المجموع : 3
أنعم ببيروت اجراعاً واودية
أنعم ببيروت اجراعاً واودية / وحي بيروت احياء واخيافا
اذا تنفَّس مشتاقاً باربعها / اعاد مرتبع الحيين مصطافا
او استفزّ قطيع الرمل ذئب غضاً / بالقلب اوقف نضو الشوق ايقافا
يبسمن عن لؤلؤ ما ضمَّه صدف / ولؤلؤ الثغر لا يحتاج اصدافا
اذا الفن وعرّضن العوارض لي / الفيت جنات خلد الحسن الفافا
من كل صامتة الحجلين تفصح عن / نطق الوشاحين اشباعا واخطافا
اذا مشت لك ريثاً او على عجل / تقسَّمت لك قضبانا واحقانا
او كلفت في التكفي خطو مشيتها / تهزهز الأسل الخطي اعطافا
تهزُّ من طرفيها او موسطها / والغصن ما اهتز اوساطا واطرافا
لطفٌ من اللَه مقسوم يضاعفه / لمن يشاء وزاد اللَه الطافا
ممكورة رودة بيض سوالفها / ميل المعاطف ملء الدرع اردافا
يخيّل الوهم لي في العين موقفها / حتى اخال امير الحسن قد وافى
اذا تعذر ركب السفر عن صدر / اتبعته نفس المصدور الهافا
اقول للمعجل الحادي يلفُّ به / مهابط الغور خذ بالنجد اشرافا
حسبي نزعت رداء الاسر عن كتفي / وملت للآسر الفكاك اكتافا
يأوي بي المجد والعليا الى علم / موطد المجد والعلياء أكتافا
تلقاه في ساعتي يوميه من زمن / خوفا لدى الأمن او امناً لمن خافا
ان اخلف المزن او جفَّت ضروع حياً / كفى بكفيه الموسمي اخلافا
يلقى الخميسين في باسين مشتملا / بالسيف منصلتاً والرمح رعَّافا
يا ابن العرانين من آناف هاشمها / والجادعين من الاقوام آنافا
والمرتقين وقد حلُّوا السما غرفا / والعاقدين باعلى النجم اعرافا
انت الذي قد اذل المال طارفه / وعزَّ في الدهر انداداً واحلافا
المسرف الذهب الابريز ظالمه / والمتلف النشب المظلوم اتلافا
ان قيل اسرف في جدواه زاد على / جدواه في الجود والمعروف اسرافا
غير ان يهتف بالاضياف حيهلا / حتى يضيف الى الاضياف اضيافا
كم ملحفٍ رام من جدواك فرصته / لم يثن جودك بالتعفيف الحافا
وواصفٍ لك بالتطويل قلت له / اقصر بوصفك من قد عزَّ اوصافا
جرى النجيب على مجرى الاولى سلفوا / طلق العنان ويقفو الفرع اسلافا
هو الهجان المجلي في السباق اذا / طاح الهجين بتالي الخيل مقرافا
عبّا من العلم بحراً جاش غاربه / مغلولبا بنفيس الدرّ قذافا
يغور اما على معنى ليورده / بكراً واما لورد اللفظ قطّافا
يا حيّ لي بمغاني عامل فئة / عواملا تعمل الأقلام اسيافا
صفحت عنهم وقد جرَّبتهم قضباً / قد ارهفت من صفيح الهند ارهافا
اخوان صدق اذا اهتز والمكرمة / اروك ضرب قداح الجود اصنافا
كم فيهم من نسيب لي وددت بأن / لو قد نزعت له الحوبا وان عافا
ذكرت الفتهم ايام قربهم / وهل نسيتهم في البعد الافا
اشتاق للجبل العالي المنيف بهم / شوقاً يضاف بالاشواق اضعافا
لو استطعت تركت الخيل حافية / سرىً لهم وتركت الليل زيَّافا
من ينثني بغوادي الطير بارحة / لم يثنِ عزميَ زجر الطير عيافا
لاغبَّ عامل ان غبَّ الغمام حياً / غيثٌ دلوح يصوب المزن وكَّافا
وفي الهوادج من تلك الحدوج مها
وفي الهوادج من تلك الحدوج مها / هيفاء ضمَّ عليها درعها الهيفا
جاءت وملء فضول الريط دعص نقاً / يكاد ينهال في ابرادها لطفا
خطَّ المصور كالتمثال صورتها / حتى تمثَّل لي ممشوقها الفا
يرتدُّ طرفيَ صفراً من محاسنها / او ان يرود رياض الحسن مقتطفا
كأنما الطرف منها حين تخفضه / مستبدل عوضاً عن اثمدٍ دنفا
