القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 7
راحُ الهَنا راقَ في نادي المُنى وَصفا
راحُ الهَنا راقَ في نادي المُنى وَصفا / وَأَنجز المَجدُ وَالإقبالُ ما وَصفا
وَأَقبل الطالع المَيمون طائرُهُ / فَاخضر أَيكُ الرضا فيما نشا وَضفا
وَللمسرّة بِالأَحباب كُلُّ بَهاً / وَللحبور بذاك الجَمع جُلُّ صفا
فَالعين في قِرّةٍ وَالقَلب في فَرحٍ / توافقا في سعودٍ نوعُه اختلفا
العين حائرةٌ في حسن ما نظرت / وَالقَلب مبتهجٌ من حسن ما أَلفا
فَيا نَديميَّ هَذا الجَمع مُشرِقَةٌ / أَقمارُه وَدراريه رَقَت شَرَفا
فَبادرا واغنما صفوَ الزَمان فَما / نَرجوه وَالَى وَما نَخشى بِهِ سَلفا
وَعاطياني رَحيقاً يَستهيمُ بِهِ / قَلبُ الحَليم وَيَعشو نَحوه الظُرَفا
حَيث الرِياضُ زَهَت حَيث النَهورُ جَرت / حَيث الحَمام عَلى أَغصانه هَتفا
حَيث الأَهلة تَسعى بِالشُموس عَلى ال / أَملاك في فلكٍ كلَّ المُنى اِكتَنَفا
ساقٍ يسلسل قَبل الشُرب منطقَه / مدامةً وَنَديمٌ بِالنُهى عُرفا
وَجَمعُ شَملٍ وَدهرٌ طائعٌ وَهَوىً / بِالأُنس مكتملٌ حَيث الحَبيب وَفى
فَأَيُّ عذرٍ عَن اللذات يَمنعُنا / يا حلبةَ النُدَما يا عزة الخُلَفا
وَأَيُّ شهمٍ مِن الدُنيا يفاخرُنا / وَنحن نصحبُ عبدَ الخالق بنَ وفا
السَيدَ المجتبى من بيت مكرمةٍ / بَيتِ النبوّة وَالسادات وَالخُلَفا
بَيتٍ دعائمُه مجدٌ وَمَحمدةٌ / وَشَأوُه بِالندى فَوق السُهى وَكَفا
من عنصرٍ كان خَير الخَلق مسندَه / وَنسبةٍ دونَها رَبُّ العُلا وَقفا
وَسوددٍ وَجَلالٍ زانه عِظَمٌ / بقدره الدينُ وَالدُنيا قَد اِعترفا
لا يَنزل المَجد إِلا في مَنازلهم / هَذا المَقال وَسل عن سالفٍ خلفا
تِلكَ المَكارم لا عن كسبِ مكتسبٍ / هَيهات يبلغ جدٌّ ما الإلهُ أَفا
فَيا ابن بنتِ رَسول اللَه معذرةً / من ذي قصورٍ بأمداحٍ لكم كَلِفا
ماذا يقول وَجبريلٌ ممجّدُكم / وَاللَه مادحُكم في قَوله وَكَفى
أَنتُم بقيةُ نور اللَه هَديُكُمُ ال / مقصود في ظُلَم الأَهواء ليس خفا
فيكم عِنايتُه منكم هدايتُه / ما ضل غايتَه من نحوكم عكفا
الدين يشكر وَالدنيا تقرّ بما / أَوليتمو من كمالٍ ظلُّه وَرفا
لَو شاءت الشَمس أن تحكيكم انكسفت / أَو حاول البدر أن يشبهكم انخسفا
هيهات يحصي ثناكم مدحُ ممتدِحٍ / أَو ينفدَ البَحرُ مدّاً وَالفَضا صُحُفا
وَإِنَّما بِكمو تَزهى مدائحُه / فَتُرتَضَى وَلِدُرٍّ تَقصُدُ الصَّدَفا
وَهَذهِ بنتُ فكرٍٍ شاقها لكمُ / إخلاصُ ودٍّ وَقَلبٌ بِالثَنا شُغِفا
وافت تهنّيك إِذ قالت مؤرّخةً / عيدٌ كَبيرٌ بعبد الخالق بنِ وَفا
لا عَيشَ إِلا الهَوى مَع مَن هَويتَ فَلا
لا عَيشَ إِلا الهَوى مَع مَن هَويتَ فَلا / تُهمل سُرورَ التَهاني فاللقا صُدَفُ
