القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 7
تَذكَّرَ المُنْحَنَى فانْهَلَّ مَدمَعُهُ
تَذكَّرَ المُنْحَنَى فانْهَلَّ مَدمَعُهُ / صَبابةً وانحَنَتْ للشَّوقِ أضلُعُهُ
وباتَ من وَلَهٍ يَرعَى النُجومَ فما / دَرى أفي الأرضِ أم في الأُفقِ مَضجَعُهُ
صَبٌّ مَضَى النَومُ من أجفانِهِ فجَرَتْ / في إثرِهِ عَبرةٌ منها تُشيِّعُهُ
إذا سَرَتْ نَسَماتُ الغَورِ خَرَّ لها / وَجداً فكانَ نَسيمُ الرِّيح يَصرَعُهُ
يا لابساً كُلَّ يومٍ ثوبَ زَخرفَةٍ / ألبَستَ مُضناكَ ثوباً ليسَ يَخلَعُهُ
لئِن تَكُنْ نَظْرةٌ جَرَّتْ لهُ ضَررَاً / مُنذُ القديمِ فتلكَ اليومَ تَنفَعُهُ
إذا تَعمَّدَ أنْ ييسلوكَ عارَضَهُ / قلبٌ إليهِ بذاكَ الحِينِ تَرجِعُهُ
وكُلَّما أطبَقَتْ للنَّومِ مُقلَتُهُ / جَفناً بَعَثْتَ خيالاً منكَ يَقرَعُهُ
ما كانَ يَرضَى حديثاً منكَ عن طَمَعٍ / فَصارَ يَرَضى حديثاً عنكَ يَسمَعُهُ
إن كانَ لا يَملِكُ الظَمْآنُ نهلتَهُ / مِن المياهِ فقطرُ الماءِ يُقنعُهُ
آمنتُ بالله ما هذا الهوى فلقد / أذابَ ما ليسَ حَرُّ النَّارِ يلذَعُهُ
لا تَلَبَسِ الدِّرعَ يا شاكي السِّلاحِ إذا / زُرتَ الحِمى فلِحاظُ الغِيدِ تقطَعُهُ
كُلُّ البُدورِ التِّي في الشَّرقِ مَطلِعُها / تَفدِي الأميرَ الذي في الغَربِ مَطلعُهُ
في غَربِ لُبنانَ من أرضِ المَشارِقِ لا / في مَغرِبِ الأرضِ مَنْشاهُ ومَرْبَعُهُ
لهُ الشُّوَيفاتُ بُرجٌ حَلَّهُ قَمَرٌ / لذاكَ كانَ تُجاهَ البَحرِ مَوقِعُهُ
شَهْمٌ يَغارُ على الآدابِ يَجمَعُها / ولا يَغارُ على الدِّينارِ يجمَعُهُ
يسطُو على شَمْلِ بيتِ المالِ مُقتَطِعاً / كأنَّهُ بيتُ شِعرٍ إذْ يُقطِّعُهُ
ردَّ الزَّمانُ لهُ المَجدَ القدِيمَ كما / رُدَّتْ على عَقِبِ الكِندِيِّ أدرُعُهُ
ومَن وَفَى النَّاسَ في ما كان مؤتَمناً / وَفَى لهُ الدَّهرُ في ما كان يُودِعُهُ
تُرَى مَتَى تَشتفي الحُسَّادُ من رَجُلٍ / تُرِيدُ خَفضاً لهُ واللهُ يَرفَعُهُ
إذا قضَى اللهُ أمراً لا يُرَدُّ وإنْ / أجرَى عَطاءً فمنْ في الأرضِ يمَنعُهُ
مَلائِكُ العرشِ تغدو بالسَّلامِ على / مُحمَّدٍ ورِضَى الرَحْمنِ يَتبَعُهُ
هذا الذي بَعَثَ اللهُ الكرِيمُ بهِ / للناسِ حتى يقولوا جَلَّ مُبدِعُهُ
لا تَعجَبوا من سَقامٍ قد تَعَوَّدَهُ / فَمنْ رآهُ يَدُمْ فيهِ تَوَلُّعُهُ
