القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 8
نار الإله على الأسرارِ تطلعُ
نار الإله على الأسرارِ تطلعُ / وما لها أثر في القلبِ ينطبع
إذا يحس بأصواتِ اللهيبِ بها / يأتي إليه رجيمُ السمعِ يستمع
والقلبُ حافظه فيه وليس له / إلا العنا فلهذا ليسَ يتضع
فالآل يرفعه طوراً ويخفضه / لأنه بدلٌ منه فيتسع
ضاقَ النطاقُ وضاقَ الشِّبرُ والباعُ
ضاقَ النطاقُ وضاقَ الشِّبرُ والباعُ / عن التجلِّي وأبصارٌ وأسماع
فما يرى نفسَه إلا به فَلَهُ / في كلِّ ذاتِ تراكيبٍ وأطباع
ليس التعجبُ من شخص وعى فدعا
ليس التعجبُ من شخص وعى فدعا / إنَّ التعجبَ من شخصٍ وعى فسمع
إذا أجابَ علمنا أنه رجُل / لما دعا ضامناً لمن دعاه طمع
فقل له ما الذي سمعت منه يقل / ما قلته إنه برقٌ لديه لمع
لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ
لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ / لبرء ما بي من أمراضٍ وأوجاعِ
دعوتني بلسانِ الحقّ تطلبني / إني لما قد دعوتُ السامعَ الواعي
دعوتني وضمنتم ما أسرُّ به / إذا أجبتُ فما خيبت أطماعي
لا تفرحَنَّ بشيءٍ لستَ تعرفه / إنَّ الهوية في المدعوّ والداعي
به سمعت كما به نطقت لذا / قد قام فينا مقامَ الحافظِ الراعي
أنا له تابعٌ ما دام يطلبني / كما أكون إذا أدعو من أتباعي
وليس من شيعي حتى أفوز به / وإنه حين أدعوه من أشياعي
لذا ينزلُ في ألطافِ حكمته / من الذراعِ على التقريبِ والباعِ
فقد تقدّر والمقدار ليس له / وهو الصدوقُ فقد حيرت أسماعي
أين العماءُ ومن حبل الوريدِ أتى / في قربه وإذا ما كنتُ بالساعي
يأتي إليَّ كما قد قال هرولة / والفرقُ يعلم بين المدِّ والصاعِ
إنّ التنزه والتشبيه ملحمة / وتلك خيري الذي أدري وأقطاعي
ما قلتُ إلا الذي قال الإله لنا / في نعته من مقالاتٍ وأوضاعِ
لما أتيت به سوق الكلام أبى / وقال ليس بضاعاتي وأمتاعي
إلا المحدّث والصوفيّ فاجتمعا / والمؤمون وهذا علم اجماعي
إن العقول لها حدٌّ يصرّفها / وليس يعرفُ منه علمُ إبداع
إني أذعت لك العلمَ الغريبَ وما / أنا بصاحبِ إفشاءٍ وإيذاع
إني وجدت الذي بالسير أطلبه / سير الحقائق في سبتي وإيضاعي
لبيك لبيبك من داعٍ بإجماعٍ
لبيك لبيبك من داعٍ بإجماعٍ / والكلُّ أنتَ فأنتَ السامعُ الداعي
فلم يلبك مني غير كونكمُ / أنت اللسانُ بلا خلفٍ باجماعِ
قد صحَّ عنك من الأخبارِ ما نطقتْ / به التراجم عند الحافظِ الواعي
ما إن ذكرتكَ في نفسي وفي ملأ / إلا وكان شفاءً لي من أوجاعي
لم يقص عنك الذي قد صحَّ من خبر / رويته من حديثِ الشبر والباع
لقد تحققته ذوقاً ومعرفةً / من غير شكٍّ ولا قول بإقناع
درَّت لبون مواشيه على جلدي / بكلِّ مرعى وإنَّ الرعي للراعي
ولو طمعت بكوني فيّ دونكمُ / خابتْ لديّ على التحقيقِ أطماعي
أنت اللسانُ وأنت الرِّجل أسعى بها / ولا أقول بأنَّ الناطقَ الساعي
وأنت لي بصرٌ إذ أبصرت به / وأنت سمعي فخذ فضلاً بأسماعي
نطقاً يحققني بمنا يوفقني / وليس يلحقني في الفهم اتباعي