وَامضِ الحَياةَ بذي دلٍّ وذاتِ بَهاً / كِلاهُما مَغنمُ اللذّاتُ وَالتحفُ
ما أَحسَن اليَومَ فيهِ الشَمسُ ذو غيدٍ / وَأَبهجَ الليلَ إِذ شَعرُ الدُمَى الزُلَفُ
فَذا إذا ما رَأَتهُ شَمسُه انكسفت / وَتِلكَ مِنها فؤادُ البَدرِ يَنخسف
وَبي من التركِ تيّاهٌ معاطفُه / إِلا عَلى رَحمةِ العُشاقِ تَنعطف
إِذا تَبَسم بَرقٌ من مباسمه / رَأَيتَ أَبصارَنا للحُسن تَنخطف
يَرنو فَتختلف الأَرواحُ خاشِعةً / إِلَيهِ مُهطعةً بِالوَجد تَأتلف
كَم قائلٍ قال لي من ذا الَّذي سَلبت / نُهاك غَمزتُه وَالتائهُ الصلفُ
فَقُلت بي أَغيدٌ يَجفو وَغانيةٌ / تَنأى وَمنكرُ أَحوالي وَمعترفُ
وَلاثغٌ أَهيفٌ بِالراء تيَّمني / في جفنه وَطفٌ في قدّه هَيَف
ناديتُ إني أَرى ذلَّ الهَوى شَرَفي / فَقال دُمتَ لَكَ الإعزازُ وَالشغف
فَيا ذوي العَقل إمّا أَن تعوا فتَفوا / بالعذرِ عَهدي وَإِلا فاقتفوا وَقفوا
فَلا حَياةَ لذي ذوقٍ بلا غزلٍ / وَلا سرورَ إِذا ما العاشِقونَ جَفوا
لو أن قَلبَك مثل القَدّ يَنعطفُ
لو أن قَلبَك مثل القَدّ يَنعطفُ / ما طارَ قَلبي عَلى غُصنٍ بِهِ هَيَفُ
أَو كانَ لحظُك سَهماً غَيرَ منحرف / ما خابَ عَن رَدّه من مهجتي الهدف
أَو كانَ حبُّك شيئاً أَستطيعُ لَهُ / بعضَ التَلافي لما أَودى بي التلف
أَو كانَ صدُّك عبئاً قَد يَقوم بِهِ / صَبرٌ لَما اضطرّني التكليفُ وَالكلف
أَو كانَ جَورُك حُكماً لَست أَنكره / ما بتُّ يا مذنباً بالعذر أَعترف
أَشكو إِلى اللَه من وَجدٍ بِهِ ائتلفت / أَشجانُ نَفسيَ وَالأَحوال تختلف
أَنصفتُ حبَّك من قَلبي ومن عجبٍ / يا عادل القدّ أني لَست أَنتصف
منعتني وَردةَ الوَجنات ناضرةً / وَإِنَّما أَنا بِالأبصار أَقتطف
أَسهرتَني بليال الشعر في شجنٍ / يَطول ليلي وَقَد طالَت بي الزُلَف
جَعَلتَني أَتغنّى بالحنين عَلى / ذاكَ اللقا وَمن الأَحداقِ أَرتشف
يَبيت مطرب وَجدي دَفُّهُ كَبدي / وَيَرقص القَلبُ شَوقاً وَهوَ يرتجف
إِذا اِنجَلى بَدرُ طَيفٍ في سَما فكرٍ / حمته عَنّيَ سُحبُ الدَمع تنذرف
وَإِن بَدَت شَمسُ حُسن الحبِّ في خلَدي / نادَيتُ يا علّ شَمسَ الأُفقِ تَنكسف
وَإِن تَمايل غُصنُ البان في ميسٍ / ناديتهُ فاتَك الإِعجابُ وَالصلَف
وَإِن تنضّر خدُّ الوَردِ قلت لَهُ / هَيهات مِنكَ دَوامُ الحُسنِ وَالتَرَف
وَإِن تَأَلّق برقُ الوَعد في ظُلمِ ال / رَجاء كادَت بِهِ الأَرواحُ تختطف
فَيا رَعى اللَهُ عيناً غَيرَ ساهدةٍ / وَيا وَقى اللَه قَلباً ما بِهِ شغف
إِن المُحبين في حزنٍ وَإِن فرحوا / يَوماً أَذلاءُ في وَجدٍ وَإِن شرفوا
وَتِلكَ سيرةُ من يَهوى وَمصرعُه / لا يَنتهي سلفٌ إِلا اِبتَدى خَلف
فَيا عَواذلَ أَهل الذَوق معذرةً / لا تعذلوهم وَعن جاري الدُموع قِفوا
