إن نالني السقم لم يبلغ بي الجزع
إن نالني السقم لم يبلغ بي الجزع / ما قد يعاب ولم يعبث بي الفزع
وما جزعت لنفسي مثلما جزعت / نفسي لغيري وقد هانوا وما جزعوا
كم للعروبة في نفسي مآثمها / والقاهرون لها جان ومنتفع
الحاكمون بلا دين ولا شرف / والغاصبون وأقصى نبلهم طمع
والهازلون بتهريج وقد خلقوا / منه البطولة ألوانا وكم خدعوا
يا لائمي من أدالوا عز أمتنا / خلوا النفاق فأنتم في الأذى شرع
لولاكمو ما استباح العلج عزتنا / ولا استبدت بنا الأوهام والبدع
وما نزال فكم من زمرة شقيت / دستورها الجهل أو دستورها الودع
يوحي لها القات والقناب غفلتها / فما تفيق وما يدنو لها الهلع
وحولها النار بالعدوان صارخة / كأنما ليس فيها اليوم مستمع
يا ليتني مستطيع أن أطهرها / وأن أهز نياما في الردى قبعوا
وأن أحكم سيفا في اصاغرها / الهادميها بما بثوا وما جمعوا
وأن أقطع أذنابا لها مرنوا / على الفجور وقالوا فجرهم ورع
وأن أثير جميع العرب قاطبة / كما يثار إذا ما هوجم السبع
إني لجد حزين حين أرقبها / يودي بها الذئب أو يودي بها الضبع
وحولها للثعالي في بطولتهم / ما لم يعد بعده للخبث متّسع
وكل حولي في شعر أجود به / كما أجود بأنفاسي لمن سمعوا