المجموع : 4
لقد توقَّفت لو أنَّ الهوى وقفا
لقد توقَّفت لو أنَّ الهوى وقفا / وما كشفتُ الهوى لكن هو انكشفا
لم أشكُ حتى طغى شوقي على جلدي / وقال لي اختر الشكوى أو التلفا
فأحي إن شئتَ أو اقتل على ثقةٍ / وأنت تأتي الذي تأتيه معترِفا
لم لا أُخاطِر في بحر الهوى طمعاً / في درَّةٍ أُلبسَت من نعمةٍ صدفا
لا تسألنّي وسل جفنيك عن خبري / فقد ضعفتُ عن الشكوى كما ضعفا
وكيف أُنبيك عن جسمي ودقَّتِهِ / وأنت تهدي له من قدِّك القَصَفا
أرى هواي جليلاً في لطافته / كمثل جسمك فيما جلَّ أو لطفا
جسم تناهت به أشكالُ صنعته / فقد تفاوت فيه وصفُ من وصفا
تفرَّق الحسنُ في تأليفه فرقاً / فصار مفترقاً بالحسن مؤتلفا
مقسَّماً قسماً قد لانَ ثُمَّ دنا / بل دقَّ ثم علا بل رقَّ ثم صفا
إذا تهادى رأيتَ الموج مضطرباً / وإن تثنّى رأيتَ الغصن منعطفا
غصن إذا اهتزَّ تهتز القلوب له / مما يلين فلولا لينه انقصفا
يثنيه لينٌ وتعديل يقوِّمه / فحين يمشي يحاكي اللام والألفا
سبَى فؤادي بألفاظٍ يفصِّلُها / برقُ ابتسامٍ جرى للعقل مختطِفا
برقٌ رجوتُ به غيثاً زرعتُ له / بين الحشا طمعاً قد صار لي أسفا
فأسقِ روض الهوى غيثَ المنى فعسى / أن نجتني ثمراً للوصل أو طُرَفا
مَلِّكنيَ الوصلَ يوماً إذ بذا رمقي / وملِّكنّي قدوداً تُشبه الألفا
حويت حسناً وعقلاً إن ترد لهما / صيانةً فتوقَّ العُجب والصَّلفا
حزتَ الجمال فإن رمتَ الكمال فلا / تستعمل الغدرَ في عهد ولا خُلُفا
أحسِن أبا حسنٍ إن المحبَّ إذا / وافى الحبيبَ له عند الضَّمانِ وفى
تقمَّص العيش بين الدَّل والترَفِ
تقمَّص العيش بين الدَّل والترَفِ / لا يرفع الطرفَ من تيهٍ ومن صَلَفِ
تبدو معانيه من أثوابه فيُرى / صفواً من الدرِّ إذ يبدو من الصدفِ
إن قلتُ يا أسَفي لا تنكروا فأنا / أدري على أيِّ شَيءٍ قلتُ يا أسفي
إن نلتُه فزتُ بالدنيا ولذَّتِها / وإن تلفتُ فمعذور على تلفي
أهل الهوى مَن إذا ما استُعطِفوا عطفوا
أهل الهوى مَن إذا ما استُعطِفوا عطفوا / والحُرُّ يُغضي ويعفو وهو مُعتَرِفُ
والصُّلح خيرٌ وفي الإغضاء مكرمةٌ / وفي الوفاء لأخلاق الفتى شَرَفُ
والعفو بعد اقتدارٍ فِعلُه شَرَفٌ / والهجر بعد اعتذارٍ فِعلُه سَرَفُ
وقد تصدَّق عذري في مصالحكم / فلا يُصَدَّق تبليغٌ ولا قَرَفُ
عاقب بما شئتَ غير الهجر نَرضَ به / فالهجر فيه لإخوان الهوى تَلَفُ
أين التفضُّل والإحسان أينهما / وأنت في ذا وهذا فوق ما نصفُ
حسب الأنام من الأيام ما عرفوا
حسب الأنام من الأيام ما عرفوا / قد وَقَّفتهم صروف الدهر لو وقفوا
هم عاكفون على الدنيا وزخرفها / والموتُ في مرصد الأعمار معتكفُ
هم غافلون وما الآجال غافلةٌ / ومطمئنون والأرواحُ تُختَطَفُ
ألهاهُمُ رشفُهم ماءَ المُنَى ونسوا / أن الزمان لماء العمر مُرتَشِف
فمَن تَعَجَّل مسلوبٌ ومُختَرَمٌ / ومَن تأخَّرَ فالإيهانُ والخَرَفُ
فأيُّ هذين محسود ومغتَبَطٌ / مَن عاجلَ الموتُ أو مَن ذا له خَلَفُ