المجموع : 4
على جَبينك نورُ الحقّ قد سَطَعا
على جَبينك نورُ الحقّ قد سَطَعا / لذاكَ صِرتَ لأهلِ الحقّ مُتّبعا
وَقَد ترفّعت قَدراً في العلى شرفاً / واللّه ذِكرك ما بينَ الملا رَفَعا
طروسُ فضلكَ بين الناسِ قَد نشرَت / علماً وحكماً لمن يبقي الهدى شرعا
قَدِمتَ فالدار أضحت فيك زاهرةً / وفيكَ أصبحَ شملُ العلم مُجتَمِعا
يا قادماً جاء والإقبال يصحبهُ / وحلفهُ النصر والتأييد كان مَعا
ففيكَ روضُ الهنا قد عاد مُبتَسِما / وطائر البِشر في الأغصانِ قد سَجَعا
وَاِستَبشَرت فيكَ أرباب العلوم وقد / أضحى بِوجهكَ عنها الكربُ مُنقَشِعا
يا فرحةً مَلَأت قلبَ الهدى فرحاً / غداةَ نور الحسين الطهر قَد لَمَعا
الحجّة المُقتدى للمسلمين ومن / له المُهيمن جمّ الفضل قد جَمَعا
علّامة علَمٌ في كلّ مشكلةٍ / يَسعى لكي يمحقَ الإلحادَ والبِدَعا
للبيتِ حجّ لكي يقضي فريضتهُ / بالنسكِ مؤتزراً بالزهد مدَّرِعا
لولاهُ ما أنفقَ الحجّاج في عمل / بل إنّما فيه كلّ الشكّ قد رُفِعا
في البيتِ قد طافَ سَبعاً حول كعبتهِ / وفيهِ لبّى مُطيعاً مُحرماً وسَعى
وَفي المدينةِ مُذ أبدى طلاقتهُ / وَالخصم لمّا رآه ثائراً خَضَعا
نَعم كذا عُلماءُ الدين فضلهمُ / للناسِ يبدو فَشُكراً للّذي صنعا
عبد الحسين همامٌ باسلٌ بطلٌ / بِعلمهِ قد سَما للعزّ مرتفعا
له نِجار ذكيّ من دوحة كرمة / ينمى لأكرمِ أصلٍ منهُ قَد فرعا
السادة الأسرة الأمجاد آل طبا / مَن في بيوتهم القرآن قد وضعا
بهِ أُهنّي زعيمَ الدين سيّدنا / المولى أبا حسن مَن للصلاحِ دَعا
أرجو الإلهَ بأن يُبقي سماحتهُ / لكي يعيشَ بهِ الإسلامُ مُنتَفعا
والحجّة الحسن الزاكي الّذي أنا في / وِداده لَم يَزَل قلبي به ولعا
وَالسادةُ الأنجبون الأكرمون ومن / على المكارمِ والأخلاقِ قد طبعا
مَولايَ عُذراً فلا زلتم لنا كَنفاً / وَكهفَ عزّ مدى الأيّام مُمتَنِعا
العلمُ والدين صارا يَبكِيانِ مَعاً
العلمُ والدين صارا يَبكِيانِ مَعاً / غداةَ رُكن عماد الدين قد وَقَعا
حامي الشريعة عنها غاب مُرتَحِلاً / فأصبحَ الدينُ يَبكي بعده جَزعا
مَضى وخلّف في أكبادِنا حرقاً / وأعيُناً دَمعُها كالغيثِ مُنهَمِعا
اللّه كيفَ عمادُ المُسلمينَ هوى / فَمُذ هَوى قلبُ أبناء الهدى اِنصدَعا
قُل للمَدارسِ فلتبكِ عليه أسىً / وَللمَحاريبِ تبكي النسكَ والورَعا
من ذا تشدّ ثغور المسلمين وهل / بغيرهِ مَن يُميت الشركَ والبدَعا
هل للشريعةِ مَن يُرسي قواعدها / فيَغتَدي فيه ليلُ الغيّ مُنقَشِعا
هذا الحُسينُ قضى فالدين يندبهُ / بصوتِ شجوٍ ومنه الطرفُ ما هَجَعا
أَضحى العراقُ لهُ ينعي وما بلد / إلّا وصوّت ناعيه بهِ ونَعى
جِئنا نُعزّي بنيهِ في مصابهمُ / بوالدٍ شانُهُ بين الورى اِرتَفعا
لَنا السلوّ بهم من بعده فهمُ / مَعاشر بهمُ نهج الهُدى شرعا
