / وربَّما صارَ منها يبلغُ الطَّرَفا
أمَرُّ ما ذاقَ حيٌّ من مَصائبِهِ / فَقْدُ الحبيبِ الذي مَن ذاقَهُ عَرَفا
وأنفعُ العملِ المطلوبِ حينئذٍ / صبرٌ جميلٌ لجُرْحِ القلبِ فيهِ شَفا
اليومَ رَدَّت علينا مِصرُ ما أخذَت / بالأمسِ منَّا ولكنْ بعدَما تَلِفا
وديعةٌ عندَها كانت فما سَمحَت / بالدُّرِ منها ولكنْ ردَّت الصَّدَفا
يا قبرَ كاتبةٍ أحسِنْ كرامتَها / فإنَّها تستحِقُّ المجدَ والشَّرَفا
كانت لَدى أعينِ النُقَّادِ جوهرةً / نفيسةً فأتاها البينُ مُختطِفا
كانت وكانت فبانت غيرَ عائدةٍ / كأنَّها لم تكن في عابرٍ سَلَفا
أبلَى الثَّرى ذلكَ الوجهَ الصبيحَ وما / أبلَى ثَناها الذي يبقى لها خَلَفا
مَن صاحبَ الدَّهرَ لا يأمَنْ غوائِلَهُ / فالشَّمسُ كم كَسَفتْ والبدرُ كم خَسَفا
ومَن يَعِشْ ليسَ تَخلو عينُهُ أبداً / من مَنظَرٍ شَقَّ أو من مدَمعٍ ذَرَفا
يا أيُّها النَّاسُ هُبُّوا من رُقادِكُمُ / لِسَفرةٍ بوقُها بالكلِّ قد هَتَفا
يا ويلَ من سار في هذا الطَّريقِ بلا / زادٍ ويا ويلَ من وَسْطَ الطريقِ غَفَا
هامَ الجَهولُ بدُنياهُ الغَرورِ وقد / شابت وشابَ فزادتْ نفسُهُ شَغفَا
صَبابةٌ كلَّما أيامُهُ قَصُرتْ / طالتْ عليهِ وتَقوَى كلَّما ضَعُفا
ويلاهُ من جَوْرِ هذا البينِ كيفَ بَغَى / فما نرى أحَداً في حكمِهِ انتَصفا
يَرَى الفتى في دُجَى ليلٍ فيطلُبُهُ / ولا يَرَى في الضُّحى الشَّيخَ الذي دَلَفا
يختارُ أفضلَ شخصٍ أن يكونَ لهُ / صَيداً فيطوي إليهِ الأرضَ مُعتَسِفا
كأنَّهُ وَسْطَ بُستانٍ يدورُ بهِ / على الثِّمارِ فما يحلو لهُ قَطَفا
يا رحمةَ اللهِ جودي وامطُري كَرَماً / على ضَريحٍ بهِ غُصنٌ قد انقصَفا
وجاوري مَن بهِ حلَّت مُعانِقةً / ذاكَ القَوامَ كلامٍ عانَقتْ ألِفا
لَئِنْ تَكُن كَدَّرَتْ عيشَ الحزينِ فقد / نالت مَقاماً بهِ عيشُ النَّزيلِ صَفا
هذِهْ هي الغايةُ القُصَوى التِّي خُلِقَت / لها وذلك منها حَسبْهُا وكَفَى
جاءَ الصِّيامُ قريرَ العين مُبتَهجاً
جاءَ الصِّيامُ قريرَ العين مُبتَهجاً / بمَن تنالُ بهِ زَوَّارُهُ شَرَفا
ويشتَهي العيدُ من شوقٍ لرؤيتِهِ / لو يُجعَلَ الصَّومُ يوماً واحداً وكَفَى
هذا الوزيرُ الذي جلَّت مَهابَتُهُ / فَقِفْ لديهِ كمَنْ في الكعبْةِ اعتَكَفا
وقُلْ لهُ عِشتَ أعواماً على عَدَدِ السْ / سَاعات مِن شَهرِهِ بالعزِّ مُكْتَنَفا
وحيِّ بيروتَ بالبُشرَى فقد حَصَلتْ / على الذي مِنهُ كانت تشتَهي سَلَفا
يا طالما صَبَرتْ حتَّى أتى فَرَجٌ / إذ كلُّ أمرٍ على ميقاتهِ وَقَفا
أعطَى دِمَشْقَ نصيباً من إقامتِهِ / ومثلَ ذلكَ في بيروتَ فانتصَفا
كالشَّمسِ تَقسِمُ للأرضِ الزَّمانَ متَى / ما فارقَت طَرَفاً مِنها تَزُرْ طَرَفا
قد سابقَ العيدَ عِيدٌ عِندنا طَرِبتْ / بهِ نفوسٌ لها وِرْدُ الهناءِ صَفا
هذا تدومُ على الأيامِ بَهجتُهُ / لنا وهذا بيومٍ مرَّ وانصرَفا
هذا نِقولا الذي أجرَى الدُّموعَ دَماً
هذا نِقولا الذي أجرَى الدُّموعَ دَماً / بفَقْدِهِ وأطالَ النَّوحَ والأسَفَا
بالأمسِ كانتْ إلى أميونَ نِسبتُهُ / واليومَ صارت إلى أوج العُلَى شَرَفا
لمَّا قَضَى في سبيلِ اللهِ مُبتهِجاً / بنورِهِ وبثوبِ المجدِ مُلتحِفا
صاحتْ بهِ مُهجةُ الباكي مؤرِّخةً / افديكَ يا غصنَ بانٍ في الصِّبا انقصفا
يا نِعمةَ اللهِ زَخُّورُ احتَضنْتَ هنا
يا نِعمةَ اللهِ زَخُّورُ احتَضنْتَ هنا / مِتري الذي كُنتَ منهُ ترتجي خَلَفا
دعاكَ شوقٌ إليهِ فالتَحقتَ بهِ / مُستعجِلاً وعليهِ بِتَّ مُنعكِفا
غُصنٌ نضيرٌ نشا من أصل مَكرُمةٍ / قبلَ البلوغِ أتاهُ البينُ مُختَطِفا
في تُربةٍ قُلتُ لمَّا أرَّخوه بِها / يا ويحَ قلبي على غُصنٍ قد انقَصفَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025