غرثانة وسطاً ريانة كفلا / ممشوقة هيفاً مجدولة قصفا
اتبعتها نظر البازي اذا اخذت / براس علياء من رمل الحمى الحقفا
فلا تشم زهو روضٍ للمنى أنفٍ / او أن تشمَّ فتجني الروضة الأنفا
ونازعين من الاوطان قد قطعوا / متن المهامه حتى استوطنوا النجفا
وصارعوا الحب لا شاكين فانكشفوا / عزل التجلد لا عزل الهوى كشفا
كم فيهم ليَ من خلٍّ علقت به / حتى اذا علقت نفسي هواه جفا
سأبعثنَّ بنات البيد تخبط بي / طوراً واخبط فيها الليل معتسفا
توءمُّ ابيض مجبولاً على كرم / صدفت عنه بآمالي وما صدفا
غمر النوال لوفر المال محتقراً / يرى النضار بعيني ناقداً خزفا
رحب الفناء اذا ما جئته تره / بالعز محتبئاً بالمجد ملتحفا
مكلف شيم الأيام ملزمها / بعكس ما سلكته مسلكاً كلفا
خرق تلاعب بالدهر المجدِّ على / تعاقب الدهر ثبت الجاش ما اختلفا
ملازم شرعة المعروف يكلؤها / ما زاغ عن سنن عنها ولا انحرفا
سمحٌ تبرَّع بالاحسان مبتدأً / ثم استقلَّ فاثنى مكثرا سرفا
مغوار يوم طراد شامس قضبا / خواض يوم عجاج غائم سدفا
لِلّه أيَّة جلَّى بالطفوف عرت
لِلّه أيَّة جلَّى بالطفوف عرت / كادت لوقعتها الافلاك ان تقفا
يوماً ابو الفضل جلَّى في عجاجتها / طليق وجهٍ ووجه الشمس قد كسفا
فمرَّ يطعن فيهم فقرة وكلاً / اعارها لأنابيب القنا شنفا
الطاعن الطعنة النجلاء مختلساً / والضارب الضربة الا خدود مختطفا
فالطعن بالرمح شزر خارز لَبباً / والضرب بالسيف هبر خادع كتفا
قوم اذا ازدحم الاقران في ضنَك / اخلت له الخيل في الصفين مزدلفا
جوَّال يوم طراد شامس قضباً / خوَّاض يوم عجاج غائم سدفا
كأنما النقع والارماح مشرعة / في الجحفلين عماداً رافعاً سجفا
كأنما البيض تعلو البيض كادحة / برق تهزَّم يزجي عارضاً قصفا
كأنما الحلق الماذي محتبك / على الكماة حباب الماء حين طفا
ان صرَّحت صحف الباغي بهدنته / محت صحائفه المرقومة الصحفا
او صدّ عنه وظلَّ السلم منتظراً / في الحرب سيان ان اعفا وان دلفا
أن الكمي اذا ماردَّ ثغرته / او راع يطلب غراة فقد زحفا
حسب الشجاع اذا ما كفَّ منكفئاً / حزم يريك به وجه الكمي قفا
رخو العريكة للاجين منخفضٌ / وفي الكريهة يشأو الصلدم الصلفا
قد جرَّبته اعاديه وقد عرفت / غير الأسار وغير المنِّ ما عرفا
كم خالط السيف غلاًّ من نفوسهم / حتى اشتفى غللاً من انفس وشفا
يعطي الورى نصفاً من نفسه ويرى / من خصمه بذباب السيف منتصفا
لم يتركنَّ لهم راساً على جسدٍ / يومٌ اطار به الهامات والقحفا
هل يجزينَّ وجاز الركب معتسفاً / دعوى الخليط الا يا صاحبيَّ قفا
واستنشدا لي يالقِّيتما رشداً / قلباً بقيد حبالات العنا رسفا
ونازعين عن الأوطان قد قطعوا / متن المهامه حتى بارحوا النجفا
قد قارعوا السير لا شاكين فانكشفوا / عزل السآمة لا عزل السرى كشفا
ازور فيهم ابا الفضل المثير ندىً / من فيضه البحر بل والبر قد غرفا
اغر ابلج اقنى الأنف زاهيه / كم دقَّ ساهم انف شامخٍ انفا
لو كان يجدي الفتى عن فائتٍ اسفٌ / لقطَّع المرء فيه عشره اسفا
لسوف ابكيك يا نجل الوصي اسىً / عن مهجة سقطعت او مدمع نزفا
يهيج لي الدمع تبريحاً يصعِّده / عليه حرَّ زفيرٍ معقب لهفا
ماء تحدّر من نار مؤججة / من الف النار بي والماء فأتلفا
ولا ازال عليك الدهر ممترياً / دمعاً سأجريه من عيني دماً وكفا