المجموع : 3
يا ربَّ لَيلةِ سَعدٍ باتَ يَطرقُني
يا ربَّ لَيلةِ سَعدٍ باتَ يَطرقُني / فُجاءةً عِند ذي الفَخرينِ مَطلَعُهُ
ما كانَ في مَولِدي ذكرٌ فأعرِفُه / مِنه ولا في مَواعيدي تَوقُّعُهُ
فلستُ أدري وما أمسَيتُ أبصرُه / أتمَّ في الفَضل أم ما بتُّ أسمَعُهُ
لا خلَّص اللَّهُ قَلبي من يَديكَ فكم
لا خلَّص اللَّهُ قَلبي من يَديكَ فكم / عذلته في الهَوى جَهدي فَما سَمِعا
ما غرَّهُ منكَ إلا ما سُميتَ بِه / فحينَ خالفتَ ما تُسمى بهِ وَقَعا
لا زلتُ أسعَى به سَعيَ الوُشاةِ بِنا / لأنَّه بكرى عَيني إليكَ سَعى
لا قلبَ إلا كَقَلبي ليسَ يأيسُ إن / آيَستُه فَإذا أطمَعتُه طَمِعا
أصارَ يألفُ فيضَ الدَّمع مَدمَعُه
أصارَ يألفُ فيضَ الدَّمع مَدمَعُه / أم الأسى عن جميلِ الصَّبرِ يَردَعُهُ
قد كانَ مُجتَمَع الأَسرارِ كاتِمَها / ففرَّقت عينُهُ ما كانَ يَجمعُهُ
وكلَّما رامَ منعَ الدَّمع عارَضَهُ / في منعِه عارِضٌ للشوقِ يمنعُهُ
كأنَّه ذو قلوبٍ في الهَوى كَثُرت / وكلّ يَومٍ له قَلبٌ يودِّعُهُ
ما حبلُ وَصلٍ تَراهُ الدهر متَّصلاً / إلا ولا شَكَّ أنَّ البَينَ يَقطعُهُ
ولا نَرى نورَ شمسٍ في الوَرى طَلعَت / إلا ومِن عِند شَمسٍ كانَ مطلعُهُ
لهاشمٍ في النَّدى سَبقُ الرهانِ كَما / للناصِح بن عليٍّ مِنهُ أسرعُهُ