فَالحُبُّ داءٌ دَفينٌ لَيسَ يدركُه / علمُ الطَبيبِ وَلا يُجدي لَهُ الأَسَف
حتمٌ عَلى كُلِّ ذي ذَوقٍ وَذي أَدَبٍ / ذلُّ الهَوى كَيفما تقضي بهِ الصدف
وَما عَلى النَفس أَن تَهوى الجَمال وَإِن / لام الخليّون من في حبِّهم عكفوا
لا يَعلم الحُبَّ إِلا عاشقٌ دَرِبٌ / لا ما تُنمِّقُه الأَسفارُ وَالصُحُف
وَكَيفَ يَعرفُ لذاتِ الغَرام فَتىً / آدابُه بمقالِ الغَير تنصرف
وَهَل يصحُّ هَوىً إلا لذي سقمٍ / يَقوى عَلى الحُبِّ وَهوَ الوالِهُ الدَّنِف
وَلَيسَ كُلُّ عُيونٍ دَمعُها هدرٌ / وَلَيسَ كلُّ فؤادٍ وَجدُه لَهَف
لا دَمعَ إِلا الَّذي تُجريهِ عَينُ شجي / وَلَيسَ دُرّاً سِوى ما جادهُ الصدف
ما الحُبُّ إِلا ارتباطٌ في مشاكلةٍ / حَيثُ الحَقائق وَالأَرواح تَأتلف
نارٌ تؤجِّجُ ما بين القُلوب لكي / تمزّقَ الحُجبَ عَن وَجدٍ فينكشف
كم شدّد الأَمرَ نونُ الحاجبينِ لما / أَبان مَعنى الهَوى من قدِّه الأَلِف
لامُ العذار وواوُ الصدغ قد جُمِعا / يعلِّمان الترجّي حيث يتّصف
وَإِن تَقدّمَ سينَ الثغرِ ميمُ فَمٍ / ماس القَوامُ بأَمرٍ ليس ينحرف
لَئن يَطُل بعد بُعدي عنكم أَسفي
لَئن يَطُل بعد بُعدي عنكم أَسفي / فَكَم نَأى صاحبٌ عن صاحب وَوَفى
وَكَم تفرّق جمعٌ وَانقضت دولٌ / ذي عادةُ الدَهر وَاسأل غابرَ السلف
وَكَم جَرت أَدمُعٌ قبلي عَلى أَممٍ / فَالحُزنُ متفقٌ في حال مختلف
وَلم تَطُل وَصلةٌ بَل لَم يَطُل أَمدٌ / بَين المُحبين في أنس وَفي تَرف
ألا جَرى الدَهر وَاهتمّت بَوادره / فَغيّرت من جَميع أَومضت بصفي
لِلّه يَوم وَقفنا للوداع وَقَد / عاينت أَدمعه لما رَأى تلفي
وَدّعته وَعُيوني لا تودّعه / وَالصَبر مضطرب وَالقَلب في شغف
وَدّعته وَقصدت البيد معتسفاً / وَقلت راحلتي سيرى وَلا تقفي
قالَت فدتك المَعالي سرتُ لا خَلَفا / خَلّفتَ قلت فؤادي بَينهم خَلفي
قالَت وَهَل أَوبةٌ من بعد رحلتنا / فَقلت أَمّا اللقا حكمٌ عَلى الصَدف
قالَت رَضيت النَوى قَد كُنت تنكرُه / فقلت مثلي يَرى أَن يَجفو حيث جُفي
قالَت وَأَين مَحطُّ الرحل يا أَملي / فَقُلت تحت تراب أَو عَلى شَرف
قالَت صُروف الرَدى تَخشى بَوادرها / فَقُلت هانَت لعزمٍ غَير منصرف
قالَت يَطول إِذاً هذا النَوى وَغَداً / تَبكيهم فَتزوّد نَظرة الأَلف
فَقُلت إني بربي واثقٌ أَبداً / قَد يَجمع اللَه شَملي قادر وَحفي
وَقُلت سيري فَإِنّ الغَيب محتجبٌ / وَما قَضى اللَه عَنا غَير منحرف
وَسرت لا تسأل الأَحشاء ما لَقيت / ففي ضميريَ سرّ للزمان خفي
واصلتُ غيرَهمُ كي نلتقي وَكذا / يَغوص للدرّ من يرجو عَلى الصدف
ياليت شعري متى تُجدي عسى وَعَسى / أَن يَجمع اللَهُ بين الراجي وَالصدف
أَو أَن أَرى شَمس راحي في يَدي قمري / ذا غير منكسف ذا غير منخسف