مَنْ كانَ يَشفِي منَ الأوجاعِ مَنظَرُهُ / ولُطُفُهُ كيفَ هذا الدَّاءُ يُوجِعُهُ
لا بُدَّ للضِّيقِ أنْ يَمضي إلى فَرَجٍ / لكنْ لَعلَّ أشَدَّ الضِّيقِ أسرَعُهُ
إذا كَسا اليومُ نَصْلَ السَّيفِ ثوبَ صَدَا / رَجَوتُ أنَّ غَداً لا بُدَّ يَنزِعُهُ
يستجمعُ الشملُ في الدُّنيا وينصدِعُ
يستجمعُ الشملُ في الدُّنيا وينصدِعُ / حتَّى يَليهِ افتِراقٌ ليسَ يجتمِعُ
فخُذ لنفسِكَ حظّاً من احِبَّتِها / من قبلِ ما حَبلُ هذا العيشِ ينقطعُ
نستخدمُ الصُّحْفَ فيما بيننا رُسُلاً / تمضي أحاديثُنا فيها وتُرتَجَعُ
بُعْدُ المنازلِ مع قُربِ القلوبِ لَنا / يُعَدُّ قُرْباً بهِ نحظَى ونَنتَفِعُ
وأوحشُ النَّاسِ بُعداً من نُجاوِرُهُ / دهراً وليسَ لنا في أُنسهِ طَمَعُ
هيَّا ابتدِرْ يا كتابي اليومَ منتجِعاً / ديارَ مصرَ التي تُرجَى وتُنتَجَعُ
وابشِرْ بخيرٍ إذا التقيتَ بها / بِشارَةَ الخيرِ مَن للخير يَصطَنِعُ
يا حَبَّذا مِن أراضيها التي خَصِبَتْ / رِيفٌ ويا حَبَّذا من نيلها تُرَعُ
دارُالحبيبِ حبيبٌ لي أُسَرُّ بهِ / والدَّارُ للأهلِ في حُكمِ الهَوَى تَبَعُ
أهوى زِيارتَها شوقاً وتَعرِضُ لي / دونَ انصرَافِيَ أسبابٌ فأَمتنِعُ
فيها الصَّديقُ الذي يَسقي مَوَدَّتُهُ / طولُ الزَّمانِ فتنمو وهي ترتفِعُ
طالت بهِ فَحسبناهُ لها صِلَةً / كالثَّوبِ قد وَصَلَتْ أطرافَهُ قِطَعُ
طَلْقُ الجبينِ كريمُ النَّفسِ ليسَ لهُ / من كُلِّ مَكرُمةٍ رِيٌّ ولا شِبَعُ
في قلبهِ سُنَنُ التَّقوَى قد اُنطبعت / كالختم في صَفحةِ القِرطاسِ ينطبعُ
حال النَّوَى بين دارَينا وليسَ لهُ / بينَ القلوب مَجالٌ فيهِ يَتَّسِعُ
إن لم أنَلْ نَظرةً من وجههِ فأنا / برُؤيةِ الخطِّ منهُ اليومَ اقتنِعُ
ضاقَ الرِّثاءُ بنا من فرطِ ما اتَّسعا
ضاقَ الرِّثاءُ بنا من فرطِ ما اتَّسعا / كالماءِ طالَ عليهِ الوِرْدُ فانقَطَعا
الموتُ يَنبُعُ يوماً بعدَ ليلتهِ / وليسَ تَنبُعُ ألفاظٌ كما نَبَعا
في كلِّ يومٍ يُقالُ الصُّبحَ وا أسفا / قد ماتَ زيدٌ وعمروٌ في المسا تَبِعا
فوقَ التُّراب جِبالٌ من حِجارتهِ / وتحتهُ مثلُها مِنَّا قدِ اجتَمَعا
النَّاسُ للموتِ صيدٌ ظلَّ يأكلُهُم / نَهْماً ولكنهُ لا يَعرِفُ الشِّبَعا
والأرضُ تبتلِعُ الأجسامَ قاطِبةً / وجوفُها ليسَ يَملاهُ الذي ابتَلَعَا
هَوِّنْ على القلبِ غمَّا فيهِ أو فَرَحا / كلاهما عن قريبٍ يَذهبانِ مَعَا
مابينَ يومٍ وليلٍ نحنُ بينَهُما / تمضي ألوفٌ وننسى كلَّ ما وقعا
