القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 8
ألبستُه خرقةَ التصوُّفِ
ألبستُه خرقةَ التصوُّفِ / وما له نحوها تشوُّف
لعلمه بالذي يراه / من أدبِ الوقت والتظرُّفِ
ألبستَه بعدَما تعالى / عن رُتبة الأخذ والتعطُّف
وحَصَلَ الكونُ في حماه / وأحكم العلم والتصرُّفِ
فمثلُ هذا ألبست ثوبي / إذ كان ثوباً على التعرُّف
يا أيها المؤمنون أوفوا
يا أيها المؤمنون أوفوا / فإنكم في الذراع وقفُ
زينتمُ إذ كتبتوه / لذاك أنتم عليه وقف
إنْ كان في قلبكم سواكم / فهو لما يحتويه ظَرف
والحق بي قد أشار نحوي / فقلتُ ماذا فقال لطف
مني بمن كان لي جليساً / فيه معان وفيه ظرف
ما كنتُ أجني عليَّ إلا / حتى ترى العينُ كيف تغفو
فإنه سيِّدٌ كريمٌ / لذاك نفسي إليه تهفو
لما تألفتِ الأشياء بالألف
لما تألفتِ الأشياء بالألف / أعطاك صورته في كل مؤتلف
فأحرفُ الرقم والألفاظ دائرة / ما بين مؤتلفٍ منها ومختلف
وإنْ تمادتْ إلى ما لا انقضاء له / فإنَّ مَرجع عقباها على الألف
لولا تألُفُها وسِرُّ حكمتِه / لم تدرِ أمراً و لانهياً فقفْ وخفْ
وفي أوامره إن كنت ذا بصر / سِرٌ عجيبٌ ولكن غير منكشفْ
لا يأمر الله بالفحشا وقال لمن / عصاه وعداً له فاركضْ ولا تقفْ
وليس يبدو الذي قلناه من عجبٍ / في أمر امرهمُ إلاّ المعترف
يا رحمةً وسعتْ كلَّ الوجودِ فما / يشذُّ عنها وجودٌ فاعتبر وقِف
ولا يرى الله في شيء يعنُّ له / مما له عنَّ إلاّ صاحبُ الغرف
أو من يجود إذا أثرى بنعمته / أو من يكون من الرحمن في كنف
لذا أقام له عذراً بما صدرت / أوامر منه في القربى وفي الزلَف
من عزَّ ذلَّ إذا طالَ الزمانُ به
من عزَّ ذلَّ إذا طالَ الزمانُ به / وآيةُ الدهر تقليبٌ وتصريفُ
ميزانه ما له عدلٌ يشاهده / وإنما هو نقصانٌ وتطفيف
فليس يفرح شخصٌ باستقامته / إلا ومن حينه يأتيه تحريف
إن الجبالَ وإنْ أصبحن جامدةً
إن الجبالَ وإنْ أصبحن جامدةً / فإنها عند أهل الكشفِ كالصُّوفِ
أو كالبيته أجزاء مفرقة / في كلِّ وجهٍ عن التحقيقِ مصروفِ
كما أتتْ في كتابِ الله صورتُه / وزناً صحيحاً لنا من غير تطفيف
ينزه الأمر عن وضعٍ وعن صفةٍ / وعن مثالٍ وعن كمٍ وتكييف
أما الذي ثقلتْ منا موازِنه / بالخير في منزلٍ بالبرِّ معروف
وثم هذا الذي خفَّت موازِنُه / بالشرِّ في منزل بالدَّخ مسقوف
وثم وزنٌ صحيحٌ أنت صنجته / جاءتْ إليَّ به رسلٌ بتعريف
لا تندَمنَّ على خيرٍ تجودُ به
لا تندَمنَّ على خيرٍ تجودُ به / وإن أغاظك من تعطيه واقترفا
فالله يرزقُ من يعطيه نعمته / سواء أنكرها كفراً أو اعترافا
الله أعظم أن يدري فيعتقدا
الله أعظم أن يدري فيعتقدا / مقيداً وهو بالإطلاقِ معروفُ
وهو الذي تدرك الأبصار في صور / مشهودة فهو للأبصار مكشوفُ
فهو المقَّيد والمحدودُ من صورٍ / وهو الذي هو بالتنزيه موصوف
لذاك نعلمه لذاك نجهله / فالعجزُ في علمه عليه موقوف