أَعزُّ يَومٍ وَأَهنا لَيلةٍ سلفَت
أَعزُّ يَومٍ وَأَهنا لَيلةٍ سلفَت / ما بين إخوان صدق أَو رجالِ صَفا
وَأَضيعُ العُمر ما لم أَقض واجبَه / بهمةٍ لا تَرى عمّا مَضى أَسَفا
وَأَشجعُ الناس من كانت عزيمتُه / مع الحزامة تغنيه عن الحُلَفا
وَأحسنُ الرَأي ما فَوّقتَ أَسهُمَهُ / فَلم تُصب لِسوى ما تَبتغي هَدَفا
ما العَزم عن قوّة إِلا ويقدمه / حَزمٌ وَتبصرةٌ تستوجب الشَّرَفا
بعدتمو وبعدنا والسرور عفا
بعدتمو وبعدنا والسرور عفا / يا ليت شعريَ كيف الودُّ بعدُ صفا
فإن من دأب دهري حيث طال جَفا / لا بُدَّ للدمع بعد الجري أَن يقفا
وهبْهُ ذاب فؤادي عندَه أسفا /
لِلّه بدرٌ أَرى في الليل طرتَه / مسكيةً نفحت بالقلب جمرتَه
بي منه غصن هوت عيناه نصرتَه / وبي غَزالٌ إذا صادفت غرتَه
جنيت من وجنتيه روضةً أُنُفا /
لحاظه تفضح الصمصامَ منصلتا / ولفظُه يزدري بالدرِّ ما نعتا
به نعمت على رغم الزمان فتى / كالبدر مكتملاً كالظبي ملتفتا
كالزهر مبتسماً كالغصن منعطفا /
غمزُ الحَواجب يهدينا لمطلبهِ / تروح أَرواحُنا صرعى تطلُّبِه
لِلّه وجهٌ وَوَجدي من تحجُّبهِ / ما همت فيه ولا هامَ الأنامُ بهِ
إلا غدا الدَهر مشغوفاً به كلفا /
أَبيت والليل يبكيني على أَرق / أخط في الخد خطَّ النفس في الورقِ
فيا خليلي قد نالَ المدى رمقي / أيرتضي الفضل أن أطوي على حرق
وفي مراشفِه اللعسِ الشفاهِ شِفا /
هذا فؤادي نار الوَجدِ تحرقُهُ / وذاكَ جفني جواري الدَمع تغرقُهُ
واللَه مذ راعني عني تفرقُهُ / ما صافح الرَوضُ كفَّ المُزنِ تَرمقُهُ
إلا أرتنا به من خطه صُحُفا /
لا بُد للدَمع بعد الجَري أن يَقِفا
لا بُد للدَمع بعد الجَري أن يَقِفا / فطالما واجدٌ بعد السهادِ غَفا
وما عَلى أَهيفٍ بالدلِّ ممتنعٍ / وهبه ذابَ فؤادي عندَه أَسفا
وبي غَزال إذا صادفتُ غرَّتَهُ / رأَيتُ بدرَ الدَياجي قد سما شَرَفا
وَرب ليل حَبا وصلاً فقمتُ وَقَد / جَنيتُ من وَجنتيهِ رَوضةً أُنُفا
كَالبَدر مكتملاً كالظَبي ملتفتاً / في بعده وَالتَعالي كيفما وَصَفا
كَالرَّوحِ منتَشقاً كَالرُّوحِ معتَنقا / كالزَهر مبتَسماً كالغُصن منعطِفا
ما همتُ فيه ولا هامَ الأنامُ به / فارتدَّ قلبٌ ولا وَجدٌ به انصرفا
وَلَم يَزل حُسنُه يهتاجُ كُلَّ نُهى / حتى غدا الدَهرُ مشغوفاً به كلفا
أَيرتضي الفَضلُ أن أطوي عَلى حرق / أَو أَنني في الهَوى العُذري أَصيبُ شفا
أَم كَيفَ أَمسى عَليك الجسمُ منتهكاً / وفي مراشفه اللعسِ الشفاهُ شفا
ما صافح الرَوضُ كَفَّ المُزن ترمقُهُ / عَينُ الزُهور وَلا رِقَّ الهَوى وَصَفا
ولا كَسى الأَرضَ تطريزُ البَهار بَهاً / إلا أرتنا به من خطِّه صُحُفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025