المجموع : 3
يا أيّها النجف الأعلى لك الشرفُ
يا أيّها النجف الأعلى لك الشرفُ / ضمنت خير الورى يا أيها النجف
فيك الإِمام أمير المؤمنين ثوى / فالدرُّ فيك وما في غيرك الصدف
ما ضَرَّكُم لو حملتم ما يبثكمو / صَبٌّ غريب كئيب هائم دنف
ساقي الطلا وقف الإبريق أم وكفا
ساقي الطلا وقف الإبريق أم وكفا / حسبي بريق حبيبي خمرة وكفى
أهلاً ببدر جلا شمس الضحى فحلا / بُرد الهنا وضفا والوقت منه صفا
وأكمل الأنس لي لما بدا قمراً / وكان ألزمني النقصان والكلفا
رأى اصفراري وما ألقى به فدرى / بعلَّتي فسقاني ريقه فشفى
ورديُّ خدٍّ به ماء الجمال جرى / فكل لحظ رآه حائراً وقفا
أباح لي روض خديه ورخَّصني / أن أغتدي بفمي للورد مقتطفا
فكاد يشبهني الصديان عنَّ له / وِردٌ فمدَّ إليه الكف مغترفا
رواية السحر عن عينيه ثابتة / وإن يكن خبراً يروى عن الضعفا
ما ضَرَّ مسكيَّ خال فوق مرشفه / أن لا يذوق سواه قطّ مرتشفا
لقد تجمعت الأهواء واتفقت / عليك يا من جمعت الحسن مختلفا
بحاجب لك مثل النون ذي عوجٍ / وقامة في اعتدال تشبه الألفا
وكاد يحكيك جيد الريم ملتفتاً / والبدر مكتملاً والغصن منعطفا
كيف السلامة من قدٍّ ومن مقل / قد أودعا قاتليَّ الغنج والهيفا
أقام بينهما قلبي على ثقة / بأنّه غير مضمون إذا تلفا
من لي بأغيد غضِّ الجسم مترفه / إذا انثنى غمرت أثوابه ترفا
سألته أن يفي وعدي فأخلفه / لو كنت أسأله ترك الوفا لوفى
طوراً يرق لأشجاني فيمنحني / وصلاً وطوراً يريني قسوة وجفا
لا يستقيم على حال فأعرفه / كالدهر ما زال في الحالات مختلفا
كم أسلف الدهر ذنباً ثم أعقبه / من عرس جعفر ما يمحو الذي سلفا
حوى المفاخر في عدل ومعرفة / فلم يكن عن طريق الحق منصرفا
وكيف يقصر عن مجد ووالده / بحر العلوم ومن لُجيِّه اغترفا
محمد عرف الحق المبين به / نعم ولولا اتباع الحق ما عرفا
من كان في الصحف الأولى مدائحه / لم يكف في مدحه أن أملأ الصحفا
تفني بوصفك ألفاظ الثنا وأرى / في كنه ذاتك معنى بعدما وصفا
والعذر عندك مقبول وها أناذا / عن الثنا جئت بالتقصير معترفا
لا زال بيتك للاجي به حرماً / وللوفود مدى الأيام مُعتَكَفَا
ودام كهفك بين الناس متفقاً / على حماه وللأملاك مُختَلَفَا
ودمت للشرف الوضاح تحرسه / والدين ترفع من بنيانه الشرفا
بعرس جعفر والعباس دام لكم / نيل المنى والهنا والبشر مؤتلفا
لو كنت أعلم أن الحب أوله
لو كنت أعلم أن الحب أوله / حلو وآخره يفضي إلى التلف
لما بعثت الى قلبي هوى أحد / حتى إذا غاب عنّي متُّ من أسفي