المجموع : 8
هدَّدتموا بالضنا من ليسَ يرتدع
هدَّدتموا بالضنا من ليسَ يرتدع / هيهات لم يبقَ فيه للضنا طمع
صبًّا تحجب عن عذَّاله سقماً / فاعْجب لمن بعوادِي الضرّ ينتفع
أحبابنا كم أقاسي بعدكم جزعاً / لو كانَ ينفعني من بعدكم جزع
حمَّلتمُ العين يا أشهى العيان لها / من أدمع وسهاد فوق ما تسع
ماءٌ من الجفنِ يغني روح واحدةٍ / كأنما السمّ حقًّا فيه منتقع
يا منعمين بطيفٍ بعد فرقتهم / دعوا التهكم أين الأعين الهجع
كلفتموني مواريثَ الذين قضوا / من الغرامِ فهل للوصلِ مرتجع
وعاذلٍ فيكُم تعبان قلت له / إن كنت أعمى فإني لستُ أستمع
يخادعُ السمعَ والأحشاء قائلةٌ / غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
ليتَ الثغور جلت برقاً له فرأى / سحائب الدمع وجداً كيفَ تنهمع
وربّ ظالمةٍ ما عند مقلتها / لفارشِ الخدّ إلاَّ السيف والنطع
يشكو كما يتشكَّى خصرها سغباً / وجارهُ الرّدف قد أودى به الشبع
كأنما ينقل البين المشتّ لها / دمي فتحمرّ خدَّاها وأمتقع
حثَّت لوشك النوى عيساً تحبّ سرًى / لكنها للأسى بين الحشا تضع
وخادعتنيَ من عرفِ الحمى سحراً / بالريح والعاشق المسكين ينخدع
كفى دلالك إن الصبر طاوعني / وإن قلبيَ من كفَّيك منتزع
لا تبتغي كلماتي اليوم في غزلٍ / فهنَّ لابن عليّ في الثنا شِيَع
والمانح الجزل لا منٌّ ولا ملك / والمانع السرح لا خوفٌ ولا جزع
علا عن المدح حتَّى ما يهش له / كأنما المدح في أوصافِه قزَع
يممْ حماه إذا ما خفت ضائعةً / فبابه بالندى كالصدر متسع
وقلْ لحاسدِه المغرور مت كمداً / ذاك الجناب صفاه ليسَ ينصدع
هيَّا لك الكرم الطائيّ مفترق / للناسِ والسؤدد القيسيّ مجتمع
بابٌ لبذلِ اللهى في كلّ نائبة / مجرَّبٌ وندًى في الجدب منتجع
وسيد بالمعالِي الغرّ مؤتلفٌ / بالحمدِ مشتغلٌ بالمجدِ مطَّلع
جمُّ المناقب يلقى العسر من يدِه / في المحل ما لقيت من علمه البدَع
لو لم يكن نجمه كالسيف منصلطاً / ما راحَ كلّ قرين وهوَ منقطع
يهوى المعالي وأبكارَ الكلام فما / يزال يفرع أعلاها ويفترع
فتوَّةٌ وفتاوٍ لا نظيرَ لها / كأنه في الندى والحكم مخترع
وأنعمٌ قربت عن همَّةٍ بعُدت / كالشمس يدنو سناها حينَ ترتفع
لا عيبَ في لفظه المنظوم جوهرُه / إلاَّ نوافثُ فيها للنهى خدَع
جُنَّ الغمام الذي حاكى مكارمه / أما تراه على وجه الثرى يقع
وقالت السمر من يلقى يراعته / منا فأمست كما قد قيل تقترع
صحَّت إمامة أقلامٍ براحتِه / فأصبحت بخبير الخير تلتفع
تسوَدّ نِقْساً وتجلو كلّ داجيةٍ / فهل هيَ الليل داج أم هي الشمع
يا أشرفَ الخلق أخلاقاً مطهَّرةً / وأفضل الناس إن طاروا وإن وقعوا
إن الجماهيرَ قد ذلَّت رقابهُم / إلى كمالك واسْتوفاهمُ الهلع
لا تسمعنَّ حديثَ القوم في شرفٍ / حديثُ غيرك موضوعٌ ومتضع
وعصبة تدعي علماً وقد جهلت / أنشقت آنافها نكباء تجتدع
حاكوك شخصاً ولكن ما حكوا رشداً / إن المساجد تحكي شكلها البيع
وجحفل لجبّ تطفو غواربه / كأنما تبّع في أثره تبع
