المجموع : 8
نار الإله على الأسرارِ تطلعُ
نار الإله على الأسرارِ تطلعُ / وما لها أثر في القلبِ ينطبع
إذا يحس بأصواتِ اللهيبِ بها / يأتي إليه رجيمُ السمعِ يستمع
والقلبُ حافظه فيه وليس له / إلا العنا فلهذا ليسَ يتضع
فالآل يرفعه طوراً ويخفضه / لأنه بدلٌ منه فيتسع
ضاقَ النطاقُ وضاقَ الشِّبرُ والباعُ
ضاقَ النطاقُ وضاقَ الشِّبرُ والباعُ / عن التجلِّي وأبصارٌ وأسماع
فما يرى نفسَه إلا به فَلَهُ / في كلِّ ذاتِ تراكيبٍ وأطباع
ليس التعجبُ من شخص وعى فدعا
ليس التعجبُ من شخص وعى فدعا / إنَّ التعجبَ من شخصٍ وعى فسمع
إذا أجابَ علمنا أنه رجُل / لما دعا ضامناً لمن دعاه طمع
فقل له ما الذي سمعت منه يقل / ما قلته إنه برقٌ لديه لمع
لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ
لبيكَ لبيكَ من واعٍ ومن داعِ / لبرء ما بي من أمراضٍ وأوجاعِ
دعوتني بلسانِ الحقّ تطلبني / إني لما قد دعوتُ السامعَ الواعي
دعوتني وضمنتم ما أسرُّ به / إذا أجبتُ فما خيبت أطماعي
لا تفرحَنَّ بشيءٍ لستَ تعرفه / إنَّ الهوية في المدعوّ والداعي
به سمعت كما به نطقت لذا / قد قام فينا مقامَ الحافظِ الراعي
أنا له تابعٌ ما دام يطلبني / كما أكون إذا أدعو من أتباعي
وليس من شيعي حتى أفوز به / وإنه حين أدعوه من أشياعي
لذا ينزلُ في ألطافِ حكمته / من الذراعِ على التقريبِ والباعِ
فقد تقدّر والمقدار ليس له / وهو الصدوقُ فقد حيرت أسماعي
أين العماءُ ومن حبل الوريدِ أتى / في قربه وإذا ما كنتُ بالساعي
يأتي إليَّ كما قد قال هرولة / والفرقُ يعلم بين المدِّ والصاعِ
إنّ التنزه والتشبيه ملحمة / وتلك خيري الذي أدري وأقطاعي
ما قلتُ إلا الذي قال الإله لنا / في نعته من مقالاتٍ وأوضاعِ
لما أتيت به سوق الكلام أبى / وقال ليس بضاعاتي وأمتاعي
إلا المحدّث والصوفيّ فاجتمعا / والمؤمون وهذا علم اجماعي
إن العقول لها حدٌّ يصرّفها / وليس يعرفُ منه علمُ إبداع
إني أذعت لك العلمَ الغريبَ وما / أنا بصاحبِ إفشاءٍ وإيذاع
إني وجدت الذي بالسير أطلبه / سير الحقائق في سبتي وإيضاعي
لبيك لبيبك من داعٍ بإجماعٍ
لبيك لبيبك من داعٍ بإجماعٍ / والكلُّ أنتَ فأنتَ السامعُ الداعي
فلم يلبك مني غير كونكمُ / أنت اللسانُ بلا خلفٍ باجماعِ
قد صحَّ عنك من الأخبارِ ما نطقتْ / به التراجم عند الحافظِ الواعي
ما إن ذكرتكَ في نفسي وفي ملأ / إلا وكان شفاءً لي من أوجاعي
لم يقص عنك الذي قد صحَّ من خبر / رويته من حديثِ الشبر والباع
لقد تحققته ذوقاً ومعرفةً / من غير شكٍّ ولا قول بإقناع
درَّت لبون مواشيه على جلدي / بكلِّ مرعى وإنَّ الرعي للراعي
ولو طمعت بكوني فيّ دونكمُ / خابتْ لديّ على التحقيقِ أطماعي
أنت اللسانُ وأنت الرِّجل أسعى بها / ولا أقول بأنَّ الناطقَ الساعي
وأنت لي بصرٌ إذ أبصرت به / وأنت سمعي فخذ فضلاً بأسماعي
نطقاً يحققني بمنا يوفقني / وليس يلحقني في الفهم اتباعي
