المجموع : 7
الأرضُ تنقصُ من أطرافها أبداً
الأرضُ تنقصُ من أطرافها أبداً / لكن كنيزة طولَ الدهر تتَّسعُ
لها حِرٌ واسعٌ لا شيءَ يُشبِعُهُ / كحوتِ يُونسَ مهما شاء يبتلعُ
تفسُو لتقطع عنا نتن نكْهتها / عند الغناء ولكن ليس ينقطعُ
وفي الفُساء لعمرُ اللَهِ مقطعةٌ / لكل نتنٍ ولكنْ أمرُها شنعُ
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلتُ لهم
قالوا هجاك أبو حفصٍ فقلتُ لهم / لا شبَّ قرنُ أبي حفص ولا زُرعا
لئن هجاني وفرطُ الجهِل أوقعه / لقد تزوَّج أيضاً بعدمَا صلعا
قد قلتُ إذ قيل قد زُفَّت حليلتُه / صبراً كأني بقرن الشيخ قد طلعا
طلَّقتُها منه إن عفَّتْ له أبداً / ما أبصرت منه ذاك المنظر الشَّنِعا
أقبح بوجهِ أبي حفصٍ وعفَّتِها / هذان شيئان لا واللَهِ لا اجتمعا
لخالد بيت سوء مثل ساكنه
لخالد بيت سوء مثل ساكنه / بلعنة الله محفوف الترابيع
يأوي إليه نُسَيَّاتٌ له مُجُنٌ / سَلينَ بالفسق همَّ العريِ والجوعِ
من كل بيضاء ما في وصلها طمع / لطامع بل رجاء غير مقطوع
لا يتقين بأيديهن مس يدٍ / لكن بأرجلِ سمحاتٍ مطاويع
لطرفها وهو مصروف كموقعه
لطرفها وهو مصروف كموقعه / في القلب حين يروع القلب موقعُهُ
تصد بالطرف لا كالسهم تصرفه / عني ولكنه كالسهم تنزعُهُ
ونزعها السهم من قلبي كموقعه / فيه وكل أليم المس موجِعُهُ
قالوا هجاك أبو حفص فقلت لهم
قالوا هجاك أبو حفص فقلت لهم / تأنَّ في بيته من سوف يردعُهُ
ما حاز منزله عرساً ولا أمة / إلا ومن أجل هجوي سوف يصفعه
هبك الفرات الذي بالروم مطلَعُهُ
هبك الفرات الذي بالروم مطلَعُهُ / أليس والدجلة العوراء تقطعُهُ
من أنت يا من أبوه نصف ساقية / من باشِكوتى وكيف الأرض ترضعه
أما رضيت بأن تحظى ببيدرة / من كوخ مصلحة بالقلس تذرعه
حتى وليت رقاب الناس كلهم / من شئت تخفضه منهم وترفعه
قالوا هجاك أبو المزّاق قلتُ لهم
قالوا هجاك أبو المزّاق قلتُ لهم / ولم هجاني فقالوا للذي بلَغَهْ
أنهى إليه نصيحٌ غيرُ متَّهمٍ / أن قد تركتَ مغيضَيْ عرسِه ردغه
فقلت ما ناك مثلي مثل زوجته / لكن إخال عدواً كاشحاً نزغه
وما أراه على حال تعف له / أنثى ولو حمقت حتى تكون دُغَه
تالله تغنى بذاك القرد غانيةٌ / وإن أجدَّ لها ثوباً وإن صبغه
لا يهجونِّي فإني لستُ هاجيَه / ولا يرى ذاك مني أو يرى صُدُغَه
وما امتهاني به شعري وخلقتُه / تهجوه عني وعن غيري بكل لُغه
سيان عندي أنالتني عضيهته / أم مص بظر التي أدته أم مضغه
لا تعجبوا أن طول الصفع هوَّسَه / بل اعجبوا أن طول الصفع ما دمغه
أبيهقيٌّ تقول الشعر في زمني / أولى له ما لمثلي تنبغُ النَبَغه
لئن تصدَّى لنابَي حيَّةٍ ذكرٍ / نضناضة لا يبلُّ الدهر من لدغه
لما أدلَّ بمجلود ولا كرم / لكن بعرض طويل الهون قد دبغه
هاجيك يا نائك الحولاء في حرج / ما قتلُه وزغاً يأوي إلى وزغه
أراه حيّاً وإن طال النقيق به / أقلَّ منه إذا ما فادغٌ فَدَغه
يحمي من القتل أوزاغاً تنق لنا / دمٌ لهنّ يعاف الكلبُ أن يَلِغَه