بشرى أسرُّ بها إني من أهم ملكمُ / ولا يطمنه زجري وإرداعي
إني لأشهدُكم وأنت تشهد لي / بذاك في الجبل الراسي وفي القاع
أنتَ العليمُ الذي قسمت اقفزة / حبّ العقولِ فمن مُدٍّ ومن صاعٍ
أمري ظفرت بها في وقتِ قسمتها / وما جعلتُ لها حظاً من اقطاعي
أقطاعنا هي أسماءُ الإله بها / عين النجاةِ لأبصاري وأسماعي
ولا خطوت إلى ما ليس لي قدما / في حالِ وتر ولا في حالِ إشفاع
لذاك ما وردتْ في حقنا كتبٌ / منه تؤدي إلى ردعٍ واقماعِ
أنصفته في الذي قد جاء يطلبنا / بما تقرَّر من سبق بإسراع
تعظيمُ ربِّكَ في تعظيمِ ما شرعا
تعظيمُ ربِّكَ في تعظيمِ ما شرعا / فاصدع فإنَّ سعيدَ القومِ من صدعا
لكن بأمرِ الذي جاءتك شرعته / تسعى على قدمٍ فاشكره حين سعى
فكن مع اللهِ في ترتيبِ حكمتِه / إنَّ الذي مع ربي لا يكون معا
افهم كلامي فإنَّ الفهم اسعدكم / ولا تحد عنه إنَّ العلم قد جمعا
هو الدليلُ عليه لا تذره سُدى / فالهلك في ترك ما الرحمن قد شرعا
العلمُ نصفان نصفٌ ليس يبلغه / فكرٌ لذلك حكمُ الفكرِ قد مُنعا
ونصفُه فصحيحُ الفكرِ يبلغه / وليس منزله مثل الذي سمعا
والكلُّ حقٌّ وما أنصفتُ فيه وما / لذاك ردٌ فمن يدريه قد جمعا
له الكمال فما شخصٌ يقاومه / صنعُ الإله فكشرُ الله بي صنعا
والله لو علمتْ نفسي بمن علمت / لضاقَ عنها وجودُ الخلق ما اتسعا
القلبُ يعرف ربي من تقلبه / مثل الشؤونِ له إنْ سار أو رجعا
والنفسُ تجهلُه من أجلِ شهوتها / وعينُها لفراقِ الحقِّ ما دمعا
لما تعزز عنه باتَ يطلبه / ولو تداني له إليه ما ارتجعا
وقد جرى مثلٌ يدري وصورته / أحبُّ شيءٍ إلى الإنسان ما منعا
العلمُ بالله والعرفانُ لي ولقد
العلمُ بالله والعرفانُ لي ولقد / جمعتُ بينهما شرعاً وما جمعا
فالعلمُ يجمعُ ما العرفانُ يفردُه / في الحد يجتمعان إنْ نظرت معا
ولا يقال بأنَّ الحقَّ يعرفنا / وهو العليم بنا وهكذا شرعا
لا تعلمونهم الله يعلمهم / هذي النيابة مهما كنتَ مستمعا
ولم يقل فيه إن الله يعرفهم / فقل به إن تكن للحقِّ متبعا
إن الأديبَ الذي يمشي على قدر / يوافق الحقَّ إن أعطى وإنْ مَنَعا
قد اقتفى أثرا ما عنده خبر / بمن تفرَّد في التعبير فاخترعا
الله كرَّمه إذ كان فضله / على سواه فلم يسنن ولا ابتدعا
وإن تضاعف فيه الأجر فاستمعوا / ما يستوي مقتد فيه بمن شَرَعا
لولا الشريعةُ كان الشخصُ في عمه / إذا أراد اقترابا بالذي صنعا
فبين الحقِّ ما الألبابُ تجهله / فمقبلٌ قابلٌ لكلِّ ما سمعا
ومعرضٌ عنه في خسر وفي حيد / عن الصوابِ الذي عنه قد امتنعا
إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ
إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ / فكن له يا وليّ اليومَ خيرَ سميع
وما التمستُ سوى مرسوم صاحبه / السيد الطائع المحفوظ خير مطيع
وقد رأيتُ الذي خطت أنامله / من كلِّ معنى جليلٍ قدرُه وبديع
والأمر لله فيه ثم صاحبُه / إن الجنابَ الذي ذكرته لرفيع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025