المجموع : 7
راحُ الهَنا راقَ في نادي المُنى وَصفا
راحُ الهَنا راقَ في نادي المُنى وَصفا / وَأَنجز المَجدُ وَالإقبالُ ما وَصفا
وَأَقبل الطالع المَيمون طائرُهُ / فَاخضر أَيكُ الرضا فيما نشا وَضفا
وَللمسرّة بِالأَحباب كُلُّ بَهاً / وَللحبور بذاك الجَمع جُلُّ صفا
فَالعين في قِرّةٍ وَالقَلب في فَرحٍ / توافقا في سعودٍ نوعُه اختلفا
العين حائرةٌ في حسن ما نظرت / وَالقَلب مبتهجٌ من حسن ما أَلفا
فَيا نَديميَّ هَذا الجَمع مُشرِقَةٌ / أَقمارُه وَدراريه رَقَت شَرَفا
فَبادرا واغنما صفوَ الزَمان فَما / نَرجوه وَالَى وَما نَخشى بِهِ سَلفا
وَعاطياني رَحيقاً يَستهيمُ بِهِ / قَلبُ الحَليم وَيَعشو نَحوه الظُرَفا
حَيث الرِياضُ زَهَت حَيث النَهورُ جَرت / حَيث الحَمام عَلى أَغصانه هَتفا
حَيث الأَهلة تَسعى بِالشُموس عَلى ال / أَملاك في فلكٍ كلَّ المُنى اِكتَنَفا
ساقٍ يسلسل قَبل الشُرب منطقَه / مدامةً وَنَديمٌ بِالنُهى عُرفا
وَجَمعُ شَملٍ وَدهرٌ طائعٌ وَهَوىً / بِالأُنس مكتملٌ حَيث الحَبيب وَفى
فَأَيُّ عذرٍ عَن اللذات يَمنعُنا / يا حلبةَ النُدَما يا عزة الخُلَفا
وَأَيُّ شهمٍ مِن الدُنيا يفاخرُنا / وَنحن نصحبُ عبدَ الخالق بنَ وفا
السَيدَ المجتبى من بيت مكرمةٍ / بَيتِ النبوّة وَالسادات وَالخُلَفا
بَيتٍ دعائمُه مجدٌ وَمَحمدةٌ / وَشَأوُه بِالندى فَوق السُهى وَكَفا
من عنصرٍ كان خَير الخَلق مسندَه / وَنسبةٍ دونَها رَبُّ العُلا وَقفا
وَسوددٍ وَجَلالٍ زانه عِظَمٌ / بقدره الدينُ وَالدُنيا قَد اِعترفا
لا يَنزل المَجد إِلا في مَنازلهم / هَذا المَقال وَسل عن سالفٍ خلفا
تِلكَ المَكارم لا عن كسبِ مكتسبٍ / هَيهات يبلغ جدٌّ ما الإلهُ أَفا
فَيا ابن بنتِ رَسول اللَه معذرةً / من ذي قصورٍ بأمداحٍ لكم كَلِفا
ماذا يقول وَجبريلٌ ممجّدُكم / وَاللَه مادحُكم في قَوله وَكَفى
أَنتُم بقيةُ نور اللَه هَديُكُمُ ال / مقصود في ظُلَم الأَهواء ليس خفا
فيكم عِنايتُه منكم هدايتُه / ما ضل غايتَه من نحوكم عكفا
الدين يشكر وَالدنيا تقرّ بما / أَوليتمو من كمالٍ ظلُّه وَرفا
لَو شاءت الشَمس أن تحكيكم انكسفت / أَو حاول البدر أن يشبهكم انخسفا
هيهات يحصي ثناكم مدحُ ممتدِحٍ / أَو ينفدَ البَحرُ مدّاً وَالفَضا صُحُفا
وَإِنَّما بِكمو تَزهى مدائحُه / فَتُرتَضَى وَلِدُرٍّ تَقصُدُ الصَّدَفا
وَهَذهِ بنتُ فكرٍٍ شاقها لكمُ / إخلاصُ ودٍّ وَقَلبٌ بِالثَنا شُغِفا
وافت تهنّيك إِذ قالت مؤرّخةً / عيدٌ كَبيرٌ بعبد الخالق بنِ وَفا
لا عَيشَ إِلا الهَوى مَع مَن هَويتَ فَلا
لا عَيشَ إِلا الهَوى مَع مَن هَويتَ فَلا / تُهمل سُرورَ التَهاني فاللقا صُدَفُ
