المجموع : 18
طافَ الخَيالُ بِأَصحابي فَقُلتُ لَهُم
طافَ الخَيالُ بِأَصحابي فَقُلتُ لَهُم / أَأُمُّ شَذرَةَ زارَتنا أَمِ الغولُ
لا مَرحَباً بِاِبنَةِ الأَقيالِ إِذ طَرَقَت / كَأَنَّ مَحجِرَها بِالقارِ مَكحولُ
سودٌ مَعاصِمُها جُعدٌ مَعاقِصُها / قَد مَسَّها مِن عَقيدِ القارِ تَنصيلُ
أَبلِغ سَعيدَ بنَ عَتّابٍ مُغَلغَلَةً / إِن لَم تَغُلكَ بِأَرضٍ دونَهُ غولُ
أَنتَ اِبنُ فَرعَي قُرَيشٍ لَو تُقايِسُهُم / مَجداً لَصارَ إِلَيكَ العَرضُ وَالطولُ
إِذا ذَكَرتُكَ لَم أَهجَع بِمَنزِلَةٍ / حَتّى أَقولُ لِأَصحابي بِها حولوا
إِختَرتُكَ الناسَ إِذ رَثَّت خَلائِقُهُم / وَاِعتَلَّ مَن كانَ يُرجى عِندَهُ السولُ
وَخادَعَ المَجدَ أَقوامٌ لَهُم وَرَقٌ / راحَ العِضاهُ بِهِ وَالعِرقُ مَدخولُ
وَلا يَزالُ لَهُم في كُلِّ مَنزِلَةٍ / لَحمٌ تَماشَقُهُ الأَيدي رَعابيلُ
إِلَيكَ يَقطَعُ أَجوازَ الفَلاةِ بِنا / نَصٌّ تُشَيِّعُهُ الصُهبُ المَراسيلُ
باتَت تَرامى عَثانينُ القِفافِ بِها / كَما تَرامى بِدَلوِ الماتِحِ الجولُ
يَسأَلنَ عَنكَ وَلا يَعياكَ مَسؤولُ /
مِن عَثرَةِ القَومِ أَن كَنّوا وَليدَهُم
مِن عَثرَةِ القَومِ أَن كَنّوا وَليدَهُم / أَبا فُلانٍ وَلَم يَنسُل وَلا بَلَغا
كَالسَيفِ سُمِّيَ قَطّاعاً وَما ضَرَبَت / بِهِ الأَكُفُّ وَلا في هامَةٍ وَلَغا
قَد هانَ مينٌ عَلى أَفواهِنا فَغَدا / ذو النُسكِ غَيرَ مُبالٍ أَن يَكونَ لَغا
وَأَروَحُ الرِزقِ ما وافاكَ في دِعَةٍ / حِلّاً وَقُسِّمَ في أَيّامِهِ بُلَغا
سَقى دِيارَكَ غادٍ ماؤُهُ نِعَمٌ
سَقى دِيارَكَ غادٍ ماؤُهُ نِعَمٌ / كَالقَرمِ سُدِّمَ فَهوَ الهادِرُ الراغي
وَليُفرِغِ السَعدَ فيها قادِرٌ صَمَدٌ / فَلَستُ أَقنَعُ مِن دَجنٍ بِإِفراغِ
يا لَيتَني لِلحِجاز بالِغ
يا لَيتَني لِلحِجاز بالِغ / وَفيهِ عَيشي يا سَعدُ سائِغ
يُمحى ظَلامي بِنُورِ بَدرٍ / في طَيبَة الطَيِّبينَ بازِغ
مُحَمَّدٌ سَيِّدُ البَرايا / أَفضَلُ فَردٍ في الخَلقِ نابِغ
خاتِمُ رُسلِ الإِلَهِ زَينٌ / لَهُم لَهُ اللَّهُ خَيرُ صائِغ
قَد مُلِئَ الكَونُ مِن هُداهُ / وَكانَ مِن قَبل ذاكَ فارِغ
أَتى بِدينٍ يَهدي وَيُردي / لِكُلِّ دينٍ بِالحَقِّ دامِغ
تِرياقُ تَوحيدِهِ حَياةٌ / لِمَن لَهُ الشِركُ شَرُّ لادِغ
وَهوَ لعَمري حِصنٌ حَصينٌ / مِن كُلِّ ناز وَكُلِّ نازِغ
حَقّاً رَأى اللَّه في سُراهُ / لِلعَرشِ ما طَرفُهُ بِزائِغ
وَعادَ في لَيلَةٍ قَريراً / عَلَيهِ فَضلُ الرَحمَنِ سابغ
يا لَيتَني لِلحجازِ بالِغ
يا لَيتَني لِلحجازِ بالِغ / وفيهِ عَيشي يا سعدُ سائِغ