قد يزرَعُ الزَّرعَ منا غيرُ حاصدهِ / ويحصُدُ الزَّرعَ منَّا غيرُ من زَرعا
ويَجمعُ المالَ من بالكدِّ حصلَّهُ / دهراً ويُنفِقُهُ غيرُ الذي جَمَعا
اليومَ قد فاتَ إبراهيمَ منزِلَهُ / وضاعَ ما قد بَنى فيهِ وما صَنَعا
وخَلَّفَ الدَّارَ تشكو فَقْدَ صاحِبِها / والمالَ والأهلَ والأصحابَ والتَّبَعا
كانت لياليهِ كالأعيادِ حافلةً / بأوجُهِ الناس مُصطافاً ومُرتَبَعا
تَعشُو الوُفودُ إلى بابٍ لمنزلهِ / لا يَطلُعُ الفجرُ إلاّ وَهْوَ قد قُرِعا
قد كان في طِبِّهِ للنَّاسِ منفعةٌ / فإذا أتى الموتُ ذاك الطِّبُّ ما نَفَعا
وكان يُبرِي مِن النَّاسِ الجِراحَ فهل / يُبري جِراحَ فُؤَادٍ بعدهُ انصَدَعا
مَضَى إلى ربِّهِ الغفَّارِ مُعتمِداً / قُربَ الطريقِ التي فيها إليهِ سَعَى
ما زال سَبَّاقَ غاياتٍ بهمَّتِهِ / حتَّى لقد سبقَ الوقتَ الذي وُضعا
سارت إلى الله تلكَ النَّفسُ تاركةً / جسماً ثَوى في تراب الأرض مُضطَجِعا
كلٌّ إلى أصلهِ قد عاد مُنقلباً / فانحطَّ هذا وهذا طارَ مُرتفِعا
هذا الأميرُ السَّعيدُ الحظِّ تَخدِمُهُ
هذا الأميرُ السَّعيدُ الحظِّ تَخدِمُهُ / مَلائكُ اللهِ حولَ العرشِ تجتمعُ
تقولُ أحرُفُ تأريخٍ تُحيطُ بهِ / إنَّ الشِّهابَ على الأفلاكِ يرتفعُ
يا ليلةً مِن ليالي الطَيِّباتِ بِها
يا ليلةً مِن ليالي الطَيِّباتِ بِها / في دارِ عَبَّاسَ نورُ الحُسنِ قد طَلَعا
قد غابَ فيها ضِياءُ الشَّمسِ عن فَلَكٍ / لكن بتأريخِهِ في أرضِنا لَمعَا
أعطى الأميرُ المجيدُ اليومَ تُربتَهُ
أعطى الأميرُ المجيدُ اليومَ تُربتَهُ / فخراً بهِ افتخرَت لمَّا بها وُضِعَا
قد حلَّ بالجسمِ فيها حينَ جادَ بهِ / لها وبالنَّفسِ أبوابَ السَّما قَرَعا
هذا الشِّهابُ الذي قد كانَ مرتفِعاً / في الأرضِ واليومَ في أوج العُلَى اُرْتَفَعَا
فاكتُبْ على قبرِهِ يا مَن يُؤَرِّخُهُ / قد غابَ عنا شِهابٌ في السَّما طَلَعَا
صبراً بني سَكَزانَ الأَكرَمينَ عَلَى
صبراً بني سَكَزانَ الأَكرَمينَ عَلَى / خَطْبٍ لديهِ فُؤَادُ الصَّخرِ ينَصدِعُ
لقد فَقَدتم كريماً كانَ جوهرةً / بالرُّوحِ تُفدَى ولكنْ ذاكَ يمتَنِعُ
قد سارَ عنَّا مقيماً حيثُ لا كَدَرٌ / ولا بُكاءٌ ولا حزنٌ ولا وَجَعُ
فصافَحَ اللَّحد تأْريخٌ نقولُ بهِ / بين الملائِكِ ميخائيلُ مرتفِعُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025