وَامضِ الحَياةَ بذي دلٍّ وذاتِ بَهاً / كِلاهُما مَغنمُ اللذّاتُ وَالتحفُ
ما أَحسَن اليَومَ فيهِ الشَمسُ ذو غيدٍ / وَأَبهجَ الليلَ إِذ شَعرُ الدُمَى الزُلَفُ
فَذا إذا ما رَأَتهُ شَمسُه انكسفت / وَتِلكَ مِنها فؤادُ البَدرِ يَنخسف
وَبي من التركِ تيّاهٌ معاطفُه / إِلا عَلى رَحمةِ العُشاقِ تَنعطف
إِذا تَبَسم بَرقٌ من مباسمه / رَأَيتَ أَبصارَنا للحُسن تَنخطف
يَرنو فَتختلف الأَرواحُ خاشِعةً / إِلَيهِ مُهطعةً بِالوَجد تَأتلف
كَم قائلٍ قال لي من ذا الَّذي سَلبت / نُهاك غَمزتُه وَالتائهُ الصلفُ
فَقُلت بي أَغيدٌ يَجفو وَغانيةٌ / تَنأى وَمنكرُ أَحوالي وَمعترفُ
وَلاثغٌ أَهيفٌ بِالراء تيَّمني / في جفنه وَطفٌ في قدّه هَيَف
ناديتُ إني أَرى ذلَّ الهَوى شَرَفي / فَقال دُمتَ لَكَ الإعزازُ وَالشغف
فَيا ذوي العَقل إمّا أَن تعوا فتَفوا / بالعذرِ عَهدي وَإِلا فاقتفوا وَقفوا
فَلا حَياةَ لذي ذوقٍ بلا غزلٍ / وَلا سرورَ إِذا ما العاشِقونَ جَفوا
لو أن قَلبَك مثل القَدّ يَنعطفُ
لو أن قَلبَك مثل القَدّ يَنعطفُ / ما طارَ قَلبي عَلى غُصنٍ بِهِ هَيَفُ
أَو كانَ لحظُك سَهماً غَيرَ منحرف / ما خابَ عَن رَدّه من مهجتي الهدف
أَو كانَ حبُّك شيئاً أَستطيعُ لَهُ / بعضَ التَلافي لما أَودى بي التلف
أَو كانَ صدُّك عبئاً قَد يَقوم بِهِ / صَبرٌ لَما اضطرّني التكليفُ وَالكلف
أَو كانَ جَورُك حُكماً لَست أَنكره / ما بتُّ يا مذنباً بالعذر أَعترف
أَشكو إِلى اللَه من وَجدٍ بِهِ ائتلفت / أَشجانُ نَفسيَ وَالأَحوال تختلف
أَنصفتُ حبَّك من قَلبي ومن عجبٍ / يا عادل القدّ أني لَست أَنتصف
منعتني وَردةَ الوَجنات ناضرةً / وَإِنَّما أَنا بِالأبصار أَقتطف
أَسهرتَني بليال الشعر في شجنٍ / يَطول ليلي وَقَد طالَت بي الزُلَف
جَعَلتَني أَتغنّى بالحنين عَلى / ذاكَ اللقا وَمن الأَحداقِ أَرتشف
يَبيت مطرب وَجدي دَفُّهُ كَبدي / وَيَرقص القَلبُ شَوقاً وَهوَ يرتجف
إِذا اِنجَلى بَدرُ طَيفٍ في سَما فكرٍ / حمته عَنّيَ سُحبُ الدَمع تنذرف
وَإِن بَدَت شَمسُ حُسن الحبِّ في خلَدي / نادَيتُ يا علّ شَمسَ الأُفقِ تَنكسف
وَإِن تَمايل غُصنُ البان في ميسٍ / ناديتهُ فاتَك الإِعجابُ وَالصلَف
وَإِن تنضّر خدُّ الوَردِ قلت لَهُ / هَيهات مِنكَ دَوامُ الحُسنِ وَالتَرَف
وَإِن تَأَلّق برقُ الوَعد في ظُلمِ ال / رَجاء كادَت بِهِ الأَرواحُ تختطف
فَيا رَعى اللَهُ عيناً غَيرَ ساهدةٍ / وَيا وَقى اللَه قَلباً ما بِهِ شغف
إِن المُحبين في حزنٍ وَإِن فرحوا / يَوماً أَذلاءُ في وَجدٍ وَإِن شرفوا
وَتِلكَ سيرةُ من يَهوى وَمصرعُه / لا يَنتهي سلفٌ إِلا اِبتَدى خَلف
فَيا عَواذلَ أَهل الذَوق معذرةً / لا تعذلوهم وَعن جاري الدُموع قِفوا