يُمحى ظَلامي بنورِ بدرٍ / في طيبة الطيّبين بازِغ
محمّدٌ سيّد البرايا / أفضل فردٍ في الخلق نابِغ
خاتمُ رسلِ الإله زينٌ / لَهُم له اللَّه خير صائِغ
قَد ملِئ الكونُ من هداهُ / وَكانَ من قبل ذاك فارِغ
أَتى بدينٍ يهدي ويردي / لكلِّ دينٍ بالحقّ دامِغ
تِرياقُ توحيدهِ حياةٌ / لِمَن له الشرك شرُّ لادِغ
وَهوَ لعمري حِصنٌ حَصينٌ / مِن كلّ نازٍ وكلّ نازِغ
حقّاً رأى اللَّه في سراهُ / لِلعرشِ ما طرفهُ بزائِغ
وَعادَ في ليلةٍ قريراً / عليهِ فضلُ الرحمنِ سابِغ
سَل عَقربَ الصدغِ عَن قَلبي لِما لدغا
سَل عَقربَ الصدغِ عَن قَلبي لِما لدغا / وَاستخبرِ الخدَّ مِن أَيّ الدَم الصبغا
فالجسم أَتلفتَهُ وَالرُوحُ رحتَ بِها / وَقَد رَضينا بِذا لَولا العَذولُ بَغى
أَشكو إِلَيك الهَوى وَالحُسنَ ما صَنعا / قَد أَشغلاني بما تَبغي وَقَد فَرَغا
يا مَن يبلِّغ شَوقي فَوق ما بَلغا
يا مَن يبلِّغ شَوقي فَوق ما بَلغا / مهلاً فبدء غرامي غايةُ البُلَغا
أَتبتغي شُغُلاً بالوجد بَعد كَذا / وَهَل فؤاديَ عن شغل الهَوى فَرغا
إِني لَأَشكو لي الأَغصانِ إِن خطرت / وَأَرقبُ البَدرَ في الظَلماء إِن بَزَغا
وَالقدّ يَطعنُ وَالأَلحاظُ جارحةٌ / حَتّى كَأَنّ الهَوى للعاشقين وَغى
وَما صَفا العَيشُ للعشاق في زَمَنٍ / من طالعٍ مانعٍ أَو عاذل نزغا
كَأَنَّما اللَيل من طُولِ اصطحابهمُ / بحالهم وَحظوظِ المجتدي صُبِغا
كَأَنَّما اليَوم قَد شابَت ذوائبُه / مما يلاقون حَتّى ابيضَّ لا برغا
فَاللَهَ اللَهَ في العُشاق إِنّ لهم / صَبراً تَعفَّى وَوَجداً بِالعَنا ثمغا
فَكَم يقال جنونٌ في الفنون وَكَم / لا يجزعون إِذا جار الهَوى وَبغى
يَستجمعون فنون العشق فهوَ بذا / يمزِّقُ الحُبَّ حَزماً كلما انسبغا
كم يفضح الحبُّ سرّاً وَهو مكتتمٌ / وَيُفحمُ البالغَ المنطيقَ ما نبغا
عجبت للنفس تهوى الحظَّ وهيَ بِهِ / هلكَى وَتَأمل لحظاً طالما جلغا
لا يستقرّ ظَلام اللَوم حَيث تَرى / إِن كَوكَب الأنس من أُفق الهَوى زلغا
إِن قُلت زُر يا حَبيبي زاغ عن صلتي / أَو قُلتُ ما ذاكَ ناداني المُنى لثغا
أَشغِل بحبِّكَ قَلباً لِلهَوى فَرغا
أَشغِل بحبِّكَ قَلباً لِلهَوى فَرغا / وَاحلل براحك كَأساً للطِّلا فَرغا
وَاشرَب بنا خندريساً قَرقَفاً زَلغَت / غَزالةً فَغَزالُ الأنس قَد بَزغا
وَسُلَّ من شُهْبِ لألاءِ الحَبابِ ظُبىً / عَلى الهُمومِ إِذا شيطانُها نَزَغا
وَدُر بها يا نديمي وَاسقني بِطِلاً / شعاعُها من سنا وَجْناتِكَ انصبغا
وَعاطني بنتَ سرغٍ غَرسِ جَدّتِها / حانَ الصفا وَبِأَيدي لُطفِه فَتغا
