أمن أميمة مصطاف ومرتبَع
أمن أميمة مصطاف ومرتبَع / أقوى فشملي غداة البين منصدع
أم دمنة باللوى عفّت مرابعها / يد البلى ومماها الأزلم الجذَعُ
وقفتُ فيها بدمع لست أملكهُ / بريعها وفؤاد ليس يرتدع
أعلّلُ القلب عنكم في تقلّبه / وأخدع النفس لكن ليس تنخدع
ترجو الوصال فما تنفكّ من طمع / يذلّها وهلاك الأنفس الطمع
للّه ليلة طاف الطيف بي فغدا / مورّقا لجفوني حيثما يضع
ألمّ وهنا فسرّى الهم حين أتى / يفري إليّ الدجى والناس قد هجعوا
حنى اغتدى فكأنّي لم أكن أبداً / رقدت والطيف ما ينفكّ يمتنعُ
يا عاذلي في أميم القلب إن لها / عندي منَ الشوق ما قلبي به ترع
لا تعذلني فقلبي غير منجذب / إلى الملام وسمعي ليس يستمع
لله قلب يد البلوى تقلّبهُ / والعاذلون لديه في الهوى شيع
في قضبة الحب لا ينفكّ في ولهٍ / بالمالكية مغرى مغرم ولع
بانوا فما التذ جفني بعد بينهم / طعم الرقاد وجنبي ليس يضطجع
يا جيرة الحي جودوا لي بطيفكمُ / إني به في ظلام الليل أنتفع
وكيف أرجو طروق الطيف بعد كرى / مشرّد عن جفونٍ ليس تجتمع
أقول للركب يبغون الندى فهم / بظهر يهماء مرت سبب سرعُ
يواصلون السرى بالسير لا فرق / يعروهم بنوا حيها ولا هلَعُ
عوجوا فجرد جمال الدين منسكب / كالغيث تروي به الأقطار والبقع
حيث الندى بفنا الحدباء متصل / من كفّه والروى بالبأس منقطع
من كان اضحى بصرف الدهر مضطلعا / فبا لمعمّر صرف الدهر ينفدع
أعطى فلبس السحاب الجون يدركهُ / كلا ولا راغب في الغيث ينتجع
فجودهُ دائم التسكاب متّصل / والغيث جيأته في عامنا دفعُ
قد سنّ من جوده بين الورى سننا / أضحى الورى وهمُ من دونِها ضلَعُ
مولىً إذا قصّر الأمجاد عن دركٍ / للمكرمات غدا يعلو ويفترع
يا ابن النبي وأنى عدّ من شرفٍ / يوم الفخار فبالمبعوث ترتفع
إذ جدّك المصطفى والأم فاطمة / وصيد الدمن ذا الورى نصعوا
قوم بدينهم وإن الأنام فلا / هدى سوى الدين والشرع الذي شرعوا
بيت الإله فبالتعظيم حصّصه / ومهبط الوحي فيهم ليس يمتنع
قوم لهم كون الله الورى شرفا / إن نوطقوا أفحموا أو قوتلوا اشجعوا
او يذكر الفضل كان الفضل فضلهم / فالعلم والحلم والايمان والورع
بدينهم ذلّ اهل الشرك قاطبةً / حقّا وحطّمتِ الصلبان والبيعُ
قوم تضمّنت الآياتُ وصفهمُ / فلا ثناء لهم في الناس يبتدَعُ
الموثرون على الجلّى وقد طرقَت / والباذلون الندى والناسُ قد صقعوا
والقائمون الدجى والناس قد رقدوا / والصائمون قلا ريّ ولا شبَعُ
خسراناً لسعيكم / إذ لم يزل منكم التضليل والبدع
نازعتم الحق وهم / بالحق للدين والايمان قد طبعوا
من رام أن يجتني مجدا كمجدهم / كان الشقيّ ولم يصنع لما صنعوا
ما كلّ من يتعاطى المجد يدركهُ / إذ ليس من دونه مستورد شرعُ
زكت أرومتهم إذ عُظّموا شرفاً / على الورى فحكاهم منهم التبَعُ
فيا لمعمّر قد شيدت مناقبُهم / ذي المكرمات فلا وانٍ ولا ضرَعُ
يا من إذا ما ادعت علياه منقبةً / فالشاهد اللَه والأملاك تستمعُ
لولا التحاسد من برء ومن ألمٍ / لم يأت نحوك مسروراً بك الوجعُ
لو أن علمك أضحى في الورى لفدا / كل من الناس نحو الغيب يطلّع
أو كان للشمس نور منك ما أفلت / ولا اعتراها كسوق لا ولا قمَعُ
غيةٍ أبا طالبٍ طوقتني نعماً / ظلَلتُ عن شكرها أعيا وأنقطع
يمّمتكم بولاء لا يدنّسه / لبس وود وثيق ليس ينصدعُ
ولا أزال وإن شطّ المزارُ بنا / أصفيكمُ الوُدّ منّي بلهَ ما أسَعُ