فَالحُبُّ داءٌ دَفينٌ لَيسَ يدركُه / علمُ الطَبيبِ وَلا يُجدي لَهُ الأَسَف
حتمٌ عَلى كُلِّ ذي ذَوقٍ وَذي أَدَبٍ / ذلُّ الهَوى كَيفما تقضي بهِ الصدف
وَما عَلى النَفس أَن تَهوى الجَمال وَإِن / لام الخليّون من في حبِّهم عكفوا
لا يَعلم الحُبَّ إِلا عاشقٌ دَرِبٌ / لا ما تُنمِّقُه الأَسفارُ وَالصُحُف
وَكَيفَ يَعرفُ لذاتِ الغَرام فَتىً / آدابُه بمقالِ الغَير تنصرف
وَهَل يصحُّ هَوىً إلا لذي سقمٍ / يَقوى عَلى الحُبِّ وَهوَ الوالِهُ الدَّنِف
وَلَيسَ كُلُّ عُيونٍ دَمعُها هدرٌ / وَلَيسَ كلُّ فؤادٍ وَجدُه لَهَف
لا دَمعَ إِلا الَّذي تُجريهِ عَينُ شجي / وَلَيسَ دُرّاً سِوى ما جادهُ الصدف
ما الحُبُّ إِلا ارتباطٌ في مشاكلةٍ / حَيثُ الحَقائق وَالأَرواح تَأتلف
نارٌ تؤجِّجُ ما بين القُلوب لكي / تمزّقَ الحُجبَ عَن وَجدٍ فينكشف
كم شدّد الأَمرَ نونُ الحاجبينِ لما / أَبان مَعنى الهَوى من قدِّه الأَلِف
لامُ العذار وواوُ الصدغ قد جُمِعا / يعلِّمان الترجّي حيث يتّصف
وَإِن تَقدّمَ سينَ الثغرِ ميمُ فَمٍ / ماس القَوامُ بأَمرٍ ليس ينحرف
لَئن يَطُل بعد بُعدي عنكم أَسفي
لَئن يَطُل بعد بُعدي عنكم أَسفي / فَكَم نَأى صاحبٌ عن صاحب وَوَفى
وَكَم تفرّق جمعٌ وَانقضت دولٌ / ذي عادةُ الدَهر وَاسأل غابرَ السلف
وَكَم جَرت أَدمُعٌ قبلي عَلى أَممٍ / فَالحُزنُ متفقٌ في حال مختلف
وَلم تَطُل وَصلةٌ بَل لَم يَطُل أَمدٌ / بَين المُحبين في أنس وَفي تَرف
ألا جَرى الدَهر وَاهتمّت بَوادره / فَغيّرت من جَميع أَومضت بصفي
لِلّه يَوم وَقفنا للوداع وَقَد / عاينت أَدمعه لما رَأى تلفي
وَدّعته وَعُيوني لا تودّعه / وَالصَبر مضطرب وَالقَلب في شغف
وَدّعته وَقصدت البيد معتسفاً / وَقلت راحلتي سيرى وَلا تقفي
قالَت فدتك المَعالي سرتُ لا خَلَفا / خَلّفتَ قلت فؤادي بَينهم خَلفي
قالَت وَهَل أَوبةٌ من بعد رحلتنا / فَقلت أَمّا اللقا حكمٌ عَلى الصَدف
قالَت رَضيت النَوى قَد كُنت تنكرُه / فقلت مثلي يَرى أَن يَجفو حيث جُفي
قالَت وَأَين مَحطُّ الرحل يا أَملي / فَقُلت تحت تراب أَو عَلى شَرف
قالَت صُروف الرَدى تَخشى بَوادرها / فَقُلت هانَت لعزمٍ غَير منصرف
قالَت يَطول إِذاً هذا النَوى وَغَداً / تَبكيهم فَتزوّد نَظرة الأَلف
فَقُلت إني بربي واثقٌ أَبداً / قَد يَجمع اللَه شَملي قادر وَحفي
وَقُلت سيري فَإِنّ الغَيب محتجبٌ / وَما قَضى اللَه عَنا غَير منحرف
وَسرت لا تسأل الأَحشاء ما لَقيت / ففي ضميريَ سرّ للزمان خفي
واصلتُ غيرَهمُ كي نلتقي وَكذا / يَغوص للدرّ من يرجو عَلى الصدف
ياليت شعري متى تُجدي عسى وَعَسى / أَن يَجمع اللَهُ بين الراجي وَالصدف