بشرى أسرُّ بها إني من أهم ملكمُ / ولا يطمنه زجري وإرداعي
إني لأشهدُكم وأنت تشهد لي / بذاك في الجبل الراسي وفي القاع
أنتَ العليمُ الذي قسمت اقفزة / حبّ العقولِ فمن مُدٍّ ومن صاعٍ
أمري ظفرت بها في وقتِ قسمتها / وما جعلتُ لها حظاً من اقطاعي
أقطاعنا هي أسماءُ الإله بها / عين النجاةِ لأبصاري وأسماعي
ولا خطوت إلى ما ليس لي قدما / في حالِ وتر ولا في حالِ إشفاع
لذاك ما وردتْ في حقنا كتبٌ / منه تؤدي إلى ردعٍ واقماعِ
أنصفته في الذي قد جاء يطلبنا / بما تقرَّر من سبق بإسراع
تعظيمُ ربِّكَ في تعظيمِ ما شرعا
تعظيمُ ربِّكَ في تعظيمِ ما شرعا / فاصدع فإنَّ سعيدَ القومِ من صدعا
لكن بأمرِ الذي جاءتك شرعته / تسعى على قدمٍ فاشكره حين سعى
فكن مع اللهِ في ترتيبِ حكمتِه / إنَّ الذي مع ربي لا يكون معا
افهم كلامي فإنَّ الفهم اسعدكم / ولا تحد عنه إنَّ العلم قد جمعا
هو الدليلُ عليه لا تذره سُدى / فالهلك في ترك ما الرحمن قد شرعا
العلمُ نصفان نصفٌ ليس يبلغه / فكرٌ لذلك حكمُ الفكرِ قد مُنعا
ونصفُه فصحيحُ الفكرِ يبلغه / وليس منزله مثل الذي سمعا
والكلُّ حقٌّ وما أنصفتُ فيه وما / لذاك ردٌ فمن يدريه قد جمعا
له الكمال فما شخصٌ يقاومه / صنعُ الإله فكشرُ الله بي صنعا
والله لو علمتْ نفسي بمن علمت / لضاقَ عنها وجودُ الخلق ما اتسعا
القلبُ يعرف ربي من تقلبه / مثل الشؤونِ له إنْ سار أو رجعا
والنفسُ تجهلُه من أجلِ شهوتها / وعينُها لفراقِ الحقِّ ما دمعا
لما تعزز عنه باتَ يطلبه / ولو تداني له إليه ما ارتجعا
وقد جرى مثلٌ يدري وصورته / أحبُّ شيءٍ إلى الإنسان ما منعا
العلمُ بالله والعرفانُ لي ولقد
العلمُ بالله والعرفانُ لي ولقد / جمعتُ بينهما شرعاً وما جمعا
فالعلمُ يجمعُ ما العرفانُ يفردُه / في الحد يجتمعان إنْ نظرت معا
ولا يقال بأنَّ الحقَّ يعرفنا / وهو العليم بنا وهكذا شرعا
لا تعلمونهم الله يعلمهم / هذي النيابة مهما كنتَ مستمعا
ولم يقل فيه إن الله يعرفهم / فقل به إن تكن للحقِّ متبعا
إن الأديبَ الذي يمشي على قدر / يوافق الحقَّ إن أعطى وإنْ مَنَعا
قد اقتفى أثرا ما عنده خبر / بمن تفرَّد في التعبير فاخترعا
الله كرَّمه إذ كان فضله / على سواه فلم يسنن ولا ابتدعا
وإن تضاعف فيه الأجر فاستمعوا / ما يستوي مقتد فيه بمن شَرَعا
لولا الشريعةُ كان الشخصُ في عمه / إذا أراد اقترابا بالذي صنعا
فبين الحقِّ ما الألبابُ تجهله / فمقبلٌ قابلٌ لكلِّ ما سمعا
ومعرضٌ عنه في خسر وفي حيد / عن الصوابِ الذي عنه قد امتنعا
إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ
إني جعلتُ رسولَ الله خيرَ شفيعٍ / فكن له يا وليّ اليومَ خيرَ سميع
وما التمستُ سوى مرسوم صاحبه / السيد الطائع المحفوظ خير مطيع
وقد رأيتُ الذي خطت أنامله / من كلِّ معنى جليلٍ قدرُه وبديع
والأمر لله فيه ثم صاحبُه / إن الجنابَ الذي ذكرته لرفيع