ردَّت رداه سهامٌ من دعائك لا / بيضٌ حدادٌ ولا خِطّيةٌ شرع
يا ابن الكرام الأولى في كلّ مكرمةٍ / إن فاخروا فخروا أو قارعوا قرعوا
لا في اليسارِ مفاريحٌ إذا بلغوا / غايات مجدٍ ولا في أزْمة جزع
كم نالَ سعيهمو جدّ فما بطروا / فيه وكم نالهم دهرٌ فما خضعوا
من كلّ أروع للأقلام في يدِه / وللظُّبا في الوغى والسلم مطلع
تزداد والرمح في جنبيه سوْرَته / كأنما زيدَا في أضلاعه ضلع
وملجأ العلم في أوطانه لفتىً / للجودِ والبأس فيه الشهد واللسع
من مبلغٌ عنِّيَ الأهل الذين نأوا / إني نزيلك لا فقرٌ ولا فزع
مطوَّق بهباتٍ ساجعٌ بثناً / ينسي الأوائل ما جادوا وما سجعوا
لي بالجنا الحلو في ناديك مرتفقٌ / وبالندى الغمر مصطاف ومرتبع
نعمَ الفتى أنتَ لا تحنو على نشبٍ / كفَّاه يوماً ولا تبقي ولا تدع
أجديت حالي ولم تسمع شكايته / من بعد ما ضنَّ أقوامٌ وقد سمعوا
وجادَ فكري بنوعٍ من مدائحه / وللمساكين أيضاً بالندى ولع
بحثت عن وصفك الزاكي فنائله / مسلمٌ ومدى علياك ممتنع
ما زلت ترتجع النعمى إليَّ إلى / إن خلت أن شباب العمر مرتجع
وقلت للخاطبِي مدحي بذكرِ ندى / غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
هل لكَ يا أرفع البرايا
هل لكَ يا أرفع البرايا / في قريةٍ شأنها رفيع
قد أحوجت عبدك الليالي / لسفرة أمرها فظيع
لم يستطع مكترى حمار / فكيف للملك يستطيع
هذا وفي حظِّه نزول / نعم وفي رجله طلوع
ليس له طاقة ليجري / إلاَّ إذا فاضت الدموع
فاجْعل له في الأنام شأد / بفرس سوقها بديع
إذا تسمى الجواد بحراً / فبحرها في الفلا سريع
ودمْ مدى الدهر في أمان / يفديكَ أبناؤه الجميع
فحبذا رفدك المعنى / وحبَّذا وقتنا المريع
شهر وفضل وجود كف / ثلاثة كلها ربيع
تفترس الناس في هواها
تفترس الناس في هواها / مالكة للقلوب تدعو
مليحة حجبت وشاعت / فخاب طرسٌ وفاز شمع
عجيبة الإسم قيل خمسٌ / وقيل ستٌّ وقيل سبع
لله طرف الغداة قد همعا
لله طرف الغداة قد همعا / وحملته الليالي فوقَ ما وسعا
بين السّهاد وبين الدمع مقتسم / فيكم فما جفَّ من شوقٍ ولا هجعا
يخادع الشوق طرفي عن مدامعه / إن الكريم إذا خادعته انْخدعا
ويقتضي الهمّ تسهادِي فيا حرباً / من قاتلين على إنسانيَ اجتمعا
سحقاً ليوم النوى ماذا رمى بصري / حتَّى اسْتهلَّ وماذا بالحشا صنعا
وقائلٌ ما الذي أبكاكَ قلت له / شخصٌ رمى بالنوى طرفي فقد دمعا
يا ناصب القدّ عالي الحسن مرتفع
يا ناصب القدّ عالي الحسن مرتفع / فالحبّ ما بين منصوب ومرفوع
جوارحي وكتابي قد نهبتهما / ففي يديك على الحالين مجموعي
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً / محاسناً منه في الأوصاف مبتدَعه
تركت للشوق حرًّا في جوانحنا / فلا خلا منك لا صفّ ولا جمعه
يا شيخ علم وشيخ علم
يا شيخ علم وشيخ علم / فمن عيانٍ ومن سماع
رفعت قدري عطاً ولفظاً / يا سيدي أحمد الرفاعي
جبين سلطاننا المرجى
جبين سلطاننا المرجى / مبارك المطلع البديع
يا بهجة الدهر إن تبدى / هلال شعبان في ربيع