وَساجِعٍ في فُروعِ الأَيكِ هَيَّجَني
وَساجِعٍ في فُروعِ الأَيكِ هَيَّجَني / لَم أَدرِ لِم ناحَ مِمّا بي وَلِم سَجَعا
أَباكِياً إِلفَهُ مِن بَعدِ فَرقَتِهِ / أَم جازِعاً لِلنَوى مِن قَبلِ أَن تَقعا
يَدعو حَمامَتَهُ وَالطَيرُ هاجِعَةٌ / فَما هَجَعتُ لَهُ لَيلاً وَلا هَجعا
مُوَشَّحٌ سُندُساً خُضرٌ مناكِبُهُ / تَرى مِنَ المِسكِ في أَذيالِهِ لُمَعا
لَهُ مِنَ الآس طَوقٌ فَوقَ لَبَّتِهِ / مِنَ البَنَفسَجِ وَالخيريِّ قَد جُمِعا
كَأَنَّما عَبَّ في مُسوَدِّ غاليَةٍ / وَحَلَّ مِن تَحتِهِ الكافورُ فانتَقَعا
كَأَنَّ عَينَيهِ مِن حُسنِ اِصفِرارِهِما / فَصّانِ مِن حَجَرِ الياقوتِ قَد قُطِعا
كَأَنَّ رِجلَيهِ مِن حُسنِ اِحمِرارِهِما / ما رَقَّ مِن شُعَبِ المَرجانِ فاِتَّسَعا
شَكا النَوى فَبَكى خَوفَ الأَسى فَرَمى / بَينَ الجَوانِحِ مِن أَوجاعِهِ وَجَعا
وَالريحُ تَخفِضُهُ طوراً وَتَرفَعُهُ / طوراً فمُنخَفِضاً يَدعو وَمُرتَفِعا
كَأَنَّهُ راهِبٌ في رأَسِ صَومَعَةٍ / يَتلو الزَبورَ وَنَجمُ الصُبحِ قَد طَلَعا