فيا بني العلم لا زالت مَآثرُكم / تَبقى وشملُ الهدى لا زالَ مُجتَمِعا
للّه درّ أبي الهادي وَما صَنَعا
للّه درّ أبي الهادي وَما صَنَعا / فإنّه خير نهجٍ للهُدى شَرعا
عبد الحسين الأمين الفذّ مَن شَكَرت / يراعَهُ الشرعةُ الغرّا بما صَدَعا
وَقَد تفضّل في تأليفه كتباً / بِها جميع بغاةِ العلمِ قد نفعا
فَكم أحاديث في يوم الغديرِ روى / بمِثلها ما رأى راءٍ وما سَمِعا
يا قارئاً كتبَهُ منها اِلتَقِط دُرراً / ضِياؤها في سماءِ العلمِ قد سَطَعا
واِنظر إلى ما أتى في فَضلِ حيدرة / أبي الأئمّة مَن هُم للوَرى شُفَعا
يوم الغدير الّذي قامَ النبيّ بهِ / مُنادياً كلّ مَن في حفلهِ اِجتمعا
يا قوم مَن كنتُ مولاهُ فإنّ أخي / مولاه طوبى لمَن للمُرتضى تَبِعا
هذا وصيّي ومَن أبقيته لكم / إمام حقٍّ بهِ ديني قد اِرتفعا
جُزيتَ خيراً أبا الهادي لقد ضربت / أقلامكَ الخصم حتّى في الرَدى وَقعا
أوضحتَ ما كانَتِ الأعداء تنكرهُ / فيها قلوبهمُ قد قُطّعَت قطَعا
كَم مرّ عامٌ علينا والعداة بنا / يَستهزِئون فزال الغيّ واِنقشعا
فنَحنُ في غبطة ممّا أتيت به / إذ أن فيه الهدى والحقّ قد جُمِعا
أرجو بقاءك يا زين العلومِ فلا / بَرِحتَ مُشتملاً بالعزّ مُلتفعا
هذا مُحيّاك أم بدر السما طلعا
هذا مُحيّاك أم بدر السما طلعا / أم ذا جبينُك في أفق العلى سَطعا
قَدِمتَ فالطفّ فيك اليوم مبتهجٌ / لما رأى منك نوراً باهراً لمَعا
يا سيّد العُربِ يا من في مفاخرهِ / سادَ الأنامَ علا مرأى ومستمعا
يا اِبنَ الغطارفة الأمجاد من مضرٍ / وَمَن بِهم شيّد الإسلام واِرتفعا
وجدّهم رحمة للعالمين أتى / وَللبريّة ديناً قيّماً شرعا
وجاءَ للدين والأخلاقِ يُرشِدُهم / وفيه أصبحَ شمل العربِ مُجتمعا
ما للعراقِ سِواك اليوم مِن أملٍ / يحمي حِماهُ ويَرعاهُ إذا فزعا
وأنتَ للشعبِ حصنٌ يُستجار به / يذبُّ عنه إذا ما حادثٌ وقعا
في الشرق والغربِ كَم أبقيت مِن أثرٍ / وفيك كَم علَم للمَجد قد رُفِعا
عبد الإله وأنعم فيه من بطلٍ / قدِ اِرتدى بثياب الحزمِ واِدّرعا
ليث له سطوة في الناس قد عُرِفَت / فكلّ ليثٍ لماضي عزمه خَضعا
هو الوصيّ وليّ العهد قد شكرت / بنو العراق أياديه بما صَنعا
كَم جدّ للعربِ يبغي العزّ مُجتهداً / وكَم لمَجدهم بينَ الشُعوبِ سَعى
لوحدةِ العربِ يَسعى طالباً لهم / نيلَ السعادة حتّى شملهم جمعا
وفيصل الملك المحبوب دامَ لنا / سُلطانهُ ولهُ ربّ السماءِ رَعا
قد أشرَقَت في سماءِ الفخرِ غرّته / فصارَ فيها ظلام الغيّ مُنقشعا
وقد تورّث مِن آبائهِ شَرَفاً / سَما على هامة الجوزاءِ مُرتفعا
يا حارسَ التاج والعرش الّذي عَلِقَت / فيه الأماني وعنه الشعب ما اِنقَطَعا
يَرجو لكَ الشعب نَصراً دائماً أبداً / ما غرّد الورق أو طير الهنا سَجعا