أَو أَن أَرى شَمس راحي في يَدي قمري / ذا غير منكسف ذا غير منخسف
أَعزُّ يَومٍ وَأَهنا لَيلةٍ سلفَت
أَعزُّ يَومٍ وَأَهنا لَيلةٍ سلفَت / ما بين إخوان صدق أَو رجالِ صَفا
وَأَضيعُ العُمر ما لم أَقض واجبَه / بهمةٍ لا تَرى عمّا مَضى أَسَفا
وَأَشجعُ الناس من كانت عزيمتُه / مع الحزامة تغنيه عن الحُلَفا
وَأحسنُ الرَأي ما فَوّقتَ أَسهُمَهُ / فَلم تُصب لِسوى ما تَبتغي هَدَفا
ما العَزم عن قوّة إِلا ويقدمه / حَزمٌ وَتبصرةٌ تستوجب الشَّرَفا
بعدتمو وبعدنا والسرور عفا
بعدتمو وبعدنا والسرور عفا / يا ليت شعريَ كيف الودُّ بعدُ صفا
فإن من دأب دهري حيث طال جَفا / لا بُدَّ للدمع بعد الجري أَن يقفا
وهبْهُ ذاب فؤادي عندَه أسفا /
لِلّه بدرٌ أَرى في الليل طرتَه / مسكيةً نفحت بالقلب جمرتَه
بي منه غصن هوت عيناه نصرتَه / وبي غَزالٌ إذا صادفت غرتَه
جنيت من وجنتيه روضةً أُنُفا /
لحاظه تفضح الصمصامَ منصلتا / ولفظُه يزدري بالدرِّ ما نعتا
به نعمت على رغم الزمان فتى / كالبدر مكتملاً كالظبي ملتفتا
كالزهر مبتسماً كالغصن منعطفا /
غمزُ الحَواجب يهدينا لمطلبهِ / تروح أَرواحُنا صرعى تطلُّبِه
لِلّه وجهٌ وَوَجدي من تحجُّبهِ / ما همت فيه ولا هامَ الأنامُ بهِ
إلا غدا الدَهر مشغوفاً به كلفا /
أَبيت والليل يبكيني على أَرق / أخط في الخد خطَّ النفس في الورقِ
فيا خليلي قد نالَ المدى رمقي / أيرتضي الفضل أن أطوي على حرق
وفي مراشفِه اللعسِ الشفاهِ شِفا /
هذا فؤادي نار الوَجدِ تحرقُهُ / وذاكَ جفني جواري الدَمع تغرقُهُ
واللَه مذ راعني عني تفرقُهُ / ما صافح الرَوضُ كفَّ المُزنِ تَرمقُهُ
إلا أرتنا به من خطه صُحُفا /
لا بُد للدَمع بعد الجَري أن يَقِفا
لا بُد للدَمع بعد الجَري أن يَقِفا / فطالما واجدٌ بعد السهادِ غَفا
وما عَلى أَهيفٍ بالدلِّ ممتنعٍ / وهبه ذابَ فؤادي عندَه أَسفا
وبي غَزال إذا صادفتُ غرَّتَهُ / رأَيتُ بدرَ الدَياجي قد سما شَرَفا
وَرب ليل حَبا وصلاً فقمتُ وَقَد / جَنيتُ من وَجنتيهِ رَوضةً أُنُفا
كَالبَدر مكتملاً كالظَبي ملتفتاً / في بعده وَالتَعالي كيفما وَصَفا
كَالرَّوحِ منتَشقاً كَالرُّوحِ معتَنقا / كالزَهر مبتَسماً كالغُصن منعطِفا
ما همتُ فيه ولا هامَ الأنامُ به / فارتدَّ قلبٌ ولا وَجدٌ به انصرفا
وَلَم يَزل حُسنُه يهتاجُ كُلَّ نُهى / حتى غدا الدَهرُ مشغوفاً به كلفا
أَيرتضي الفَضلُ أن أطوي عَلى حرق / أَو أَنني في الهَوى العُذري أَصيبُ شفا
أَم كَيفَ أَمسى عَليك الجسمُ منتهكاً / وفي مراشفه اللعسِ الشفاهُ شفا
ما صافح الرَوضُ كَفَّ المُزن ترمقُهُ / عَينُ الزُهور وَلا رِقَّ الهَوى وَصَفا
ولا كَسى الأَرضَ تطريزُ البَهار بَهاً / إلا أرتنا به من خطِّه صُحُفا