إن قلت ذا قال حكمُ العقلِ ليس كذا / فلا تقل ليس إن الأمر مصروف
وقل بليس فإنَّ الله قال بها / في آية وهو قول فيه تعريف
وقل بليس ولكن في أماكنها / على الذي قاله ما فيه تحريف
في عين تنزيهه عين مسبهةٌ / والكل حقٌّ فإن الأمر تصريف
ما الحق خلق فيدريه خليقته / ولا الخلائق حقٌ فيه تكييف
إني وزنت ُ لكم أعلامَ خالقكم / وزناً وما فيه خسرانٌ وتطفيفُ
إني نظمته لكم ما قال خالقكم / والنظم تدريه موزون ومرصوف
إني بنيتُ علمي باسلافي
إني بنيتُ علمي باسلافي / ومن صحبت من أشيخي وآلافي
فما أصلّي بهم إلا قرأت لهم / من القرآن لما فيه لأيلافِ
فالا فانَّ الذي في العبد من صفة / عين الحبيبِ فهذا عين إنصافِ
نفسي تنازعني إذا أطهرها / والخف في قدمي من نزع أخفافي
وكيف أنزعها وقد لبستهما / على طهارةِ أقدامي بأوصافي
إن اتصافي بنعت الحقِّ بعدني / منه وقربني بنعتِ أسلافي
عجز وفقر إلى ربي ومسكنة / إلى سؤالٍ بإلحاح وإلحاف
إلى رفيق لطيف مشفق حذر / وما أنا بالعتل الجمعص الجافي
إلى ذكرت الذي عليه معتمدي / سبحانه كنت فيه المثبت النافي
فالنفي تنزيهه عن كلِّ حادثة / من الصفات التي فيهنّ إتلافي
ولست أثبت للرحمن من صفة / إلا التي قالها في قوله الكافي
لله ميزانُ عدل في خليقته / فإن وزنت فإني الرجحُ الوافي
أنا مريضٌ ودائي ليس يعرفه / إلا العليم بحالي الراحم الشافي
إن التستر بالعاداتِ من خلقي / فما أنا علمٌ كبشرٍ الحافي
إنَّ التخلقَ بالأسماء يظهر ما / يكون حليته بالمشهد الخافي
العبد يرسب يبغي أصلَ نشأته / والغيرُ متصفٌ بالمدعي الطافي
ثوبي قصير كما جاء الخطاب به / وثوبُ ديني ثوبٌ ذيله ضافي
مياه أهل الدعاوى غير رائقة / وماء مثلي ذاك الرائق الصافي
ديار أهل القوى في الخلق عامرة / ودار أهل المعالي رسمها عافي
يجود عند سؤالي كل مكرمة / ربي عليَّ بإنعام وإسعافِ
لقد علمتُ بأنَّ الله ذو كرم / وأن فينا له خفيَّ ألطافِ
أثنيت بالجودِ عن فقر وعن ضرر / على الإله فجازاني بإسعافي
كما وردٍ إذا الداريّ يمرجه / بما يطيبه من ماءِ خلاف
فبالأكفِّ جيادُ الخيل إن سبقتْ / نمسِ منها بأجيادٍ وأعرافِ
لا تفرحن باستواءِ الكفين إذا / أعمالكم وزنت من أجل أعراف
وأكثر الذكر للرحمن في ملأ / من الملائك سادات وأشرف
واحذر قبولك رفداً قد أتيت به / عن التشوُّق منكم أو عن إسرافِ
إن الغريبَ مصون في تقلبه / كلؤلؤِ صينَ في أجوافِ أصداف
إنَّ الكريمَ تولاه بجائزةٍ / تترى عليه وإنعامٌ وإرداف
لو جاء من أسهم البلوى على حذرٍ / من المصابِ لجاءته بآلافِ
إنَّ العبيد أولي الألباب قد نصبوا / لرمي أسهمٍ بلواه كاهدافِ
الله عاصمهم من كلِّ نازلةٍ / بما يجن من ألطاف وأعطافِ
من عند ربٍّ خفيّ بي ومكتنفٍ / وعاصمٍ بالذي يسدي وعطاف
من الجميلِ الذي ما زال يرفده / بمثله ليعمّ الخير أكنافي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025