وَلا تَهب مَن وَشَى عَنّا فَإِنّ لَنا / جَيشاً نَصولُ بِهِ حَيثُ المُدام طَغى
ما يَعرف الرُشدَ مَن عَن ذا السُرورِ غَوى / وَإِن عَوى ما وَعى فَليقتدر بوغى
لا تحبس الراح عنّا فَالهَوى فِرَصٌ / فَرضٌ تداركها فَالعَيشُ قَد بَرغا
وَاشرب وَطِب واسقِ مَن لم يَثنهِ غلطٌ / عَن دركِ ماعرفت من قدرهِ البُلَغا
فَما عَلينا إِذا بِتنا نُشعشعُها / من عاذلٍ لو دَرى أَو لاغبٍ وَلغا
قُم قَد تقاعسَ عنّا العاذلونَ وَخُذ / ما قَد حَبا الدَهرُ وَاسهَر فالعَنا بهغا
فَمَن يحاولْ مدى اللذّات من زَمَنٍ / لا يَشتكي الدَهر في رسغ المُنى رسغا
وَما حَياةُ فَتىً ضلّت عَزائمُه / عَن السرور إِذا أَكدى وَإِن ربغا
راحٌ تُرَوّي الحَشا مِن نُورها بِسَناً / وَقلبُ باغضِها من نارِها ازدلغا
فَاغنَم زَمانَك وَاعلَم أَنَّ باذلَه / قد حاد عن شرعِ أَربابِ الهَوى وَبَغى
وَاعلم بِأَنّك من بَعد الصِّبا نَدِمٌ / إِذا الزَمانُ بِنا حَدَّ النُهى بَلغا
كنا كَأبناء يعقوبٍ وحاسدنا
كنا كَأبناء يعقوبٍ وحاسدنا / يغتال حتى أَمنا ما أَراد نزغْ
فجف منهلُ صفوٍ كان منهمراً / يَروي وغرّب بدرٌ حيثُ قيل بزغْ
وَصرت تضحك للبلوى عَلى ثقة / بِأَنّ دَهرك ما يرجو لديك بلغْ
أنّ المحب وَمن عادى وإن حقرا / عما أَراد فما قلب خلا ففرغْ
وَانظر لبلبل إبراهيم كيف هَوى / بنفسه لجحيمٍ أَجَّجتهُ وَزغْ
يا رب غانية بيضاء تصحبني
يا رب غانية بيضاء تصحبني / من العتاب كؤوساً ليس تنساغُ
أشتاق طرتها أم صدغها ومعي / من كلها طرر سورد واصداغ
كأننا لا أتاح الله فرقتنا / يا لعبة المسك باز تحته زاغ
لِشقْوَتي بِتُّ مُسْتَهاماً
لِشقْوَتي بِتُّ مُسْتَهاماً / بفاتر المُقْلَتَيْنِ لاثِغْ
باكَرَني زائراً، ونادَى: / ها أنا ذا قد أتيتُ زايغْ
قلت له: قد صدقت، كرهاً / فارفُقْ بقلبي، ولا تبالغْ
يا مَنْ إذا سِرُّه صفا لي / أصبحَ من لفظه مُراوِغْ
لا تَحسبوا أَنَّ قَلبي عَن مَحَبَّتِكُم
لا تَحسبوا أَنَّ قَلبي عَن مَحَبَّتِكُم / وَإِن تَمادَيتُم في هَجرِكُم زاغا
رَثَّت مَواثيقُ عَهدٍ كُنتُ أَعرِفُها / وَبَينَنا أَصبَحَ الشَيطانُ نَزّاعا
وَلَستُ آيسُ مِن وَصلٍ أُسَرُّ بِهِ / قَد يَجمَعُ اللَهُ بومَ القَفرِ وَالزاغا
وَسَوفَ أَرقُبُ بَدراً مِن وِصالِكُمُ / يَكونُ في ظُلمَةِ الهجرانِ بَزّاغا
إِذا اِختَبَرتَ بَني الدُنيا وَجَدتَهُمُ / عَقارِباً وَثَعابيناً وَأَوزاغا
وَإِن تَأَمَّلتَ أَخباراً أَتَوكَ بِها / رَأَيتَ زوراً وَرَوّاغاً وَأَوزاغا
ضَلَّت مَكائِدُ أَعدائي مَتى سَمِعوا
ضَلَّت مَكائِدُ أَعدائي مَتى سَمِعوا / بِنابِحٍ في دَمِ الضّرغامِ وَلّاغِ
