المجموع : 9
لا تَعتبَنَّ ولا تخدَعْكَ بارِقَةٌ
لا تَعتبَنَّ ولا تخدَعْكَ بارِقَةٌ / من ذي خِداعٍ يُري بِشْراً وإلطافا
فلو فَليتَ جميعَ النَّاسِ قاطِبةٌ / وسِرتَ في الأرضِ أوساطاً وأطرافا
لم تُلف مِنها صديقاً صادقاً أبداً / ولا أخاً يبذُلُ الإنصافَ إنْ صافي
إنَّ الوزيرَ أبي عُسري فأورَدَني
إنَّ الوزيرَ أبي عُسري فأورَدَني / مِن بَعدِ مطْلٍ طويل مُتعبٍ نَطَفا
أجرى برسمي عشرينيةً أمَما / وسامَني مع عُسري نِيَّةً قذَفَا
لا تُنكِرَنَّ إذا أَهدَيْتُ نحوَكَ مِن
لا تُنكِرَنَّ إذا أَهدَيْتُ نحوَكَ مِن / علومِكَ الغُرَّ أو آدابِك النُّتَفا
فَقَيِّمُ الباغِ قد يُهدي لمالِكِه / برَسمِ خِدمَتِهِ من باغِهِ التُّحَفا
قلْ لِلّذي خَصَّ بالحُسنى أبا حَسَن
قلْ لِلّذي خَصَّ بالحُسنى أبا حَسَن / واختارَه حينَ وَلاَّهُ وكَّلفَهُ
مااختَرْتَ إلاّ مَهيناً عاجِزاً صَلِفاً / إنْ حالَ في أمرِهِ خَلْقٌ فَكَلَّ فَهو
يا مَنْ يلومُ على ضَنِّي بخُلُّتِهِ
يا مَنْ يلومُ على ضَنِّي بخُلُّتِهِ / حَسبي مِنَ الدَّهرِ خِلٌّ مِثلُهُ وكَفى
خِلٌّ ظريفٌ أديبٌ لا نظيرَ لَهُ / إنِّي أخافُ على وُدِّي لَهُ وَكَفا
تنازَعَ النّاسُ في الصُّوفيِّ واختلَفوا
تنازَعَ النّاسُ في الصُّوفيِّ واختلَفوا / قِدْماً وظَنُّوهُ مُشتَقاً مِنَ الصُّوفِ
ولستُ أمنحُ هذا الاسمَ غيرَ فتىً / صافي فصوفِيَ حتَّى لُقَّبَ الصُّوفي
كأنَّني فَرَسُ الشطرنجِليسَ لهُ
كأنَّني فَرَسُ الشطرنجِليسَ لهُ / في ظِلِّ رابِطهِ ماءٌ ولا عَلَفُ
مَنْ كانَ يَبغي عُلُوَّ الذِّكْرِ والشَّرَفا
مَنْ كانَ يَبغي عُلُوَّ الذِّكْرِ والشَّرَفا / أو يَبتغي عَطْفَ دَهْرِ قد نَبا وَجفا
أو كانَ يأمَلُ عِندَ اللهِ منزِلَةً / تُنيلُهُ قُرَبَ الأبرارِ والزَّلَفا
أو كان يطلُبُ ديناً يستقيمُ بهِ / ولا يرى عِوَجاً فيهِ ولا جَنَفا
أو كانَ ينشدُ ممَّا فاتَهُ خَلَفاً / فلْيَخدم المَلِكَ العَدْلَ الرَّضِيَّ خَلَفا
الوارِثَ العَدْلَ والعَلْياءَ من سَلَفٍ / حَثَوا بعَليائِهِمْ في وَجهِ مَنْ سَلَفا
المُؤثِرَ القَصْدِ في أنحاءِ سؤدُدِهِ / فإنْ أرادَ عَطاءَ آثَرَ السَّرَفا
إذا التوى عُنُقٌ ولَّى حكومَتَهُ / سيفاً إذا ما اقتضى حَقَّاً لهُ انتَصَفا
وإن بدا كَلَفٌ في وجهِ مكرُمَةٍ / جلا بلا كُلَفٍ عَن وَجهِهِ الكَلَفا
رضاهُ يصرفُ عمَّنْ يستجيرُ بهِ / صَرفَ الزَّمانِ إذا ما نابُهُ صَرَفا
إذا اقشَعرَّ زَمانٌ من جُدوبَتهِ / أغنى الورى وكفى جودٌ له وَكَفا
بسخطِه يدَعُ الأفلاكَ خائفَةً / والشَّمسَ حائرَةً والبَدْرَ مُنْكَسِفا
يرى التَّوقُّفَفي يَومَيْ وغى ونَدى / وَصْماً فإنْ عنَّ رأيٌ مُشكِلٌ وَقَفا
لله نَصْلٌ ضئيلٌ في أنامِلِهِ / أعادَ حَظِّي سَميناً بَعدَ ما نَحفا
يهينُ أموالَهُ كي يَستفيدَ بِها / عِزَّاً يُؤَثِّلُ في أعقابِهِ الشَّرفا
والمَرءُ لِلَّومِ في أحوالِهش هَدَفٌ / إنْ لم يكُنْ مالُهُ مِن دُونِهِ هَدَفا
لا يلحقُ الواصِفُ المطريُّ معانيَهُ / وإن يكُنْ سابِقاً في كُلِّ ما وَصَفا
لا غَرْوَ أنْ لم نَجِدْ في الدَّهرِ مُختَرِفاً
لا غَرْوَ أنْ لم نَجِدْ في الدَّهرِ مُختَرِفاً / فقد أتيْناهُ بعدَ الشَّيْبِ والخَرَفِ