لولا بُكائي عَلى اِبنٍ خطبُهُ جَلَلٌ / جَعَلتُ أَضحَكَ بِالمِهذارِ وَاللاغي
عَزَّت عَلى الوالِهِ المُعَزّى
عَزَّت عَلى الوالِهِ المُعَزّى / ميتَتُكَ المُرَّةُ المساغِ
غالَبَني الدَهرُ في حَبيبي / وَما رَغَت لِلنّوى رَواغِ
غابَ الهِلالُ السَعيدُ عَنّي / وَأُسكِتَ الجَوهَرُ المُناغي
غَيَّرتِ العَينُ مِنهُ باعاً / أَزهى فَأَزرى بِكُلِّ باغِ
غَذّاهُ ماءُ النَعيمِ لكِن / ذَوى وَمذويهِ غَيرُ باغِ
غَطّاهُ مِن أَنفِهِ وَفيهِ / وَمُقلَتَيهِ دَمُ الدِماغِ
غلالَةً أَضرَمَت غَليلي / حَمراء مَقبوحَةَ الصِباغِ
غَسَلَتهُ إِذ جَرى بِدَمعي / وَكَيفَ أَرقيهِ وَهوَ طاغِ
غَيَّضتُهُ ما اِستَطَعتُ حَتّى / زادَ وَأَفضى إِلى الفَراغِ
غُر يا مُصابي بِهِ وَأَنجِد / كلَّ فُؤادٍ إِليَّ صاغِ
غَربي وَشَرقي تَحَدَّياني / حَتّى بَغى القُربَ كُلُّ باغِ
غيلانُ دانَت لَهُ القَوافي / وَلَم يَصُغ شِعرَهُ مصاغي
غِظتُ حَسودي فَظَلَّ يَلغى / في شَرَفي وَالحَسودُ لاغِ
غَيري يَسوغُ المُحالُ فيهِ / وَالحَقُّ أَولى بِالانسِياغِ
غايَةَ آمالِيَ اِستَجِب لي / أَينَ الَّذي فيكَ مِن بَلاغِ
سلطانُنَا اليومَ طفلٌ والأكابرُ في
سلطانُنَا اليومَ طفلٌ والأكابرُ في / خِلْفٍ وبينهُم الشيطانُ قَدْ نزغا
فكيفَ يطمعُ مَنْ مسَّتْهُ مظلمَةٌ / أَنْ يبلغَ السُّؤْلَ والسلطانُ ما بلغا
ألثغُ بالراءِ زارَ بيتي
ألثغُ بالراءِ زارَ بيتي / فجاءَنا حاسدٌ وأصغى
قلتُ أفقْ فالحسودُ برَّا / قال أفقْ فالحسودُ بغَّا
ألثغ بالراءِ زارَ بيتي
ألثغ بالراءِ زارَ بيتي / فجاءَنا حاسدٌ وأصغى
قلتُ أَفِقْ فالحسودُ برَّا / قالَ أفقْ فالحسودُ بغَّا
أَنورُ وَجهِكَ أَم بَدرُ الدُجى بَزَغا
أَنورُ وَجهِكَ أَم بَدرُ الدُجى بَزَغا / وَلَونُ خَدِّكَ أَم وَردٌ بِهِ صُبِغا
وَريقُكَ العَذبُ أَم راحٌ يذابُ بِهِ / مسكٌ فَمن يَرتَشِفه قَد هَذا ولَغا
وَغُنجُ عَينيكَ أَم سِحرٌ تلقَّفَه / هاروتُ فازداد تَسليكاً بِهِ وَطَغى
ما يَفعلُ السحرُ بِالأَلبابِ ما فَعَلَت / عَيناكَ يا مَن لِتعذيبِ الوَرى فَرَغا
ما هامَ قَلبٌ كَقَلبي في مَحبَّتكم / يَوماً وَلا بلغَ الوَجدَ الَّذي بَلَغا
بَين الضلوعِ وَصبواتي لِساكِنها / سلمٌ وَبَين جُفوني وَالمَنامُ وَغَى
فَلا سَبيلَ إِلى السُلوانِ عَن قَمَرٍ / بَل اَستعيذُ إِذا شَيطانه نَزَغا
عَجِبتُ مِن عَقربٍ في خَدِّهِ لَسَبَت / قَلبي وَما فارَقَت مِن خَدِّه الصُدُغا
وَأَرقمُ الشَعرِ فَوقَ المَتنِ مُضطَرِبا / قَد جاذَبَتهُ أَكُفٌّ كَيفَ ما لَدغا
عَجائِبٌ قَد أَتَتنا مِن مَحاسنِهِ / فَكُلُّ قَلبٍ لذيّاكَ الجَمالِ صَغا